عشر خرافات عن إسرائيل.. الحقائق التاريخية تكذّب الروايات الصهيونية
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
في لقاء انتظم، مساء الجمعة 3 نوفمبر، بمكتبة محمد محفوظ بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تونس، ضمن تظاهرة أسبوع السينما الفلسطينية التي تتواصل حتى الخامس من نوفمبر الجاري، دحض الباحثان التونسيان غسان عمامي (مؤلف ومخرج سينمائي) ومجدي كعنيش (أستاذ في الفنون البصرية) الخرافات العشر التي قامت عليها الرواية الصهيونية بشأن فلسطين.
وتتمثّل خرافات الماضي الصهيوني في اعتبار فلسطين أرضا قاحلة بلا شعب، والرواية الثانية هي أن يهود أوروبا هم شعب بلا أرض، فيما تعتبر الرواية الصهيونية الثالثة أنّ حرب 1948 هي حرب “بين داوود الإسرائيلي وجالوت العربي”.
كما فنّد الباحثان الرواية الصهيونية التي تقول إنّ “الفلسطينيين قد تركوا أراضيهم عن طواعية”، وقد أكّدا أن حواليْ 7% منهم فقط باعوا أراضيهم للصهاينة تحت طائلة التهديد، فيما تمّ تهجير بقية الفلسطينيين من قبل العصابات الصهيونية المسلّحة.
ويوضّح عمامي وكعنيش أنّ هناك أدلّة دامغة على أن اليهود الذين وصلوا إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع ليسوا من نسل اليهود الذين عاشوا في العصر الروماني، مؤكّديْن أن اليهود الذين عاشوا في ذلك العصر اعتنق جزءٌ كبيرٌ منهم الديانة المسيحية ثمّ بعد ذلك الإسلام. وقالا إنّ السجلات العثمانية للتعداد السكاني لفلسطين عام 1878 بيّنت أن اليهود لم يشكلوا سوى نسبة 3% فقط من سكان بلغ تعدادهم نحو 500 ألف نسمة، منهم 87% مسلمون و10% مسيحيون، وفق وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).
وأفادا أنّ فلسطين كانت بلدا ريفيا على وشك الدخول إلى القرن العشرين باعتبارها مجتمعا حديثا، وقد أدّى احتلال الحركة الصهيونية لأرضها إلى كارثة بالنسبة إلى غالبية الفلسطينيين.
وذهب الباحثان إلى أبعد من ذلك في دحض الرواية الصهيونية بشأن فلسطين، إذ أكّدا أن ما ذُكر في كتاب التوراة حول “أرض الميعاد بفلسطين” لا يتطابق مع الأماكن الواردة في التوراة والبقاع الموجودة في فلسطين، وأوّلها أنّ كتاب التوراة يذكر أن “أورشليم” (القدس) موجودة على جبل في حين أن هذا المكان يوجد على أرض شبه منبسطة.
ولاحظا أنّ الحق الفلسطيني موجود ومبرهن عليه في التوراة، إذ أنّ هذا الكتاب السماوي ذكر الأقوام الكنعانية السبعة، وهي تمتدّ من غزة إلى اللاذقيّة بسوريا شمالا، مشيريْن إلى أن الصهاينة لم يجدوا أيّ أثر يُؤكّد وجود هذا الكيان على أرض فلسطين، فحتى الحفريات التي طالت المسجد الأقصى لم تؤدّ إلى نتائج مطلقا.
وقالا إنّ الاستعمار البريطاني أنشأ الكيان الصهيوني في مؤتمر “كامبل بنرمان” سنة 1907 ، بل حتى وعد بلفور سنة 1917، حيث كان يهدف إلى إحداث كيان قرب قناة السويس لفصل المشرق العربي عن المغرب العربي ولتفكيك الدولة العثمانية.
واستعرض الباحثان أيضا مزاعم الصهيونية التي تُقدّم نفسها على أنّها تمثّل الديانة اليهودية، وأن من يُعاديها عدو للسامية. كما اعتبرا أنّ الترويج لرواية “إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” هي أكاذيب كشفت الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي. أما الرواية الصهيونية الكبرى التي دحضها الباحثان فهي “حل الدولتين”، معتبريْن أنّ ما يجري اليوم من سياسات التهجير القسري وإبادة المدنيين ينفي هذه المزاعم الصهيونية، وفق وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وافتُتحت، فعاليات أسبوع السينما الفلسطينية بتونس، في الـ31 من أكتوبر الماضي، بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تونس، وتتواصل حتى الغد الأحد الخامس من نوفمبر، مستعرضة 15 عنوانا لأفلام فلسطينية تتحدّث عن النكبة والشتات وحق العودة، لمخرجين من أجيال مختلفة، انطلاقا من جوسلين صعب وميشيل خليفي، مرورا بالأخوين طرزان وعرب ناصر ومحمد بكري ونجوى النجار ومي المصري ورشيد مشهراوي، وصولا إلى بلال الخطيب وفراس خوري ورائد أنضوني وسليم أبوجبل. وتأتي هذه الفعالية -التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية التونسية وتنظّمها المكتبة السينمائية التونسية- في إطار دعم تونس للقضية الفلسطينية ومناصرتها وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
التفرقة والوحدة: دروسٌ من توحد اليهود وصراعات الأُمَّــة
شاهر أحمد عمير
على مر التاريخ، عرف اليهود بخلافاتهم الداخلية التي تشمل صراعات سياسية ودينية واجتماعية، إلا أن المثير للتأمل هو قدرتهم على تجاوز هذه الخلافات عندما يتعلق الأمر بمصالحهم المشتركة أَو التهديدات التي تواجه وجودهم.
في مواجهة الأُمَّــة الإسلامية والعربية، يظهر اليهود كتلة واحدة، يتحدون ضد كُـلّ ما يعتبرونه تهديدًا لمشروعهم، متناسين اختلافاتهم الأيديولوجية والسياسية.
هذا الواقع يحمل درسًا مهمًا للأُمَّـة الإسلامية والعربية، التي تعاني من التفرقة والتشتت في وقت هي بأمسّ الحاجة فيه إلى الوحدة والتماسك؛ فالتحديات التي تواجهنا كأمة، سواء أكانت سياسية أَو اقتصادية أَو عسكرية، تتطلب منا أن نتجاوز خلافاتنا الداخلية، ونتوحد خلف قضايا مصيرية تجمعنا، مثل القضية الفلسطينية والصراعات التي تهدّد وجود الأُمَّــة وهويتها.
من الواضح أن اليهود يدركون جيِّدًا أن قوتهم تكمن في وحدتهم أمام عدوهم المشترك، في المقابل، نجد أن العديد من الدول العربية والإسلامية تغرق في نزاعات داخلية، وتنساق وراء أجندات أجنبية تسعى لتفتيت الصف الإسلامي والعربي، هذه النزاعات لا تخدم إلا أعداء الأُمَّــة، الذين يستغلون انقساماتنا لإضعافنا والسيطرة على مقدراتنا.
إن ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي والعربي هو انعكاس لغياب الرؤية المشتركة وافتقاد الأولويات؛ فما الذي يمنع الأُمَّــة من أن تتوحد أمام مشاريع الهيمنة والاحتلال كما يفعل أعداؤها؟ لماذا نظل أسرى لخلافات عابرة وتنافسات ضيقة بينما تهدّدنا قوى كبرى تستهدف كياننا بالكامل؟
لقد أثبتت التجارب أن الوحدة قوة لا يُستهان بها، وأن الأمم التي تدرك أهميّة التكاتف وتعمل على بناء جبهتها الداخلية هي التي تنتصر في النهاية، وَإذَا كنا نريد مستقبلًا أكثر أمانًا وعدالة لأمتنا، فعلينا أن نبدأ بالتعلم من أعدائنا، ونتخذ من وحدتهم عبرة نستلهم منها خطواتنا المقبلة.
إن الدعوة للوحدة ليست مُجَـرّد شعار، بل هي واجب ومسؤولية على عاتق كُـلّ فرد وكلّ دولة في الأُمَّــة الإسلامية؛ فلا يمكن مواجهة التحديات الكبيرة إلا بروح جماعية وإرادَة واحدة، نحن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين الشعوب والأنظمة، ووضع مصلحة الأُمَّــة فوق كُـلّ اعتبار.
فكما يتجاوز اليهود خلافاتهم في سبيل تحقيق أهدافهم، علينا نحن أَيْـضًا أن ننهض من سباتنا ونرتقي فوق نزاعاتنا الصغيرة، ونعيد للأُمَّـة مجدها وقوتها؛ فالأعداء متربصون، والمستقبل لا ينتظر من يتردّد أَو يتخاذل.
لنجعل من اختلافاتنا مصدرًا للتكامل، ومن وحدتنا طريقًا للنصر، لنتعلم من التاريخ ونصنع مستقبلًا يليق بأمتنا وهويتنا.