دعت واحدة من أكبر المنظمات الدولية المعنية باللاجئين إلى ضم قضية أكثر من 3 ملايين نازح في اليمن إلى ملف محادثات السلام المقبلة وإيجاد حلول دائمة لهذه الأعداد.

ونبّه المجلس النرويجي للاجئين إلى أنه لا يزال أمام اليمن وشركاء العمل الإنساني طريق طويلة لإيجاد بدائل حقيقية ودائمة لهؤلاء الذين أجبروا على الفرار، وذلك بعد أيام من تأكيد الحكومة عودة أكثر من مليون نازح إلى ديارهم.

المجلس النرويجي للاجئين قال إن على الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي تقديم الدعم لوكالات الإغاثة حتى تتمكن من الوصول الكامل إلى النازحين والمجتمعات المضيفة والمناطق الأصلية التي يعود الناس إليها، والتأكد من أن استراتيجيات الحلول الدائمة تستند إلى التعبير عن احتياجات ونوايا المجتمعات التي خصصت لها المساعدات.

وطالب المجلس الأمم المتحدة بوضع إطار عمل لتتبع عمليات ومحاولات العودة، وفهم واضح، ليس لنوايا النازحين فقط، ولكن التأكد أيضاً مما إذا كانت تلك النوايا استندت على تجارب واقعية من حيث الاندماج مع المجتمعات المضيفة، أو العودة إلى مناطقهم الأصلية.

اقرأ أيضاً صحيفة اسرائيلية: انهيار متوقع لاتفاقيات السلام مع مصر والأردن لقاء يمني أمريكي يبحث جهود إحلال السلام الشامل وإنهاء الحرب برئاسة الدبلوماسية اليمنية بشرى الإرياني.. نص البيان الختامي لندوة ”مصر وقيادة السلام في الشرق الأوسط” أمريكا تدعم مذابح الأطفال في غزة.. ناشطة تهاجم وزير الخارجية خلال جلسة للكونجرس «فيديو» صحيفة إماراتية: مليشيا الحوثي أفشلت مساعي السلام في اليمن!! أمريكا تُبلغ ‘‘العليمي’’: هذا هو الشرط الرئيسي لدفع عملية السلام في اليمن صحيفة إماراتية: الحوثيون ينقلبون على مفاوضات السلام ويطرحون مطالب جديدة أمام السعودية إعلان بريطاني فرنسي حاسم بشأن السلام في اليمن بنادقنا واحدة..بن عزيز يتعهد بمضي الجيش اليمني نحو السلام والتحرير كيف تؤثر حرب غزة على السلام في اليمن؟ الرئيس الصيني يوجه رسالة مهمة للعليمي بشأن الوحدة و السلام في اليمن بيان سعودي إندونيسي مشترك بشأن اليمن وانخراط الحوثيين في مفاوضات السلام

وفي حين دعا المجلس مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن إلى فعل المزيد من أجل أن ترتكز محادثات السلام على التجارب الحياتية للمجتمعات المتأثرة بالصراع، وخصوصاً النازحين، نبّه إلى أن اتفاق السلام عن طريق التفاوض أو الهدنة لفترة طويلة قد تكون لها عواقب سلبية غير مقصودة على النازحين. وقال إنه ينبغي التخفيف من تلك العواقب ومناقشتها مع أطراف النزاع، وإشراك وكالات التنمية في السعي لإيجاد حلول دائمة.

توفير التمويل الكافي
طالب المجلس النرويجي للاجئين المنظمات الدولية العاملة بالعمل على إيجاد حلول دائمة لقضايا النازحين، وشدد على ضرورة التأكد من أن التمويل يمكن المنظمات الإغاثية من مواصلة تقديم الدعم للمجتمعات المتضررة من النزوح، وأنها تتمتع بالمرونة الكافية للاستجابة لنوايا النازحين. وقال إنه ينبغي أن يشمل ذلك تدفقات تمويل مرنة ومتعددة السنوات تدعم ذلك النهج.

وأشار إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون حواجز أمام فهم المكان الذي سيعود إليه النازحون وخصوصاً عودة العائلات النازحة إلى مناطقها الأصلية والظروف في تلك المناطق.

وأعاد المجلس أسباب ذلك جزئياً إلى عدم وجود إطار منظم لتتبع محاولات العودة، ونقص الوصول إلى المناطق الأصلية، والتمويل المحدود، لأنه يقيد قدرة الوكالات على مساعدة النازحين الذين حاولوا العودة، وقال إن هذا يوضح أن كثيراً من النازحين قد يصلون إلى مناطق لا يستطيع العاملون في المجال الإنساني الوصول إليها.

ووفق ما أورده المجلس، فإنه دون إمكانية الوصول، لا تستطيع وكالات الإغاثة جمع البيانات أو التعامل مع المجتمعات، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون التوصل إلى ردود فعل خاضعة للمساءلة ومناسبة، ناهيك عن تقديم ردود دائمة ستؤدي إلى حلول دائمة.

وأكد المجلس النرويجي للاجئين أن الناس تعرب بوضوح عن اهتمامهم المتزايد بالعودة نتيجة الهدنة غير المسبوقة، ووصفها بأنها «خطوة كبيرة للغاية» في عملية السلام في اليمن.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: المجلس النرویجی للاجئین السلام فی الیمن

إقرأ أيضاً:

متلازمة 7 أكتوبر.. صدمة دائمة تُبرر العمليات العسكرية

في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذت حركة حماس هجوما مباغتا على غلاف غزة، فاق التوقعات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. كان هذا الهجوم بمثابة ضربة موجعة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي كانت تنظر إلى نفسها على أنها القوة الأبرز في المنطقة من حيث الدفاع والردع. انهار جزء كبير من تلك الصورة المثالية، وظهر الخلل الواضح في التجهيزات الدفاعية والاستخباراتية. هذه "الصدمة" التي خلفها هجوم حماس لم تتوقف عند ذلك الحد، بل أصبحت مبررا رئيسيا لأي عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل، سواء في الضفة الغربية أو حتى على الحدود الشمالية مع لبنان.

قبل هجوم 7 أكتوبر، كانت إسرائيل تتفاخر بمنظومة الأمنية في العالم، مع منظومات مراقبة وتجسس متقدمة وأجهزة استخباراتية قادرة على رصد أي تهديد محتمل. ومع ذلك، أظهر الهجوم المفاجئ هشاشة هذه المنظومات، التي فشلت في كشف أو منع الهجوم. وُصفت تلك الأحداث على أنها نقطة تحول كبيرة في كيفية تقييم إسرائيل لقدراتها الدفاعية، مما أفسح المجال أمام إعادة النظر في استراتيجيات الأمن بشأن التعامل مع التهديدات المستقبلية.

لم تقتصر متلازمة 7 أكتوبر على غزة والضفة الغربية فحسب، بل امتدت إلى الحدود الشمالية مع لبنان. الخوف من تكرار سيناريو الهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس جعل إسرائيل تستخدم هذا المبرر في أعقاب أي عملية اغتيال أو استهداف لحزب الله
الهجوم على غلاف غزة ليس فقط ضربة للمؤسسة العسكرية، بل كان بمثابة ضربة نفسية عميقة للمجتمع الإسرائيلي الذي رأى في هذا الهجوم علامة على فشل الحكومة في تأمين الجبهة الداخلية. رغم ذلك، وظف صناع القرار هذه "الصدمة" كمبرر لأي عمل عسكري حتى لو كان مكلفا.

قبل هجوم 7 أكتوبر، تنفذ إسرائيل عمليات عسكرية متنوعة في الضفة الغربية، وعلى الرغم من أن الهجوم جاء من قطاع غزة، إلا أن الجيش الإسرائيلي وجد في هذا الحدث ذريعة لتوسيع نطاق هذه العمليات، منطلقا من احتمال وقوع هجوم مماثل قد ينطلق من الضفة الغربية في المستقبل. هذه التحذيرات تأتي على خلفية أن الضفة تعتبر نقطة اشتباك مستمرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولا سيما مع تصاعد بروز المجموعات المسلحة فيها في السنوات الأخيرة.

استنادا إلى هذا التصور، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدن وقرى الضفة الغربية، مدعيا أن الهدف هو القضاء على المجموعات المسلحة، وكذلك الخلايا النائمة قد تكون قادرة على تنفيذ هجوم مشابه لهجوم 7 أكتوبر.

لم تقتصر متلازمة 7 أكتوبر على غزة والضفة الغربية فحسب، بل امتدت إلى الحدود الشمالية مع لبنان. الخوف من تكرار سيناريو الهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس جعل إسرائيل تستخدم هذا المبرر في أعقاب أي عملية اغتيال أو استهداف لحزب الله. قادة الجيش الإسرائيلي، ومن ضمنهم الناطق باسم الجيش، قدموا مخططات يُزعم أنها تثبت أن حزب الله كان يستعد لتنفيذ عملية مشابهة لهجوم 7 أكتوبر، تستهدف منطقة الجليل. وقد أشارت إسرائيل إلى أن هذه المخططات كانت تهدف لاقتحام مستوطنات حدودية والسيطرة عليها لفترة قصيرة، تماما كما حدث في غلاف غزة.

أصبحت متلازمة 7 أكتوبر محور الحديث العسكري في إسرائيل، كل خطوة عسكرية أو أمنية تُتخذ في المنطقة تُقدم كجزء من الردع أو الوقاية من هجمات مشابهة
هذه الادعاءات قدمتها إسرائيل كمبرر لعملياتها العسكرية في لبنان، فالهجمات الجوية والضربات المدفعية التي تستهدف مواقع لحزب الله تأتي تحت عنوان وإن لم يكن ظاهرا أحيانا "الوقاية من هجوم مباغت" مشابه لما حدث في 7 أكتوبر.

منذ ذلك الحين، أصبحت متلازمة 7 أكتوبر محور الحديث العسكري في إسرائيل، كل خطوة عسكرية أو أمنية تُتخذ في المنطقة تُقدم كجزء من الردع أو الوقاية من هجمات مشابهة. هذه العقلية ليست جديدة في إسرائيل، حيث سبق أن استخدمت صدمات أمنية سابقة لتبرير سياسات عسكرية أكثر قسوة، إلا أن هجوم 7 أكتوبر يبدو مختلفا من حيث تأثيره النفسي على الجمهور الإسرائيلي والقيادة السياسية على حد سواء.

في نهاية المطاف، لا يمكن التقليل من حجم التأثير النفسي لهجوم 7 أكتوبر على المجتمع الإسرائيلي، فقد هز الثقة في المؤسسة الأمنية وكشف عن هشاشة الاستعدادات الدفاعية أمام تهديدات غير تقليدية. هذه المتلازمة قد تكون الدافع وراء إعادة النظر في استراتيجيات الدفاع والهجوم.

مقالات مشابهة

  • الطرابلسي: ننظر إلى المهاجرين من منطلق إنساني
  • 4 أكتوبر.. اليوم العالمي للحيوانات.. واجب إنساني نحو كوكب مستدام
  • الكنيسة الكاثوليكية بمصر توجه دعوة للصلاة من أجل السلام في العالم
  • مندوب اليمن بجامعة الدول: هناك دعوة بأهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته بوقف العدوان
  • نقوش صخرية بالقرب من قلعة نخل التاريخية تعود للعصر الحديدي
  • متلازمة 7 أكتوبر.. صدمة دائمة تُبرر العمليات العسكرية
  • اليمن يغير قواعد اللعبة: صواريخ مجنحة تعزز قدرات القوات اليمنية ضد الاحتلال الصهيوني
  • الشارقة للتراث يطلق برنامج القهوة تراث إنساني
  • بعد دعوة رئيس "النواب" بسرعة إخطار المجلس باسمائهم.. ضوابط تمثيل الهيئات البرلمانية للأحزاب
  • تحديث قوائم المستفيدين من المشروع النرويجي