إدخال المساعدات وقف تمدد الصراع.. غزة تكشف دور مصر القوي في الملفات الإقليمية
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
تبرهن مصر كل يوم منذ تجدد الصراع بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل داخل قطاع غزة قبل 28 يوما، على قوة دورها وكلمتها فيما يتعلق بالدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء، وأنه لا حل للأزمة داخل القطاع إلا من خلال مصر، وهذا يظهر في كم الاتصالات الدولية والإقليمية والمشاورات التي تقوم بها مع الشركاء كافة.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت، "سيندي ماكين" المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي بحضور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتناول اللقاء الملفات الإقليمية وعلى رأسها تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
ووجهت المديرة التنفيذية الشكر لمصر على الدور القيادي المحوري الذي تقوم به لتقديم الدعم لأهالي القطاع، سواء من خلال الدعم المصري المباشر، أو عن طريق تنسيق المساعدات المقدمة من الأطراف الدولية، بما فيها برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الأممية الأخرى ذات الصلة.
وشدد الرئيس السيسي على قلق مصر البالغ من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع، مستعرضاً الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر على مدار الساعة لضمان إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، بما يلبي الاحتياجات الحقيقية لأهالي القطاع، مع استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للدفع في اتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكداً كذلك ضرورة إحياء المسار السياسي استناداً إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة.
من جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد التايب، إن الضغط على المجتمع الدولي لمواصلة الجهود لإنهاء الأزمة الراهنة، يضع العالم أمام مسؤولياته، ويوضح الموقف الموحد للعرب تجاه الأزمة.
وأضاف التايب لـ "صدى البلد"، أن العرب مصممون على موقفهم فيما يخص رفضهم التام لاستهداف المدنيين في غز، ورفض التهجير القسري، وتصفية القضية على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب دول المنطقة، أو تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه.
وأشار المحلل السياسي، إلى اتفاق الدول العربية على ضرورة الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، يكشف أن هناك اجماعا عربيا في وجه تقاعس الولايات المتحدة والغرب في حل الأزمة ودعمهم اللا محدود لإسرائيل ومنحها الوقت والضوء الأخضر لتنفيذ حرب إبادة ضد الفلسطينيين.
دعم قضية فلسطينمن جانبها أبرزت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الجهود التي تقوم بها القاهرة جنبا إلى جنب مع واشنطن لتحقيق هدنة إنسانية يوقف فيها إطلاق النيران وفي نفس الوقت العمل على تطويق الصراع في قطاع غزة، حتى لا ينفلت إلى حرب إقليمية تزامنا مع وصول قدر اكبر من المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
وقالت الصحيفة إنه منذ السابع من أكتوبر الجاري دخلت 410 شاحنات مساعدات إنسانية وإغاثية إلى غزة بفضل الجهود المصرية، منها 36 شاحنة دخلت غزة يوم الجمعة.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن توم وايت مدير الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قوله إن الموت جوعا كان هو القدر المحتم على سكان غزة لولا قوافل المساعدات الإنسانية القادمة من مصر والتي أبقت على رمق الحياة للفلسطينيين في قطاع غزة، وأمنت للفرد منهم رغيفين للخبز يوميا ووفرت لهم المياه الصالحة للشرب.
وحث المسئول الأممي إسرائيل على تسريع وتيرة إدخال المساعدات القادمة، منتقدا ما تفرضه إسرائيل من تعقيدات على جانبها لتلك المساعدات قبل الإفراج عنها.
السيسي أفسد مخطط إسرائيل.. حكاية مشروع غزة الكبرى وتأثيره على سيناء حطّم أحلامهم في سرقة سيناء .. السيسي يوجه لطمة قاسية للغرب وإسرائيلعلى صعيد تطويق الصراع في غزة ومنع انفلاته إلى حرب إقليمية، أشار الصحيفة البريطانية إلى لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته اليوم السبت للأردن مع مبعوثين عن عدد من البلدان العربية بينما لم تنطفئ بعد شرارة القتال الدائر في غزة بل وتصاعدت وتيرته، وذلك بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبا أمريكيا بعمل "وقف إنساني" للقتال يمكن معه إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدات القادمة من الجانب المصري برغم كثافتها إلا أن الجانب الإسرائيلي يخضعها بعد دخولها إلى الجانب الآخر لإجراءات تفتيشية دقيقة قبل السماح لها بالدخول إلى غزة، وقد برر مسئولون عسكريون إسرائيليون ذلك بأنه مشكلات لوجستية ناتجة عن غياب التنسيق بين المنظمات المعنية باستلام المساعدات الإنسانية.
زيارة بلينكن الأردنوكشفت "فاينانشيال تايمز" عن أن وزير الخارجية الأمريكي يهدف من وراء لقائه مع الدبلوماسيين العرب في العاصمة الأردنية منع انفلات نطاق التصعيد العسكري في غزة إلى حرب إقليمية؛ حيث تعرضت المناطق الفلسطينية الليلة الماضية إلى قصف مدفعي وجوي إسرائيلي مركز طال شمال قطاع غزة، وذلك في وقت تتواصل فيه جهود أمريكية – مصرية لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، متابعة أن هناك اتصالات مكثفة تتم لوضع اشتراطات لإطلاق سراح من بيد حماس من محتجزين، إلا أن ذلك لم يسفر عن أي تقدم حقيقي في هذا الاتجاه، كما لم تتبد أية مؤشرات على قرب تحققه.
وكشف مسئول أمريكي للصحيفة عن استمرار الاتصالات المكثفة لتأمين إطلاق سراح 242 محتجزا لدى حماس مع كافة أطراف الأزمة بما في ذلك "اتصالات غير مباشرة مع حماس".
وقال المسؤول، إن مصر وقطر تقومان بدور رئيسي في تلك الاتصالات، مضيفاً أن إطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين الذي تم في العشرين من أكتوبر الماضي وهما أم وابنتها كان مجرد اختبار لمدى فاعلية قنوات الاتصال الأمريكية لتحقيق هذا الهدف .
ووصف المسئول الأمريكي تلك الاتصالات بأنها كانت "مطولة وممتلئة بالتفاصيل وتنم عن إمكانية حدوث انفراجة على هذا الصعيد برغم انتفاء وجود أية ضمانة للنجاح"، متابعا: "أن حماس طلبت وقفا لإطلاق النار وتكثيف المساعدات للمدنيين بما في ذلك الوقود الداخل إلى غزة، والإفراج عن 6000 فلسطيني من سجون إسرائيل".
انتهاكات للقانون الدولي.. سامح شكري يضع بلينكن في الزاوية بسبب حرب غزة نريد حل الدولتين.. سامح شكري: إنهاء الصراع وإحياء السلام هدف مصري وعربيوأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن نتنياهو قد أكد للجانب الأمريكي أنه لن يقبل "وقفا مؤقتا لإطلاق النار في غزة إلا في حالة إطلاق السراح غير المشروط لـ242 إسرائيليا تحتجزهم حماس وذلك خلال لقائه أمس مع وزير الخارجية الأمريكي في تل أبيب حيث طلب بلينكن من نتنياهو بذل المزيد من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين .
وقالت الصحيفة إن طبيعة الاشتباكات التي شهدتها مناطق غزة خلال الساعات الماضية قد اتخذت منحى مغايرا، فبحسب الصحيفة اتسمت الاشتباكات بأنها تتم من "المسافة صفر" بين القوات الإسرائيلية وحماس، وفي المقابل استهدفت إسرائيل سيارات إسعاف كانت متجهة إلى مستشفى الشفاء وهو المكان الذي يتخذه آلاف الفلسطينيين ممن تهدمت مساكنهم "ملاذا قد يكون آمنا"، لكن الجانب الإسرائيلي يقول إن المستشفى تستخدمه عناصر حماس الذين أصيب العشرات منهم جراء هذا الاستهداف.
وتحملت مصر منذ 1948 أعباء عسكرية كبيرة بسبب حرص مصر حكومة وشعبا على حماية الشعب الفلسطيني من الهجوم الإسرائيلي خلال العقود الستة الماضية.
والثابت أن مصر لم تتقاعس عن ممارسة دورها تجاه القضية الفلسطينية فقد قدمت أكثر من 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل فلسطين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل القضية الفلسطينية الرئيس عبدالفتاح السيسي برنامج الغذاء العالمي وزير الخارجية الامريكي حماس المساعدات الإنسانیة فاینانشیال تایمز لإطلاق النار قطاع غزة إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
قرار جديد من الأمم المتحدة بشأن التزامات إسرائيل تجاه المساعدات للفلسطينيين
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس لصالح طلب رأي من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات للفلسطينيين التي تقدمها الدول والمجموعات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة.
وتبنى المجلس المكون من 193 عضوا القرار الذي صاغته النرويج بأغلبية 137 صوتا، بحسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء.
وصوتت إسرائيل والولايات المتحدة وعشر دول أخرى ضد القرار بينما امتنعت 22 دولة عن التصويت.
وجاءت هذه الخطوة ردا على قرار إسرائيل بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في البلاد اعتبارا من أواخر يناير الماضي وعقبات أخرى واجهتها وكالات الأمم المتحدة الأخرى في عملها الإغاثي في غزة على مدى العام الماضي.
ومحكمة العدل الدولية هي أعلى محكمة في الأمم المتحدة وتحمل آراؤها الاستشارية ثقلا قانونيا وسياسيا رغم أنها غير ملزمة، حيث لا تملك سلطات إنفاذ إذا تم تجاهل آرائها.
كما أعرب القرار الذي تم تبنيه يوم الخميس عن "القلق الشديد إزاء الوضع الإنساني المزري في الأراضي الفلسطينية المحتلة" و"يدعو إسرائيل إلى التمسك بالتزاماتها بعدم منع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير".
وتنظر الأمم المتحدة إلى غزة والضفة الغربية على أنهما أرض محتلة من قبل إسرائيل ويتطلب القانون الإنساني الدولي من القوة المحتلة الموافقة على برامج الإغاثة للأشخاص المحتاجين وتسهيلها "بكل الوسائل المتاحة لها" وضمان معايير الغذاء والرعاية الطبية والنظافة والصحة العامة.
لا يحظر القانون الإسرائيلي الجديد بشكل مباشر عمليات الأونروا في الضفة الغربية وغزة ومع ذلك، فإنه سيؤثر بشدة على قدرة الأونروا على العمل.
ويصف كبار المسؤولين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الأونروا بأنها العمود الفقري للاستجابة للمساعدات في غزة.
استبدال الأونروا؟ وفي رسالة إلى مجلس الأمن المكون من 15 عضوًا يوم الأربعاء، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن "استبدال الأونروا بخطط إغاثة من شأنها أن توفر المساعدة الأساسية الكافية للمدنيين الفلسطينيين ليس مستحيلًا على الإطلاق".