في ظل استمرار إسرائيل وتصعيد عدوانها العسكري على قطاع غزة من قصف يستهدف المدنيين العزّل ودخولها البري، تزايد القلق لدى أهالي الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة من إمكانية أن يلحق بهم الأذى، ما أدى لتظاهر عدد يقدر بمئات الإسرائيليين، مساء أمس السبت، في أكثر من مكان.

ونرصد عبر «البوابة نيوز» التطورات الأخيرة للحرب الدائرة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، ومطالب المتظاهرين في تل أبيب ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك كم الخسائر الفادحة التي تكبدتها حركة حماس لإسرائيل على المستوى العسكري والاقتصادي، خلال التقرير التالي.

.   

تظاهرات حاشدة لأول مرة في إسرائيل

وكانت تلك التظاهرات الاولى من نوعها التي تحدث في إسرائيل من حيث أعدادها التي قدرت بمئات المتظاهرين، وانتشرت المظاهرات في عدة أماكن من بينها أمام منزل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في قيسارية والقدس.

كما نظمت مظاهرة مركزية في تل أبيب، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة كما طالب المتظاهرون باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب إخفاقه في عودة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وهتفوا قائلين: "لقد تم التخلي عنا"، في إشارة إلى الفشل العسكري والسياسي في إحباط هجوم القسام في 7 أكتوبر.

 

الشرطة الإسرائيلية: اعتقال ثلاثة متظاهرين إسرائيليين

وأدت تلك التظاهرات إلى اشتداد حدة تعامل الشرطة الاسرائيلية مع المتظاهرين ما اضطر لاعتقال ثلاثة متظاهرين من قبل الشرطة الإسرائيلية من أمام مقر إقامة نتنياهو في مدينة القدس، حيث تجمع العشرات من المتظاهرين الذين طالبوه بـ"الاستقالة"، واتهموه في "الفشل" في إدارة الحرب على قطاع غزة، ومحاولة إطالة أمد الحرب، تحسبا من الخطر الذي يتهدد مستقبله السياسي، وذلك حسبما ذكرت الشرطة الإسرائيلية.

تجمع أمام ميدان المخطوفين والمفقودين
كما تظاهر الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب فيما بات يعرف بـ"ميدان المخطوفين والمفقودين" في إشارة إلى الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، وذلك للمطالبة "كابينيت الحرب" الإسرائيلي بالعمل بجد على إطلاق سراح الرهائن والأسرى قبل التورط أكثر في العملية البرية للاحتلال في قطاع غزة المحاصر.

وكان المتظاهرون رفعوا لافتات كتب عليها "أعيدوا المختطفين"، وجاء في الدعوة إلى المظاهرة للتضامن مع عائلات الرهائن والأسرى، أنه "تمر المزيد والمزيد من الأيام والمختطفون ليسوا معنا، نخرج للمطالبة باستعادتهم، لا نترك المختطفين خلفنا، ولن نترك الأهالي بمفردهم".

 

خسائر فادحة بجيش الكيان الصهيوني

مع استمرار الحرب بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية والأمور تزداد ضراوةً يومًا بعد آخر على المستوى العسكري بين الطرفين مع فارق العدة والعدد ولكن تلك المقاومة محت أسطورة وكذبة الجيش الذي لا يقهر، وذلك بالصمود أمام جيش كامل ومدرب وإلحاق الخسائر العسكرية الفادحة في صفوفه، كما اتسعت رقعة أضرارها لتتجاوز الخسائر البشرية والعسكرية، لتضرب اقتصاد دولة الاحتلال.

 

عدد قتلى جنود إسرائيل

كبد الاجتياح البري لجيش الاحتلال الكثير من الخسائر على المستوى العسكري، حيث تزايدت أعداد القتلى والجرحى في صفوفه لترتفع الأعداد حتى يوم أمس السبت، حيث قدر عدد ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي الذين قتلوا منذ بدء الحرب في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر إلى 345.

كما كشف الجيش الإسرائيلي، السبت، عن سقوط 4 جنود إضافيين قتلى في قطاع غزة، مشيرا أن 3 من الجنود يتبعون للواء جفعاتي والرابع من وحدة شالداغ المختصة بجمع المعلومات.

 

«أبو عبيدة»: دمرنا 24 آلية عسكرية خلال 48 ساعة الأخيرة

أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم حركة حماس، أمس السبت، عن عدد الآليات العسكرية الإسرائيلية التي تم تدميرها مؤخرًا.

وقال الناطق العسكري باسم حركة حماس، « دمرنا 24 آلية عسكرية بشكل كلي أو جزئي، خلال 48 ساعة الأخيرة في محاور القتال في قطاع غزة».


وأضاف: «أن قناصة الجناح العسكري لحماس يتعامل مع الجنود المتحصنين في المنازل، أو على من يجرؤ على إخراج رأسه من الآلية التي يتحصن فيها".


وأوضح، قائلا: "تقوم قوات حماس بالالتفاف خلف قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ويلتحمون من المسافة صفر مع جنوده".

 

- خسائر اقتصادية فادحة لإسرائيل

كشف خبراء اقتصاد أن استمرار الحرب في قطاع غزة ينذر بالمزيد من الخسائر الاقتصادية للجانب الإسرائيلي الذي يعاني بالفعل من صراعات داخلية واسعة بين أحزابه السياسية منذ إعلان حكومة نتنياهو عن التشريع القضائي المثير للجدل، الذي يرى الكثيرون أنه يهدف لإضعاف السلطة القضائية.

تعبئة 360 ألف جندي احتياطي


كما تقوم دولة الاحتلال وفقًا لبيانات جيش الكيان الصهيوني، بتعبئة 360 ألف جندي احتياطي وإجلاء 250 ألف إسرائيلي من منازلهم، ما أثر بشكل مباشر على حجم القوى العاملة المتاحة بالدولة لتكشف العديد من المزارع عن تضررها الشديد من نقص العمالة، هذا في الوقت الذي ألغت فيه العديد من شركات الطيران معظم رحلاتها إلى إسرائيل، ومنحت الشركات إجازة لعشرات الآلاف من موظفيها، بينما خلت المطاعم والمتاجر من العملاء، وتم إغلاق حقل رئيسي للغاز الطبيعي.

انهيار بورصة تل أبيب

وكبدت حرب إسرائيلي في قطاع غزة إسرائيل الكثير من الخسائر على المستوى الاقتصادي، ما أدى لتراجع القيمة السوقية لجميع الأسهم في بورصة تل أبيب لتسجل خسائر قدرها 204 مليارات دولار بينها 27 مليار دولار خلال شهر أكتوبر، وكانت القطاعات الأكبر من حيث الخسائر السوقية، هي قطاع البنوك والعقارات والتكنولوجيا، حيث تكبدت أسهم العقارات خسارة 4.9 مليار دولار، وتكبد قطاع التكنولوجيا 4 مليارات دولار.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال الإسرائيلية قطاع غزة على المستوى فی قطاع غزة حرکة حماس تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الحرب الإقليمية القادمة ودور حزب الله واليمانيين

يبدو أن حرب طوفان الأقصى لم تنتهِ بعد، وأن الهدنة الحالية هشّة وقابلة للانهيار. والواقع أن إسرائيل قد هُزمت في جبهات القتال واضطرت لرفع يديها استسلامًا وقبول شروط حركة حماس. ومع قبولها بهذه الشروط، أصبحت إسرائيل في وضعٍ أسوأ مما كانت عليه في 7 أكتوبر. ففي ذلك اليوم، شهد العالم كيف تخلخل الجهاز العسكري والأمني الإسرائيلي، وكيف تمكن المجاهدون الفلسطينيون من التوغل حتى حدود 1948، داخل إسرائيل وفي المعسكرات العسكرية والمراكز الأمنية والاستخباراتية السرية. لقد كانت هذه الحادثة صعبة جدًا على إسرائيل، التي تُعد كيانًا مصطنعًا ومؤقتًا، وتسببت في خسائر فادحة لها ولآبائها الاستعماريين.

ذلك لأن الأساس الأول والأهم لوجود الكيان المؤقت إسرائيل هو مسألة السكان، وهذه المسألة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمسألة الأمن. ومنذ تأسيسها، لم تستطع إسرائيل تحقيق استقرار أمني يضمن لها البقاء والتثبيت. فمنذ البداية، قام الاستعمار بجمع اليهود من مختلف بقاع العالم بوعد الأرض الموعودة وبشعارات تمتد من النيل إلى الفرات وإلى شوش وهمدان في إيران، وبوعد الأمن والحياة الأفضل، وأرسلهم إلى فلسطين لاحتلالها وإنشاء معسكر مؤقت يُسمى إسرائيل ليكون أداة استعمارية ضد شعوب المنطقة. وكلما زاد الأمن لليهود في الأراضي المحتلة، زادت هجرتهم إليها، ولكن كلما تراجع الأمن، زادت هجرة اليهود من الأراضي المحتلة إلى أوروبا وأمريكا أو أي مكان آخر.

وكان أحد أهم الشعارات والاستراتيجيات الكبرى التي اعتمدتها المقاومة خلال حرب طوفان الأقصى هو “التهجير بالتهجير”، وقد نجحت هذه الاستراتيجية إلى حد كبير. لقد تحطم وهم الأمن الذي كانت إسرائيل تحاول ترسيخه في الداخل والخارج لإقناع الصهاينة واليهود بعدم مغادرة الأراضي المحتلة. كما كانت تهدف لجذب اليهود والصهاينة من الخارج للاستثمار والاستقرار في الأراضي المحتلة. لكن هذا الوهم تحطم في 7 أكتوبر بصوتٍ دوى في أنحاء العالم، وأصاب المستوطنين المحتلين بالصدمة والذهول.

لقد وضعت هذه الواقعة إسرائيل في مأزق حقيقي، حيث تحطم وهم الأمن التام في أذهان العالم، وبالأخص في أذهان المجتمع الاستيطاني داخل إسرائيل. كما انهارت الثقة في الجيش والنظام الأمني في توفير الحماية للمجتمع المحتل. وقد هدد هذا الانهيار النفسي وجود إسرائيل ذاته، واضطرت إلى محاولة إعادة بناء هذه الثقة وإقناع المستوطنين بأنها لا تزال قادرة على حمايتهم. وفي مواجهة هذا الواقع، وضعت المقاومة الفلسطينية إسرائيل والاستعمار أمام خيارين لا ثالث لهما.

الخيار الأول:

أن تتجنب إسرائيل الدخول في حرب مع حماس والفصائل الفلسطينية، وتسلك طريق المفاوضات من أجل تحرير أسراها الذين أُسروا في 7 أكتوبر. وكان هذا يتطلب قبول شروط حماس للإفراج عن الأسرى وعودتهم إلى بيوتهم المغتصبة في الأراضي المحتلة.

الخيار الثاني:

أن تدخل إسرائيل في حرب مع الفلسطينيين وحماس، وتعد بتحرير الأسرى ونزع سلاح حماس وتدميرها.

ولكن كلا الخيارين كان صعبًا للغاية. فاتباع الخيار الأول، أي طريق المفاوضات بدون حرب، وقبول شروط حماس كان سيجعل إسرائيل تظهر بمظهر الضعف والهوان أمام العالم والمستوطنين. وهذا كان سيؤدي إلى موجة هجرة معاكسة وانهيار داخلي. أما الخيار الثاني، أي خوض الحرب، فكان أكثر صعوبة وكلفة، لأن الآلة الحربية والاقتصاد والبنية السياسية والاجتماعية لإسرائيل لا تملك القدرة على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد. ونتائج الحرب أثبتت ذلك بوضوح، حيث عجزت إسرائيل عن تحقيق أي من أهدافها المُعلنة، واضطرت في النهاية للاستسلام وقبول شروط حماس.

والآن، مع قبول إسرائيل بالهدنة وقبولها بشروط حماس، عادت إلى نفس المأزق. فالرأي العام، داخليًا وخارجيًا، يعتبر إسرائيل مهزومة، وهذا يشكل تهديدًا خطيرًا لها. وإسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تقبل بهذه الهزيمة وتتجنب استئناف الحرب، أو أن تبدأ الحرب من جديد على أمل تحقيق نصر قد يساعدها على إعادة بناء ما تهدم.

يعود السبب في نقض إسرائيل المستمر للهدنة في غزة ولبنان إلى ذات الإشكالية الأساسية. وقد أدركت المقاومة هذه الحقيقة، حيث صرح أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام قبل أيام قائلاً:

“إن مجاهدي حماس في حالة تأهب قصوى، ويتوقعون اندلاع الحرب مجددًا، وفي حال حدوث ذلك، سنحطم ما تبقى من كرامة الكيان الصهيوني وسنضاعف خسائره.”

وفي هذا السياق، كان الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، قد أكد مرارًا أن استمرار إسرائيل في انتهاك الهدنة ورفضها الانسحاب الكامل من لبنان سيقابل بحسم من قبل المقاومة، وأن حزب الله مصمم على إخراج الاحتلال من لبنان بشكل نهائي.

وكما جرت العادة، لا بد من التوقف عند سوريا، التي تعد محورًا مركزيًا واستراتيجيًا في الجغرافيا السياسية للصراع القائم في الشرق الأوسط. فقد بدأت الفوضى في سوريا عام 2011 من محافظة درعا ، وسرعان ما انتشر الصراع ليعم أرجاء البلاد. إلا أنه قبل أيام، ومع بدء هجمات المقاومة على السواحل الغربية لسوريا، شهدت درعا تطورًا لافتًا؛ إذ أعلنت مجموعة مقاومة جديدة عن نفسها، مؤكدة أن هدفها هو تحرير الأراضي السورية المحتلة من إسرائيل.

وفي الوقت ذاته، يواصل الاحتلال الإسرائيلي محاولاته للتقدم في سوريا. وأكد قادة الاحتلال أنهم يطبقون النموذج الأردني في سوريا عسكريًا وأمنيًا، ولن يسمحوا لسوريا بامتلاك قدرات عسكرية أو دفاعية. وتكشف مجريات الأحداث في المنطقة عن اقتراب اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط خلال الربيع أو الصيف المقبل، ويبدو أن تجنب هذه الحرب بات أمرًا مستحيلًا.

في هذا الإطار، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريح مثير حيث قال:

“كل من يحاول مهاجمة سوريا سيجد نفسه في مواجهة معنا. وسنقاتل دفاعًا عن إخوتنا السوريين في البر والبحر والجو.”

لكن من المؤكد أن أردوغان لم يكن يقصد إسرائيل بهذا التصريح، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي كان حاضراً في سوريا منذ الأيام الأولى لسقوط دمشق، ولم يتحرك أردوغان حينها ضد هذا العدوان. ومن المرجح أن الاستخبارات التركية قد رصدت تحركات كثيفة للمقاومة داخل سوريا، أو أنها استنتجت من خلال تحليل التطورات أن الحرب قادمة لا محالة. وقد أكدت المجازر التي ارتكبها مقاتلو الجولاني بحق السكان العلويين في القرى والمدن الساحلية الغربية لسوريا وجود تحولات خطيرة تشير إلى أن سوريا باتت على أعتاب حرب إقليمية كبرى.

وفي هذا السياق، لم يكن الروس غائبين عن المشهد السوري، فهم طرف رئيسي في الصراع العالمي لإعادة تشكيل النظام الدولي. ومن أجل ترسيخ نفوذهم على السواحل الإفريقية -التي تحررت مؤخرًا من الهيمنة الغربية عبر سلسلة من الانقلابات- يسعون للبقاء بقوة على السواحل الغربية لسوريا وعلى البحر الأبيض المتوسط. وفي هذا الصدد، فتح الروس قاعدة “حميميم” الجوية في اللاذقية أمام موجات اللاجئين العلويين، في إشارة واضحة إلى استعدادهم للمشاركة في الحرب المقبلة.

ويعزز هذا السيناريو اللقاء الذي جمع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا، مع قادة الجولاني خلال زيارته الأخيرة لسوريا. وبعد عودته إلى موسكو، توجه مباشرة إلى السفارة الإيرانية بدلًا من العودة للكرملين، وهو ما يعكس مستوى التنسيق العميق بين روسيا وإيران بشأن الملف السوري.

ولا يمكن تجاهل تصريحات ألكسندر دوغين، المفكر الروسي المقرب من الكرملين، الذي كان له تعليق حاد على موقف أردوغان، حيث كتب في تغريدة على تويتر بتاريخ 9 ديسمبر 2024 قائلاً:

“لقد كانت سوريا فخًا لأردوغان. لقد ارتكب خطأً استراتيجيًا وخان روسيا، وخان إيران أيضًا. وهو الآن محكوم بالفشل. بداية نهاية تركيا الكمالية قد بدأت. كنا حتى اليوم ندعمك، لكن من هذه اللحظة ستندم.”

تكشف هذه التصريحات أن إيران وروسيا لم تكونا غافلتين عن تطورات الميدان السوري منذ سقوط دمشق، بل كانتا تجهزان لخوض معركة استراتيجية حاسمة في سوريا والمنطقة.

كل المؤشرات تؤكد أن حربًا كبرى تلوح في الأفق، وأن على الجميع أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الصراع الذي سيحدد مستقبل المنطقة بأسرها.

دور حزب الله واليمنيين في الحرب القادمة ودورهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي للمقاومة

لا شك أن سوريا تعد من أهم المناطق الجيوسياسية والاستراتيجية في الصراع القائم، لكن لا ينبغي إغفال أن الهدف الأكبر لمحور المقاومة هو القضاء على إسرائيل وطرد الولايات المتحدة والاستعمار الغربي من المنطقة. وتأتي الأهمية الاستراتيجية لسوريا في سياق دعم هذا الهدف الكبير.

دروس من الحرب في أوكرانيا:

ما حدث في الحرب الروسية ضد الناتو والغرب في أوكرانيا أظهر أن الكلفة الباهظة للحرب على الولايات المتحدة لم تحقق أي فائدة تُذكر، وهو ما دفع الأمريكيين إلى التفكير في التخلي عن أوكرانيا لتجنب المزيد من الخسائر. وبالمثل، فإن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل قائم فقط على حماية مصالحها الاستعمارية وتحقيق المكاسب الاقتصادية والسياسية. ولذلك، فإن استراتيجية المقاومة يجب أن تتركز على إلحاق خسائر جسيمة بإسرائيل، بحيث تصل واشنطن وحلفاؤها إلى قناعة مفادها أن دعم إسرائيل أصبح عبئًا أكثر من كونه مكسبًا.

الواجبات الميدانية لحزب الله واليمنيين:

للوصول إلى هذه النتيجة، يجب على حزب الله والحوثيين (أنصار الله) تبني استراتيجية هجومية أكثر شراسة وفعالية، بحيث تشمل:

رفع سقف الهجمات بلا رحمة:

يجب أن يتجاوز نطاق الهجمات استهداف القواعد والمراكز العسكرية فقط، بل يجب أن تشمل المناطق السكنية المكتظة في قلب الكيان المحتل، حيث يتم استهداف الأبراج السكنية والمجمعات الكبرى داخل المدن الرئيسية.

هذا النوع من الهجمات سيؤدي إلى انهيار الروح المعنوية للمجتمع الصهيوني، ويعزز حالة فقدان الثقة بقدرة جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية على توفير الحماية، مما يدفع بالمجتمع الصهيوني نحو الهجرة العكسية والخروج من الأراضي المحتلة.

استهداف البنية التحتية الحيوية:

يجب أن يكون ضمن الأولويات استهداف خزانات المياه، مصافي النفط، منصات الغاز، محطات توليد الكهرباء، والموانئ التجارية الكبرى في الأراضي المحتلة.

تدمير هذه المنشآت الحيوية سيؤدي إلى شلل اقتصادي واسع النطاق يصعب على الاحتلال وحلفائه من الغرب تحمّل تكاليف إعادة إعماره، مما يجعل الكيان في وضع اقتصادي منهار وضعيف.

الانتقال إلى استخدام الأسلحة الثقيلة:

يجب أن يعتمد حزب الله والحوثيون بشكل أساسي على الصواريخ الباليستية الثقيلة وصواريخ الكروز بعيدة المدى، بدلاً من الاكتفاء بالطائرات المسيّرة أو الصواريخ قصيرة المدى.

هذه الأسلحة المتطورة قادرة على إحداث دمار واسع النطاق في العمق الإسرائيلي وإحداث صدمة استراتيجية تقوض قدرة الاحتلال على الصمود أو الرد الفعال.

ضربات مركزة ومتواصلة:

استمرار وتيرة الهجمات بشكل متواصل ومتزامن بين جبهات لبنان واليمن وسوريا، بحيث يتم تشتيت قدرات الاحتلال وعدم منحه أي فرصة لإعادة ترتيب صفوفه.

الأثر الاستراتيجي المتوقع:

في حال تنفيذ هذه الاستراتيجية بنجاح، فإن الكيان الصهيوني سيتكبد خسائر اقتصادية وبشرية فادحة، وسيدفع الولايات المتحدة وبقية القوى الغربية إلى التفكير جديًا في التخلي عن إسرائيل كما تخلوا عن أوكرانيا.

انسحاب أمريكا من دعم الكيان المحتل سيكون بداية النهاية للمشروع الصهيوني في المنطقة، حيث سيتسارع انهيار الاحتلال وسيتعزز دور المقاومة في تقرير مصير المنطقة بعيدًا عن هيمنة الاستعمار.

التوصية الأساسية:

على حزب الله واليمنيين وبقية فصائل المقاومة أن يتخذوا قرارات جريئة وحاسمة تتناسب مع متطلبات الحرب القادمة، مع ضرورة الانتقال إلى تكتيكات هجومية متطورة تستهدف العمق الإسرائيلي بلا هوادة. هذه هي المعركة الحاسمة التي ستحدد مستقبل المنطقة بأسرها.

كاتب ومحلل ايراني

 

مقالات مشابهة

  • وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه
  • اللواء أحمد العوضي: الأحداث الحالية بغزة هى الأصعب على مدار تاريخ الصراع العربى الإسرائيلي
  • حماس ترحب بتصريحات ترامب إن عنى ما يقول وتدعو إلى تطبيق اتفاق وقف الحرب كاملا
  • أستاذ علوم سياسية: حماس مستمرة في امتلاك السلاح لاعتقادها بأن الاحتلال سيخل بالاتفاقيات
  • رئيس أركان الاحتلال : تكبدنا خسائر فادحة وفشلنا في استعادة جميع الأسرى
  • الحرب الإقليمية القادمة ودور حزب الله واليمانيين
  • حماس: حكومة الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في ارتكاب جريمة العقاب الجماعي في قطاع غزة
  • قائد في أمن المقاومة .. ضبط أجهزة تجسس مموهة
  • حماس: حكومة الإرهابي نتنياهو ترتكب جريمة عقاب جماعي غير مسبوقة
  • تقرير روسي يكشف حجم الخسائر الأوكرانية