انطلقت أمس منافسات المرحلة الأولى من المسابقة القرآنية العالمية «أول الأوائل» في نسختها الثانية، الفرع الدولي لمسابقة المؤسس -رحمه الله- الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتي تأهل لها 40 متسابقاً من صفوة عشرات المتسابقين المتوّجين بالمركز الأول في كل المسابقات القرآنية الدولية من دول العالم، والذين شاركوا في منافسات مرحلة التصفيات يومي الأربعاء والخميس الماضيين.


ويتنافس المشاركون في مكان واحد بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، علنياً أمام الجمهور ولجنة تحكيم دولية واحدة لجميع المتسابقين، بواقع عشرة متسابقين على مدى أربعة أيام حتى بعد غد الثلاثاء.
وأجرت اللجنة المنظمة للمسابقة قرعة علنية أمام جميع المتسابقين المتأهلين للمرحلة الأولى وعددهم أربعون متسابقاَ؛ لتحديد ترتيب المتسابقين يومياً على مدى الأيام الأربعة المخصصة لهذه المرحلة؛ حرصاً على تحقيق أعلى معايير الدقة في التنظيم والمساواة بين جميع المتسابقين.
ويتنافس جميع المتسابقين في سبعة أسئلة من القرآن الكريم، منها سؤالان بالوصل، مع 12 سؤالاً في معاني الكلمات، وذلك أمام لجنة تحكيم دولية تجمع بين كوكبة من أبرز علماء القراءات والتجويد في العالم، تقوم بتقييم مستوى الحفظ والتجويد والأداء للمتسابقين بناءً على معايير عالية الدقة، وتتكون من رئيس وثلاثة أعضاء، وهم: فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية السابق رئيساً، الأستاذ الدكتور أحمد علي السديس عميد كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية والمدرس بالمسجد النبوي الشريف عضواً، الأستاذ الدكتور عبد السلام مقبل المجيدي أستاذ التفسير في جامعة قطر عضواً، وفضيلة الشيخ محمد يحيى طاهر عضواً.
وقد تنافس في اليوم الأول الرابع من نوفمبر في الفترة الصباحية كل من: محمد سعد عبد الجليل عبد القوي من جمهورية مصر العربية، حسن ساموه من مملكة تايلاند، إسماعيل فؤاد إسماعيل جادو طه من جمهورية مصر العربية، عمر أحمد نوري حسن أغا من الجمهورية العربية السورية، وحسين ساموه من مملكة تايلاند.
وفي الفترة المسائية تنافس بو بكر عبد الهادي محمد عبد القادر من الجمهورية الجزائرية، إبراهيم عبد العزيز عبد الرحمن خليل إبراهيم من جمهورية مصر العربية، موسى معتمدي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، موسى محمد علي عوض مدفع من دولة فلسطين، وبلال السيد محمد السنهوري من جمهورية مصر العربية.
وتبذل اللجنة المنظمة للمسابقة جهوداً مقدرة لتهيئة كافة السبل وتوفير كل الإمكانات وتسخير جميع الوسائل والتقنيات الحديثة؛ لإنجاح هذه المسابقة القرآنية الدولية النوعية، وحرصاً على متابعة الجمهور لمنافسات المسابقة ومشاهدة فعاليات المنافسات العلنية، أتاحت البث المباشر لمنافسات المتسابقين على حساب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على يوتيوب وفيسبوك وتويتر.
الجدير بالذكر أن اللجنة المنظمة للمسابقة كرّمت جميع المتسابقين المشاركين في مرحلة التصفيات ممن لم يتأهلوا للمشاركة في منافسات المرحلة الأولى.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر المسابقة القرآنية أول الأوائل وزارة الأوقاف من جمهوریة مصر العربیة

إقرأ أيضاً:

محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت

بعد أن فقد بصره وهو ابن ثلاث سنوات سأل والده: "متى النهار يطلع يا بابا؟"، فبكى الأب بحرقة وقال "سترى بقلبك يا بني أكثر مما ترى بعينيك"، لم يعرف الأب وقتها أن صوت ابنه سيكون كالشمس في تاريخ مصر، لا يبدأ النهار إلا بسماعه عندما تشير عقارب الساعة إلى تمام السابعة صباحا.

إنه الشيخ محمد رفعت -رحمه الله- الذي تلاحم صوته مع نسيج الوعي المصري ووجدانه، فأراد الله أن يحيا صوت الشيخ رفعت في مناسبتين، الأولى طوال العام عند الساعة السابعة صباحا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، هذا الوقت الذي يتعلق بذاكرة كل مصري أثناء ذهابه إلى المدرسة ونزوله إلى عمله صباحًا، إذا سمع صوت الشيخ رفعت أدرك أن الشمس قد أشرقت إيذانًا بميلاد يوم جديد مصحوب بصوت الشيخ محمد رفعت.

وأما الثانية فطوال شهر رمضان المبارك مع أذان المغرب، هذا الأذان الذي إن سمعه المصريون في أي وقت استشعروا بنسمات شهر الصيام، ارتبط أذان الشيخ محمد رفعت بالإعلان عن وقت الإفطار كل يوم في رمضان، فأصبح له خصوصية يتفرد بها عن أي أذان آخر.

الشيخ محمد رفعت هذا الصوت الملائكي الخالد الذي تجددت فيه معجزة القرآن، إلا أن التسجيلات التي وصلتنا لم توفه حقه، ذلك لأن أغلب التسجيلات كانت قديمة تحتاج إلى ترميم وإصلاح، فغير المونتاج الصوتي شيئا من حقيقة صوت الشيخ رفعت، والأمر الثاني أن التسجيلات بدأت في فترة مصاحبة المرض لهذا الصوت، كما قال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في إحدى لقاءاته إن تسجيلات الشيخ محمد رفعت تحمل تأثير مرضه وكأنك تسمع صوتا جميلا لكن عليه مسحة من المرض، وذكر أن تسجيل سورة مريم هو الذي يعطي بعضا من صوت الشيخ رفعت في اكتماله وشبابه ومقدرته.

في حي المغربلين بمنطقة الدرب الأحمر ولد الشيخ محمد رفعت سنة 1882 لأب يعمل ضابط شرطة بقسم الخليفة، وأم طيبة ترعى بيتها وتقوم على شئون الزوج والأولاد، واسم محمد رفعت هو اسم مركب أما والده فاسمه محمود رفعت وهو اسم مركب أيضًا، ولأن كل إنسان منا يسير إلى قدره المكتوب في الحياة، فقد واجه الشيخ محمد رفعت مصيره في الحياة مبكرا، المأساة الأولى عندما فقد بصره وهو في الثالثة أو الرابعة من عمره، والمأساة الثانية عندما فقد والده وهو ابن تسع سنوات.

ولأن في المنع عطاء، وفي كل محنة منحة، فكانت المأساة الأولى هي سبب العطاء الأعظم في حياة الشيخ محمد رفعت بعد أن قرر والداه أن يهباه للقرآن، وأتم حفظ القرآن وتجويده وهو طفل صغير في مسجد فاضل باشا، والذي عين فيه قارئا للسورة يوم الجمعة إلى أن أقعده المرض، وأما المأساة الثانية فكانت السبب في أن يتحمل الشيخ رفعت مسئولية أسرته الصغيرة المكونة من أمه وخالته وأخيه الأصغر بعد أن أصبح هو العائل الوحيد لهم، وظل على هذا الحال حتى ذاع صيته وأصاب سحر صوته كل من سمعه وتأثر به.

الشيخ محمد رفعت هو معجزة القرن العشرين في تلاوة القرآن الكريم، كان لصوته مفعول السحر على مستمعيه، فلا تسمع تلك الصيحات أثناء تلاوته كما يحدث في السرادقات مع قراء اليوم، ولكن طريقة قراءة الشيخ رفعت بما فيها من هيبة ووقار وإبهار كانت تجعل المستمعين لا يحركون ساكنا، يخشعون رهبة وإجلالا لعِظم ما يُقرأ عليهم.

تقليد الشيخ رفعت يحتاج لإمكانيات صوتية خاصة ولطبقة صوت اختص بها الله الشيخ رفعت، فيصعب جدا تقليده، تمتع الشيخ رفعت بصوت ماسي حاد جدا رنان كأنه الياقوت والمرجان، وبصوت عميق عريض جدا كأنه زئير الأسد في أدنى طبقات صوته، والعجيب أن في علو صوت الشيخ رفعت وهبوطه لا يشعر المستمع بأنه ينتقل بين القرار والجواب فهو يقرأ بطريقة السهل الممتنع، يلون الآيات بصوته وبما يناسب كل آية، فالموهبة وحدها لا تكفي، ولكنها تحتاج لذكاء يوظفها بطريقة صحيحة، والشيخ محمد رفعت وهبه الله من الذكاء الفطري والبصيرة الربانية ما جعله يقرأ القرآن بوعي وتدبر وذكاء.

عاش الشيخ محمد رفعت واهبًا حياته لخدمة القرآن الكريم ينشر صوته في كل مكان ويلبي الدعوات بعفة نفس خدمة للقرآن، لم يكن طالب مال ولا شهرة أو جاه، ترك لأبنائه ساعة يد وروشتة طبيب ومصحفًا، كما أخبر بذلك ابنه الأكبر محمد رحمه الله، وأصيب الشيخ رفعت بمرض الزغطة الذي اتضح أنه سرطان الحنجرة، فتوقف عن القراءة سنة 1943 بعد أن حبسه المرض وهو يقرأ ولم يخرج صوته في بعض الآيات فسكت ثم غادر المسجد وسط بكاء كل الحاضرين، وظل يعاني من هذا المرض الذي فشل الطب في علاجه، كان راضيا صابرا ولم يسخط، وفي يوم التاسع من مايو سنة 1950 أخذ يردد (الحمد لله) ويسأل زوجته عن أولاده، ويقول (الحمد لله) ثم فاضت روحه إلى رب العالمين، ليترك لنا صوتا لم ينطفئ يومًا، هذا الإرث الذي يشهد له بما قدمه في حياته لخدمة القرآن وإيصال رسالته، رحم الله قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت.

مقالات مشابهة

  • إمام عاشور: عن زيارته لإبراهيم شيكا: يجب أن نقف جميعًا بجانبه
  • ديمبلي وحكيمي وجويري يتنافسون على جائزة لاعب الشهر في الدوري الفرنسي
  • 7 لاعبين بالأهلي خارج حسابات كولر أمام طلائع الجيش
  • «المنفي» يتلقى برقية تهنئة من رئيس جمهورية تشاد والرئيس الفلسطيني
  • محمد يسري يكتب: العلوم الإسلامية كلها جاءت لبيان فضائل كتاب الله والحفاظ على سنته
  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت
  • شهر القرآن.. أدعية العشر الأوائل من رمضان 2025
  • السبت أول أيام رمضان في جميع الدول العربية باستنثاء المغرب
  • محمد صلاح يهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة شهر رمضان
  • محمد صلاح يهنئ الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان