اقطعوا النفط والغاز فوراً يتوقف العدوان على غزة
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
اقطعوا النفط والغاز فوراً يتوقف العدوان على غزة
لن يتحمل العالم موجة تضخم جديدة يشعلها قطع مصادر الطاقة الأساسية عنه.
السيناريو سبق وأن تمت تجربته وأثبت نجاحاً منقطع النظير، ولنا في عام 1973 عبرة.
الفرصة متاحة أمام العرب لإعادة كتابة التاريخ بل وصناعته بقرار واحد وهو قطع النفط والغاز عن أسواق العالم.
لم تظهر مواقف جادة تشير إلى أن العرب والدول الإسلامية المصدرة للنفط ماضية في استخدام هذا السلاح الفاعل، كل ما رشح هو موقفان خجولان!
* * *
إذا كان الحكام العرب صادقين في مساندة القضية الفلسطينية ورافضين حقا العدوان الإسرائيلي الإجرامي على غزة، فعليهم فورا وقف صادرات النفط والغاز، وقطع تدفق الطاقة بلا تردد عن أسواق العالم، ومعها وقف واردات سلع ومنتجات الدول الداعمة للاحتلال.
هنا تتوقف الحرب على غزة فورا ويتوقف جيش الاحتلال عن ارتكاب المزيد من المجازر بحق أطفال ونساء وعجائز قطاع غزة، لأن العالم ليس في حمل اندلاع موجة تضخم جديدة ناتجة هذه المرة عن حدوث قفزات في أسعار النفط والغاز والمنتجات البترولية من بنزين وسولار.
وليس في مقدوره تحمل أسعار نفط تتجاوز 100 دولار، وربما أكثر وفق تحذيرات صادرة عن البنك الدولي، والذي حذر يوم الأربعاء من أن "أسعار النفط قد ترتفع إلى أكثر من 157 دولارا للبرميل إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
ومن الممكن أن تؤدي الحرب طويلة الأمد في المنطقة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الطاقة والأغذية، بعد عام واحد فقط من ارتفاع الأسعار بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا".
طبعاً، القرار ليس سهلا من وجهة نظر تلك الحكومات والأنظمة، لأنه سيجري الحديث وقتها عن ضرورة مراعاة المصالح الاقتصادية العليا للدول، وعن احترام الصفقات والتعاقدات والالتزامات التصديرية، وعن مخاطر قطع صادرات النفط على أسواق الصرف وإيرادات الدولة، لكن حماية الأمن القومي العربي ودعم القضية الفلسطينية تفوق تلك الاعتبارات.
كما أن ، ففي ذلك العام تم استخدام النفط سلاحا سياسيا ضد الاحتلال الإسرائيلي والدعم الغربي القوي له في مواجهة مصر وسورية ولبنان، وتم فرض حظر نفطي عربي على الغرب لأول مرة.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول، قرر الزعماء العرب حظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل، بهدف بلورة سياسة عربية موحدة إزاء القضايا القومية المشتركة الكبرى، والضغط على المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
وفرض سلاح النفط نفسه وبقوة في المفاوضات الجارية بعد انتهاء حرب أكتوبر. وكتبت يوم 15 أكتوبر الماضي مقالا تحت عنوان "ماذا لو قطع العرب صادرات النفط والغاز؟"، قلت فيه إن العرب إذا ما أرادوا أن يضعوا حدا لحرب دولة الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية على غزة، فلا بد من قطع صادرات النفط والغاز. وعددت وقتها أهمية تلك الخطوة، خاصة مع قوة العرب في سوق النفط العالمية من حيث الإنتاج والتصدير والاحتياطيات المؤكدة.
إلا أنه ومنذ ذلك الوقت لم تظهر مواقف جادة تشير إلى أن العرب والدول الإسلامية المصدرة للنفط ماضية في استخدام هذا السلاح الفاعل، كل ما رشح هو موقفان خجولان، الأول صادر من ليبيا حيث هددت الدول الغربية الداعمة لحرب إسرائيل على غزة بإيقاف صادرات النفط والغاز الليبي إلى أسواقها حتى وقف العدوان على القطاع، وطالب مجلسا النواب والدولة الليبيان بوقف تصدير النفط الليبي إلى الدول الداعمة للعدوان الإسرائيلي، وطرد سفراء هذه الدول من ليبيا.
وقال الناطق باسم مجلس النواب عبدالله بلحق في بيان الأربعاء: "نطالب الحكومة بوقف صادرات النفط والغاز إلى الدول الداعمة لإسرائيل في حال لم تتوقف المجازر الإسرائيلية". والثاني صادر عن إيران، فقد دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إلى وقف صادرات النفط والغذاء إلى دولة الاحتلال، قائلا: "ما يجب على الحكومات الإسلامية أن تصر عليه هو ضرورة وقف قصف غزة فوراً وإغلاق طرق تصدير النفط والسلع للكيان الصهيوني".
وسبق أن طالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عُقدت في السعودية، قبل أسبوعين، بـ"فرض حظر فوري وكامل على النظام الصهيوني من قبل الدول الإسلامية، وتطبيق حظر نفطي على النظام".
لكن على أرض الواقع لا نجد خطوات ملموسة في ملف قطع الغاز والنفط عن الغرب، ما يعني استمرار التواطؤ على غزة وترك شعبها للإسرائيليين، كل ما نجده هو خروج هؤلاء القادة بتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، منها المطالبة بوقف الحرب وفتح المعابر لوصول المساعدات، والتأكيد على أن دولة الاحتلال تخطت الخط الأحمر. إنما أن تأخذ هذه القيادات خطوات عملية وتقطع تصدير النفط والغاز، فهذا لن يحدث حتى الآن.
الفرصة متاحة أمام العرب لإعادة كتابة التاريخ بل وصناعته بقرار واحد وهو قطع النفط والغاز عن أسواق العالم، هنا تدخل دول العالم في أزمة كبيرة خاصة ونحن على أبواب الشتاء، وأوروبا وغيرها من دول العالم بحاجة شديدة إلى كميات كبيرة من مشتقات الطاقة، فهل يفعلها الحكام العرب، ليس من باب إرضاء الرأي العام الغاضب والشعوب المحتقنة، فهذا أمر لا يعنيهم، ولكن من باب تبييض صفحاتهم في التاريخ.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: النفط الغاز طوفان الأقصى العدوان على غزة الحكام العرب أسواق العالم الدول الداعمة تصدیر النفط على غزة
إقرأ أيضاً:
عودة الامال بالدخول الى نادي الدول النفطية ووزير الطاقة يحاور توتال
شهدت الحكومة اللبنانية انطلاقة سريعة في عملها مع عودة الانتظام إلى المؤسسات، إذ "لا تحتمل الأمور المزيد من التأخير"، وفقاً لمصدر وزاري تحدّث إلى "لبنان 24". ومن أبرز الدلائل على هذا النشاط، الزيارة التي قام بها وزير الطاقة جو الصدي إلى باريس في مستهلّ ولايته، حيث استأنف المحادثات مع شركة "توتال إنرجيز" بشأن التنقيب عن الغاز في لبنان، إلى جانب لقائه برئيسة مجلس الإدارة والمديرة التنفيذية للطاقة المتجددة في شركة كهرباء فرنسا "EDF" لمناقشة سبل استفادة لبنان من الخبرات الفرنسية في قطاع الكهرباء.
ويبقى السؤال: هل سيُستأنف التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية بعد توقفه لفترة طويلة؟ وهل حان الوقت لاستئناف العمليات في ظل استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية؟
في هذا السياق، صرّح الخبير في مجال الطاقة والنفط، فريد زينون، لـ"لبنان 24" بأهمية إعادة فتح ملف التنقيب عن النفط والغاز في البحر اللبناني، خصوصاً مع انتظام العمل المؤسساتي. وأشار إلى أن توقف التنقيب سابقاً كان نتيجة قرارات سياسية، مؤكداً اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز والنفط في المياه اللبنانية. وذكر أن شركة "توتال" الفرنسية حصلت بالفعل على ترخيص للتنقيب في البلوك 9 في البحر الأبيض المتوسط، أحد أبرز المواقع الواعدة لاستخراج الموارد الطبيعية.
وأضاف زينون: "يتعين على لبنان جذب استثمارات ضخمة من شركات الطاقة العالمية عبر تقديم حوافز وتشريعات تسهّل عملية الاستثمار". وشدد على ضرورة تهيئة بيئة استثمارية مناسبة كخطوة أساسية لتطوير قطاع الطاقة في البلاد.
أما في ما يتعلق بقدرة البنى التحتية اللبنانية على استيعاب النفط إذا تم استخراجه، فقد أكد زينون الحاجة الماسة إلى تطوير وصيانة مصافي النفط. وأشار إلى أن هذا التطور يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير على قطاع الطاقة، إذ سيُساهم في تقليل الاعتماد على استيراد النفط المكرر وخفض التكاليف، من خلال استيراد النفط الخام بأسعار أقل وتكريره محلياً.
وختم زينون حديثه بالتأكيد على أن وجود النفط في المياه الإقليمية اللبنانية ليس موضع شك، مشيراً إلى أن قرار استخراجه يعتمد بالأساس على الإرادة السياسية وليس العلمية. كما لفت إلى أهمية توفير الاستقرار السياسي والأمني لجذب الشركات العالمية إلى المناقصات وضمان صدقية العملية، ما يُشجع على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "عودة آمنة وطوعية" لـ"الترويكا" الرئاسية إلى قصر بعبدا Lebanon 24 "عودة آمنة وطوعية" لـ"الترويكا" الرئاسية إلى قصر بعبدا 15/03/2025 11:00:47 15/03/2025 11:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 "العودة الحريرية" تبدأ بـ "الاعتراف" Lebanon 24 "العودة الحريرية" تبدأ بـ "الاعتراف" 15/03/2025 11:00:47 15/03/2025 11:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 كرم: "القوات" لا تريد وزارة الطاقة ولا قطيعة مع "التيار" Lebanon 24 كرم: "القوات" لا تريد وزارة الطاقة ولا قطيعة مع "التيار" 15/03/2025 11:00:47 15/03/2025 11:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence" Lebanon 24 خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence" 15/03/2025 11:00:47 15/03/2025 11:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً أصوات قوية تهزّ كفرشيما وعرمون.. ماذا تبيّن؟ (فيديو) Lebanon 24 أصوات قوية تهزّ كفرشيما وعرمون.. ماذا تبيّن؟ (فيديو) 04:53 | 2025-03-15 15/03/2025 04:53:41 Lebanon 24 Lebanon 24 ناصر الدين بحث في تفعيل التعاون مع أطباء الإنتشار Lebanon 24 ناصر الدين بحث في تفعيل التعاون مع أطباء الإنتشار 04:52 | 2025-03-15 15/03/2025 04:52:41 Lebanon 24 Lebanon 24 "حبيب العسكر".. تفاصيل جديدة عن قائد الجيش الجديد Lebanon 24 "حبيب العسكر".. تفاصيل جديدة عن قائد الجيش الجديد 04:45 | 2025-03-15 15/03/2025 04:45:44 Lebanon 24 Lebanon 24 يوم "البيجر".. المخابرات السوريّة أرسلت برقيّة "عاجلة وسريّة" هذا كان مضمونها Lebanon 24 يوم "البيجر".. المخابرات السوريّة أرسلت برقيّة "عاجلة وسريّة" هذا كان مضمونها 04:30 | 2025-03-15 15/03/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في طرابلس.. توقيف مطلوبين للعدالة Lebanon 24 في طرابلس.. توقيف مطلوبين للعدالة 04:24 | 2025-03-15 15/03/2025 04:24:55 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة آخر خبر.. هذا ما ستشهده الكهرباء قريباً Lebanon 24 آخر خبر.. هذا ما ستشهده الكهرباء قريباً 15:15 | 2025-03-14 14/03/2025 03:15:40 Lebanon 24 Lebanon 24 "الله يعين مرتو".. مُعجبة تُعانق راغب علامة وتُقبل يده وهكذا كانت ردة فعله (فيديو) Lebanon 24 "الله يعين مرتو".. مُعجبة تُعانق راغب علامة وتُقبل يده وهكذا كانت ردة فعله (فيديو) 05:15 | 2025-03-14 14/03/2025 05:15:39 Lebanon 24 Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"! Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"! 05:30 | 2025-03-14 14/03/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما طلبه ترامب بشأن لبنان.. تقريرٌ إسرائيليّ يكشف Lebanon 24 هذا ما طلبه ترامب بشأن لبنان.. تقريرٌ إسرائيليّ يكشف 15:50 | 2025-03-14 14/03/2025 03:50:53 Lebanon 24 Lebanon 24 "جيروزاليم بوست": كواليس جديدة عن "تفجيرات البيجر".. مفاجأة في إتصال Lebanon 24 "جيروزاليم بوست": كواليس جديدة عن "تفجيرات البيجر".. مفاجأة في إتصال 16:46 | 2025-03-14 14/03/2025 04:46:06 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب نايلة عازار - Nayla Azar أيضاً في لبنان 04:53 | 2025-03-15 أصوات قوية تهزّ كفرشيما وعرمون.. ماذا تبيّن؟ (فيديو) 04:52 | 2025-03-15 ناصر الدين بحث في تفعيل التعاون مع أطباء الإنتشار 04:45 | 2025-03-15 "حبيب العسكر".. تفاصيل جديدة عن قائد الجيش الجديد 04:30 | 2025-03-15 يوم "البيجر".. المخابرات السوريّة أرسلت برقيّة "عاجلة وسريّة" هذا كان مضمونها 04:24 | 2025-03-15 في طرابلس.. توقيف مطلوبين للعدالة 04:22 | 2025-03-15 نديم الجميّل بعد لقائه جعجع: لضرورة إجراء الانتخابات البلدية في موعدها فيديو حذر من اغتيال ترامب: "نوستراداموس الجديد" يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المُرعبة خلال أسبوع (فيديو) Lebanon 24 حذر من اغتيال ترامب: "نوستراداموس الجديد" يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المُرعبة خلال أسبوع (فيديو) 02:00 | 2025-03-15 15/03/2025 11:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر Lebanon 24 بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر 04:22 | 2025-03-14 15/03/2025 11:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو) Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو) 02:26 | 2025-03-14 15/03/2025 11:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24