صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-16@23:46:57 GMT

مفاوضات جدة: ضرورة تجاوز اتفاق مايو

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

مفاوضات جدة: ضرورة تجاوز اتفاق مايو

 

مفاوضات جدة: ضرورة تجاوز اتفاق مايو

فيصل محمد صالح

التسريبات التي تخرج من مفاوضات جدة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» محدودة جداً، ويبدو أن الوسيطين السعودي والأميركي، ومن انضم إليهما من المنظمات الإقليمية، قد نجحوا في فرض حالة من التعتيم والكتمان على مجريات التفاوض، كما فرض الوسطاء ناطقاً رسمياً باسم المفاوضات، وأقفلوا الباب بالتالي أمام التصريحات المتبادلة بين الطرفين، والتي كانت تقدم أحياناً تصريحات متناقضة بهدف تجيير النتائج لمصلحة أحد الطرفين.

هذا التكتم، مع استمرار التفاوض من دون معوقات أو تهديدات بالانسحاب، وغيرها من تكتيكات تقويض العملية التفاوضية، يقوي من الأمل باحتمالات التوصل لاتفاقات مُرضية يمكن أن توقف الحرب في السودان.

لا يجادل أحد في صعوبة المهمة، ولا في التعقيدات المحيطة بملف الحرب في السودان؛ لذلك فإن غاية ما يتطلع له السودانيون من هذه الجولة هو الاتفاق على وقف طويل لإطلاق النار، والفصل بين القوات، وتجميعها في معسكرات بعيدة عن المواقع المدنية. ولو نجحت الجولة الحالية من التفاوض في وقف الحرب، فإنها ستفتح الباب أمام مناقشة بقية التفاصيل في جولات لاحقة.

لم يكن سهلاً على الجيش السوداني الإعلان عن عودته لطاولة المفاوضات بعد التعبئة الطويلة ضد التفاوض وتوصيفه بالخيانة الوطنية، لذلك فقد ركز الإعلام الموالي للجيش على أن غرض التفاوض هو فقط إلزام قوات «الدعم السريع» بتطبيق اتفاق 11 مايو (أيار) لحماية المدنيين، الذي سبق التوقيع عليه، ثم لم يتم الالتزام به. والحقيقة أن سقف هذا الاتفاق منخفض جداً، ولا يمكن أن تعود المفاوضات بعد توقف خمسة أشهر لتقف عند نقطة ذلك الاتفاق.

هذا الاتفاق، كما يحدد اسمه، كان هدفه حماية المدنيين أثناء الحرب، لذلك فإن كل بنوده كانت متعلقة بوضع المدنيين والمنشآت المدنية ومراكز الخدمات في مواقع القتال، ولم يتوصل وقتها لوقف الحرب بشكل كامل ولا حتى وقف إطلاق النار لفترة زمنية.

ينص الاتفاق على أن مصالح وسلامة الشعب السوداني هي الأولويات الرئيسية، وتأكيد الالتزام بضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات، في حين يتحدث البند الثاني عن مسؤولية الطرفين عن احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان… «بما في ذلك الالتزام بالتمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، ما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين، فعلى سبيل المثال لا ينبغي استخدام المدنيين دروعاً بشرية». كما تحدث عن «الالتزام بحماية المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف، ومراكز الخدمات مثل الماء والكهرباء».

وأكد الاتفاق على ضرورة الامتناع عن أي شكل من أشكال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، بما في ذلك العنف الجنسي بجميع أنواعه. ومعاملة جميع الأشخاص المحرومين من حريتهم بطريقة إنسانية، وتمكين المنظمات الإنسانية الرئيسية من الوصول المنتظم إلى الأشخاص المحتجزين.

وفي نقطة أخرى، أكد على السماح باستئناف العمليات الإنسانية الأساسية وحماية العاملين والأصول في المجال الإنساني، وضمان حرية حركة العاملين في هذا المجال، وعدم التدخل في أنشطة العمل الإنساني. وحدد بند آخر تعيين نقاط اتصال للتعامل مع الجهات الفاعلة الإنسانية لتسهيل أنشطتها، وحدد بالاسم الهلال الأحمر السوداني والصليب الأحمر الدولي.

وختم الاتفاق بنقطة تتحدث عن إعطاء الأولوية للمناقشات الهادفة لوقف إطلاق النار لمدة قصيرة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وهو ما لم يحدث، ومن ثم أعلن الوسطاء تعليق التفاوض لعدم جدية الطرفين.

هذا الاتفاق، كما هو واضح، نتاج مفاوضات الشهر الأول للحرب، ولذلك كان منخفض السقف، وغاية طموحه تنظيم عملية الحرب ومحاولة إلزام أطرافها بآداب وأخلاقيات الحرب المنصوص عليها في القانون الدولي، وتوفير نوع من الحماية للمدنيين. هذا السقف لا يناسب الوضع الحالي الذي انتشرت فيه الحرب في معظم ولايات السودان، مع استطالة أمد الحرب وتفاقم الأوضاع المأساوية للنازحين واللاجئين، وتحويل العاصمة إلى مدينة أشباح.

السقف الحالي الذي يتطلع إليه السودانيون هو وقف إطلاق نار طويل المدى تتزامن معه إعادة توزيع القوات العسكرية بشكل يبعدها عن المناطق المدنية، هذا هو أقل ما يمكن أن يقنع المواطنين المدنيين بجدوى عملية التفاوض، وإمكانية الوصول في المراحل المقبلة لمداخل حل سياسي ينقل السودان لمرحلة جديدة.

الوسومالجيش الدعم السريع السعودية فيصل محمد صالح مفاوضات جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السعودية مفاوضات جدة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مثيرة عن مفاوضات اتفاق التبادل بغزة

#سواليف

كشف مصدر مطلع على مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة للجزيرة نت تفاصيل جديدة ومثيرة عن مجريات مسار التفاوض غير المباشر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي أفضى لإعلان اتفاق تبادل في غزة سيبدأ تنفيذه رسميا ظهر الأحد المقبل.

وقال المصدر إن الوفد الإسرائيلي طلب خلال المرحلة الأخيرة من المفاوضات لقاء مباشرا مع وفد حركة حماس لكنها رفضت.

وأضاف أنه على مدى أسابيع في الجولة الأخيرة ظل الاحتلال يتهرب من تسليم خرائط توضح أماكن الانسحاب والتموضع مع الجداول الزمنية خلال المرحلة الأولى.

مقالات ذات صلة إعلام إسرائيلي: حماس لم تخضع للضغوط وخرجت من الحرب واقفة على قدميها 2025/01/16

كما حاول استنساخ تجربة اتفاق لبنان من زاوية حرية حركة الجيش خلال الاتفاق، ومحاولة التهرب من استحقاقاته.

لكن حماس ظلت -وفق المصدر ذاته- متمسكة باستلام خرائط وأن تكون من ملحقات الاتفاق، والاطلاع عليها وإقرارها قبل التوقيع.

وكادت هذه النقطة تفشل الاتفاق في ظل تعنت إسرائيلي وإصرار وفد حماس.

وفي ظل هذا الموقف من الحركة، أبدى الاحتلال نيته المبيتة للبقاء بعمق 1500 متر داخل القطاع، بما يتداخل مع التجمعات السكانية واعتمادا على الخرائط الجديدة للقطاع التي تظهر نسف الاحتلال للعديد من التجمعات القريبة من الحدود والتي تقع في هذا العمق المطلوب.

في المقابل، أصر وفد حماس على عمق لا يزيد عن 500 متر (في المرحلة الأولى فقط، والانسحاب الكامل في المرحلة الثانية)، ومع تشبثه بتراجع الاحتلال في الأيام الأخيرة إلى ألف متر، ثم 800 متر، واستقر الاتفاق أخيرا على 700 متر.

كما تم الاتفاق على الخرائط وفق الوضع الجغرافي والعمراني لقطاع غزة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتم تسليمها فجر أمس الأربعاء.
ورقة الأسرى

وذكر المصدر المطلع على سير المفاوضات أنه منذ استئناف العملية التفاوضية خلال الأيام الأخيرة، حاولت إسرائيل تمرير أسماء 9 من الجنود تحت مسمى “مرضى” لمبادلتهم في المرحلة الأولى من الاتفاق كحالات إنسانية، لكن وفد حماس كان متيقظا ورفض تسليمهم في هذه المرحلة (الجنود سيتم تسليمهم في المرحلة الثانية وفق تفاهمات).

لاحقا، أبدت الحركة مرونة لإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى لكن شريطة أن تكون مفاتيح التبادل مختلفة وتناسب وضعهم كجنود. لكن وفد التفاوض الإسرائيلي تعنت وحاول الضغط لتمرير تبادلهم مقابل عدد محدود من الأسرى.

وطرحت الحركة مقابلهم 120 فلسطينيا محكومين بالمؤبد وألفا من أسرى غزة الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما لاقى رفضا إسرائيليا قاطعا.

وتحت ضغط الوقت وواشنطن للتوصل لاتفاق قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حاول الوفد الإسرائيلي خفض العدد المطلوب إلى النصف (60 مؤبدا)، وهو ما رفضته حماس، واستقر الأمر في نهاية المطاف على 110 مؤبدات وألف أسير من غزة، شريطة عدم مشاركتهم في هجوم “طوفان الأقصى”.
اجتماع متوتر

على صعيد آخر، كشفت وكالة رويترز ووسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل إضافية عن المفاوضات، حيث قالت الوكالة إن اتفاق التبادل ووقف الأعمال القتالية تم التوصل إليه بعد 96 ساعة مكثفة من المفاوضات بالدوحة.

كما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤولين أن اجتماعا متوترا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وستيف ويتكوف مبعوث ترامب أدى إلى تحقيق تقدم في المفاوضات.

وقال المسؤولون إن “ويتكوف بذل جهودا للتأثير على نتنياهو في جلسة واحدة أكثر مما فعله (الرئيس الأميركي) جو بايدن في عام”.

كما كشف مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن وفدي إسرائيل وحماس كانا في المبنى نفسه بالعاصمة القطرية، حيث شغل وفد حماس الطابق الأول، في حين كان الوفد الإسرائيلي في الطابق الثاني.

وقام الوسطاء القطريون والمصريون بدور محوري في نقل المقترحات والردود بين طرفي المفاوضات.

يشار إلى أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كان قد أعلن مساء أمس الأربعاء -خلال مؤتمر صحفي بالدوحة- عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وعرض بنوده الرئيسية.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل، مضيفا أنه بعد موافقة جانبي التفاوض يتواصل العمل على استكمال الجوانب التنفيذية.

وأضاف أن قطر ومصر والولايات المتحدة سيعملون على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد 15 شهرا من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 46 ألف شهيد و110 آلاف مصاب.

مقالات مشابهة

  • اتفاق غزة.. أنباء عن حل جميع الخلافات العالقة
  • الملك يؤكد ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار في غزة
  • ترحيب عربي ودولي واسع بإعلان اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة
  • تفاصيل مثيرة عن مفاوضات اتفاق التبادل بغزة
  • العيسى: أتمنى أن يضع الاتفاق حدًا للمأساة الإنسانية المروعة في غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: اتفاق وقف إطلاق النار يهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة
  • صفقة غزة.. شروط إسرائيلية جديدة من شأنها "نسف" التفاوض
  • نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا عاجلا ويتصل بفريق التفاوض.. الاتفاق قريب
  • نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا عاجلا.. ويتصل بفريق التفاوض بالدوحة
  • نتنياهو يقعد اجتماعا أمنيا عاجلا.. ويتصل بفريق التفاوض بالدوحة