في ذهاب نهائي الدوري الأفريقي.. الوداد وصن داونز يحلمان باللقب الأول
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
البلاد- جدة
يتطلع فريقا الوداد البيضاوي المغربي، وماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي للاقتراب خطوة هامة نحو التتويج بلقب النسخة الأولى من بطولة الدوري الأفريقي لكرة القدم، عندما يلتقيان في ذهاب الدور النهائي للمسابقة، اليوم الأحد.
ويسعى كلا الفريقين لتحقيق نتيجة إيجابية لتسهل من مهمتهما قبل مباراة العودة، التي ستجرى بينهما بمدينة بريتوريا الجنوب أفريقية في 12 نوفمبر الجاري.
وشاركت 8 أندية في النسخة الافتتاحية للبطولة الوليدة، وفقاً لتصنيف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” لكل منطقة جغرافية، حيث تواجد كل من الأهلي المصري والترجي التونسي وتي بي مازيمبي الكونغولي الديمقراطي وسيمبا التنزاني وإنيمبا النيجيري وبيترو أتلتيكو الأنغولي، بالإضافة للوداد وصن داونز، ليتنافسوا على أول لقب للمسابقة القارية.
وكشف “كاف” أن هذه البطولة هي شراكة بينه، وبين الاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا”، مشيراً إلى أنه من المقرر أن يشارك 24 فريقاً في النسخة المقبلة للمسابقة، بعد انتهاء هذه النسخة التجريبية.
ويتجدد الموعد مرة أخرى بين الوداد وصن داونز بعد أقل من 6 أشهر على آخر مواجهة جمعت بينهما، عندما التقيا في مايو الماضي بالدور قبل النهائي للنسخة الماضية من بطولة دوري أبطال أفريقيا، التي حسمها الفريق المغربي لمصلحته.
وتعادل الفريقان دون أهداف ذهاباً على ملعب (محمد الخامس) بمدينة الدار البيضاء، الذي يستضيف لقاء الفريقين الليلة، قبل أن يتعادلا 2-2 في مباراة الإياب بجنوب أفريقيا، ليظفر الوداد بورقة الترشح للدور النهائي، مستفيداً من تفوقه بفارق الأهداف المسجلة خارج الأرض، التي يتم الاحتكام إليها عند تعادل أي فريقين في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
الطريق إلى النهائي
اجتاز الوداد عقبة إنيمبا في دور الثمانية للدوري الأفريقي، حيث فاز 1-0 خارج ملعبه على الفريق النيجيري في لقاء الذهاب، قبل أن يكرر تفوقه، وينتصر 3-0 إياباً بالدار البيضاء.
وضرب الوداد موعداً عربياً ساخناً مع الترجي في الدور قبل النهائي، حيث تبادل كل فريق الفوز 1-0 بملعبه على الآخر في مباراتي الذهاب والعودة، ليحتكما لركلات الترجيح، التي ابتسمت لفريق المدرب المحلي عادل رمزي، بعدما فاز 5-4 على نظيره التونسي.
أما صن داونز، فبدأ مشواره بالتغلب على بيترو أتلتيكو بدور الثمانية، حيث فاز 2-0 في معقل الفريق الأنغولي ذهاباً، ثم تعادل معه سلبياً في لقاء العودة بملعبه.
وأطاح الفريق الجنوب أفريقي بالأهلي في المربع الذهبي، حيث فاز 1-0 على الفريق الأحمر ذهاباً في بريتوريا، ثم تعادلا بدون أهداف إياباً في العاصمة المصرية القاهرة.
وستكون هذه هي المواجهة السابعة في سلسلة مواجهات الوداد وصن داونز الأفريقية، التي بدأت قبل أكثر من 6 أعوام، حيث سبق أن التقيا خلال مواجهاتهما السابقة في 12 مباراة، كانت جميعها بدوري الأبطال.
وفي المباريات الـ 12 السابقة، حقق الوداد 4 انتصارات على صن داونز، الذي فاز في 3 لقاءات فقط، بينما فرض التعادل نفسه على 5 مباريات.
ولن تكون مهمة الوداد سهلة بطبيعة الحال أمام صن داونز، الذي يبدو في أفضل حالاته الفنية والبدنية حالياً، في ظل تحليقه في صدارة جدول ترتيب الدوري الجنوب أفريقي هذا الموسم، عقب فوزه في جميع مبارياته الـ 8 الأولى، محققاً العلامة الكاملة حتى الآن، ومتفوقاً بفارق كبير على أقرب ملاحقيه.
وكشف صن داونز، الذي يقوده المدرب المحلي الشاب رولاني موكوينا، عن قدراته خلال مسيرته في الدوري الأفريقي، لاسيما في ظل احتفاظه بسجله خالياً من الهزائم خلال لقاءاته الأربعة التي لعبها في البطولة حتى الآن.
ويعول النادي الملقب بـ (البرازيليين) على قوة خط دفاعه، حيث يعد هو الفريق الوحيد الذي لم يستقبل مرماه أي هدف في البطولة حتى الآن.
وأسندت لجنة الحكام في كاف مهمة إدارة مباراة الذهاب للحكم السوداني محمود إسماعيل، فيما يتواجد الجزائري مصطفى غربال داخل تقنية حكم الفيديو المساعد “فار”.
يشار إلى أن بطل الدوري الأفريقي سوف تنتعش خزينته بمكافأة مالية قدرها 4 ملايين دولار، فيما يحصل الوصيف على 3 ملايين دولار.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الدوري الأفريقي
إقرأ أيضاً:
الفريق الركن د. مبارك كوتي كجو كمتور: ابن الشهيد، رمز الانضباط، والأسير الذي أرادوه شاهد زور
تردّدت كثيراً قبل أن أكتب عن الفريق الركن د. مبارك كوتي كجو كمتور، إذ لا يزال في الأسر، ومصيره بين الحياة والموت مجهول. لكنّ صدى حضوره، وصموده، ومكانته في وجدان رفاقه، يدفعنا للكتابة عنه بما يليق. استودعناه، ومعه رفاقه الأسرى، عند الرب الحفيظ الودود، الذي لا تضيع عنده الودائع، ولا تغيب عنه الخفايا، ولا يُجهل عنده المصير.
ينحدر الفريق مبارك من منطقة هيبان ذات الطبيعة الآسرة في جنوب كردفان، لكنه نشأ في مدينة الأبيض، حيث كان والده، الشهيد النقيب كوتي كجو كمتور، يعمل ضمن قوات الهجانة. وهناك، في تلك البيئة العسكرية المشبعة بالقيم والانضباط، تشكل وعيه الأول.
ورث مبارك مجد والده الذي سطّر ملحمة بطولية نادرة في مطلع السبعينات، عندما تصدى لهجوم عنيف من تمرد حركة “أناينا” قبل اتفاقية السلام مع الرئيس الراحل جعفر نميري. كان النقيب كوتي قائداً لإحدى القوات، فثبت وقاتل مع رفاقه حتى نفدت ذخيرتهم. حينها، لم يرفع الراية البيضاء، بل قاوم بما بيده — بالحجارة، وبساعته التي كانت في معصمه، حتى وصلوا إليه وقتلوه وهو في موضعه، متمسكاً بشرف الجندية.
أطلق لها السيف لا خوفٌ ولا وجلُ
أطلق لها السيف وليشهد لها زُحلُ
أطلق لها السيف قد جاش العدو لها
فليس يثنيه إلا العاقلُ البطلُ
في سيرة الفريق مبارك كوتي، يبدو كأن هذه الأبيات قد كُتبت له وله وحده؛ ولأبيه الذي غرس فيه بذور الفروسية ورفض الانكسار. فقد جمع بين أصالة النشأة العسكرية، وسمو الأخلاق، وأناقة الحضور. مهندماً، أنيقاً، مكتمل الزي، يحمل عصاه وحليته، ويُعرف بحبه للجندية والانضباط. لا يتساهل في النظام، ولا يتنازل عن الوقار العسكري.
ينتمي للدفعة (٣٥) بالكلية الحربية، التي تُعد من أبرز الدفعات في تاريخ القوات المسلحة السودانية، حيث ضمت نخبة من القادة الذين تميزوا بالانضباط العسكري، والاحترافية العالية، والتفاني في خدمة الوطن، وكان لهم دور بارز في مختلف ميادين القتال والقيادة.
تنقّل في وحدات كثيرة ومهمة منها: اللواء العاشر شندي، الشرطة العسكرية، الفرقة الرابعة الدمازين، ثم في هيئة التفتيش العسكري. وأقدميته العسكرية لا تسمح له بأن يكون عضواً في رئاسة هيئة الأركان، في ظل التراتيبية ومن هو أقدم منه دفعة. غير أن القائد العام للقوات المسلحة اختاره بنفسه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة، وهو منصب يتبع مباشرة للقائد العام، ويُمنح فقط لمن يحظى بثقة كاملة وشخصية مؤسسية رصينة.
نال تأهيلاً عسكرياً رفيعاً داخلياً وخارجياً، في صنف المشاة، حتى درجة الماجستير، وزمالة الأكاديمية العليا للحرب، وزمالة الدفاع الوطني. كما يحمل درجتي البكالوريوس والماجستير، إضافة إلى الدكتوراه.
ينتمي إلى أسرة عريقة، تمثل مثالاً حياً لتمازج النسيج السوداني، فزوجته من أصولٍ حلفاوية ونوباوية، في انسجام يعكس وحدة الأرض والتاريخ. وهو والدٌ ومربٍّ، عرف عنه التواضع في المنزل، والصلابة في المؤسسة، وحرصه على أن يخرج من بيته إلى عمله كما يخرج الجندي إلى الميدان.
في فجر الحرب الأخيرة، اختُطف الفريق مبارك كوتي من منزله القريب من القيادة العامة، ولم يكن في موقع عسكري، بل كان في طريقه إلى أداء واجبه. وقع في الأسر منذ اليوم الأول، واستُخدم كورقة سياسية، حيث أُجبر تحت الإكراه على تسجيل صوتي بثّته قوات التمرد، زعمت فيه انضمامه إليها. لكن كل من يعرفه، ويعرف ولاءه العميق للمؤسسة العسكرية، يدرك أن ذلك محض كذب، فالفريق مبارك رجل لا يُباع ولا يُشترى.
شهادات كثيرة أشارت إلى تدهور حالته الصحية، خاصة مع إصابته بمرض السكري، وترددت أنباء عن حرمانه من الدواء، بل عن وفاته لاحقاً، دون أن يصدر نفيٌ أو تأكيد رسمي. لكننا لا نكتب اليوم وداعاً، بل دعاءً وأملاً، وثقة بأن الوفاء لا يُؤسر، وأن الشرفاء لا يُنسَون.
العميد م.د. محمد الزين محمد — 21/4/2025
إنضم لقناة النيلين على واتساب