المقاطعة ..سلاح عربي و إداة نضالية في مواجهة الاحتلال
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تنوعت أساليب الشعوب العربية في التعبير عن رفضها للمجازر التي يرتكبها الاحتلال -والتي أسفرت عن استشهاد 9227 فلسطينيا وعشرات الجرحى-، ما بين احتجاجات عارمة ودعوات للمقاطعة كوسيلة ضغط على الشركات والدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي .
تاريخيا عُرف مصطلح " مقاطعة" كوسيلة احتجاجية استخدمتها المنظمات العمالية ضد الإدارة، كوسيلة لتحسين أجور عمالها وتحسين وظروف عملهم، لتعتمد لاحقا كأداة سياسية واجتماعية فاعلة لتحقيق الأهداف المرجوة .
كيف تفاعل العالم العربي مع حملات المقاطعة
منسق تجمع اتحرك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع محمد العبسي، في حديثه لـ"عربي21" قال أن بعض الشركات الكبرى أخذت موقف واضح منحاز للكيان الصهيوني، لذا تنامت الحركة العربية وبدأت بالمناداة بمقاطعتها.
ويضيف العبسي أن التفاعل العربي كبير مع المقاطعة وتتزامن الرقعة الجغرافية وتوسعها مع التصعيد الذي يقوم به الاحتلال في غزة ، مشيرا إلى أن المقاطعة لا تهدف إلى تكبيد الوكلاء للشركات التي تدعم الاحتلال وتشجع مجازره خسائر، بل الضغط على الشركات الأم لوقف دعم الاحتلال وسحب استثماراتها من هناك، وفي حال عدم رضوخها عليهم أن يتخلوا عن العلامة التجارية واللجوء للعمل المحلي، لأن ذلك يصبح في إطار التطبيع مع الاحتلال، وفق حديثه.
في ذات السياق، الناشطة والصحفية فرح راضي قالت لـ"عربي21" إن ما يميز المقاطعة هذه المرة هو إلصاق وصمة العار بالأفراد الذين يقومون بشراء المنتجات أو التسوق من المحلات والماركات الداعمة للاحتلال، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي وروادها حيث قاموا بعمل فردي على مستوى الرسومات والانفوجرافيك بالإضافة للفيديوهات على الصفحات الشخصية والتي انتشرت على مستوى العالم.
وبالتالي فإن رقعة وتأثير هذه المقاطعة امتدت لتصبح حركة عالمية تسعى لتحقيق العدالة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني بوجه خاص وحقوق كافة المضطهدين في العالم.
وترى أن هذه المقاطعة أظهرت أن صوت الشعوب يبقى و كشفت عن مدى فهم ووعي الجمهور العربي ومدى تمسكهم بعروبتهم وأرضهم ودفاعهم عن شرف الأمة على عكس كل الدراسات التي تحاول أن تثبت أن الشعوب العربية مغيبة ومهمومة ومكبلة بمتاعب اقتصادية ومعيشية جعلتها تنسى القضية.
هل المقاطعة ثقافة أم ردة فعل ؟
يقول العبسي إنه قد لا يكون هناك منتجات صهيونية في الأسواق العربية لمقاطعتها، ولكن المقاطعة مرتبطة بالشركات التابعة لدول داعمة للاحتلال.
مضيفا أن :" هناك حراكا واسعا وحملات مقاطعة لم نشهدها من قبل في العالم العربي، إذ تختلف عن سابقاتها بمدى انتشارها وتجاوب والتزام الأشخاص معها و الجدية في البحث عن البديل المحلي، المطلوب هو تعزيز هذه الفكرة لتنتقل من ردة فعل مرتبطة بحدث أو عدوان أو بحرب إلى سلوك يومي وثقافة، وفي ذات وقت تعزيز المنتج العربي أو الشركات التي لا تدعم الاحتلال".
بينما ترى فرح أن المقاطعة من أشكال التعبير عن الاحتجاج والغضب، والهدف منها دائماً هو إلحاق أضرار وخسائر اقتصادية للمؤسسة الداعمة لكافة أشكال العنف وهنا معنيين بالرفض القاطع لكل من يدعم ويمول الاحتلال الصهيوني، وهذا الأمر يجب أن يبقى موجود ما دام الاحتلال موجود، وقف الحرب لا يعني وقف المقاطعة.
عضو حركة المقاطعة العالمية " BDS " حمزة خضر يقول لـ"عربي21" : "نعمل على زيادة الضغط على إسرائيل وكل من يدعمها وفرض عزلة عليها، فالمقاطعة على مر الأزمان أثبت أنها سلاح فعال وأداة نضالية، وهي ولا تقتصر فقط على المقاطعة الأقتصادية وإنما تشمل مقاطعة فنية وثقافية واجتماعية ورياضية".
أما عن الأثار الإيجابية كانت أكبر والمتمثلة بعودة وإعادة إنتاج مفهوم المقاطعة والانعكاس على الشركات المحلية التي أصبحت تزيد من إنتاجها وترفع من الجودة مما يساهم في تحسين صورة الاقتصاد البديل الذي يحمي المجتمعات العربية من هيمنة الدول والاقتصاد الإمبريالي عليها.
معايير المقاطعة خلال الـ 29 يوما الماضيات كانت واضحة وتشمل أن تكون الشركة متواطئة بدعم الاحتلال في جرائمهم ضد الحرب في غزة، وهذه أمر سهل بعض الدول لم تخجل من تعبيرها عن دعمها للاحتلال بشكل واضح وصريح.
تفاعل كبير عبر وسائل التواصل الأجتماعي ودعوات حكومية لوقف المقاطعة
في الوقت الذي تحدثت تقارير إعلامية عن خسائر كبيرة تكبدتها فروع الشركات العالمية العاملة في مصر، بسبب حملة مقاطعة شعبية، طالب الاتحاد العام للغرف التجارية، أبناء مصر، بعدم الانسياق خلف دعوات مقاطعة الشركات المصرية التى تحمل علامة تجارية أجنبية، لما فيه من ضرر على الاستثمار والاقتصاد المصرى والأهم على مرتبات عشرات الآلاف من أبناء مصر من العاملين بتلك الشركات.
إلا أن الشعوب تواصل التمسك في المقاطعة للتعبير عن الغضب نتيجة المجازر التي يرتكبها الاحتلال، يضاف إليها وسائل ودعوات جاذبة تحمل كل عربي مسؤولية الإقدام على شراء أي منتج يعود لشركة دولتها تدعم تلك المجازر.
وقامت الكثير من الجهات بعمل قوائم باسماء المنتجات التي تمثل شركات تدعم الاحتلال، خاصة تلك التي أنتشرت وتظهر في مقاطع فيديو وصور توزيعها لمنتجاتها على جيش الأحتلال، كما فعل وكيل سلسة مطاعم ماكدونالز الأميركية في اسرائيل إذ قدم للوجبات السريعة لجيش الاحتلال بنحو 4 آلاف وجبة يوميا، وغيره الكثير من الشركات .
مررت أمس من أمام مقهى ستاربكس كان خاليًا تمامًا بسبب المقاطعة..استحضرت مباشرة قوله عز وجل{قل اللهم مالك الملك تُؤْتِي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}
بعد أن كان الناس يقفون بالطوابير أصبح من يدخله يشعر بالاهانة والذل — Ghada (@GhadaMo99144125) November 4, 2023
لاتمل ولاتيأس من المقاطعه هو واجب وسنعتاد على المنتجات المحليه وبدل ان ندفع لهم ليصنعوا الاسلحه ضدنا فدعونا نقاطعهم ونرفع اقتصادنا لينهاروا #الوقود_لغزه_الان — ???????????????? (@kanatli_kalp) November 4, 2023
قد تفرض عليك قيود فلا تستطيع أن تتكلم، أو تشارك في الاعتصامات، لكن المقاطعة شيء تختاره بقناعتك، وليس لأحد سلطة عليك في تحديد مشترياتك ومن أين.
المقاطعة تعبّر عن صدق وقوفك مع أهل غزة.#قاطع#المقاطعة_أقل_واجب pic.twitter.com/Oqp5R4EmU1 — Khalil Al-Jahlany (@KhaliiilYemen) November 4, 2023
أتمنّى أن تتحوّل حملات المقاطعة الشعبية هذه، إلى إيمان عميق وثقافة شعبية بضرورة دعم وتنمية المنتجات المحلّية.. وأن تستمرّ هذه الثقافة في أوقات السلم والحرب..
وحتّى لو كانت المنتجات المحلّية بجودة أقلّ من المستوردة، فالطريق الوحيد لتحسين جودتها هو دعمها والشراء منها.. — كتابات ديك الجن (@deekblog) November 3, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال العالم العربي المقاطعة الاحتلال المقاطعة العالم العربي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من تشاء
إقرأ أيضاً:
المجلس العربي يؤيد مذكرات التوقيف الصادرة بحق نتنياهو وغالانت
أعلن المجلس العربي تأييده وترحيبه، بصدور مذكرات التوقيف بحق نتنياهو وغالانت من محكمة الجنايات الدولية.
وثمن بيان صادر عن المجلس العربي، قرار الغرفة التمهيدية لمحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات توقيف وإحضار وجلب بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، على خلفية الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة وتوجيه التهم لهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في قطاع غزة منذ الثامن من اكتوبر للعام 2023.
واعتبر البيان، القرار خطوة هامة نحو تحقيق العدالة الدولية، مؤكدا على أهمية محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي استهدفت المدنيين الفلسطينيين.
وأوضح البيان، أن القرار يأتي كإشارة واضحة على أن القانون الدولي لا يُستثنى منه أحد، مهما كان منصبه أو نفوذه وأنه لا مكان للإفلات من العقاب عن تلك الجرائم.
وتعهد المجلس، ببذل كل الجهود لدعم مسارات محكمة الجنايات الدولية وسيطالب بتوسعة لائحة الاتهام للقادة الإسرائيليين في القريب العاجل، كما دعم سابقاً جهود دعم اليات التقاضي الدولية في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وقال البيان: "لقد عانى الشعب الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، من سنوات طويلة من القمع، والحصار، والعدوان العسكري الممنهج الذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء، ودمر البنية التحتية، وأدى إلى أوضاع إنسانية كارثية".
وأشار إلى أن هذا القرار يُعيد الأمل بإمكانية تحقيق العدالة، ويُعزز الإيمان بالدور الذي تلعبه المؤسسات الدولية في حماية حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
ودعا المجلس العربي، المجتمع الدولي إلى دعم هذه الخطوة والمضي قُدمًا في مسار التحقيقات والإجراءات القضائية لضمان تنفيذ هذه المذكرات، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي استفاد منها قادة الاحتلال لعقود.
وطالب البيان، بتوفير كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، والعمل على إنهاء الاحتلال وتحقيق سلام عادل وشامل يضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة.