بين الوضوح والغموض ( كل الخيارات مفتوحة ) ماذا يريد ” نصر الله “…. ؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
التهديدات الأمريكية لا تُخيفنا والأساطيل قد أعددنا لها عدتها – يجب أن تنتصر حماس وسنحتفل بانتصار غزة -سقف العدو أكبر من حجمه ومستوى وتيرة جبهة لبنان مرهون بحجم وحشية الكيان في غزة وسلوك العدو تجاه لبنان
الثورة / متابعة / محمد الجبلي
الأمين المؤتمن ظهر إلى العلن بعد شهر من عملية طوفان الأقصى ومن عملياته المنكلة بالعدو الصهيوني شمال فلسطين المحتلة، والتي تمت بتضحيات استشهد فيها قرابة 57 شهيداً بما فيهم من سرايا القدس والقسام.
الجبهة اللبنانية – بحسب سيد المقاومة- ساهمت في تخفيف جزء كبير من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة، حيث سحبت ثلث الجيش الإسرائيلي إلى شمال فلسطين والحدود اللبنانية، عمليات المقاومة في لبنان نجحت في إجبار العدو على إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين.
سيد المقاومة في الخطاب الذي أنصت له الجميع بعد ترقب لأكثر من أسبوع أضاف إلى بحر الإرباك محيطاً من الألغاز التي تربك دوائر العدو، وهو بحاجة إلى وقت طويل لدراسة وقراءة الخطاب ومعرفة ماذا يريد نصر الله وبماذا يفكر..!
واضح جداً أن خطاب السيد حسن نصر الله، لم يكن تهديداً كما في السابق، فهو خطاب الواثق ويخفي تحته الكثير من الوسائل القاتلة لجيش العدو.. فعدم خوضه في التفاصيل يعني أن هناك عمليات على الأرض في انتظار الإشارة، وأن هناك تنسيقاً بين كافة المحاور لتناوب ضرب الأهداف.
– لسان العدو يقول ” يا ليته سكت ” إنه يمارس أقصى درجات الإرهاب النفسي بحق قادة الحرب من اليهود والغرب.
وسائل الإعلام الإسرائيلية قالت بالحرف الواحد ” جلوس كل “إسرائيل” مقابل التلفاز من أجل الاستماع إلى خطاب نصر الله هو بحدّ ذاته انتصار وبعد مهم بالحرب النفسية ”
خطاب السيد حسن نصر الله صوب ثلثه تقريباً على العدو الأمريكي الذي يقود العدوان على غزة.
يخاطب الأمين العام لحزب الله الدخيل الأمريكي بالقول: أقول للأمريكيين إنكم تستطيعون أن توقفوا العدوان على غزة لأنه عدوانكم.
ويضيف ” وصلتنا رسائل بأن أمريكا ستقصف إيران إذا واصلنا عملياتنا في الجنوب ” وردا على هذه التهديدات قال السيد حسن: هذه التهديدات لن تخيفنا ونقول لكم إن أساطيلكم التي تهددونا بها نحن مستعدون لها وقد اعدينا لها العدة.
– السهام الموجهة صوب الداخل الصهيوني.
قائد المقاومة وضع معادلة أمام العدو مفادها إذا تطاولتم في قصف المدنيين في قصف أيضاً المستوطنين.. مدني بمدني.
ثلث آخر من الخطاب توجه صوب الداخل الصهيوني وإلى قادة حربه، يقول السيد القائد ” عملياتنا تقول للعدو إنه سيرتكب أكبر حماقة في تاريخ وجوده إذا اعتدى على لبنان ” وهي أيضاً رسالة طمأنة للداخل اللبناني مفادها عززوا ثقتكم بالمقاومة فالمرحلة مختلفة وهي مرحلة كسب النقاط.
كما أن كل الاحتمالات مفتوحة، وأن حركة اليد على الزناد مرتبطة بما يحدث في غزة من جرائم وحشية وأيضاً بسلوك العدو تجاه لبنان.
وقال السيد حسن ” أقول بكل شفافية ووضوح وغموض أن كل الاحتمالات في جبهة لبنان مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت ويجب أن نكون جمعيا جاهزين لكل الاحتمالات القادمة “.
يؤكد قائد المقاومة لجمهور قادة الحرب بأن هذه القيادة تخدعكم لقد ارتكبت خطأ فادحا ” من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها مثل القضاء على حماس”
– الجبهة في عدة محاور
حرص السيد حسن نصر الله في خطابه الواضح الغامض على تذكير الأمريكيين بهزائمهم في المنطقة وقال لهم أن من هزموكم في لبنان بداية الثمانينات لايزالون على قيد الحياة ومعهم أبناؤهم وأحفادهم.
وحول تصريحات الأمريكيين بعدم رغبتهم في توسيع المواجهة قال لهم سيد المقاومة بأن الأمر سهل ” إذا كانت السياسية الأمريكية تنادي بمنع اتساع المواجهة في المنطقة، فطريقها ليس بتهديد المقاومين وإنما بوقف العدوان على غزة”.
سيد المقاومة وضع الأمريكيين في حالة الرجل والرجل الواقفة، فلم يكشف عما قد يحل بهم سوى تأكيده على بعض الهجمات المعلنة للقواعد في الشرق الأوسط.. كما هي عمليات المقاومة الإسلامية في العراق التي أعلنت عن بدء مرحلة جديدة من المعركة لن تنتهي إلا بخروج القوات الأمريكية من العراق.
إلى اليمن…
أشاد سيد المقاومة باليد والساعد اليمني الذي نفذ عدداً من الضربات على كيان العدو.. يقول وبكل ثقه بأن الصواريخ والمسيرات اليمنية التي يتحدثون عن اعتراضها ستصل إلى إيلات والقواعد الإسرائيلية هناك، فاليمنيون في مرحلة كشف نقاط الضعف لدى العدو ولم يبدأوا بالضربات الموجعة.
الأمين العام لحزب الله، يخاطب العرب ويقول، على الدول والحكومات العربية والإسلامية قطع العلاقات ووقف النفط والغاز والغذاء لإسرائيل.
فالكيان الذي نشأ عام 48م لولا تخلي العالم والعرب عن الشعب الفلسطيني، وقال ” جيش العدو لم يتقن سوى التردد والخوف والضعف وارتكاب المجازر طوال 75 عاما”
وشدد في نهاية الخطاب على ضرورة انتصار غزة، وخص بالذكر حركة حماس وقال” سنحتفل بانتصار المقاومة في غزة “.
– بعد الخطاب التاريخي
خرج وزير الحرب الإسرائيلي بتصريح وقح بل بتصريح مهزوم متراجعا عن السقف المعلن من الحرب قائلاً” لن نوافق على إطلاق النار في غزة دون عودة الأسرى ”
في الحقيقة ومن خلال مجرى المعركة باتت غزة محرقة للصهينة،يؤكد جيش العدو بأن سلاح جوه نفذ 150 طلعة جوية لنقل أكثر من 260 جريحاً في معارك غزة البرية. لكنه لم يكشف عن الأرقام الحقيقية لعدد قتلاه، إلا أن هذا العدد الكبير من الطلعات الجوية يؤكد أن الخسائر كبيرة وأن القتلى أضعاف ما أعلن عنهم 25 قتيلاً.
وسائل إعلام إسرائيلية قالت أن: المعادلة الرسمية والواضحة لحزب الله العمل بشكلٍ مُدروس وتصعيدٍ تدريجي، ولكنّه سيفعل كل شيء حتى لا تسقط حماس.
– ردود سريعة
عضو المجلس السياسي لحركة النجباء فراس الياسر في العراق: نقول للسيد نصر الله نحن عند إشارتكم لأيّ تطور وعازمون على مواجهة المحتل ولدينا مفاجآت.
عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالوهاب المحبشي أعتبر حضور اليمن في هذه المعركة شرفاً متقدماً، كما أكد قائلاً ” تلقينا التهديدات نفسها التي أعلن عنها السيد نصر الله والجواب هو قول واحد وهو أننا أعددنا العدة.
– استمرار العدو في الوحشية وارتكاب المجازر في غزة يعني أنه لم يفهم ولم يقرأ أو يكتشف ما يخفيه خطاب نصر الله.
قائد حزب الله والمقاومة في لبنان حذر العدو من التمادي في الجرائم قائلاً ” الجرائم في غزة ستجعلنا أكثر قناعة بوجوب القتال والمواجهة مهما كانت التهديدات والضغوط”.
يعاود تجاوز الخطوط الحمراء ويقصف المستشفيات وحتى قوافل الإسعاف ومدارس إيواء النازحين.
مجزرة جديدة ارتكبها العدو في بوابه مستشفى الشفاء الطبي، تفيد الأرقام الأولية باستشهاد أكثر من 60 نصفهم من الأطفال.
حركة حماس حملت أمريكا والعواصم الغربية مجازر الاحتلال.
– الواضح في خطاب السيد حسن هو واضح توسيع المواجهة مرهون باستمرار الجرائم والمذابح في غزة.
الغامض في الخطاب هو كيفية تحقيق الانتصار وما هي وسائل الضغط التي تحتفظ بها المقاومة لمنع انتصار كيان العدو المجرم، كما أن الغموض هو في أن كل الخيارات مفتوحة وأن مصير الصهاينة لا أحد يستطيع أن يتنبئ به إلا صاحب الضربة القاضية، فليعش الداخل تحت الموت إلى أجل غير مسمى، واذا أراد أن يستأنف بعضاً من أدوار الحياة اليومية فليضغط على قادة الحرب بإيقاف العدوان فوراً.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية ترفع شارة النصر وتضع إصبعاً في عين “نتنياهو” وأخرى في عين “ترامب
يمانيون../
أصبحت مراسمُ الإفراج عن الأسرى الصهاينة في غزة؛ حفلات عالمية تصنع من خلالها المقاومة الفلسطينية التاريخ، وتقدم عبرها رسائلَ تُقرأ بكل اللغات، في مشاهِدَ غيرِ مسبوقة للعالم أجمع، تحكي قصة شعبٍ قهر الكيان الصهيوني وأعوانه وداعميه، حربًا وصمودًا وعزًا وكرامة.
في تفاصيل المشهد الذي أكّـدَ أن صناعة التاريخ حرفة أثبت أهل قطاع غزة أنهم على رؤوس العالم أكثرُ إجادة لها واحترافًا في أدائها؛ سلّمت المقاومة الفلسطينية، السبت، الأسرى الصهاينة الثلاثة، “ألكسندر تروبانوف، وساغي ديكل تشين، ويائير هورن”، في خان يونس، جنوبي القطاع، إلى الصليب الأحمر الدولي، في إطار الدفعة السادسة من عملية تبادل الأسرى ضمن اتّفاق وقف إطلاق النار.
ووجّهت المقاومة الفلسطينية في هذا الحدث الهام؛ رسائلَ جديدة إلى الاحتلال عبر تسليم الأسرى الثلاثة بالقرب من منزل الشهيد القائد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس البطل “يحيى السنوار”.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الضغط على مصر والأردن لقبول اللاجئين من قطاع غزة، ويلمح إلى إمْكَانية استخدام المساعدات الأمريكية كوسيلةٍ للضغط، حرصت المقاومة على إعلان ردِّها من على مِنصة الإفراج عن الأسرى؛ قائلةً: “لا هجرة إلا إلى القدس”.
ومن على مِنصة التسليم التي شيَّدتها المقاومة بخلفياتها المتعددة، ألقى كُـلٌّ من الأسرى الثلاثة كلماتٍ مقتضبةً، أكّـدوا فيها “ضرورة إعادة سائر الأسرى لدى المقاومة”، ليتمكّن المعتوه والمغرور “ترامب” من مشاهدتها، ليقولَ بعدها خافِضًا من ونبرة التهديد والوعيد: “سيتعين على إسرائيل أن تقرّرَ ما ستفعله بالموعد النهائي لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، والولايات المتحدة ستدعم أي قرار”.
ليس كُـلّ الأسرى ولا حتى تسعة، بعد أسبوع من التهديد والوعيد والتصريحات عن الجحيم بالسبت، حصل الكيانُ الصهيوني فقط على دفعةٍ فيها ثلاثة أسرى؛ إذ لا “ترامب” ولا “نتنياهو” استطاع أن يجبر المقاومة على شيء إلا الذي أرادت؛ كون القرار الفلسطيني اليوم بات غير قابل للثني ولا للتعديل.
في الإطار؛ أكّـد خبراء عسكريون أن تهديد الملثم “أبو عبيدة” هو من فرض إرادَة القسام والمقاومة عُمُـومًا؛ فبعد أن كان “ترامب” يهدّدُ الغزاويين بالجحيم قبل أَيَّـام، ظهر يتوسَّل ويرغبُ في لفتةٍ من حماس من خلال إطلاق سراح أسرى أمريكيين؛ ما يعني أن المقاومة تمتلكُ القوة رغم ضعف العُدة، والعزم الصادق وإن قلت الحيلة، والقلوب التي تأبى الانكسارُ مهما اشتدَّ البلاء.
وأشَارَ الخُبَرَاءُ إلى أن من تابع هذه المراسم من كُـلّ شعوب الأُمَّــة والأحرار في كُـلّ العالم، تأكّـد لهُ أنها مشاهد من القوة والعزة والكبرياء، بإنجاز المقاومة صفقة التبادل المشرِّفة، التي جسَّدت تلاحم الشعب الفلسطيني في غزة مع مقاومته الشريفة الباسلة.
رسائل أرادت المقاومة إيصالها من خلال حضور صورة القدس والأقصى والحشود الجماهيرية في عملية تسليم أسرى العدوّ وهي رسالة متجددة للاحتلال وداعميه أنهما خط أحمر، وهذه العملية جاءت تأكيدٌ أن لا سبيل للإفراج عن كامل الأسرى الصهاينة، إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتّفاق وقف إطلاق النار.
رسالةٌ قرأها العالم من على منصة الفعالية في المسرح المقاوم المفتوح على كُـلّ فلسطين، جاءت عبارات خطتها المقاومة تفيد بأنهم: “نحن الجنود يا قدس.. فاشهدي إننا على العهد.. عبرنا مثل خيط الشمس.. ثابتون في الميدان.. ماضون على درب التحرير.. لا تراجع ولا تفريط.. نقولها للعالم أجمع.. لا هجرة إلا للقدس”، وكان هذا ردها على كُـلّ دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها “ترامب” ومن يدعم نهجه من قوى الاستكبار والاحتلال.
وما زاد من وضوح المشهد كيف أن أبطال الجهاد والمقاومة جاءوا بكامل عتادهم العسكري، وهم يكبرون لحظة وصولهم لموقع الإفراج عن أسرى الاحتلال، ووصول وحدة الظل التابعة لكتائب القسام على متن مركبةٍ “إسرائيلية”، ويحملون أسلحة الاحتلال التي اغتنموها يوم العبور المجيد بالسابع من أُكتوبر 2023م.
وفي أقسى عملية نفسية وجَّهتها المقاومة في هذه الفعالية، أنها رفعت صورةُ الأسير “متان ووالدته عيناف تسنجأوكر” على منصة الإفراج، مع عبارة “الوقت ينفد”، إلى جانب ساعة رملية؛ ما دفع عائلات الأسرى الصهاينة يضجون ويضغطون، وليس أبلغ قول في المناسبة ما نقله الإعلام العبري عن والد الأسير “ألون شمريز” الذي قُتل بنيران جيش الاحتلال: “نحن مكبلون بحكومة هذيان لا تسمح بعودة جميع المختطفين دفعة واحدة”.
وسائل الإعلام الصهيونية لم تُخْفِ رُعْبَها ورعب مسؤوليها، قائلةً: إن “مقاتلي حماس يظهرون وبحوزتهم بنادقَ “تافور” (MP5) التي تستخدمها وحداتُ النخبة الإسرائيلية خلال مراسم تسليم الأسرى”، ويعلق خبراءهم، أن “كل هذا انعكاس لتراجع الكفاءة والثقة والقدرات العملياتية”، مؤكّـدين تأثير حرب الطوفان على قدرات جيشهم وكفاءته القتالية، والتي لن تسمح له بالمغامرة من جديد رغم الدفع الأمريكي المُستمرّ.
في السياق؛ أكّـدت وسائل إعلام عبرية أن “ترامب أعطى إسرائيل مهلةً حتى الساعة السابعة مساءً، حتى تقرّر ما الذي ستفعله مع حماس بعد أن أطلقت سراح 3 أسرى فقط وليس كُـلّ الأسرى كما طلب”، لافتةً إلى أن “نتنياهو” لم يدعو كُـلًّا من رئيس الشاباك والموساد ورئيس الأركان إلى الجلسة الأمنية التي يعقدها هذا المساء (مساء السبت)، مؤكّـدةً أنه تجنَّبَ الدعوة.
وفي الأثناء دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة، للإضراب عن الطعام الاثنين، القادم، وقالت في بيان: إنهُ “هو اليوم الـ 500 لأبنائنا في غزة، وعلى الحكومة العمل؛ مِن أجلِ إخراج الـ 73 أسيرًا في غزة فورًا”.
وعليه؛ يؤكّـد مراقبون أن لا بدائلَ أمام الاحتلال الصهيوني للإفراج عن باقي أسراه إلا بتنفيذ كامل بنود اتّفاق وقف إطلاق النار؛ لما له من ارتدادات قد تعصف بحاضره ومستقبله، وأن أية مماطلةٍ في هذا السياق أَو محاولةٍ للتهرب قد تفتح عليه أبواب الجحيم، ليس من الجبهة الفلسطينية فحسب؛ بل من الجبهة اليمنية التي يعتبرها خبراء الصهيونية القوة الضاغطة لتنفيذ كُـلّ بنود الاتّفاق.
في المقابل، وفور الانتهاء من مراسم إطلاق الأسرى الصهاينة، سارعت إدارةُ السجون الصهيونية بعملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المدرجين ضمن الصفقة بشكلٍ كامل، وصل إلى الضفة 36 أسيرًا، في حين وصل 333 أسيرًا من غزة إلى خان يونس، ليكون عددهم 369 في هذه الدفعة.
وعند وصول المحرّرين، خرجت الجماهير الفلسطينية هاتفةً بالمقاومة وموجهةً صرخاتها بالقول: “وينه نتنياهو.. وينه، خلعنا عينه”، وفي الاستقبال المشرِّف الذي حظيَ به الأسرى المحرّرون من سجون الاحتلال، تصاعدت الدعوات إلى وجوب تكريمهم بما يليق بتضحياتهم؛ فهم أيقونات صمود وعناوين عزّ ونماذج للفداء؛ مِن أجلِ حرية الأرض والإنسان.
ووثّقت عدسات الإعلام المختلفة الهيئة الصعبة التي خرج بها هؤلاء الأسرى والتي تكشف حجمَ الجرائم والانتهاكات داخل السجون الصهيونية؛ إذ بدت آثارُ التعذيب والقهر واضحةً على أجسادهم؛ ما يؤكّـد أن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل بازدواجية المعايير في التعامل مع ملف الأسرى؛ فكما يُطالِبُ الاحتلال باستعادة أسراه فَــإنَّ لأسرى فلسطين الحق في الحرية والكرامة، وإنكار ذلك يعد تواطؤ مع الجلاد.
وإذ لم يحرك المجتمع الدولي ساكنًا، توالت الانتقاداتُ لما يسمى مصلحة السجون الإسرائيلية؛ بسَببِ الملابس التي ظهر بها الأسرى الفلسطينيون، وإلباسهم زيًّا أثار موجةً من الاستنكار، وعَدَّ كثيرٌ من المراقبين أن الزي الذي حمل عليه نجمة داوود وعبارات تهديد قبل الإفراج عنهم، قرارًا غبيًّا وصبيانيًّا ويعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
في المقبل، أدانت فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية جريمة الاحتلال بوضع “شعارات عنصرية على ظهور أسرانا ومعاملتهم بعنف، في انتهاك فاضح للقوانين الإنسانية”، وكان أسرى فلسطينيون محرّرون أدلوا بشهادات لوسائل الإعلام قالوا فيها: إن “الاحتلال نفذ ضدنا خلال الحرب أبشع أشكال التعذيب والتنكيل والتجويع”.
ويلفت مراقبون إلى أن من الصعب تفسيرَ مدى غباء قرار مفوّض إدارة السجون، “كوبي يعقوبي”، بإلباس الأسرى قمصانًا تحملُ شعار “لن ننسى، لن نغفر”، وهو ينُـــمُّ عن عدم مسؤولية وتصرُّفٍ طفولي، رغم أن الأسرى المفرج عنهم خلعوا هذه الملابس وأحرقوها لحظَةَ وصولهم.