يمانيون – متابعات
أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية، أن الحرب بأول 3 أسابيع كلفت الميزانية العامة 30 مليار شيكل (7.5 مليارات دولار) وهي لا تشمل خسائر المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة، والأضرار المباشرة وغير المباشرة التي تكبدها النشاط الاقتصادي.

وخلال مؤتمر صحفي، كشف رئيس شعبة الموازنة بالمالية يوغيف غيردوس، عن تقديرات وزارة المالية بشأن الأضرار الهائلة التي خلفتها هذه الحرب على موازنة الدولة، حسبما نقلت عنه صحيفة “كلكليست” العبرية.

وبين غيردوس أنه -في الأسابيع الثلاثة للحرب- بلغت الأضرار التي لحقت بالموازنة 30 مليار دولار موزعة على الشكل التالي: 20 مليار شيكل (5 مليارات دولار) تكلفة السلاح والحرب، 10 مليارات شيكل (2.5 مليار دولار) لتمويل إخلاء السكان ودعم السلطات المحلية، مُشيراً إلى أن هذه التكلفة لا تشمل الأضرار المباشرة التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي بعد عملية “طُوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي كان قد قدر بأنها ستكون ذات تأثير طفيف على الاقتصاد الإسرائيلي.

ویمكن القول: إن تكلفة حرب “إسرائيل” مع حماس، ستكون مختلفة عما كانت عليه في السابق.

نفقاتٌ وخسائرُ:

وحسب غيردوس، فَــإنَّ نفقات القتال في اليوم الواحد تكلف نحو مليار شيكل (250 مليون دولار) وسيزداد الإنفاق الإجمالي مع استمرار القتال.

وقدرت المالية أن الأضرار التي لحقت بالناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد تصل إلى نحو 10 مليارات شيكل شهريا من القتال (2.5 مليارات دولار) وهذا يعني أن النمو في “إسرائيل” سوف يتباطأ بشكل ملحوظ فيما تبقى من العام.

وقال غيردوس إن تكاليف الحرب الحالية على غزة هائلة مقارنة بالجولات القتالية السابقة و”نحن بحاجة أن نتصرف بمسؤولية، على ما يبدو الحرب ستستمر لفترة طويلة ولا نريد أن نتلقى ضربة مالية واقتصادية أيضا”.

من جهته رفع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عجز الموازنة للعام الجاري إلى 4 % بدلا من 1.5 %، وبنسبة 5 % عام 2025.

وَأَضَـافَ سموتريش “نحن نبني ميزانية جديدة لعام 2024 وسنقدم سلسلة من الإصلاحات الهيكلية التي تدعم النمو؛ بهَدفِ تعزيز الاقتصاد أثناء القتال وبالتأكيد بعده، سيكون العجز أكبر، لكنه سيحدث لمرة واحدة” حسب ما نقلت عنه صحيفة “دى ماركر” الاقتصادية.

فبعد الهجوم الصاروخي الذي وقع من قطاع غزة على الأراضي المحتلّة، استدعت حكومة نتنياهو ما يقرب من 350 ألف جندي احتياطي ـ وهو العدد الأكبر في تاريخ “إسرائيل” ـ ويمثلون أكثر من 5 % من قوة العمل في “إسرائيل”.

واضطرت العديد من الشركات إلى إغلاق أبوابها، ويوجد الآن مئات الآلاف من القوات الإسرائيلية في الخدمة لمحاربة الفلسطينيين، بينما يعيش الكثير من الناس في الملاجئ.

وأعلنت جمعية المنتجين الإسرائيليين: بعد بدء الصراعات، بقي حوالي 10 بالمئة من العمال في منازلهم خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

الشركاتُ الإسرائيلية في أزمة:

توقفت الرافعات التي تملأ أفق تل أبيب المزدهر عن الحركة لعدة أَيَّـام بعد إغلاق مواقع البناء في المدينة، وأعيد فتحها هذا الأسبوع بموجب إرشادات سلامة أكثر صرامة، لكن عدم النشاط في القطاع وحده يكلف الاقتصاد حوالي 150 مليون شيكل (37 مليون دولار) يوميًّا، وفقا لتقرير الصناعة.

قالت المجموعة الصناعية الرئيسية في النظام إن الشركات الإسرائيلية خسرت 1. 2 مليار شيكل (368 مليون دولار) خلال الحرب التي استمرت 11 يوماً بين “إسرائيل” وحماس.

وقالت جمعية المصنعين الإسرائيليين، التي تمثل حوالي 1500 شركة و400 ألف عامل، إن الخسائر ترجع في معظمها إلى بقاء الموظفين في منازلهم وإطلاق الصواريخ الفلسطينية دون توقف تقريبًا من غزة.

وذكرت هذه الجمعية أن حوالي ثلث العمال في جنوب “إسرائيل” تغيبوا عن العمل وحوالي 10 بالمئة ظلوا في منازلهم.

وجاء في بيان رابطة المصنعين أن “غياب العمال أَدَّى إلى انخفاض كبير في إنتاج الشركات الصناعية وانخفاض المبيعات وإلحاق أضرار مباشرة بالدخول”.

وأضافت هذه الجمعية: إن 50 مصنعاً إسرائيلياً تكبدت ملايين الأضرار المباشرة جراء إطلاق الصواريخ، في حين أن هذه الجمعية لم تدرج في تقديرها الأضرار غير المباشرة مثل الطلبات الملغاة.

وقال راؤول ساروغو، رئيس جمعية المصنعين الإسرائيليين: “هذه ليست خسارة للمقاولين أَو الحرفيين فحسب، بل لكل أسرة في إسرائيل”.

ومع ذلك، لم تنشر الحكومة الإسرائيلية بعد تقديراتها للأضرار الناجمة عن الصراع الذي دار بين 10 و21 مايو/أيار.

جي بي مورغان: الاقتصاد الإسرائيلي ينكمش بنسبة 11 % مع تصاعد حرب حماس

وتراجعت قيمة العملة الإسرائيلية، التي كانت في اتّجاه هبوطي منذ بداية العام، بشكل أكبر منذ بداية الحرب، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ ثماني سنوات.

وبينما انخفض الرقم إلى أضعف مستوى له منذ عام 2012، انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في تل أبيب أَيْـضاً بنسبة 11 % منذ 7 أُكتوبر.

يقول المحللون إن قياس تأثير الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي لا يزال صعباً، وذلك؛ بسَببِ عدم اليقين الهائل بشأن حجم ومدة الصراع وبسبب نقص البيانات عالية التكرار – البيانات التي تم جمعها على مدى فترة طويلة من الزمن.

البنك المركزي الإسرائيلي: الحرب مع حماس ستؤثر على اقتصاد “إسرائيل”

في الأيّام الأخيرة، واجه البنك المركزي الإسرائيلي معضلة، هل سيخفض أسعار الفائدة للمساعدة في دعم الاقتصاد في زمن الحرب أَو يرفعها لدعم الشيكل.

وقد اختار البنك المركزي الخيار الأخير، حَيثُ أبقى أسعار الفائدة دون تغيير وقال إن سياسته تركز على “استقرار الأسواق والحد من عدم اليقين”.

ومع ما يسميه البنك المركزي الدعم المالي “لتنفيذ الحرب وفقا لأهدافها المحدّدة”، من المتوقع أن يرتفع دين إسرائيل بشكل حاد، ما يعكس زيادة الإنفاق الدفاعي.

وأعلن البنك المركزي الإسرائيلي أنه من المتوقع أن تنخفض عائدات الضرائب مع تضرر الاقتصاد ودعوة الناس للقتال.

وَأَضَـافَ أيضًا: إن الحرب بين “إسرائيل” وحماس ستؤدي بشكل مفاجئ إلى تقليص الاقتصاد الإسرائيلي هذا العام والعام المقبل وزيادة عجز ميزانية هذا النظام؛ لأَنَّ “إسرائيل” زادت نفقاتها لدعم الجيش والمدنيين والشركات خلال الحرب.

وقال البنك في تقرير بعد توقعاته الأولى: إذَا استمرت الحرب على الجبهة الجنوبية لـ”إسرائيل”، فَــإنَّ النمو الاقتصادي سيتباطأ إلى معدل سنوي قدره 2.3 بالمئة هذا العام و2.8 بالمئة في 2024.

وقال البنك أَيْـضاً إن النشاط في قطاعات البناء والزراعة والسياحة انخفض أَيْـضاً.

وبينما تكافح “إسرائيل” مع الخسائر الناجمة عن إغلاق المصانع والصناعة، تعهدت الحكومة بدفع المزيد لدعم الأشخاص والشركات، بما في ذلك إيواء النازحين من مناطق الحرب.

تقدم البنوك وشركات بطاقات الائتمان التي تنظمها الحكومة تأجيلات السداد وغيرها من المساعدات المالية لمساعدة الأسر والشركات.

وتقدم الحكومة أَيْـضاً المنح والقروض الحكومية للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتقوم بإنشاء صندوق لمساعدة الشركات على تغطية التكاليف الثابتة، بما في ذلك رواتب الموظفين.

وقال هذا البنك: يتم اتِّخاذ كُـلّ الإجراءات للحفاظ على استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، ومع ذلك، فَــإنَّ التوقعات الاقتصادية ترتبط بدرجة عالية من عدم اليقين.

ومن المتوقع أنه مع زيادة النفقات العسكرية للكيان الصهيوني وزيادة الدعم للشركات والمدنيين، ستزداد ديونهم وعجز ميزانيتهم.

انخفاضُ الائتمان الدولي:

كان اقتصاد “إسرائيل” الذي يبلغ حجمه نحو 500 مليار دولار هو الأكثر تطورا في الشرق الأوسط، مع وجود نقاط قوة في التكنولوجيا والسياحة، وكان في طريقه لتحقيق نمو بنسبة 3 % هذا العام مع انخفاض معدل البطالة ولكن مع الاحتمال الوشيك للغزو البري لغزة وخطر تحول الحرب إلى صراع إقليمي، فَــإنَّ الصهاينة ينفقون ويدفعون أقل بكثير مقابل كُـلّ شيء باستثناء الغذاء، وحذرت وكالات التصنيف من أنها قد تخفض تصنيفاتها الائتمانية.

خسائرُ متفاقمة:

أما على صعيد الخسائر التي تكبدتها المصالح التجارية المتوسطة والصغيرة خلال 3 أسابيع من الحرب، فأظهر استطلاع دائرة الإحصاء المركزية أن تقديرات 51 % من المصالح التجارية خسرت أكثر من نصف الإيرادات في أُكتوبر/تشرين الأول الماضي مقارنة بإيرادها الشهري خلال العام المالي الحالي.

وتعكس تقارير المديرين بالمصالح التجارية حالة التوظيف والأضرار التي لحقت بشركاتهم ومصالحهم التجارية خلال الحرب، موضحين أن 37 % من إجمالي الشركات والمصالح بـ”إسرائيل” أبلغت عن الحد الأدنى من التوظيف والتشغيل.

وقد سجلت الخسائر بخصوص تأثير الحرب على سوق العمالة والضرر الأكبر في المنطقة الجنوبية، حَيثُ أبلغ حوالي 59 % من الشركات والمصالح عن الحد الأدنى من التوظيف، علما بأن 62 % من الشركات التي تعمل بالعقارات والبناء تنشط مع الحد الأدنى من نطاق التوظيف.

الأمر هنا لا يقتصر على قيمة الأضرار والخسائر المباشرة التي لحقت وستلحق بهذه القطاعات، إنما بالخسائر غير المباشرة المتمثلة بفوات المنفعة الاقتصادية على المدى القريب والبعيد، والتي كان يمكن تحقيقها فيما لو لم تحدث عملية “طُوفان الأقصى”.

اجتماعياً، وإلى جانب الخسارة الكبيرة في الأرواح البشرية، التي ربما تكون الأثقل بالنسبة إلى الكيان منذ نهاية التسعينيات، فَــإنَّ المجتمع الإسرائيلي سيكون في مواجهة تبعات خطرة للمؤشرات التالية:

‎- ارتفاع معدلات البطالة نتيجة توقف المنشآت الصناعية والسياحية والخدمية وخروج بعضها عن العمل جزئياً أَو بشكل تام.

– زيادة أعداد المستوطنين المحتاجين إلى الدعم والمساعدة بغية تلبية احتياجاتهم الأَسَاسية من الغذاء والدواء وغير ذلك.

– نشوء ظاهرة النزوح الداخلي للمستوطنين الهاربين من مناطق غلاف غزة وما ينجم عنها من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية في شريحة واسعة من المستوطنين الصهاينة.

– ارتفاع ظاهرة الإصابة بالصدمات والأمراض النفسية بين عموم الصهاينة، وغالبًا ما تستمر هذه الإصابات لفترات زمنية ليست قصيرة.

– انهيار مؤشرات الرأسمال الاجتماعي من حَيثُ فقدان الشعور بالأمان والثقة، والتي تضاف إلى جملة ما يعانيه المجتمع الإسرائيلي من انقسام وتشرذم وفقدان للثقة.

– التوقعات بزيادة معدلات الجريمة والانتحار والإحباط واليأس في ضوء ما خلفه الفشل الأمني والعسكري الإسرائيلي من انعدام للثقة والأمان داخل المجتمع الصهيوني.

هذه الخسائر تمثل ربما إنجازاً جديدًا يضاف إلى الإنجاز الأسري الذين حصلت عليه قوات المقاومة الفلسطينية التي وجهت ضربة قاضية عسكرية وأمنية واستخباراتية للكيان ونراها الآن توجّـه ضربة قاضية اقتصادية لهذا الكيان المتهاوي ولا يبدو أن الكيان سيتمكّن من الوقوف على قدميه كما كان في السابق فهذه العملية غيرت كُـلّ شيء.

* الوقت التحليلي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائیلی البنک المرکزی ملیار شیکل الحرب على التی لحقت ف ــإن

إقرأ أيضاً:

ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟

طرحت فرنسا والمملكة المتحدة فكرة إرسال قوات إلى الميدان كضمان أمني بعد اتفاق السلام. ولكن حتى الآن، يبدو أن قلة من الدول توافق على ذلك.

اعلان

خلال قمة عُقدت في لندن يوم الأحد، طرحت فرنسا والمملكة المتحدة، مقترحًا لتطوير "تحالف الراغبين"، بهدف تعزيز الدفاع عن أوكرانيا والمساهمة في أي خطة سلام مستقبلية، في إطار الجهود الغربية المستمرة لدعم كييف في مواجهة التحديات الأمنية.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التحالف بأنه مجموعة من الدول "المستعدة لدعم أوكرانيا بقوات على الأرض وبطائرات في الجو، والعمل مع الآخرين ".

لا تزال طبيعة المهمة العسكرية المحتملة للقوات الغربية في أوكرانيا غير واضحة، وسط تساؤلات استراتيجية حول نطاق وأهداف هذا التدخل. ويطرح فيليب بيرشوك، مدير "معهد البحوث الاستراتيجية" في المدرسة العسكرية في أوروبا، سلسلة من التساؤلات الجوهرية حول السيناريوهات المحتملة لنشر القوات.

ويشير بيرشوك ليورونيوز إلى أن هناك فارقًا جوهريًا بين إرسال قوات إلى غرب أوكرانيا للسماح للجيش الأوكراني بإرسال وحدات محلية للقتال على الجبهة، وبين نشر قوات لحفظ السلام، حيث يتطلب هذا الأخير تمركز قوات عند خطوط التماس لمنع استمرار القتال، وهو نهج يختلف تمامًا عن التدخل العسكري التقليدي.

Relatedأوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلةرئيس وزراء السويد السابق" يصف مفاوضات ترامب للسلام حول أوكرانيا بأنها مباحثات "هواة" ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب

ويقدر الخبراء أن تنفيذ مهمة حفظ سلام موثوقة يتطلب نشر عدة آلاف من الجنود. وفي هذا السياق، صرّح سفين بيسكوب، الباحث في "معهد إيغمونت" في بروكسل، لقناة يورونيوز قائلاً: "قد يكون من الضروري إرسال فيلق عسكري يضم 50 ألف جندي، لإيصال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أننا جادون للغاية في هذا الأمر."

ورغم أن باريس ولندن تبديان استعدادًا لاستكشاف هذا الخيار، إلا أن المواقف الأوروبية لا تزال منقسمة بشكل كبير حيال هذه الخطوة الحساسة، إذ تتحفظ بعض الدول على التصعيد العسكري المباشر، ما يضع مستقبل هذا المقترح أمام اختبار سياسي ودبلوماسي معقد.

الدول المترددة

ويبدو أن بعض الدول الأوروبية تتجه نحو تأييد المبادرة الفرنسية-البريطانية، لكنها لم تحسم موقفها بعد بشأن مسألة نشر جنود على الأرض في أوكرانيا.

ففي البرتغال، تعهدت الحكومة بدعم الخطة التي ستضعها لندن وباريس، لكنها ترى أن الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار عملية حفظ السلام لا يزال سابقًا لأوانه. وأكد الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا أن أي قرار يتعلق بنشر قوات برتغالية يجب أن يُعرض على المجلس الأعلى للدفاع الوطني، المقرر اجتماعه في 17 مارس للنظر في الأمر.

أما في هولندا، فقد أوضح رئيس الوزراء ديك شوف أن بلاده لم تقدم أي التزامات ملموسة بعد، لكنه أكد انضمام هولندا إلى الجهود العسكريةالفرنسية-البريطانية للمساهمة في وضع حلول ممكنة.

بدورها، قد تنضم إسبانيا إلى المبادرة في مرحلة لاحقة، إذ صرّح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد "ليس لديها مشكلة" في إرسال قوات إلى الخارج، لكنه شدد على أن التركيز الحالي بشأن أوكرانيا لا يزال سياسيًا ودبلوماسيًا بالدرجة الأولى. ومع ذلك، يبدو أن الرأي العام الإسباني يدعم هذا التوجه، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة "لا سيكستا" أن 81.7% من الإسبان يؤيدون نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.

إيطاليا وبولندا: المتشككون

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تُعد من أكثر القادة الأوروبيين تحفظًا بشأن فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، حيث وصفتها بعد اجتماع لندن بأنها "حل معقد للغاية وربما أقل حسمًا من الخيارات الأخرى". وأكدت في تصريحاتها أن إرسال قوات إيطالية لم يكن مطروحًا على جدول الأعمال في هذه المرحلة.

وترى ميلوني أن أفضل ضمان أمني لأوكرانيا يكمن في تفعيل المادة 5 من ميثاق الناتو، التي تلزم جميع أعضاء الحلف بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لهجوم. ومع ذلك، يظل تطبيق هذه المادة غير واضح في ظل عدم عضوية أوكرانيا في الحلف، مما يجعل مقترح ميلوني غير محدد المعالم في الوقت الحالي.

Relatedردًّا على ترامب وبوتين: الدنمارك تُطلق صفقة تسليح ضخمة بـ6.7 مليار يوروفون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسياقمة أوروبية تناقش تعزيز تسليح أوكرانيا والحرب في غزة

أما في بولندا، أحد أبرز داعمي أوكرانيا منذ بداية الحرب، فلا يزال الموقف حاسمًا برفض إرسال قوات بولندية إلى الأراضي الأوكرانية. وأوضح رئيس الوزراء دونالد توسك أن بلاده تحملت بالفعل عبئًا كبيرًا باستقبال نحو مليوني لاجئ أوكراني خلال الأسابيع الأولى من الحرب، مما يجعلها غير مستعدة للانخراط عسكريًا بشكلٍ مباشر.

وبينما تبدو وارسو مستعدة لتقديم الدعم اللوجستي والسياسي، إلا أنها لا تعتزم نشر قوات على الأرض، ما يعكس الانقسامات داخل أوروبا بشأن هذا الخيار العسكري الحساس.

المجر وسلوفاكيا، غير مستعدتين على الإطلاق للقيام بذلك

تتخذ كل من المجر وسلوفاكيا موقفًا أكثر انتقادًا للدعم العسكري الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، إذ تدفعان باتجاه فتح حوارٍ مع روسيا لإنهاء الحرب بدلاً من تصعيد المواجهة العسكرية.

اعلان

وهاجم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القادة الأوروبيين المجتمعين في لندن، متهمًا إياهم بالسعي إلى "مواصلة الحرب بدلاً من اختيار السلام"، في إشارة واضحة إلى رفضه لاستراتيجية الدعم العسكري المستمر لكييف.

من جانبه، أعرب رئيس وزراء سلوفاكيا عن تحفظه الشديد تجاه مبدأ "السلام من خلال القوة"، معتبرًا أنه مجرد مبرر لاستمرار الحرب في أوكرانيا بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية حقيقية.

وبناءً على هذه المواقف، يُستبعد تمامًا أن تنضم بودابست وبراتيسلافا إلى أي مبادرة لنشر قوات أوروبية، إذ ترفض حكومتا البلدين بشكلٍ قاطعٍ الانخراط العسكري المباشر في النزاع الأوكراني.

موقف برلين

تتوجه الأنظار الآن إلى ألمانيا، حيث يجري تشكيل حكومة جديدة برئاسة المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس.

اعلان

وقد استبعد المستشار الألماني الحالي أولاف شولتز إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا، على الرغم من أن وزير دفاعه بوريس بيستوريوس ألمح إلى إمكانية نشر قوات حفظ السلام في منطقة منزوعة السلاح، في حال وقف إطلاق النار.

إلا أن هذا الموقف قد يتغير، حتى وإن كان من الصعب إقناع الرأي العام المحلي بقرار نشر الجنود الألمان في أوكرانيا.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة بعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادن ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب الغزو الروسي لأوكرانياالمملكة المتحدةالاتحاد الأوروبيقوات عسكريةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية يعرض الآنNext هجوم إسرائيلي على ميناء طرطوس شمال غربي سوريا يعرض الآنNext أوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلة يعرض الآنNext بسبب تهديد غامض.. إخلاء محطة القطارات الرئيسية في فيينا يعرض الآنNext من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة اعلانالاكثر قراءة فانس ذهب في رحلة تزلج فوجد المتظاهرين له بالمرصاد بسبب ما حدث مع زيلينسكي شروط دمشق الجديدة.. هل تغير مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا؟ جنود أوكرانيون عن المشادة بين ترامب وزيلينسكي: على الطرفين تقديم تنازلات إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلالحرب في أوكرانيا سورياروسياغزةفولوديمير زيلينسكيأوكرانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروباتيك توكالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ترامب يهاجم زيلينسكي من جديد ويدعو لامتنان أكبر من أوكرانيا تجاه واشنطن
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • الشركات السورية تكافح مع وفرة السلع المستوردة وتعثر الاقتصاد
  • بالأرقام والوقائع.. هكذا خرقت “إسرائيل” اتفاق غزة منذ لحظة توقيعه
  • كيف يغير الـ AI الأسواق في العالم؟
  • لأول مرة منذ عام 2015… إيطاليا تدخل قائمة أكبر 3 شركاء تجاريين لروسيا في أوروبا
  • اتحاد الشركات يستعرض الاقتصاد السلوكي وتأثيره على قرار شراء وثائق التأمين
  • تركيا أكبر مخاوف إسرائيل حاليًا
  • أكبر سرقة للعملات المشفرة..قراصنة من كوريا الشمالية يسرقون 1.5 مليار دولار من بايبت