الثورة نت:
2025-02-22@04:32:49 GMT

من الطبيعي أن يخافوا!

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

 

لا يأتي تخوف أمريكا وبني صهيوني من مشاركة اليمن في معركة المقاومة ضد همجيتهم في غزة، من فراغ، أو لأنه يفتح جبهة جديدة لم يكن حال الكيان في الوضع المريح لوضعها ضمن حسابات الرد، وإنما – وهو الأصل – لأن هذا الدخول العنيف ولّد خوفا، عزز من حقيقة أن الكيان ليس بأكثر من عصابة هشة زرعتها أمريكا لحماية مصالحها في المنطقة وكان من الطبيعي أن تعمل على حمايتها.


منذ ظهر الكيان قبل خمسة وسبعين عاما، محتلا للأراضي الفلسطينية، والمجتمع الغربي الفاسد يحاول ترسيخ فكرة زائفة في الذهنية العربية والعالمية بأن هذا الكيان – الذي لم يكن له وجود أصلا – قوة خارقة لا يستهان بها، وأطلق له عنان الضرب والبطش ومكّنه من حيازة السلاح النووي كي يبقى لهذه العصابة القدرة على الحركة في المنطقة والعالم من واقع الترهيب.
ولما فضحت المقاومة الفلسطينية، هذه الكذبة سارعت أمريكا ودول أخرى لتدارك الأمر، فنهاية العصابة سيكون مرهقا ومُكلفا للأنظمة الاستعمارية، أن تكون على رأس مصالحها في المنطقة، فالوكيل الصهيوني يوفر عنها ذلك ولا بد أن يبقى قويا في خيالات المهزومين، ولما ظهر المارد اليمني بهذا العنفوان وهذه الثقة وهو الذي يقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية ليضرب أقصى شمالها بمساحة (2200) كيلو متر، تعززت لدى أمريكا حقيقة أن العصابة الصهيونية آيلة للزوال لا محالة، مع ذلك ستبقى واشنطن تدعمها لأنه لم يعد لديها خيارات، وذاك فشل كبير بذاته للسياسة الأمريكية والغربية في المنطقة.
واليمن اليوم ومحور المقاومة ليسوا في وارد التراجع، فنحن نتحدث عن دم عربي يسفك ومقدسات تنتهك ومن المستحيلات جدا التراجع، فضلا عن أن زوال إسرائيل من الثوابت المقدسة، تعززها هذه المنهجية الحيوانية للكيان في التعايش.
وعار على المتثيقفين هزيلي التفكير والحسابات، أن يروا في الصواريخ والمسيرات اليمنية تحركاً خاطئاً قد يوسع نطاق المعركة، حسب تخوفاتهم، وهو نفس المنطق الأمريكي الذي يمنع أي تدخل، ريثما تنتهي العصابة الصهيونية من إبادة الشعب الفلسطيني.
المتثيقفون في الشتات عديمي البصر والبصيرة يحسبون أنهم يفكرون بعقلانية، ولو كانوا كذلك لما أوصلوا بلادهم إلى الاحتلال ونهب خيراته وتجويع شعبه، بل ولكانوا – على أقل تقدير – استطاعوا الحفاظ على كياناتهم الضئيلة من الذل والمهانة وملاحقة الداعمين والممولين.
حينما كانوا يتحدثون عن اليمن الجديد لم يكن في حسابهم بالمطلق مسألة التحرر من الهيمنة والوصاية الخارجية على البلد، وإنما المهم هو أن يكونوا هم أصحاب الرأي والمشورة، هذا هو اليمن الجديد بتصورهم، أن يلزموا كراسيهم ويعملوا في الحدود التي تسمح بها قوى الهيمنة والسيطرة.
ومتى كان لأمة أن تنهض إذا لم تكن ممتلكة لأدوات القوة الرادعة، ولم يكن بيدها التحكم بمقدراتها وحمايتها.
عار على الكيانات العربية الهزيلة التعاطي مع الإنجاز اليمني بهذه الصورة الساذجة وهو الإنجاز الذي لم يكن يخطر ببال بشر أن تحققه اليمن، وأن يبقى الكيان في حساباتهم  وحشاً كبيراً لا يمكن التجرؤ عليه خصوصا وأن من وراءه أمريكا، وهو ذاته منطق المتثيقفين الذين يعملون كـ”مفسبكين” مع محتلي بلادهم، المهزومين في داخلهم، من حصروا الحياة في لقمة عيش تأتيهم من المحتل في وقتها بفضل الرضوخ لبطش المستعمر، ليس لهم أن يُفكروا أو يطمحوا إلا في الحد المسموح لهم به، بحيث لا يتعرض ذلك لمصالح الغرب التي هي أصلا مصالح وطنية سيادية.
زُلزلت الأرض من تحت أقدامهم وغدا سيلتمسون العفو والمغفرة، وهذه مسألة أكيدة مع حالة الاستهداف التي يتعرضون لها وباتوا مهددين بالطرد من الدول المستضيفة ومهدين بقطع التمويل.
هؤلاء هم، أما عصابة أمريكا الصهيونية فلا تتصور أنها يمكن أن تعود إلى ما قبل السابع من أكتوبر المبارك الذي فضح حقيقتهم، ومن ترف الحسابات أن تتصور أمريكا أن تواجدها في المنطقة يمكن أن يكون له أي اعتبار في حسابات المقاومة، كما من السذاجة والوقاحة أن تتحدث بأن تواجدها هو لردع دول الشرق الأوسط من محاولة إنقاذ الفلسطينيين، لأنها اليوم في الوضع الأضعف، فهي أولا في مرمى الاستهداف، ومصالحها تحت التهديد، كما أن صلفها وغطرستها قد يربك كل العالم إذا ما قررت اليمن إغلاق باب المندب، وضربة واحدة على سفينة إسرائيلية عابرة كفيلة بذلك، كما أنه من حقها قانونيا إغلاق المضيق، فثلاثة أرباعه ضمن المياه الإقليمية اليمنية والقوانين الدولية تنص على «أن المياه الإقليمية جزء من إقليم الدولة، لكنها تمنح السفن حق المرور فيها ما لم تكن تابعة لدولة في حالة حرب مع دولة المضيق، وبما أن اليمن في حالة حرب مع الكيان فإن إغلاق المضيق أمامه مطابق للقانون»، حينها ما الذي سيكون لدى أمريكا لتفعله وقد احترقت كل أوراقها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خامنئي: تهجير غزة لن يتحقق وأي خطة لن تمر دون موافقة المقاومة

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إنّ خطة الولايات المتحدة "الحمقاء" بشأن قطاع غزّة لن تتحقق، ولن يكتب النجاح لأي مشروع أو رؤية لا تحظى بموافقة الشعب والمقاومة الفلسطينية.

وأضاف خامنئي خلال استقباله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، الثلاثاء، أن الرأي العام العالمي بات يميل اليوم لمصلحة فلسطین، وإن المقاومة أثبت جدارتها وعظمتها أمام جبروت الاحتلال.


واعتبر خامنئي أن "انتصار المقاومة أمام الاحتلال وواشنطن أمر عظيم، رسم معايير جديدة للنضال في المنطقة". مشيدا في الوقت نفسه بمشاهد تسليم المقاومة للأسرى الإسرائيليين قائلا، إن ما جرى يؤكد أنّ "صمود قادة المقاومة والمقاومين أمام الأعداء، ووحدتهم في أثناء المفاوضات المعقدة، وصبر أهل غزة البطولي، أمرٌ رفع رأس المقاومة في المنطقة".

ولفت إلى أنّ "الجهات نفسها، التي كانت تدّعي قبل عام ونصف عام القضاء على المقاومة، خلال فترة قصيرة، تستلم اليوم أسراها عبر دفعات من أيدي المقاومين. وفي المقابل، تطلق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين".

قائد الثورة الإسلامية : اليوم الرأي العام العالمي متضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي ظل هذه الظروف، فإن كل مخطط لا ينال رضى المقاومة وأهل #غزة، سوف لن يؤدي إلى نتيجة. pic.twitter.com/SSoXtiImBz — وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) February 18, 2025
من جهته، شكر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إيران على دعمها للمقاومة، مشيدا بالدور الذي لعبه حزب الله، وأمينها العام السابق، حسن نصر الله في دعم المقاومة وتحقيق انتصارها".

وأكد النخالة أنّ "المقاومة في غزّة قاتلت، خلال عام ونصف عام، الولايات المتحدة والغرب. وعلى رغم من عدم توازن القوة فإنها حققت انتصاراً كبيراً".

مقالات مشابهة

  • اليمن والموقف الحازم.. تحديات المنطقة في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية
  • النخالة: معركة إسناد غزة تؤكد وحدة المقاومة في المنطقة
  • القائد النخالة يشيد ببطولات اليمن ويثمّن دعم إيران والمقاومة في المنطقة
  • من اليمن إلى سيد المقاومة.. رسائل وفاء الدم
  • الرئيس الإيراني: نريد التفاوض مع أمريكا ودول المنطقة ولن نخشى إسرائيل
  • أمير القصيم يرعى انطلاقة ملتقى القطاع التعاوني في نسخته الثالثة الذي تستضيفه المنطقة
  • محمد بن زايد يؤكد لوزير خارجية أمريكا رفض الإمارات تهجير الفلسطينيين
  • ارسلان: الدور الذي تقوم به السعودية في استضافة المباحثات بين واشنطن وموسكو يبعث الأمل
  • رئيس الإمارات يُبلغ أمريكا موقف بلاده من تهجير الفلسطينيين
  • خامنئي: تهجير غزة لن يتحقق وأي خطة لن تمر دون موافقة المقاومة