الحرب في غزة تهز اقتصادات الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
تهدد الحرب الجديدة، بين إسرائيل وحماس، اقتصادات الدول المجاورة، بينما تثير مخاوف من انتشار تأثيرها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وحتى قبل الحرب، كانت الاقتصادات الهشة، في كل من مصر والأردن ولبنان، تعاني أصلا من فترة ركود إثر جائحة كورونا، وهي دول تعتمد على السياحة بشكل كبير.
وفي الأردن، الذي تمثل فيه السياحة نحو 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، قال أحد منظمي الرحلات السياحية، تحدث لموقع فاينانشل تايمز، إن الحرب أدت إلى سلسلة من عمليات إلغاء الرحلات السياحية "فقدنا أشهرا وأشهرا من الحجوزات".
في مصر، حيث لجأت الحكومة بالفعل إلى صندوق النقد الدولي لتخفيف أزمتها الاقتصادية، تم إلغاء العديد من الحجوزات السياحية في سيناء، المتاخمة لغزة.
وقال فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي الإقليمي لدى بنك غولدمان ساكس "نشهد بالفعل تقارير عن إلغاء الحجوزات في دول مجاورة مثل مصر".
وتابع "نعتقد أن ذلك قد يكلف مصر المليارات من عائدات السياحة المفقودة في هذه السنة المالية وحدها".
"ولا تمتلك مصر احتياطيات من النقد الأجنبي لاستيعاب هذا النوع من الضربات" وفق وصف التقرير.
أول تأثير اقتصادي "مباشر" على مصر للحرب بين إسرائيل وحماس كشفت وكالة بلومبرغ، الأربعاء، أن مصر بدأت في تقليص إمدادات الغاز الطبيعي الحيوية لبعض الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.والأربعاء، كشفت وكالة بلومبرغ، أن مصر بدأت في تقليص إمدادات الغاز الطبيعي الحيوية لبعض الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وقالت الوكالة إن ذلك يعد التأثير الاقتصادي المباشر للحرب بين إسرائيل وحماس على مصر التي تواجه أصلا انقطاعات في الكهرباء بسبب نقص الوقود.
ونقلت الوكالة عن أشخاص مطلعين أن شركات الأسمدة المصرية، شهدت انخفاضا في الإمدادات بنسبة 30%، رغم أن الخفض بشكل عام لم يؤثر على الإنتاج بعد.
وقالت الحكومة المصرية، هذا الأسبوع إنه منذ أغلقت إسرائيل حقل غاز تمار البحري بسبب الحرب في غزة، انخفضت واردات مصر من الغاز الطبيعي منه من 800 مليون قدم مكعب يوميا إلى صفر.
وقد أدى ذلك إلى تفاقم مشكلة نقص الكهرباء التي تعاني منها البلاد بالفعل منذ منتصف العام حيث أدت موجة حر استثنائية إلى استنزاف إمدادات الوقود.
وتعتمد مصر على واردات الغاز من إسرائيل لتلبية بعض الطلب المحلي، وكذلك لإعادة التصدير إلى أوروبا عبر منشآت الغاز الطبيعي المسال.
وصادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال خلال فصل الشتاء قد تنخفض بنسبة 40% بسبب الصراع في غزة.
"نقطة الغليان"وقالت نورة الكعبي، وزيرة الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، الجمعة، إن الدولة الخليجية تعمل "بلا هوادة" من أجل وقف كامل لإطلاق النار، وحذرت من أن الاشتعال الإقليمي يقترب من "نقطة الغليان".
وقالت في مؤتمر في أبوظبي إن "خطر الانتشار الإقليمي لهذه الحرب والمزيد من التصعيد حقيقي".
وكان العدد الكبير من القتلى المدنيين نتيجة للهجوم الإسرائيلي على غزة في أعقاب توغل حماس في جنوب إسرائيل سبباً في تبديد الآمال في تحقيق مكاسب اقتصادية من حقبة جديدة من العلاقات بين الدولة اليهودية وجيرانها العرب.
وقال سوسة "هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن التأثير المحتمل للحرب على اقتصاد المنطقة".
ومضى مؤكدا أن "خطر حدوث المزيد من التصعيد يهدد بتعميق وتوسيع نطاق التداعيات الاقتصادية".
ومع القصف عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ على مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر من قبل ميليشيا الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، زادت المخاوف من توسع رقعة الحرب لتشمل دولا أخرى.
وكانت الدول المجاورة لإسرائيل، مصر والأردن ولبنان، المعتمدة على السياحة، تعاني حتى قبل الصراع.
وقالت كريستالينا جورجييفا، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية الأسبوع الماضي إن "عدم اليقين قاتل لتدفقات السياح".
انتقادات لـ"موسم الرياض" في زمن الحرب.. وأصوات سعودية ترد تتعرض السعودية لانتقادات لاذعة، إثر إطلاقها التظاهرة الشهيرة، "موسم الرياض"، بينما تستعر الحرب بين إسرائيل وغزة منذ قرابة الشهر.وقال وزير السياحة اللبناني، وليد نصار لشبكة "سي أن أن بيزنس" ، إن بلاده، التي يعاني بالفعل من أزمة عميقة، تعتمد على السياحة لنحو 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وهي الآن تواجه المزيد من التدهور الاقتصادي.
وبالنسبة للدول النفطية في الخليج، فإن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يعزز إيرادات الدولة التي تأثرت بتخفيضات إنتاج منظمة أوبك.
وقال جيمس ريف، كبير الاقتصاديين في جدوى للاستثمار في الرياض "من المرجح أن يقابل ذلك انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر والدخل السياحي".
وأضاف "نظرا لأن الأولوية هي التنويع الاقتصادي، فهذه هي الخسارة الأكبر".
وعلى الرغم من الحرب، توافد كبار الممولين على مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد الأسبوع الماضي، والذي أطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء"، في محاولة للاستفادة من صندوق الثروة السيادية في السعودية، للاستثمار في الأصول العالمية أو النظر في الفرص المحلية، مثل تصنيع السيارات الكهربائية".
لكن العديد من الحاضرين "كانوا يراقبون هواتفهم المحمولة، بحثا عن مستجدات الحرب، التي يخشى المسؤولون أن تؤدي إلى إبطاء خططهم التنموية الضخمة" حسبما تقول "فايننشل تايمز".
وفي مدينة دبي التي انتعشت بعد وباء كورونا، كانت القوة الاقتصادية مدفوعة بتدفق الروس الفارين من الحرب وبحث الأثرياء عن منازل إضافية.
ويقول أصحاب الفنادق إن حرب غزة كانت وراء إلغاء بعض الرحلات السياحية الإسرائيلية والأميركية.
ويرى مراقبون أن توسيع نطاق الحرب يمكن أن يؤدي إلى تقليص تقييمات العقارات المرتفعة وكبح التوقعات لفترة الخريف المزدهرة عادة.
وقال أحد المستشارين إن "تجار التجزئة أيضا يشعرون بالقلق بشأن ضعف المبيعات، خاصة في السلع الفاخرة".
وتابع "يتم إلغاء بعض فعاليات الإطلاق الكبيرة للمنتجات الجديدة، إذ أن جميعهم خائفون مما سيطرأ نتيجة هذه الحرب".
الأردن من بين البلدان الأكثر تأثرا بأي حرب تطال المنطقةومن المقرر أن يحضر الملك تشارلز الثالث افتتاح قمة الأمم المتحدة للمناخ COP28 في دبي، إلى جانب قادة العالم الآخرين، اعتبارًا من 30 نوفمبر.
ورفعت حكومة المملكة المتحدة هذا الأسبوع خطر وقوع هجمات إرهابية في الإمارات العربية المتحدة من "محتمل" إلى "محتمل جدا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الغاز الطبیعی بین إسرائیل
إقرأ أيضاً:
فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط
د. عمرو محمد عباس محجوب
منذ ١٩٥٦ عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس وبدأ مشروعه الوطني في بناء السد العالي المائي للتحكم في الزراعة وتوسعها وزيادة الإنتاج الكهربائي وانجز الإصلاح الزراعي. حدث العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ في قناة السويس وكانت اول مواجهة تحذيرية في وجه بناء الدولة المستقلة من اكبر الدول العالمية من إنجلترا وفرنسا واسرائيل. هذه الحرب كانت ايضاً تسليم وتسلم قيادة العالم لأمريكا التي تدخلت لإيقاف العدوان. وبدات الناصرية كنظرية ومنهج في الانتشار في العالم العربي وفي أنحاء العالم. وبدأت في إبراز القوة والقدرة من إنشاء الصناعات الثقيلة، الحديد والصلب،صناعة السيارات، الأدوات الكهربائية، الغزل والنسيج وصناعة الملابس، صناعة السكر والأسمنت، الثورة العلمية والأبحاث والدراسات، ثورة السينما والمسرح والاداب والفنون وغيرها وغيرها.
عندما نتحدث عن دول الرؤية التي استطاعت تحويل هزيمتها إلى نجاح واستقلال من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وهكذا، فقد كانت مصر الناصرية احد هذه الدول. لكن الفرق بين تلك الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة (في شكل وجود عسكري وتدخلات سياسية) لكن سمحت لها بالتطور العلمي والتكنولوجي ضمن السياق الامبريالي. هكذا نرى ان مصر تمت تصفية قدرتها وقوتها على ان تتطور وتصبح دولة زراعية صناعية مستقلة، وأصبح عليها فيتو ووضعت حولها كمية من الفخاخ والشراك من الإمبريالية والقوى الغربية واسرائيل ومن دول الخليج الغنية مع وجود التهديد الدائم من الاخوان المسلمين المتحالفين مع الإمبريالية واسرائيل.
في الشرق الأوسط ودولها التي ارادت النهوض من مصر، الجزائر، العراق، ليبيا، السودان وسوريا وايران كانت أسباب التدخلات والتعويق مختلفة عن باقي العالم. لكل الدول التي ارادت بناء دولتها المستقلة منذ الخمسينات تم زرع دولة وتنظيم. منذ نهايات القرن الثامن عشر بدات نقاشات إنشاء وطن اليهود، ١٩١٧ صدر وعد بلفور وفي ١٩٢٢ أسقطت الدولة العثمانية وفي ١٩٢٨ انشأ تنظيم الاخوان المسلمين تحت رعاية الإنجليز وفي ١٩٤٨ انشات دولة اسرائيل. هذه الدولة والتنظيم هي التي تقف ضد بناء أي دولة مستقلة تنموية وقد افشلت المشروع الناصري والمشروع البعثي وبدايات مشاريع أخرى.
في كل الدول التي رغبت في بناء الدولة والاستقلال في الشرق الأوسط فقد أصبحت تواجه اماً باسرائيل مباشرة في مصر، سوريا، لبنان، العراق، ايران او غير مباشر في ليبيا والسودان. وفي كل الدول تم إنشاء تنظيم الاخوان المسلمين لكي تعمل ضد بناء الدولة المستقلة، بل اثبتت أنها في السودان قد دمرت كل مأتم بنائه من سكك حديد ومشروع الجزيرة وخدمة مدنية وجيش وشرطة وفصلت الجنوب وغيرها.
منذ ١٩٧٩ بدات امريكا والغرب دعم المنظمات الجهادية في افغانستان واستمرت حتى الآن، وبالتعاون بين امريكا ونتنياهو تم وضع لستة السبعة دول التي يجب تدميرها عن طريق دعم الإسلام المتطرف والسياسي للتدخل. ومن محمد مرسي في مصر ومحمد الجولاني في سوريا فقد مدت يدها للكيان الصهيوني وجرت معها تنظيم حماس التي سحبها خالد مشعل - بعد استشهاد يحي السنوار وهنية- المتحالف مع الدول العربية المطبعة التي خلعت مفاهيم القوة البناء والتنمية والاستقلال.
لقد تغيرت موجبات الرؤية من العمل المفهومي إلى التخلص من أسباب الخزي والخذلان والتعويق التي زرعت في العالم العربي. ان الاتجاه العام الهابط للإمبريالية في اقتصادها وسياستها وهيمنتها (أي ضعف الأمة الأمريكية كما أشار بوتين كعامل مهم لقيام روسيا قوية)، عامل مشجع على العمل في تغيير معادلات وجود اسرائيل في فلسطين (٢٤٪ فقط في اسرائيل يرون إسرائيل قوية) ضعيفة او قابلة للعيش مع الفلسطينيين او نهايتها بالكامل. العامل الثاني هو اجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً واتحاد الشعوب حول موقفها. جزء من هذا هو تفكيك الظاهرة الأردوغانية التي بنت مجدها وقوتها من تبني تنظيمات الاخوان المسلمين وضخت فيها أموالها المنهوبة تحت دعاوي اعادة الإمبراطورية العثمانية.
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842