الثورة نت:
2024-09-19@02:38:56 GMT

من الطبيعي أن يخافوا!

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

 

لا يأتي تخوف أمريكا وبني صهيوني من مشاركة اليمن في معركة المقاومة ضد همجيتهم في غزة، من فراغ، أو لأنه يفتح جبهة جديدة لم يكن حال الكيان في الوضع المريح لوضعها ضمن حسابات الرد، وإنما – وهو الأصل – لأن هذا الدخول العنيف ولّد خوفا، عزز من حقيقة أن الكيان ليس بأكثر من عصابة هشة زرعتها أمريكا لحماية مصالحها في المنطقة وكان من الطبيعي أن تعمل على حمايتها.


منذ ظهر الكيان قبل خمسة وسبعين عاما، محتلا للأراضي الفلسطينية، والمجتمع الغربي الفاسد يحاول ترسيخ فكرة زائفة في الذهنية العربية والعالمية بأن هذا الكيان – الذي لم يكن له وجود أصلا – قوة خارقة لا يستهان بها، وأطلق له عنان الضرب والبطش ومكّنه من حيازة السلاح النووي كي يبقى لهذه العصابة القدرة على الحركة في المنطقة والعالم من واقع الترهيب.
ولما فضحت المقاومة الفلسطينية، هذه الكذبة سارعت أمريكا ودول أخرى لتدارك الأمر، فنهاية العصابة سيكون مرهقا ومُكلفا للأنظمة الاستعمارية، أن تكون على رأس مصالحها في المنطقة، فالوكيل الصهيوني يوفر عنها ذلك ولا بد أن يبقى قويا في خيالات المهزومين، ولما ظهر المارد اليمني بهذا العنفوان وهذه الثقة وهو الذي يقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية ليضرب أقصى شمالها بمساحة (2200) كيلو متر، تعززت لدى أمريكا حقيقة أن العصابة الصهيونية آيلة للزوال لا محالة، مع ذلك ستبقى واشنطن تدعمها لأنه لم يعد لديها خيارات، وذاك فشل كبير بذاته للسياسة الأمريكية والغربية في المنطقة.
واليمن اليوم ومحور المقاومة ليسوا في وارد التراجع، فنحن نتحدث عن دم عربي يسفك ومقدسات تنتهك ومن المستحيلات جدا التراجع، فضلا عن أن زوال إسرائيل من الثوابت المقدسة، تعززها هذه المنهجية الحيوانية للكيان في التعايش.
وعار على المتثيقفين هزيلي التفكير والحسابات، أن يروا في الصواريخ والمسيرات اليمنية تحركاً خاطئاً قد يوسع نطاق المعركة، حسب تخوفاتهم، وهو نفس المنطق الأمريكي الذي يمنع أي تدخل، ريثما تنتهي العصابة الصهيونية من إبادة الشعب الفلسطيني.
المتثيقفون في الشتات عديمي البصر والبصيرة يحسبون أنهم يفكرون بعقلانية، ولو كانوا كذلك لما أوصلوا بلادهم إلى الاحتلال ونهب خيراته وتجويع شعبه، بل ولكانوا – على أقل تقدير – استطاعوا الحفاظ على كياناتهم الضئيلة من الذل والمهانة وملاحقة الداعمين والممولين.
حينما كانوا يتحدثون عن اليمن الجديد لم يكن في حسابهم بالمطلق مسألة التحرر من الهيمنة والوصاية الخارجية على البلد، وإنما المهم هو أن يكونوا هم أصحاب الرأي والمشورة، هذا هو اليمن الجديد بتصورهم، أن يلزموا كراسيهم ويعملوا في الحدود التي تسمح بها قوى الهيمنة والسيطرة.
ومتى كان لأمة أن تنهض إذا لم تكن ممتلكة لأدوات القوة الرادعة، ولم يكن بيدها التحكم بمقدراتها وحمايتها.
عار على الكيانات العربية الهزيلة التعاطي مع الإنجاز اليمني بهذه الصورة الساذجة وهو الإنجاز الذي لم يكن يخطر ببال بشر أن تحققه اليمن، وأن يبقى الكيان في حساباتهم  وحشاً كبيراً لا يمكن التجرؤ عليه خصوصا وأن من وراءه أمريكا، وهو ذاته منطق المتثيقفين الذين يعملون كـ”مفسبكين” مع محتلي بلادهم، المهزومين في داخلهم، من حصروا الحياة في لقمة عيش تأتيهم من المحتل في وقتها بفضل الرضوخ لبطش المستعمر، ليس لهم أن يُفكروا أو يطمحوا إلا في الحد المسموح لهم به، بحيث لا يتعرض ذلك لمصالح الغرب التي هي أصلا مصالح وطنية سيادية.
زُلزلت الأرض من تحت أقدامهم وغدا سيلتمسون العفو والمغفرة، وهذه مسألة أكيدة مع حالة الاستهداف التي يتعرضون لها وباتوا مهددين بالطرد من الدول المستضيفة ومهدين بقطع التمويل.
هؤلاء هم، أما عصابة أمريكا الصهيونية فلا تتصور أنها يمكن أن تعود إلى ما قبل السابع من أكتوبر المبارك الذي فضح حقيقتهم، ومن ترف الحسابات أن تتصور أمريكا أن تواجدها في المنطقة يمكن أن يكون له أي اعتبار في حسابات المقاومة، كما من السذاجة والوقاحة أن تتحدث بأن تواجدها هو لردع دول الشرق الأوسط من محاولة إنقاذ الفلسطينيين، لأنها اليوم في الوضع الأضعف، فهي أولا في مرمى الاستهداف، ومصالحها تحت التهديد، كما أن صلفها وغطرستها قد يربك كل العالم إذا ما قررت اليمن إغلاق باب المندب، وضربة واحدة على سفينة إسرائيلية عابرة كفيلة بذلك، كما أنه من حقها قانونيا إغلاق المضيق، فثلاثة أرباعه ضمن المياه الإقليمية اليمنية والقوانين الدولية تنص على «أن المياه الإقليمية جزء من إقليم الدولة، لكنها تمنح السفن حق المرور فيها ما لم تكن تابعة لدولة في حالة حرب مع دولة المضيق، وبما أن اليمن في حالة حرب مع الكيان فإن إغلاق المضيق أمامه مطابق للقانون»، حينها ما الذي سيكون لدى أمريكا لتفعله وقد احترقت كل أوراقها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أمريكا تعيد تفعيل خطة التصعيد في اليمن عبر بوابة جديدة

الجديد برس|

تعود الولايات المتحدة مجددًا إلى خطة التصعيد في اليمن، ولكن عبر بوابة جديدة، بعد أن استنفدت معظم أوراقها. فهل تنجح في كبح جماح العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي أم أنها تحاول الضغط فحسب؟

في أحدث تحركاتها، بدأت واشنطن بالتركيز على الفصائل الإماراتية في اليمن. بعد نجاحها في جمع الأطراف المتنازعة في اجتماع بأبوظبي، بدأت في إدخال الاحتلال الإسرائيلي ضمن هذا التكتل الصغير.

الاجتماع، الذي ضم طارق صالح قائد فصائل الإمارات في الساحل الغربي وعيدروس الزبيدي قائد الفصائل الانفصالية في جنوب البلاد، جاء نتيجة جهود قادها السفير الأمريكي، وشمل رفع العقوبات عن نجل صالح وإخضاع الفصائل الجنوبية لقيادة أبوزرعة المحرمي، نائب قائد ما تسمى بـ”القوات المشتركة” في الساحل الغربي.

فعليًا، استكملت أمريكا عملية توحيد الفصائل المتناحرة شمال وجنوب اليمن، وأعادت تنظيمها وفقًا لأجندتها. وقدمت للزبيدي ملف مكافحة الإرهاب، وللمحرمي مهام خفر السواحل وامتيازات أخرى في السلطة المستقبلية. والآن، تسعى واشنطن لإضفاء الشرعية الإقليمية والدولية على هذا التكتل من خلال استدعاء دول حليفة، وكان آخرها الاحتلال الإسرائيلي.

وطلب الاحتلال، وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، دعمًا على الأرض لمواجهة ما وصفهم بـ”الحوثيين”. تأتي هذه الدعوة في وقت يعاني فيه الاحتلال من تصاعد العمليات اليمنية، بما في ذلك الهجمات الأخيرة التي طالت أهدافًا استراتيجية في تل أبيب.

رغم أن أمريكا تستطيع تحريك هذه “الفصائل” التي أدت أدوارًا في الصراعات الإقليمية مقابل الدعم المالي والسلطة، يبقى التساؤل حول قدرتها على إحداث تغيير حقيقي على الأرض. وفقًا لتقارير إعلامية، فإن النقاشات الأمريكية مع السعودية بشأن دعم الفصائل وإعادة تحريك الجبهات لم تثمر عن نتائج ملموسة، حيث لا ترى السعودية في الخطوة سوى مناورة أمريكية قديمة.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الأمر لا يتعلق بما يمكن تحقيقه أو خسارته، بل بإشغال اليمنيين بحرب داخلية قد تجبرهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، خصوصًا في ظل رفضهم المستمر لجميع العروض بما في ذلك الاعتراف بسلطتهم على اليمن.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تعيد تفعيل خطة التصعيد في اليمن عبر بوابة جديدة
  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • الحوثي: اللبنانيون أقوى من أن تؤثر عليهم عملية العدو بالبيجر وأي اعتداء لن يزيد حزب الله إلا عزماً على هزيمة الكيان
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • قيادي بحماس: الكيان الهش يتعرض للضرب بعد أن كان بالونا منتفخا يخشاه الجميع
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • إعلام العدو..صاروخ “فرط صوتي اليمني”سيغير المنطقة ويزعزع استقرار الكيان
  • «حزب الله» يشيد بالهجوم الصاروخي النوعي لأنصار الله الذي كشف «وهن الكيان وضعفه»
  • السنوار للسيد القائد :عمليتكم في عمق الكيان تعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى
  • حزب الله يشيد بالضربة الصاروخية اليمنية ويؤكد بانها كشفت ضعف الكيان