نتنياهو يواجه هزائم بالجملة| موجة غضب في الشارع الإسرائيلي.. خسائر عسكرية واقتصادية بدولة الاحتلال.. و«المقاومة»: دمرنا 24 آلية في 48 ساعة الأخيرة
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
في ظل استمرار إسرائيل وتصعيد عدوانها العسكري على قطاع غزة من قصف يستهدف المدنيين العزّل ودخولها البري، تزايد القلق لدى أهالي الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة من إمكانية أن يلحق بهم الأذى، ما أدى لتظاهر عدد يقدر بمئات الإسرائيليين، مساء أمس السبت، في أكثر من مكان.
ونرصد عبر «البوابة نيوز» التطورات الأخيرة للحرب الدائرة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، ومطالب المتظاهرين في تل أبيب ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك كم الخسائر الفادحة التي تكبدتها حركة حماس لإسرائيل على المستوى العسكري والاقتصادي، خلال التقرير التالي.
وكانت تلك التظاهرات الاولى من نوعها التي تحدث في إسرائيل من حيث أعدادها التي قدرت بمئات المتظاهرين، وانتشرت المظاهرات في عدة أماكن من بينها أمام منزل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في قيسارية والقدس.
كما نظمت مظاهرة مركزية في تل أبيب، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة كما طالب المتظاهرون باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب إخفاقه في عودة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وهتفوا قائلين: "لقد تم التخلي عنا"، في إشارة إلى الفشل العسكري والسياسي في إحباط هجوم القسام في 7 أكتوبر.
الشرطة الإسرائيلية: اعتقال ثلاثة متظاهرين إسرائيليين
وأدت تلك التظاهرات إلى اشتداد حدة تعامل الشرطة الاسرائيلية مع المتظاهرين ما اضطر لاعتقال ثلاثة متظاهرين من قبل الشرطة الإسرائيلية من أمام مقر إقامة نتنياهو في مدينة القدس، حيث تجمع العشرات من المتظاهرين الذين طالبوه بـ"الاستقالة"، واتهموه في "الفشل" في إدارة الحرب على قطاع غزة، ومحاولة إطالة أمد الحرب، تحسبا من الخطر الذي يتهدد مستقبله السياسي، وذلك حسبما ذكرت الشرطة الإسرائيلية.
تجمع أمام ميدان المخطوفين والمفقودين
كما تظاهر الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب فيما بات يعرف بـ"ميدان المخطوفين والمفقودين" في إشارة إلى الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، وذلك للمطالبة "كابينيت الحرب" الإسرائيلي بالعمل بجد على إطلاق سراح الرهائن والأسرى قبل التورط أكثر في العملية البرية للاحتلال في قطاع غزة المحاصر.
وكان المتظاهرون رفعوا لافتات كتب عليها "أعيدوا المختطفين"، وجاء في الدعوة إلى المظاهرة للتضامن مع عائلات الرهائن والأسرى، أنه "تمر المزيد والمزيد من الأيام والمختطفون ليسوا معنا، نخرج للمطالبة باستعادتهم، لا نترك المختطفين خلفنا، ولن نترك الأهالي بمفردهم".
خسائر فادحة بجيش الكيان الصهيوني
مع استمرار الحرب بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية والأمور تزداد ضراوةً يومًا بعد آخر على المستوى العسكري بين الطرفين مع فارق العدة والعدد ولكن تلك المقاومة محت أسطورة وكذبة الجيش الذي لا يقهر، وذلك بالصمود أمام جيش كامل ومدرب وإلحاق الخسائر العسكرية الفادحة في صفوفه، كما اتسعت رقعة أضرارها لتتجاوز الخسائر البشرية والعسكرية، لتضرب اقتصاد دولة الاحتلال.
عدد قتلى جنود إسرائيل
كبد الاجتياح البري لجيش الاحتلال الكثير من الخسائر على المستوى العسكري، حيث تزايدت أعداد القتلى والجرحى في صفوفه لترتفع الأعداد حتى يوم أمس السبت، حيث قدر عدد ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي الذين قتلوا منذ بدء الحرب في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر إلى 345.
كما كشف الجيش الإسرائيلي، السبت، عن سقوط 4 جنود إضافيين قتلى في قطاع غزة، مشيرا أن 3 من الجنود يتبعون للواء جفعاتي والرابع من وحدة شالداغ المختصة بجمع المعلومات.
«أبو عبيدة»: دمرنا 24 آلية عسكرية خلال 48 ساعة الأخيرة
أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم حركة حماس، أمس السبت، عن عدد الآليات العسكرية الإسرائيلية التي تم تدميرها مؤخرًا.
وقال الناطق العسكري باسم حركة حماس، « دمرنا 24 آلية عسكرية بشكل كلي أو جزئي، خلال 48 ساعة الأخيرة في محاور القتال في قطاع غزة».
وأضاف: «أن قناصة الجناح العسكري لحماس يتعامل مع الجنود المتحصنين في المنازل، أو على من يجرؤ على إخراج رأسه من الآلية التي يتحصن فيها".
وأوضح، قائلا: "تقوم قوات حماس بالالتفاف خلف قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ويلتحمون من المسافة صفر مع جنوده".
- خسائر اقتصادية فادحة لإسرائيل
كشف خبراء اقتصاد أن استمرار الحرب في قطاع غزة ينذر بالمزيد من الخسائر الاقتصادية للجانب الإسرائيلي الذي يعاني بالفعل من صراعات داخلية واسعة بين أحزابه السياسية منذ إعلان حكومة نتنياهو عن التشريع القضائي المثير للجدل، الذي يرى الكثيرون أنه يهدف لإضعاف السلطة القضائية.
تعبئة 360 ألف جندي احتياطي
كما تقوم دولة الاحتلال وفقًا لبيانات جيش الكيان الصهيوني، بتعبئة 360 ألف جندي احتياطي وإجلاء 250 ألف إسرائيلي من منازلهم، ما أثر بشكل مباشر على حجم القوى العاملة المتاحة بالدولة لتكشف العديد من المزارع عن تضررها الشديد من نقص العمالة، هذا في الوقت الذي ألغت فيه العديد من شركات الطيران معظم رحلاتها إلى إسرائيل، ومنحت الشركات إجازة لعشرات الآلاف من موظفيها، بينما خلت المطاعم والمتاجر من العملاء، وتم إغلاق حقل رئيسي للغاز الطبيعي.
انهيار بورصة تل أبيب
وكبدت حرب إسرائيلي في قطاع غزة إسرائيل الكثير من الخسائر على المستوى الاقتصادي، ما أدى لتراجع القيمة السوقية لجميع الأسهم في بورصة تل أبيب لتسجل خسائر قدرها 204 مليارات دولار بينها 27 مليار دولار خلال شهر أكتوبر، وكانت القطاعات الأكبر من حيث الخسائر السوقية، هي قطاع البنوك والعقارات والتكنولوجيا، حيث تكبدت أسهم العقارات خسارة 4.9 مليار دولار، وتكبد قطاع التكنولوجيا 4 مليارات دولار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال الإسرائيلية قطاع غزة على المستوى فی قطاع غزة حرکة حماس تل أبیب
إقرأ أيضاً:
محللون: اتفاق غزة خرج عن مساره وترامب يريد وقف الحرب بشروطه
لم يعد اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل قابلا الاستمرار على حالته الأولى برأي محللين، وذلك بعدما تنصل بنيامين نتنياهو من التزاماته وبدأت الولايات المتحدة تبحث عن مقترحات بديلة.
وكان مفترضا وبحسب الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية أميركية- أن تكون قوات الاحتلال قد انسحبت من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، لكن نتنياهو لا يزال يرفض هذا الأمر ويحاول استعادة أكبر عدد من أسراه الأحياء مع إبقاء قواته في مكانها.
في الأثناء، بدأت إدارة دونالد ترامب تبني مقترحات نتنياهو وتسويقها على أنها مقترحات أميركية كما سبق وفعلت إدارة جو بايدن، بينما لا مؤشرات على إمكانية التوصل لاتفاق قريب.
استخدام ورقة الحرب والمساعداتوفي حين وصل المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف ووفد إسرائيلي محدود الصلاحيات إلى الدوحة لاستئناف التفاوض، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن احتمالات العودة للقتال مجددا.
لكن إسرائيل لا تريد العودة للحرب وإنما تريد استخدامها كورقة ضغط سياسي إلى جانب ورقتي إدخال المساعدات وإعادة إعمار قطاع غزة، كما يقول المحلل السياسي سعيد زياد.
وقد بدأت إسرائيل تتحدث عن مقترح أميركي جديد طرحه ويتكوف وينص على هدنة مدتها شهران مقابل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء.
إعلانغير أن زياد رأى خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، أن هذا المقترح يؤكد سعي الولايات المتحدة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين وليس لوقف الحرب، "رغم أنها لا تقول ذلك صراحة".
كما أن مقترح ويتكوف الحالي يجرد المقاومة من 40% من الأسرى الأحياء في حين تريد المقاومة الإسلامية (حماس) وقف الحرب بشكل كامل كما هو متفق عليه.
المقاومة لن تقبل
ولا يعتقد زياد أن حماس ستوافق على هذه المقترحات الجزئية التي يحاول نتنياهو شراء الوقت من خلالها، ويرى أن الوسطاء أيضا لا يرغبون في العودة للتفاوض من نقطة الصفر.
على العكس من ذلك يرى تيم كوستنتاين -نائب رئيس تحرير واشنطن تايمز- أن واشنطن وتل أبيب لا تريدان الحرب ولكنهما تريدان استعادة الأسرى، وإنهاء وجود حماس في القطاع.
واتهم كوستنتاين المقاومة بانتهاك القانون الدولي وقال إن استخدام إسرائيل للمساعدات كورقة ضغط أمر مرفوض لكنه برر لها ذلك باعتباره ردا على "استخدام حماس للأسرى بنفس الطريقة".
لذلك، فقد خرج اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه عن سياقه، وبدأ الطرفان مقترحات بديلة لدرجة أن حماس قدمت ما يمكن اعتباره مقدمة لتنفيذ حل الدولتين، كما يقول كوستنتاين.
وفي حين يقول زياد إن نتنياهو يحاول شراء الوقت حتى يتجاوز مشكلتي إقرار الموازنة العامة وتجنيد الحريديم، يقول كوستنتاين إن المسألة ليست عملية مماطلة، وإن المفاوضات لم تكن سهلة يوما في أي خلاف حول العالم.
وأضاف "عندما ننظر للصورة الواسعة، فإن الشيء المهم الحاصل حاليا هو أنه لا يوجد قتال ولا قتل للأبرياء، وهذه مسألة يجب الحفاظ عليها من خلال إسكات البنادق وإفساح المجال لصوت المنطق حتى يتم التوصل للسلام طويل الأمد".
وردا على هذا الكلام، قال زياد إن حماس لم ترفض السلام وعرضت منذ اليوم الأول صفقة الكل مقابل الكل ثم عادت وكررت العرض الشهر الماضي، بينما إسرائيل هي التي تقول إنها ستأخذ أسراها ثم تعود للحرب.
إعلانومن هذا المنطلق، فإن المقاومة لن تقبل أبدا بهذه الطروحات الإسرائيلية الأميركية التي يقول زياد إنها "تستهدف تجريد الفلسطينيين من سلاحهم في غزة، وهي جزء من سلامهم المذل الذي تمارسه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تمهيدا لتهجيرهم، وهو أمر لن يقبل به الفلسطينيون وسيحملون السلاح في كل مكان لمنعه".
ولم يختلف الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين مع زياد، وقال إن نتنياهو لم يتغير ولم يتخل عن إستراتيجية التفاوض من أجل التفاوض وشراء الوقت من خلال التركيز على التفاصيل.
والسبب في ذلك، كما يقول جبارين، هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد الحصول على كل شيء دون دفع أي ثمن سياسي، ومن ثم فقد جعل فريق التفاوض الحالي كله من رجاله المخلصين الذين لا يملكون صلاحية الحديث عن أي شيء سوى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.
وبدلا من تنفيذ التزاماته الإنسانية التي تنصل منها في المرحلة الأولى، بدأ نتنياهو تحويل هذه الالتزامات إلى تنازلات تتطلب الحصول على مزيد مقابل قبل الدخول لمفاوضات المرحلة الثانية، حسب جبارين.
تصحيح أخطاء الحرب
ومع ذلك، يعتقد جبارين أن نتنياهو لم يعد يملك هامش وقت كبيرا لأنه يتعرض لضغوط حقيقية من أعضاء الحكومة المتطرفين من جهة ومن ذوي الأسرى الذين يخاطبون ترامب مباشرة، من جهة أخرى.
ويواجه نتنياهو أيضا -حسب المتحدث- مشكلة رغبة الولايات المتحدة في الحصول على صفقة سريعة بعيدا عن إنهاء الحرب التي تحاول إسرائيل العودة لها لتصحيح ما تعتبره أخطاء الجولة السابقة.
وتتمثل هذه الأخطاء -برأي جبارين- في أن الحرب كانت انتقامية وتستهدف السكان والبنى التحتية أكثر من استهدافها لجسم المقاومة، على عكس ما حدث مع حزب الله في لبنان.
لذلك، فقد حجمت إسرائيل حزب الله وألزمته عسكريا وسياسيا خلال 70 يوما بسبب الضربات المحددة والمركزة لجسمه وقيادته بينما بقيت حماس كما هي بعد 15 شهرا من القتال لأنها لم تكن الهدف الوحيد للحرب، كما يقول جبارين.
إعلانوقد تحدث مكتب نتنياهو عن قرب التصديق على خطط لعودة القتال في قطاع غزة، في حين تعهد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير بـ"هزيمة العدو مهما طال الزمن"، وقال إنه سيعمل على تحقيق نصر حاسم في الحرب.