أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن النبي الكريم لم يدع الدعاء قط (وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإنَّ الْبَلاَءَ لَيَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)[الطبراني في الأوسط].

فضل الدعاء بعد الانتهاء من العبادات.

. أقرب للإجابة والقبول إذا تكاسلت عن أذكار الصباح والمساء.. ردد هذا الدعاء أهمية الدعاء

وتابع علي جمعة، في منشور: كم رفعت محنة بالدعاء, وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابا كثيرة من الخير.

وقال الإمام الغزالي في هذا الشأن: فإن قلت: فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء, فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة, كما أن الترس سبب لرد السهام, والماء سبب لخروج النبات من الأرض, فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان, فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان.

فضل الدعاء

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول " سمعت أنَّ الدعاء بعد فعل أيّ طاعة من الطاعات مُستجَاب؛ فما صحة هذا الأمر؟

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال ، إن الشرع بيَّن أنَّ هناك هيئاتٍ وأحوالًا وأمكنة وأزمنة يكون فيها الدعاء أقرب للقبول وأرجَى للإجابة، وأنها من نفحات الله تعالى على عباده؛ ومن مواطن استجابة الدعوات: خواتيم العبادات والطاعات.

ودلت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة وأفعال السلف على استحباب دعاء المسلم لنفسه ولمَن معه عقب الفراغ من العبادة رجاء القبول.

فمن ذلك: دعاء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عقب فراغه من بناء الكعبة في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127].

ودعاء امرأة عمران عليها السلام عقب نذرها ما في بطنها لله تعالى في قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [آل عمران: 50].

وقد جاء في خصوص الدعاء بالقبول للنفس والغير عقب الانتهاء من الصلاة: حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ عِنْدَ الِانْصِرَافِ مِن الْجُمُعَةِ فَلْيَقُلْ: تَقَبَّلُ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ؛ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ أَدَّيْتُمُوهَا إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الحافظ أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" والديلمي في "مسند الفردوس".

واستحبت الشريعة للمسلمين أن يدعو بعضهم لبعض في خواتيم العبادات؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو للحاج عند تمام حجه، ولصائم رمضان عند فطره، وللتائب من الذنب عند توبته.

الدعاء بالقبول

فمن ذلك الدعاء بالقبول بعد صلاة العيدين؛ فعن خالد بن معدان قال: لقيت واثلة بن الأسقع رضي الله عنه في يوم عيد، فقلت: تقبل الله منا ومنك، فقال: نعم، تقبل الله منا ومنك، قال واثلة رضي الله عنه: لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عيد فقلت: تقبل الله منا ومنك، قال: «نَعَمْ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" و"الدعاء"، والبيهقي في "السنن الكبرى".

وبعد الانتهاء من أعمال الحج: فقد ورد أن الملائكة عليهم السلام هنأوا سيدنا آدم عليه السلام على حجه بيتَ الله الحرام؛ فقالوا له: "بَرَّ نُسُكُكَ يَا آدَمُ"، أو "بَرَّ حجُّكَ يا آدم" أخرجه قِوَامُ السُّنّة في "الترغيب والترهيب"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء غلامٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أريد هذه الناحية الحج، فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: «يَا غُلَامُ، زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَوَجَّهَكَ الْخَيْرَ، وَكَفَاكَ الْهَمَّ»، فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرفع رأسه إليه وقال: «يَا غُلَامُ، قَبِلَ اللهُ حَجَّكَ، وَكَفَّرَ ذَنْبَكَ، وَأَخْلَفَ نَفَقَتَكَ» أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وابن السني في "عمل اليوم الليلة".

وقال اللَّيْث بن سعد: "كَانَ ابْن سِيرِين لَا يزِيد أَن يَقُول للرجل إِذا قدم من حج أَو غَزْوَة أَو فِي عيد: "قَبِلَ اللهُ منا ومنكم، وَغفر لنا وَلكم" أخرجه ابن الأبار في "التكملة لكتاب الصلة" (2/ 171، ط. دار الفكر).

وبعد ختم القرآن الكريم؛ فعن خيثمة قال: مرَّ عمران بن حصين رضي الله عنه برجل يقصُّ، فقال عمران: إنَّا لله وإنا إليه راجعون، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَسَلُوا اللهَ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِيءَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الازهر الشريف النبي الدعاء فضل الدعاء رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه

إقرأ أيضاً:

قطاع المياه في حجة ينظم فعالية ثقافية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام

الثورة نت|

نظمت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وفروع هيئات مياه الريف والموارد المائية وحماية البيئة في حجة،اليوم، فعالية ثقافية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

وفي الفعالية استعرض وكيل المحافظة لشئون مركز المحافظة، أحمد الأخفش، مكانة الإمام الحسين عليه السلام وأهمية إحياء الذكرى للتعبير عن الارتباط بالإمام الحسين عليه السلام وموقفه ومبادئه ورؤية القرآن الكريم.

واعتبر إحياء ذكرى عاشوراء تخليدا لثورة سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وإحساسا بمأساة الأمة باستشهاد الإمام الحسين والمظلومية التي تعرض لها وإحياء روح المسئولية وتجديد العهد بالسير على درب سيد شباب أهل الجنة.

واستعرض بحضور مدير المؤسسة المحلية للمياه المهندس أمين المغلس ونائبه إبراهيم صعصعة ومدير مديرية مركز المحافظة عصام الوزان، أسباب العدوان على اليمن، مقارنا بين تضحيات الشعبين اليمني والفلسطيني في مواجهة الطغاة والمستكبرين.

وأكد أهمية استشعار المسؤولية في تجسيد قيم ومبادئ وشجاعة الإمام الحسين عليه السلام في الواقع العملي والاستمرار في الحشد والتعبئة والاستنفار دعما للشعب الفلسطيني وانتصارا للأقصى ومواصلة المسيرات والفعاليات والأنشطة المناصرة للمظلومين والمستضعفين في غزة.

فيما تطرق المدير الفني بالمؤسسة محمد عبدالودود، إلى مكانة الإمام الحسين في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودوره في الخروج على الظالمين ورفض مبايعة طغاة ذلك العصر واختيار طريق العزة والكرامة والحرية لإعادة مسار الأمة إلى الطريق القويم.

واشار الناشط الثقافي، بشير المدومي، إلى أن الإمام الحسين عليه السلام منهج حياة ورمز للثورات وقبلة للثوار على مر العصور والأزمان. لافتا إلى أن الحديث عن الإمام الحسين هو حديث عن الحق، مؤكدا أهمية حمل الروحية الجهادية التي حملها سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

مقالات مشابهة

  • الحسين شهيد الحق والعدالة والإيمان
  • قطاع المياه في حجة ينظم فعالية ثقافية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • دعاء السفر كما كان يردده النبي.. اللهم أنت الخليفة في الأهل
  • دعاء دخول الخلاء والخروج من الحمام للمسلم
  • أجمل 5 أدعية متنوعة للنجاح الشخصي والمهني
  • جمعة: النص هو أساس حضارة الإسلام ومُحدد هويتها
  • الحياة فرصة واحدة.. إستغلها للهناء والسعادة
  • تشارك الطعام والشراب في إناء واحد بين النظافة والسنة.. الإفتاء توضح
  • أفضل أحاديث عن الصدق من القرآن والسنة
  • كيف تعامل الرسول مع المنافقين؟