إعلان الحوثيين الحرب على “إسرائيل”.. خبراء: أهدافهم الحقيقية في مكان آخر
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
يعتقد الخبراء أن هجوم الحوثيين على الأراضي الفلسطينية المحتلة “إسرائيل” يأتي لأهداف أخرى غير متعلقة ب”دعم قطاع غزة” ضد الحرب الوحشية الإسرائيلية المستمرة منذ قرابة شهر والتي أدت إلى استشهاد 9500 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.
وقلل الخبراء من تأثير صواريخ كروز والمسيّرات التي يطلقها الحوثيون، وقالوا إن تأثيرها يبقى رمزياً ولا تأثير على الأهداف الحوثية في “إسرائيل”.
وقال زوران كوسوفاك وهو خبير جيوسياسي وأمني إن إطلاق جماعة الحوثي المسلحة الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة من “إسرائيل” لا يخوضون حرباً عسكرية بل حرباً سياسية.
وقال كوسوفاك إن الحوثيين خالفوا توقعاته، إذ أنه توقع: أن اعتراض البحرية الأمريكية (19 أكتوبر/تشرين الأول) بنجاح لجميع الصواريخ التي يطلقها الحوثيون اليمنيون باتجاه إسرائيل سيثنيهم عن إهدار المقذوفات في المستقبل.
وأضاف أن الحوثيين بهجوم يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول أثبتوا أنه مخطئ عندما إذ تبنوا إطلاق “مرة أخرى صواريخ كروز وطائرات بدون طيار على إسرائيل رغم أنهم لم يكن لديهم فرصة كبيرة لضرب أي شيء، إذا تقع (إسرائيل) على بعد 2000كم وهو حدود الصواريخ اليمنية طويلة المدى”.
اقرأ/ي أيضاً.. (تحليل خاص) المشروعية والورقة الرابحة.. ما الذي يريده الحوثيون من تبني هجمات “دعم غزة”؟!الإعلان عن قوة جديدة
وقال أحمد ناجي، أحد كبار المحللين اليمنيين في مجموعة الأزمات الدولية: “إن دخول الحوثيين إلى ساحة المعركة، حتى ولو بطريقة رمزية، يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل – وهي إشارة لا لبس فيها إلى ظهور قوة جديدة ضدها في المنطقة”.
وأضاف أن تنويع مصادر الهجمات على إسرائيل هو استراتيجية رئيسية لمحور المقاومة “مصممة لإرباك إسرائيل وردع توسيع عملياتها العسكرية البرية في غزة”.
من جهته قال فارع المسلمي، وهو زميل باحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، إنه في عام 2015، عندما بدأ التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن، لم يكن لدى الحوثيين حتى القدرة على تنفيذ ضربات بطائرات بدون طيار. لكن في السنوات التي تلت ذلك، قاموا ببناء قدراتهم بدعم إيراني.
في العام الماضي، أدت الهجمات التي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها في عاصمة الإمارات العربية المتحدة، أبو ظبي – على بعد أكثر من 700 ميل من شمال اليمن – إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
اقرأ/ي أيضاً.. حصري- تقرير سري للحوثيين يحذر من انهيار سلطة الجماعة في مناطقها حصري- الحوثيون يحضرون لعودة الحرب مع توقف المحادثات رؤية اسرائيلية لهجمات الحوثيين يوم الثلاثاء (Haaretz) تأثيره على “إسرائيل”وفي السياق يرى عديد من الخبراء أن تأثير هجمات الحوثيين على الاحتلال الإسرائيلي ضعيفة، لكنه مع ذلك يدفع الاحتلال لتخصيص قدرات كان من الممكن استخدامها في جنوب لبنان أو قطاع غزة لتبقى متأهبة في “جنوب إسرائيل”.
وقال دانييل سوبلمان، وهو زميل باحث في مبادرة الشرق الأوسط بكلية كينيدي بجامعة هارفارد والذي يركز على محور المقاومة الإيراني، إن إسرائيل بدأت تنظر إلى الحوثيين كتهديد في السنوات الأخيرة.
وأضاف سوبلمان أنه حتى احتمال شن هجمات الحوثيين على جنوب إسرائيل يعني أنه “يجب على إسرائيل الآن تخصيص القدرات التي كان من الممكن استخدامها في أماكن أخرى”.
وقال ناجي الباحث اليمني في مجموعة الأزمات إن المخاطر الكبيرة التي تواجهها إسرائيل غير واضحة.
وعلى الرغم من نمو قدراتهم العسكرية، إلا أن الحوثيين يسيطرون على منطقة فقيرة للغاية مزقتها الحرب. وفي المقابل، يحتفظ الجيش الإسرائيلي بأنظمة دفاع جوي عالية التقنية ويتلقى دعم قوي من الحكومة الأمريكية.
من جهته قال زوران كوسوفاك المحلل الجيوسياسي والأمني: إن الحوثيين أطلقوا صواريخ كروز وطائرات بدون طيار على إسرائيل رغم أنهم لم يكن لديهم فرصة كبيرة لضرب أي شيء، إذا تقع (إسرائيل) على بعد 2000كم وهو حدود صواريخ الحوثيين طويلة المدى.
وأضاف: للوصول إلى إسرائيل، يجب على صواريخ الحوثيين أولا التهرب من سفن البحرية الأمريكية التي تقوم بدوريات في المنطقة والتي يمكنها إسقاطها، ثم طرادات الصواريخ التابعة للبحرية الإسرائيلية المتمركزة في البحر الأحمر.
وأشار إلى أنه من “المؤكد أن الحوثيين يدركون قلة فرص صواريخهم، ويعرفون أنه حتى لو تسلل عدد قليل منها، فلن يتمكنوا إلا من إلحاق أضرار رمزية بأهدافهم الإسرائيلية”.
ولطالما كان دعم القضية الفلسطينية والعداء تجاه إسرائيل أحد ركائز خطاب الحوثيين. منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة أصدر قادة الحوثيين تهديدات متكررة بالدخول في المعركة.
وفي الأسبوع الماضي، قال عبد العزيز بن حبتور، رئيس وزراء حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، إن الحوثيين قد يهاجمون السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. ونهاية الأسبوع كرر محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي والقيادي في الجماعة التهديد بشن هجمات على السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر.
هاجم الحوثيون المملكة شهر أكتوبر/تشرين الأول2023 حرب سياسية على المملكةورغم هذا التهديد باستهداف الملاحقة يرى زوران كوسوفاك أنه و “من خلال إطلاق صواريخ كروز، فإنهم لا يخوضون حربا عسكرية بل حربا سياسية. والهدف الحقيقي ليس إسرائيل بل عدو الحوثيين اللدود المملكة العربية السعودية”.
وقال إنه “من خلال إطلاق صواريخ كروز، فإنهم لا يخوضون حربا عسكرية بل حربا سياسية. والهدف الحقيقي ليس إسرائيل بل عدو الحوثيين اللدود المملكة العربية السعودية”.
ويشير الخبير الجيو-سياسي إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهوداً مضنية من أجل تحقيق تطبيع لإسرائيل مع المملكة العربية السعودية، لكن هجوم المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي في 07 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدد هذه الجهود. وأعلنت السعودية وقف أي نقاشات في هذا الأمر.
وقبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، كان الحوثيون والسعودية يحققون تقدما كبيرا في مفاوضاتهم الثنائية مع بعضهم البعض. وقد حظيت هذه المفاوضات بمساعدة إيران التي مارست ضغوطًا على الحوثيين للانخراط بشكل كامل مع السعوديين. ويبدو أنها توقفت من جانب الحوثيين أو وضعت على الرف مؤقتاً خاصة بعد أن صَعد الحوثيون في الحدود السعودية خلال الشهر الماضي، وهو ما وضع الجيش السعودي في حالة تأهب قصوى.
اقرأ/ي أيضاً.. الحوثيون وقرار العودة إلى الحرب.. ما الذي يحدث على الحدود اليمنية-السعودية؟ (تقرير خاص) السياج الفاصل بين غزة والاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى مواجهة المخاوف الداخليةمن جهته يشير مايكل هورتون، وهو باحث في معهد جيمس تاون، إلى زاوية أخرى لأهداف الحوثيين ويقول إن قرار الحوثيين إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل هو في المقام الأول مدفوع بالمخاوف الداخلية للجماعة. حيث يواجه التنظيم استياء متزايدا بين 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 32 مليون نسمة والذين يحكمونهم.
وأشار هورتون -وهو باحث يدرس الحوثيين منذ عدة سنوات- “وفي حين تحافظ الأجهزة الأمنية الحوثية ذات الكفاءة الوحشية على قبضة حديدية على السلطة في معظم المناطق، إلا أن هناك بعض التصدعات الناشئة في قاعدة سلطة الحوثيين. فالاقتصاد اليمني يحتضر، وعملته (المقسمة إلى الريال الذي يسيطر عليه الحوثيون والريال الذي تسيطر عليه الحكومة) في حالة سقوط حر، ولم يتم دفع رواتب القطاع العام بانتظام منذ عام 2016″.
وتابع: بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية الحادة، التي تشمل جميع أنحاء اليمن، أثار الحوثيون أيضًا الاستياء من خلال التحركات الأخيرة لتعزيز سيطرتهم العلنية من أعلى إلى أسفل على شمال غرب اليمن. وفي 27 سبتمبر/أيلول، أعلن الحوثيون حل حكومة الإنقاذ الوطني. وشدد عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، على الحاجة إلى “تغيير جذري يبدأ بإعادة هيكلة الحكومة”.
ويشير إلى أن خطاب عبدالملك الحوثيون “وحل الحكومة في كثير من النواحي إنكارًا للتاريخ الجمهوري لليمن”. كما أن “الإصلاحات” التي دعا إليها عبد الملك تعمل على تهميش حلفاء الحوثيين من الحزب الحاكم السابق في اليمن، المؤتمر الشعبي العام.
اقرأ/ي أيضاً.. (انفراد) صراع الحلفاء المتشاكسين… هل يسقط مؤتمر صنعاء “مهدي المشاط” من رئاسة المجلس الأعلى؟وقال هورتون “يعد تحرك الحوثيين لتعزيز حكمهم رسميًا على شمال غرب اليمن استراتيجية عالية المخاطر أدت إلى تأجيج الاستياء بين العديد من اليمنيين الذين يعانون من الفقر المتزايد والذين يحكمونهم”.
وأشار: من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل، يأمل الحوثيون في صرف انتباه اليمنيين عن فشلهم في توفير الفرص الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، يدرك الحوثيون جيدًا كيف سينظر العديد من اليمنيين إلى عمليات الإطلاق، على الأقل على المدى القصير”.
يرى هورتون أن الحوثيين يريدون استغلال “المشاعر المعادية لإسرائيل في اليمن- كما هو الحال في معظم أنحاء العالم الإسلامي- فهي مرتفعة وتتزايد”، ويعتقد الحوثيون أن الهجمات سينظر إليها بشكل إيجابي، حتى أولئك الذين يعيشون خارج سيطرة الحوثيين.
كما يريد الحوثيون أيضاً أن يُنظر إليهم على أنهم ملتزمون بشعارهم الذي ينص على “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”.
ويبدو أن اليمنيين -حتى المؤيدين لهجمات الحوثيين ضد الاحتلال الإسرائيلي دعماً لغزة- ينظرون إلى سلوك الجماعة تجاه معظم السكان المعارضين لحكمهم في مناطقهم بحذر جديد إذ أن سنوات تجربتها التسع المليئة بالفساد والعبث والطائفية تجعلها حائطاً يصد أي محاولات حصولها على مشروعية وشرعية من ركوب أقدس قضايا اليمنيين وأهم ثوابت هوية البلاد.
اقرأ/ي أيضاً.. حصري- تحذير أمريكي للحوثيين من قصف إسرائيل.. والجماعة تقدم شروطها دخول اليمن في الحرب الإسرائيلية “أسوأ مخاوف” المبعوث الأمريكي خاص| مشروع قانون بالكونجرس الأمريكي يعيد تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية”المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إيران اسرائيل السعودية اليمن جماعة الحوثي حزب الله غزة فلسطين الاحتلال الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول هجمات الحوثیین على إسرائیل صواریخ کروز أن الحوثیین اقرأ ی أیضا بدون طیار من خلال
إقرأ أيضاً:
واقع الهزيمة يحاصِرُ أمريكا من ميدان المواجهة إلى فضاء السردية.. “اليمن مخيف”
يمانيون – متابعات
برغمِ المحاولاتِ الأمريكية المكثّـفةِ لتشويهِ الموقف اليمني المساند لغزةَ والتقليلِ من تأثيره وفاعليته وتطور أدواته، تحت عنوان ما تسمِّيه الولايات المتحدة “استراتيجية مواجهة رواية الحوثيين” تبدو واشنطن عاجزةً تمامًا عن الهروب من حقيقة هزيمتها المدوية أمام اليمن في البحر الأحمر.
إذ لا زالت شهادات المسؤولين ووسائل الإعلام والخبراء في الداخل الأمريكي تتعالى كاشفة في كُـلّ مرة جانبًا جديدًا من الحقيقة التي يحاولُ الجيشُ إخفاءَها بشأن تلك الهزيمة.
آخر هذه الشهادات جاءت على لسان وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون المشتريات والاستدامة (كبير مشتري الأسلحة في البنتاغون) بيل لابلانت، في تصريحات غير مسبوقة نقلها موقع “أكسيوس” وقال فيها إن من وصفهم بالحوثيين “أصبحوا مخيفين”.
وأضاف: “إنهم يلوِّحون بأسلحة متطورة بشكل متزايد، بما في ذلك صواريخ يمكنها أن تفعلَ أشياءَ مذهلة”.
وتابع: “أنا مهندسٌ وفيزيائي، وعملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية، وما رأيته من أعمال قام بها الحوثيون خلال الأشهر الستة الماضية أمرٌ أذهلني”.
وقال: “إذا أصاب صاروخٌ باليستي سفينةً قتاليةً؛ فهذا يوم سيِّئ للغاية؛ لذا علينا أن نبتعد عن البحر الأحمر”.
وأكّـد لابلانت أن اليمن “ينتجُ الصواريخَ الباليستية بتقنية لا تمتلكُها إلا الدول المتقدمة فقط” في إشارة كما يبدو إلى الصواريخ فائقة السرقة (الفرط صوتية).
هذه الشهادة الجديدة تميَّزت عن سلسلة الاعترافات السابقة لقادة البحرية الأمريكية والمسؤولين السابقين والحاليين، بأنها لم تقتصر فقط على تأكيد الحقيقة الميدانية والعملياتية المتمثلة في أن القوات المسلحة اليمنية أظهرت تفوقًا كَبيرًا في مواجهة أحدث أساطيل وإمْكَانات الجيش الأمريكي في معركة غير متكافئة، بل سلَّطت هذه الشهادةُ الضوءَ على جانب آخرَ أكثر إحراجًا، وهو الصدمةُ المعنوية الكبيرة، والإحساسُ الواضح بالخوف، والحديثُ هنا ليس عن الجنود والضباط الذين يتعرَّضون للضربات اليمنية بل عن مسؤولي البنتاغون داخل الولايات المتحدة؛ وهو ما يعني أن صُناع القرارات والسياسات داخل وزارة الحرب الأمريكية نفسها أصبحوا يدركون تمامًا أن المسألة لم تعد مسألة تعثر عملياتي، بل هزيمة تأريخية فعلية يترتب عليها تغيير كبير في الموازين، بما في ذلك صعود قوة جديدة لا يمكن السيطرة عليها أَو الحد من قدرتها على التأثير.
لقد استغرق الأمرُ أقلَّ من عام، بين تصريح بايدن بأن الغارات الجوية والبحرية لم تردع القوات المسلحة اليمن، وصرخة لابلانت بأن اليمن أصبح مخيفًا، وعلى ضوء ذلك يمكن الخروجُ بتقييم واضح وسهل للحملة الأمريكية العدوانية ضد اليمن، وهو أنها تحولت إلى ورطة كبيرة فعلية كان السيد القائد قد حذَّر الأمريكيين منها قبل وقوعهم؛ وهو ما يعني أن اليمن لم يتفوَّقُ فقط على ساحة المواجهة، بل أَيْـضًا في الرؤية والحسابات الاستراتيجية المسبقة التي جعلته يخوض المعركة غير المتكافئة وكأنه على علم بكل مآلاتها.
وفي سياق الشهادات المُستمرّة على ذلك، نشرت مجلة المعهد البحري الأمريكي، تقريرًا جديدًا لهذا الشهر، أكّـدت فيه أنه، برغم عدم التكافؤ في القدرات القتالية فَــإنَّه “من الواضح أن القوى البحرية العاملة في المنطقة فشلت في وقف الهجمات اليمنية، وذلك أَيْـضًا برغم الضربات التي شنتها الولايات المتحدة في مناسبات متعددة بمزيج من القوة الجوية والضربات الصاروخية على الشاطئ”.
وَأَضَـافَ التقرير أن “هذا يؤدي إلى طرح تساؤلات حول الرد الأمريكي، وعلى نطاق أوسع، حول جدوى القوة البحرية، حَيثُ تصرخ العناوين الرئيسية بأن (الحوثيين هزموا البحرية الأمريكية) وَ(الحوثيون يحكمون الآن البحر الأحمر)، في حين أكّـد مقال من هيئة تحرير صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه (يمكن الآن إعلان فشل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمرافقة السفن)”.
وبحسب التقرير فَــإنَّ: “العمليات في البحر الأحمر تحمل ثمنًا باهظًا، فأولًا، يؤدي البحث عن طرق تجارية بديلة إلى تأخيرات في العبور، وتدفع السفن الراغبة في المخاطرة بالمرور عبر البحر الأحمر تكاليف تأمين أعلى لاستخدام المياه المتنازع عليها، وبالإضافة إلى ذلك، هناك التكاليف المرتبطة بالخسارة المحتملة لسفينة تجارية، وتشمل هذه القيمة الإجمالية للسفينة، وفقدان حمولتها”.
وأضاف: “هناك أَيْـضًا تكلفة صيانة السفن الحربية في المنطقة والإنفاق الكبير على الأسلحة المستخدَمة لإحباط الهجمات”.
وقال: إنه “نظرًا للتكاليف، فمن المرجح أن تنشأ ضغوط قوية لإنهاء العمليات إلى حَــدٍّ ما بشروط الحوثيين” وهو تأكيد واضح على أفق الحملة الأمريكية العدوانية وما قد تتضمنه من تصعيد، مسدود مسبقًا، وأن النتيجة محتومة لصالح القوات المسلحة اليمنية.
ونشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، الجمعة، تقريرًا أكّـدت فيه أن الهجوم الأخير الذي تعرضت له مدمّـرتان أمريكيتان أثناء عبورهما باب المندب يسلِّطُ الضوءَ على الفجوات والعيوب الكبيرة التي تجعلُ أسطول البحرية الأمريكية غيرَ فعال.
ووفقًا للمجلة فَــإنَّ “البحرية الأمريكية تصر على أنها تمتلك القدرات التي يمكنها وقف هجمات الحوثيين، وهذا ما كان البنتاغون يردّده منذ العام الماضي” لكن “الحقيقة هي أن أسطول الحرب السطحية التابع للبحرية الأمريكية يواجه في مواجهة الحوثيين لمحة أولية عن نوعية الشدائد التي تنتظر البحرية في حالة نشوب صراع مع الصين، والواقع أن ما يفعله الحوثيون يُظهِر للعالم نقاط الضعف الخطيرة التي تعيب أسطول البحرية الأمريكية السطحي عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الصواريخ الباليستية المضادة للسفن”.
وأضافت المجلة: “يبدو أن البحرية الأمريكية كانت حتى الآن في حالة من العمى التام في مواجهة التهديد الحوثي، وهذا مثال حزين آخر على التقادم المتزايد الذي تعاني منه الأسطولُ البحري الحربي بشكل عام، وخَاصَّة حاملات الطائرات” مشيرة إلى أنه “من غير المرجح أن يتحسن الوضع”.
واختتمت بالقول: “لقد أظهر الحوثيون الطريق لتعقيد استعراض القوة البحرية الأمريكية، والآن يستعد أعداء أمريكا الأكثر تقدمًا، وخَاصَّةً الصين، لاستخدام هذه الاستراتيجيات على نطاقٍ أوسعَ ضد البحرية الأمريكية إذَا اندلعت الحربُ بين الصين والولايات المتحدة”
ومن خلال كُـلِّ ما سبق يتجلَّى بشكل واضح أن الهزيمة الأمريكية أمام اليمن قد باتت أمرًا واقعًا، وأن اليمن قد صنع بالفعل نقطةَ تحولٍ تأريخيةً لن تستطيعَ الولاياتُ المتحدة الرجوعَ إلى ما قبلها، سواء على مستوى خارطة النفوذ والهيمنة، أَو حتى على مستوى احتكار القوة والقدرات البحرية، وفرضِ معادلات وأساليب الردع.