في لقاء انتظم، مساء الجمعة 3 نوفمبر، بمكتبة محمد محفوظ بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تونس، ضمن تظاهرة أسبوع السينما الفلسطينية التي تتواصل حتى الخامس من نوفمبر الجاري، دحض الباحثان التونسيان غسان عمامي (مؤلف ومخرج سينمائي) ومجدي كعنيش (أستاذ في الفنون البصرية) الخرافات العشر التي قامت عليها الرواية الصهيونية بشأن فلسطين.

والروايات العشر الصهيونية بشأن فلسطين التي دحضها الباحثان قُسّمت إلى “خرافات الماضي” و”خرافات الحاضر” و”خرافات المستقبل”.

وتتمثّل خرافات الماضي الصهيوني في اعتبار فلسطين أرضا قاحلة بلا شعب، والرواية الثانية هي أن يهود أوروبا هم شعب بلا أرض، فيما تعتبر الرواية الصهيونية الثالثة أنّ حرب 1948 هي حرب “بين داوود الإسرائيلي وجالوت العربي”.

كما فنّد الباحثان الرواية الصهيونية التي تقول إنّ “الفلسطينيين قد تركوا أراضيهم عن طواعية”، وقد أكّدا أن حواليْ 7% منهم فقط باعوا أراضيهم للصهاينة تحت طائلة التهديد، فيما تمّ تهجير بقية الفلسطينيين من قبل العصابات الصهيونية المسلّحة.

ويوضّح عمامي وكعنيش أنّ هناك أدلّة دامغة على أن اليهود الذين وصلوا إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع ليسوا من نسل اليهود الذين عاشوا في العصر الروماني، مؤكّديْن أن اليهود الذين عاشوا في ذلك العصر اعتنق جزءٌ كبيرٌ منهم الديانة المسيحية ثمّ بعد ذلك الإسلام. وقالا إنّ السجلات العثمانية للتعداد السكاني لفلسطين عام 1878 بيّنت أن اليهود لم يشكلوا سوى نسبة 3% فقط من سكان بلغ تعدادهم نحو 500 ألف نسمة، منهم 87% مسلمون و10% مسيحيون، وفق وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).

وأفادا أنّ فلسطين كانت بلدا ريفيا على وشك الدخول إلى القرن العشرين باعتبارها مجتمعا حديثا، وقد أدّى احتلال الحركة الصهيونية لأرضها إلى كارثة بالنسبة إلى غالبية الفلسطينيين.

وذهب الباحثان إلى أبعد من ذلك في دحض الرواية الصهيونية بشأن فلسطين، إذ أكّدا أن ما ذُكر في كتاب التوراة حول “أرض الميعاد بفلسطين” لا يتطابق مع الأماكن الواردة في التوراة والبقاع الموجودة في فلسطين، وأوّلها أنّ كتاب التوراة يذكر أن “أورشليم” (القدس) موجودة على جبل في حين أن هذا المكان يوجد على أرض شبه منبسطة.

ولاحظا أنّ الحق الفلسطيني موجود ومبرهن عليه في التوراة، إذ أنّ هذا الكتاب السماوي ذكر الأقوام الكنعانية السبعة، وهي تمتدّ من غزة إلى اللاذقيّة بسوريا شمالا، مشيريْن إلى أن الصهاينة لم يجدوا أيّ أثر يُؤكّد وجود هذا الكيان على أرض فلسطين، فحتى الحفريات التي طالت المسجد الأقصى لم تؤدّ إلى نتائج مطلقا.

وقالا إنّ الاستعمار البريطاني أنشأ الكيان الصهيوني في مؤتمر “كامبل بنرمان” سنة 1907 ، بل حتى وعد بلفور سنة 1917، حيث كان يهدف إلى إحداث كيان قرب قناة السويس لفصل المشرق العربي عن المغرب العربي ولتفكيك الدولة العثمانية.

واستعرض الباحثان أيضا مزاعم الصهيونية التي تُقدّم نفسها على أنّها تمثّل الديانة اليهودية، وأن من يُعاديها عدو للسامية. كما اعتبرا أنّ الترويج لرواية “إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” هي أكاذيب كشفت الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي. أما الرواية الصهيونية الكبرى التي دحضها الباحثان فهي “حل الدولتين”، معتبريْن أنّ ما يجري اليوم من سياسات التهجير القسري وإبادة المدنيين ينفي هذه المزاعم الصهيونية، وفق وكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وافتُتحت، فعاليات أسبوع السينما الفلسطينية بتونس، في الـ31 من أكتوبر الماضي، بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تونس، وتتواصل حتى الغد الأحد الخامس من نوفمبر، مستعرضة 15 عنوانا لأفلام فلسطينية تتحدّث عن النكبة والشتات وحق العودة، لمخرجين من أجيال مختلفة، انطلاقا من جوسلين صعب وميشيل خليفي، مرورا بالأخوين طرزان وعرب ناصر ومحمد بكري ونجوى النجار ومي المصري ورشيد مشهراوي، وصولا إلى بلال الخطيب وفراس خوري ورائد أنضوني وسليم أبوجبل. وتأتي هذه الفعالية -التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية التونسية وتنظّمها المكتبة السينمائية التونسية- في إطار دعم تونس للقضية الفلسطينية ومناصرتها وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة

زعمت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، بأن "حركة حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، وسيتم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين".

وأضافت الهيئة نقلاً عن مصادر، أن الحركة تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف المحادثات وعادت لتطالب بإنهاء الحرب.

إقرأ أيضاً: الإعلام العبري: مفاوضات غزة لم تنهار وتفاهمات بشأن فيلادلفيا ونتساريم

وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلًا عن قيادي في حركة حماس، بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيقضي بوقف الحرب تدريجيًا والانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وأضاف القيادي بحركة حماس، أن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف دائم للحرب، ومن الممكن أن يرى اتفاق وقف إطلاق النار النور قبل نهاية العام الجاري، إذا لم يعطله رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

وأشار إلى أن هناك بعض النقاط العالقة في مفاوضات وقف إطلاق النار لكنها لا تعطل التوصل لاتفاق، مضيفًا أنه تم الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وأكدت قناة كان العبرية نقلاً عن مصادر مطلعة على مفاوضات صفقة الأسرى، أن المفاوضات لم تنهار، وأن عودة الوفد الإسرائيلي كانت بهدف اتخاذ قرارات في إسرائيل بشأن كيفية المضي قدمًا في المفاوضات.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد، مساء أمس، عن عودة فريق المفاوضات الإسرائيلي الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الأجهزة الأمنية إلى تل أبيب، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، المكثفة في قطر.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان صحفي، إن الوفد الذي يضم مسؤولين من جهاز الموساد والأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، يعود لـ"إجراء مشاورات داخلية في إسرائيل بشأن استكمال المفاوضات لإعادة الأسرى" المحتجزين في قطاع غزة.

وأشار مكتب نتنياهو إلى "أسبوع مهم من المفاوضات" في قطر، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • مواعيد وقنوات عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل وتر حساس.. كشف الحقائق
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • كيف تعادي إسرائيل السامية ولماذا تهاجم اليهود؟
  • صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية: “إسرائيل” تواجه ليالي بلا نوم بسبب تهديدات اليمن
  • وزير الخارجية: نعتز بالعلاقات التاريخية مع تونس الشقيقة
  • الأزهر يُحذر: ادعاء معرفة الغيب والتنجيم خرافات محرّمة تضلل المجتمع
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • كيف تخنق إسرائيل اقتصاد فلسطين بقوانينها؟
  • بشرى خلفان: كان لا بد أن أخلص لصوت الشخصيات ولرؤيتي، لأكتب الرواية التي أريد
  • أرض الملاحم وحكايات التوراة .. لماذا ترغب إسرائيل في ضم الضفة الغربية؟