ثقافة الفيوم تناقش المجموعة القصصية "أنفاس مستعملة''
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
شهدت مكتبة الفيوم العامة، ندوة أدبية، نظمها قسم الثقافة العامة بفرع ثقافة الفيوم، لمناقشة المجموعة القصصية ''أنفاس مستعملة''، للكاتبة غادة صلاح الدين.
جاء ذلك ضمن البرامج الثقافية للهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، وتحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي.
شارك بالندوة الدكتور محمد دياب غزاوي أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية الآداب، والدكتور بيومي محمد طاحون أستاذ مساعد الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، والدكتور عمر صوفي، الأديب عصام الزهيري، وأدار اللقاء الأديب أحمد طوسون، بحضور الأديبة غادة صلاح الدين عضو لجنة التذوق الفني والأدبي باتحاد كتاب مصر، وشهدت الندوة حضور الدكتور كرم العجماوي خبير لغة الإشارة، لترجمة الندوة، لضيوفها من ذوي القدرات الخاصة، إلى جانب نخبة من القامات الأدبية والنقدية.
في بداية الندوة أشاد الأديب أحمد طوسون بالتفاعل، والانفتاح على مناقشة أعمال أدبية لأدباء من خارج الفيوم، وبدأ الدكتور محمد دياب غزاوي حديثه موضحا أنه وجد نفسه متسقا مع كل القضايا الاجتماعية، والواقعية التي تطرحها المحموعة القصصية، وأشاد بعبقرية النهايات التي تكسر أفق التوقع، وتمنع الملل، ويشارك القارئ في كتابتها ووضعها، كما أن الكتابة داخل المحموعة متقنة، ذات سرد ممتع وخيال محلق، ولغة آسرة وعبارات سهلة، وتحدث أيضا عنوان المجموعة القصصية ''أنفاس مستعملة''، وأنه عنوان دال وموجع، كما أن المجموعة القصصية لديها القدرة على الكتابة عن الأنثى من منظور نسائي، وليس من منظور نسوي متحيز، حيث تجول الكاتبة عبر ست وعشرين قصة تضمها المجموعة، بين ثنائيات متصارعة، بين الذاتي والموضوعي، الفردي والجماعي، العقل والقلب، الواقع والمستقبل، الرجل والمرأة، الواقعية والرومانسية.
واستهل الدكتور بيومي طاحون حديثه، بالإشادة بالعنوان بأنه مثير، ويطرح عددا من التساؤلات، يجعلك تقفز داخل المتن الحكائي لتتعرف كيف تكون الأنفاس المستعملة، مؤكدا أن الكاتبة تميزت بجداريات سردية مدهشة ممزوجة بالأفكار في مسارها الواقعي والحياتي، ترصد العلاقات الاجتماعية، حيث تكشف النزعات العبثية، وصراعات الحياة، والقيم والمصير الإنساني، وتوظيف تقنيات الضمير والزمن والمكان، كما ساهمت المجموعة في كشف المسكوت عنه وفق رؤية إبداعية متميزة في لقطات سريعة، وانفعالات حصرية لما يحدث في الواقع والنفس، مشيرا أن الكاتبة استطاعت تطويع المادة القصصية، وصناعة الحوار، وتوظيف المنولوجات، لإبراز الجوانب الداخلية للشخصية.
المجموعة القصصية" أنفاس مستعملة" تعالج المشكلات الصغيرة في الحياة اليوميةتحدث الدكتور عمر صوفي عن كتابة المجموعة بشفافية، ولغة بسيطة، تتفرع ما بين القضايا العامة، والمشكلات الصغيرة في الحياة اليومية، لكن مجمل قصصها تدور في الشأن النسائي، فهي أقرب إلى الأدب النسائي، كما تلتحم القصص مع تفاصيل الحياة اليومية، والتغيرات المجتمعية المتلاحقة التي تسود بعض الأسر والشخصيات، ويوجه سلوكها، وتوظف الكاتبة في بعض قصصها لغة شاعرية، مما يحول النص إلى متعة جمالية، وأشار إلى افتقاد معظم القصص إلى عنصر الدهشة، والتأثير الانفعالي في المتلقي، وطرح تساؤلا: لماذا تقع المرأة عند التأليف في فخ الأدب النسائي، وأنه يجب أن يقترب الكاتب من أعماق النفس البشرية ولا يكتفي فقط بردود الفعل وملامح السلوك الظاهر.
وأوضح الأديب عصام الزهيري أن اهتمام الكاتبة في مجموعتها القصصية ''أنفاس مستعملة''، كان منصبا في المقام الأول على الشكل الفني، وتحديدا استخدام تكنيك المفارقة، لكن هذا التركيز العالي الذي نجحت الكاتبة من خلاله في صياغة حبكة قصص المجموعة في صياغة شعرية مدهشة يؤدي عادة إلى تركيز أقل على مستوى التواصل مع العمق الفني للشكل القصصي، ومستوى التواصل مع أعماق الواقع والشخصية القصصية، وأضاف أن الكاتبة اعتمدت على مفارقة مسافة نفسية، دون أن يختبر القارئ عمق الشعور النفسي الناتج عن هذه المسافة.
وأضاف ''الزهيري'' أن إخلاص الكاتبة لصياغات الشكل القصصي، هو ما يجعل القراءة مكتفية بالحكم من الخارج أحكاما ذات طبيعة أخلاقية، أو وعظية لا علاقة لها بعمق العمل القصصي، واختتم كلمته بأنه من الواضح أننا أمام كاتبة متمرسة في صياغة الشكل القصصي، وفي انتظار أن تستخدم خبرتها وأدواتها الفنية بتمامها في تحقيق تواصل فني أعمق مع الشكل القصصي من جهة، ومع واقع شخصيات وأحداث قصصها من الجهة الأخرى.
وفي تعقيب للأديب أحمد طوسون، أكد أن هناك فكرة مبتكرة في إحدى قصص المجموعة وهي ''السيجارة مازالت في جيبي''، والتي تدور حول الزوج الذي يجمع أعقاب السجائر في جيبه خوفا من سخط زوجته، لكنها لم تتعمق في السرد، مما ولد فراغات سردية وهذه مسألة متكررة في عدد من القصص.
وفي كلمتها، رحبت الكاتبة غادة صلاح الدين بالآراء والمداخلات كافة، مؤكدة أنها تتقبل النقد وتتعلم منه، وأوضحت أن في مجموعتها القصصية، قصصا حقيقية لمستها علي أرض الواقع، مشيرة إلى أن اختيارها لاسم المجموعة والغلاف، معبرين عن أفكار المجموعة، وأن القصص لا تحمل نهايات، بهدف تفاعل أكثر من القارئ، ثم استعرضت بعضا من سطور قصة ''أنفاس مستعملة'' النص الرئيس لتلك المجموعة.
أعقب ذلك مداخلات للحضور ومنهم؛ الأديب نادي جاد، الشعراء محمد شاكر، محمود جمعة، عبير العطار، وفاء علي، محمود يحيي، والكاتب سامي حنا. ''أنفاس مستعملة''، مجموعة قصصية صادرة عن دار المفكر العربي، عام 2022، تقع في مائة وست عشرة صفحة، وتتكون من ست وعشرين قصة، من أبرزهم ''السيجارة مازالت في جيبي، الفجر القادم، العشاء الأخير، بلاغ كاذب، حرف ناقص، البرهان، ألف مبروك''، وتناقش المجموعة قضايا متعددة منها اختلاف الثقافات، الانحرافات والاضطرابات النفسية، رصد لفكرة الجشع، والانخداع بالمظاهر والتستر وراء الدين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أنفاس مستعملة الفيوم المجموعة القصصية بوابة الوفد جريدة الوفد المجموعة القصصیة
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يُكرم الفائزين بمسابقتي السرد القصصي والروائي وشباب المترجمين
كرّم الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الفائزين بمسابقتي «السرد القصصي والروائي (دورة الكاتب الكبير فتحي غانم)»، و«شباب المترجمين لعام 2024»، التي نظمهما المجلس الأعلى للثقافة، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، وأُقيم الحفل في قاعة المؤتمرات بالمجلس، بحضور نخبة من الأدباء والمترجمين والمبدعين.
وزير الثقافة يعلن عن سعادته بهذا الحدث المميزوفي كلمته خلال الحفل، أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي المميز، مؤكدا حرص وزارة الثقافة على دعم الطاقات الإبداعية الشابة، مؤكدا أن هذه المسابقات تعكس التزام الوزارة بتوفير منصة للأدباء والمترجمين الواعدين، وتعزيز مكانة الأدب والفكر في إثراء الحوار الثقافي بين الشعوب.
وأشاد الوزير، بدور الكتاب والمترجمين في إثراء الثقافة الوطنية والعالمية، مشددا على استمرار دعم الوزارة لتنمية مهاراتهم وتطوير إبداعاتهم.
تشجيع المترجمين على الانفتاح الفكريوأشار «هنو» إلى أن هذه المسابقات تسعى لتعزيز الإبداع الأدبي، ودعم الكتاب الشباب، من خلال تقديم أعمال تعبر عن قضايا المجتمع، وتشجيع المترجمين على الانفتاح الفكري والتفاعل مع الثقافات العالمية، عبر اختيار موضوعات معاصرة ذات أهمية كبرى.
ولفت إلى التزام الوزارة بمواصلة تقديم كل أشكال الدعم للمبدعين والمثقفين، إيمانًا بأهمية الأدب والفنون، كركيزة أساسية في بناء المجتمع والنهوض بالفكر.
ثم كرم وزير الثقافة، الفائزين في مسابقة شباب المترجمين لعام 2024، التي تناولت موضوع «الثورة الصناعية الخامسة وتكنولوجيا المعلومات»، وهم: أسماء رجب، عن اللغة الإنجليزية، ومحمد أيمن البري، عن اللغة الصينية، وأحمد محمد أحمد إمام، عن اللغة الإيطالية، ومحمد يسري محمد، عن اللغة السواحيلية.
أما في مسابقة السرد القصصي والروائي (دورة فتحي غانم)، فحصلت سوسن حمدي محمد محفوظ، على المركز الأول عن مجموعتها القصصية «ست البنات»، وجاءت نهال جمال عبد الناصر في المركز الثاني، عن مجموعتها «لا الناهية للأنثى»، بينما فاز محمد محمد أحمد مستجاب، بالمركز الثالث عن مجموعته «قمر زينب».
تفاصيل مسابقة السرد القصصي والروائييذكر أن مسابقة السرد القصصي والروائي، نُظمت تحت إشراف لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس، برئاسة منير عتيبة، وتُعقد هذا العام في دورتها التي تحمل اسم الكاتب الكبير فتحي غانم، تكريما لإسهاماته الكبيرة في مجال الأدب القصصي والروائي.
أما مسابقة شباب المترجمين لعام 2024، فنظمتها لجنة الترجمة بالمجلس، برئاسة الدكتور حسين محمود، تشجيعا ودعما للشباب المبدعين في مجال الترجمة، وتشجيعهم على الانفتاح على الثقافات العالمية.