أعمل على الأبحاث التي ترتبط بالتكنولوجيا والإعاقة
دعم من المؤسسات المحلية ومنها «الشفلح» و»مدى»
نسعى دائماً للحصول على المنح البحثية التي لها أثر في تقدم الدولة 

أكدت الدكتورة دينا آل ثاني، أستاذ مشارك، كلية العلوم والهندسة، بجامعة حمد بن خليفة على سعي الكلية دائماً للحصول على المنح البحثية التي لها أثر في تقدم دولة قطر، وبعض هذه المنح من خارج الدولة، مشيرة إلى أن الباحثين في الكلية يعملون على الكثير من الأبحاث التي تتعدد موضوعاتها.


وكشفت د. دينا آل ثاني في حوار مع «العرب» أنها تعمل على الأبحاث التي ترتبط بالتكنولوجيا والاعاقة، ومن بينها أبحاث لاستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة طلاب التوحد في الصفوف الدراسية، مشيدة بدعم مؤسسات الدولة للبحث مثل مركز الشفلح ومركز مدى، منوهة إلى خطط للتطوير في مجال التكنولوجيا والاعاقة.
وأشارت إلى أن مشاركة واسعة من المرأة في القطاعات الهندسية في الدولة، وأنه من الأمور المشرفة وأنه من الأمور المتميزة.
ولفتت إلى أن نسبة الإصابة بالتوحد في قطر تقارب النسب العالمية، وأن الدولة تولي اهتماما كبيرا بذوي الإعاقة، واهتمام قطر بالمصابين بالتوحد «مفخرة» بالنسبة لها، معبرة عن سعادتها بالعمل في دولة لديها هذا الوعي الكبير بالمصابين بالتوحد، إضافة إلى ما توليه الدولة من اهتمام كبير بالبحث العلمي، وعمل الكثير من مؤسسات الدولة على الاهتمام بالبحث العلمي ورعايته. وإلى نص الحوار:

المستجدات والأبحاث

ماذا عن آخر المستجدات في كلية العلوم والهندسة؟
نسعى دائماً في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة على الحصول على المنح البحثية، التي لها أثر في تقدم دولة قطر، وتمثل المنح البحثية التي نقدم ونحصل عليها أبرز مستجدات الكلية، ومنها منح حتى من خارج الدولة، وهي من الأمور التي تسعدنا.

 وما أبرز الأبحاث التي تعملون عليها؟
نعمل على الكثير من الأبحاث التي تتعدد موضوعاتها، فأعمل على الأبحاث التي ترتبط بالتكنولوجيا والاعاقة، وهو المجال الذي عملت به لسنوات، ولدينا مركز بحثي جديد بالحوسبة الكمية يرأسه الدكتور سيف الكواري، بدعم من وزارة الدفاع في قطر، كما أن الكلية تتميز في مجال علوم البيانات أيضاً.
وفيما يتعلق بأبحاث التكنولوجيا والاعاقة فإننا نركز في مجموعتنا البحثية على التوحد ونستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة طالب التوحد للانتباه في الصفوف الدراسية، وهو من أكبر مشاريعنا، ونحصل على الدعم من المؤسسات المحلية مثل مركز الشفلح ومركز مدى وغيرهما من مؤسسات الدولة.

هل من إحصاء لأطفال التوحد في قطر؟

هناك دراسة قام بها المعهد القطري للبحوث البيوطبية، تعنى بإحصاء أطفال التوحد، حيث أوضحت الدراسة أن 1.45 % من الأطفال مصابون بالتوحد، وأود أن أنوه إلى أن بحوثنا في جامعة حمد بن خليفة لا تُعنى بالتشخيص ولكن بالتمكين.

دعم مستمر 

كيف تقيمون دعم مؤسسات الدولة للجهد البحثي حول تمكين أطفال التوحد؟
لله الحمد، نجد كل الدعم من مركز الشفلح ومركز مدى وغيرها من المؤسسات، ونشكر لهم هذا الدعم المستمر.
ماذا عن خططكم المستقبلية فيما يتعلق بالأبحاث؟
نخطط للتطوير في مجال التكنولوجيا والاعاقة، فهو من الأمور التي تهمني بصورة كبيرة كباحثة، وقد كان لنا مؤخراً في الندوة التاسعة للرواد العرب والأمريكيين جلسة حول التكنولوجيا والاعاقة.
 كيف ترون مساهمة المرأة القطرية في القطاعات الهندسية؟
هناك مشاركة واسعة من المرأة في القطاعات الهندسية، وفي الندوة التاسعة للرواد العرب والأمريكيين، مثلت المرأة 40 % من إجمالي الحضور، وهو من الأمور التي تشرفنا، فوجود المرأة في قطاعات الهندسة من الأمور المتميزة.

هل نسبة المصابين بالتوحد في قطر مماثلة لما هي عليه في العالم؟ 
النسبة فيها تقارب مع النسب العالمية، ويجب أن نشير إلى أنه ليس كل دول العالم لديها هذا القطاع من البحوث القادر على الإحصاء، ولكن النسبة مقاربة جداً لما هي عليه في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال.
وليس هناك زيادة في النسبة، ولكن مع التطور والاهتمام في القطاع الصحي يتم تشخيص المزيد من الحالات، واهتمام الدولة بجانب الإعاقة ككل من أسباب تشخيص المزيد من الحالات، ولكن هذا لا يعني زيادة في الإصابة، فدولة قطر تولي اهتماما كبيرا بذوي الإعاقة وكانت من أوائل الموقعين على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق ذوي الإعاقة، ونرى هذا الاهتمام في جميع قطاعات الدولة، سواء التعليم أو الصحة، وصولاً لقطاعات الترفيه، وقد لمسنا ذلك في كأس العالم قطر 2022، وهو أمر يشرفنا أن تولي دولتنا هذا الاهتمام الكبير بذوي الإعاقة.

قطر والمقترح العالمي 

وكيف ترون اهتمام دولة قطر بالمصابين بالتوحد خاصة وأنها صاحبة المقترح لليوم العالمي للتوحد؟
هذا الأمر بالنسبة لي «مفخرة»، وأنا سعيدة ومحظوظة بالعمل في دولة لديها هذا الوعي الكبير بالمصابين بالتوحد.

 ماذا عن اهتمام دولة قطر بالبحث العلمي بصورة عامة والباحثين القطريين بصورة خاصة؟
تولي دولة قطر اهتماما كبيرا بالبحث العلمي، وهناك الكثير من المؤسسات التي تعمل على الاهتمام بالبحث العلمي ورعايته، كصندوق قطر للبحث العلمي ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، فالمنح التي نحصل عليها تمثل الداعم الرئيسي لأبحاثنا، إضافة إلى مؤسسات الدولة التي تولي اهتماما كبيرا، وبالنسبة لعملي كباحثة في مقدمتها مركز مدى ومركز الشفلح. 

كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة
تقدّم كلية العلوم والهندسة في الوقت الحالي أكبر مجموعة مختارة من البرامج الأكاديمية في جامعة حمد بن خليفة. وتستند جميع برامجها إلى تعاون بنّاء مع معاهد البحوث المرموقة التابعة للجامعة، مستفيدة من مهارات العلماء والخبراء، والأكاديميين البارزين من المؤسسات الخارجية والعالمية، وشركاء الصناعة، الذين يجسرون الفجوة بين التعليم والاحتياجات المجتمعية والاقتصادية، ويعملون على تعزيز الفرص الوظيفية للطلاب.
أقسام الكلية:
تضم كلية العلوم والهندسة الأقسام التالية:
قسم الإدارة الهندسية وعلوم القرار
قسم التنمية المستدامة
قسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة 
هذه الأقسام ملتزمة بقوة بالتميز في تدريس برامج الدراسات العليا، وتدريب الطلاب على مستوى عالٍ في مجالات معرفية مرموقة في العديد من التخصصات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة حمد بن خليفة المنح البحثية الذكاء الاصطناعي

إقرأ أيضاً:

ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي

في إحدى الدورات الإعلامية التي قدمتها مؤخرا، سألني أحد المتدربين عن الفرق بين الذكاء الاصطناعي وموقع غوغل الشهير، فشبهت الفرق بين الاثنين بأن غوغل يشبه ساعي المكتب الذي ينفذ أوامر مباشرة وبسيطة مثل جلب الشاي والقهوة أو نقل بعض الملفات بين غرف المكتب، أما الذكاء الاصطناعي فهو مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة القادر على القيام بمهام معقدة من دون ضرورة توجيهه بشكل تفصيلي.

وبناء على ذلك، فإلى أي مدى يحتاج الناس في عالم اليوم إلى منصب مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة في حياتهم؟ الإجابة المباشرة هي أن الجميع يحتاجه وبشدة.

يشبه الذكاء الصناعي في عالم اليوم الإنترنت قبل نحو ثلاثين سنة، حينها كان الإنترنت اختراعا جديدا يشق طريقه في الأسواق وتمتلئ أخبار التكنولوجيا بتوقعات عن تأثيراته ونتائجه، وكان الجميع يتعامل معه كأنه شيء مثير قادم في المستقبل، وسرعان ما أصبح الإنترنت حاجة يومية لا غنى عنها للبشر لا مفر ولا مهرب من التعامل اليومي معها.ليس صحيحا أن الذكاء الصناعي سيمحو أو يحل محل وظائف، ولكنه سيجعل من لا يستطيع التعامل مع الذكاء الصناعي وأدواته المختلفة غير قادم على التأقلم مع هذا المتغير الجديد بشكل يهدد مكانته ووضعه الوظيفي الأمر ذاته ينطبق على الذكاء الصناعي كتطور تقني هام من داخل العائلة الرقمية؛ بدأ ولا يزال نوعا ما نخبويا، ولكنه سرعان ما سيكون شعبيا وسيضطر الجميع للتعامل معه بشكل يومي في كافة مناحي الحياة.

قبل عامين كنت مدعوا للورشة العالمية الأولى في مجال الذكاء الصناعي واللغة العربية والبيانات الضخمة في مؤسسة قطر، وقدم عدد من الباحثين القادمين من الولايات المتحدة عروضا بحثية هامة عن موقع تشات جي بي تي وقدرته التنافسية الهائلة التي ستضرب غوغل في مقتل. ويُحسب لعدد من الباحثين العرب النابهين في الولايات المتحدة وأوروبا تنبههم للأمر في بدايته من أجل أن تحتل اللغة العربية مكانا هاما في برمجيات الذكاء الصناعي.

هذا الاهتمام من جانب الباحثين العرب ينبغي أن يوازيه اهتمام بمحو أمية الذكاء الصناعي عن القطاعات المختلفة خاصة الطلاب وأرباب المهن، فليس صحيحا أن الذكاء الصناعي سيمحو أو يحل محل وظائف، ولكنه سيجعل من لا يستطيع التعامل مع الذكاء الصناعي وأدواته المختلفة غير قادر  على التأقلم مع هذا المتغير الجديد بشكل يهدد مكانته ووضعه الوظيفي.

أبرز مثال على ذلك هو تحدي تطبيق تشات جي بي تي لأنظمة الامتحانات ومشاريع التخرج الجامعية والذي جعل هناك صعوبة في تحديد مستوى الطالب بسبب اعتمادهم عليه، الأمر الذي جعل الجامعات تلجأ لبرامج اكتشاف استخدام هذا التطبيق ومنع تداوله بين الطلاب. للذكاء الصناعي مخاطره ومشاكله، وهي مشاكل تتشابه مع مشاكل الإنترنت والتقنية بشكل عام ولا تمنع من محو أميته والتعرف عليه واستخدامه في كافة مناحي الحياةوهي محاولات وقتية لن تصمد كثيرا، إذ ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار عند وضع الامتحانات مستقبلا إمكانية استخدام الطلاب لأدوات الذكاء الصناعي وأهمها تطبيق تشات جي بي تي، تماما كما يؤخذ في الاعتبار أن بإمكانهم استخدام محرك البحث غوغل وغيره.

للذكاء الصناعي مخاطره ومشاكله، وهي مشاكل تتشابه مع مشاكل الإنترنت والتقنية بشكل عام ولا تمنع من محو أميته والتعرف عليه واستخدامه في كافة مناحي الحياة. فلا تزال التشريعات فقيرة في تنظيم عمله، خاصة عمليات التزييف العميق التي يمكن أن تنجم عنه، كما أن هذا المجال لا يزال في حاجة إلى منظومة أخلاقية مهنية تحكم طريقة عمله وتمنع توظيفه بشكل سيئ.

وغني عن القول أننا نتأثر بشكل يوم بخوارزميات الذكاء الصناعي التي تقوم عليها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والإعلانات، أي أننا متأثرون دائما ومنذ فترة طويلة، الفارق الجديد أن هذه التقنية تطورت وأصبح بإمكان البشر العاديين فهمها وتوظيفها والاعتماد عليها في حياتهم، وهي فرصة مهمة ينبغي استغلالها والتعامل الإيجابي معها.

twitter.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الذكاء الاصطناعي وحيد حامد؟
  • صندوق خليفة لتطوير المشاريع يتعاون مع شركة «إي آند الإمارات» لتسريع نمو الشركات الناشئة في الدولة
  • 14 طالباً يمنياً يشاركون في معسكر خليجي للذكاء الاصطناعي
  • رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق الآثار
  • رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق وترميم الآثار وإدارة المتاحف منذ التسعينيات
  • طلاب جامعة بنها يبتكرون نظاما جديدا لمراقبة السيارات يساهم فى الحد من الحوادث
  • ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي
  • غدا.. مناقشة رسالة دكتوراه فى جامعة الفيوم حول اضطرابات اللغة لدى أطفال التوحد
  • غداً.. مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة الفيوم حول اضطرابات اللغة لدى أطفال التوحد
  • باحثون بجامعة أكسفورد يقترحون منهجية جديدة لاكتشاف هلوسة الذكاء الاصطناعي