يدور محور الصراعات بين البشر حول عاملين إثنين: طريقة التفكير ولغة التواصل ، وهما عاملان شديدي التأثير على العلاقات الإنسانية وثقافة البشر. فالثقافة تعتمد على الفهم والإدراك وهذا بالتالي يتطلب تواصلاً فعالاً بين البشر عبر لغاتهم ، حيث اللغة هي الوسيط القوي لطريقة التفكير وأساليب التواصل.
ومن هذا المنطلق ، نجد أن البشرية وهي على أعتاب البدايات الأولى للقرن 21 ، تحتاج الى إستكشاف العالم من حولنا ،لإكتشاف أفكار وطرق جديدة لتعاملات العصر الحديث، إلا أن مشاهد وأحداث العالم تشير بل وتثبت على الدوام أن البشرية في حالات كثيرة لا تستطيع أن تتجنب الحروب ، وبعضها لايعيش بدونها ، بل ما نراه اليوم هو تأجج قرارات الحروب من منطلقات عدة وعلى رأسها فكرة الصراع من أجل البقاء وفق رؤية تلك الدول لأمنها ولاتنظر إلى سبل السلام الذي يحقق لها الأمن.
ولا تختلف أسباب الحروب في المستقبل عما هو قائم عليه اليوم بل ومنذ الأزمان السابقة ، ومنها الصراع حول المياه والثروات الطبيعية والحدود، ولأسباب إقتصادية وآيدلوجية ومكافحة إنتشار الأسلحة النووية وتهريب الأفراد والمخدرات ومقاومة الإحتلال والحروب الداخلية في البلد الواحد والهجرات غير الشرعية وصراعات التقدم والتطور التكنولوجي الخ ..
وتجدر الإشارة الى أن هناك عدة توجهات رئيسية مستقبلية فيما يختص بتكنولوجيا الحروب وصناعات أسلحتها والتي ستخلق واقعاً جديداً في ساحات المعارك ومنها تكنولوجيا الإتصالات والتي ستركز على قدرتها في إستحصالها على المعلومات من مختلف المصادر عبر الأقمار الإصطناعية والعمليات الإستخبارية على أرض المعارك وأجهزة التجسس المتطورة تكنولوجيا وقدرة تلك المعدّات والأسلحة الحربية على تلقي المعلومات ومعالجتها وتبادلها مع مختلف الأسلحة والفرق البشرية بهدف صياغة قرارات عسكرية لشلّ قوة العدو بواسطة أسلحة الليزر والخفيفة والثقيلة منها والتي لديها قدرات دقيقة على إختيار وتحديد الأهداف والأسلحة والمواقع على أرض المعركة والفتك بها.
وهنا يجب أن لا نغفل دور الروبوتات القادرة على أداء المهام القاسية والصعبة بديلاً عن البشر وقدرتها على إقتحام المخاطر وتهيئة وتنظيف أرض المعركة من الألغام ومختلف المخاطر للإقتحام البشري ،بالإضافة إلى نظم الإمداد ذاتية التشغيل المتطورة القادرة على إيصال الذخائر ومختلف الأسلحة الخفيفة الى أرض المعارك تلقائياً بطريقة تضمن الإستمرارية وقابلة للإستجابة السريعة للمتغيرات الطارئة الناتجة عن تدّمير الأهداف العسكرية بدقة عالية.
أخيراً، لقد بحثت وبصرت كثيراً كي أجد حروباً في المستقبل دون قتل للبشر .. فلم أجد!
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
العدو يعترف بمصرع جندي وإصابة ضابط خلال المعارك شمال غزة
الثورة نت/وكالات اعترف جيش العدو الصهيوني، صباح اليوم الأربعاء، بمصرع جندي وإصابة ضابط بجراح خطيرة خلال المعارك مع المقاومة في شمال قطاع غزة. وأقرت إذاعة جيش العدو تحت بند “سمح بالنشر” أن الجندي القتيل من وحدة كفير في كتيبة 90 و أن الضابط المصاب في نفس الحادث هو قائد الكتيبة ٩٠ وهو برتبة مقدّم واصيب بجراح خطيرة. وذكرت وسائل إعلام عبرية القناة 14 الاسرائيلية أن اشتباك مسلح وقع يوم أمس داخل أحد المباني في بيت لاهيا ، وأسفر الاشتباك عن مقتل جندي من لواء كفير وإصابة قائد الكتيبة 90 بجروح خطيرة وعدد آخر من الإصابات بجروح متفاوتة. ويرتفع عدد قتلى العدو الصهيوني المعترف بهم رسميا منذ مطلع شهر نوفمبر الجاري إلى 30 قتيلًا من الجنود والمستوطنين . وأفادت معطيات الجيش الصهيوني بأن 800 جنديا قُتلوا منذ بداية الحرب، بينهم 372 جنديا قتلوا منذ بدء المناورة البرية في قطاع غزة و40 جنديا قتلوا منذ بدء محاولة التوغل البرية في جنوب لبنان.