شفق نيوز/ يرى مراقبون أن دعوة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لفتح ممرات إنسانية عاجلة، وبمساهمة من جميع الدول؛ لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، مبادرة متقدمة، إلا إن إطلاق المبادرات لا يكفي، بل تحتاج إلى دور عراقي فاعل لحشد تأييد الدول الأخرى خاصة المحاذية لفلسطين، لتنفيذها وتطبيقها.

وأكد السوداني في كلمة له خلال مُؤتمَر سفراء العراق، يوم السبت، على أن الدولة العراقية هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة إنطلاقاً من مصلحة أبناء الشعب، مبيناً أن "المجازر التي تُرتكبُ بحقِّ الأطفال والنساء في غزة، تؤكد تقاعس المجتمع الدولي عن أداء دوره" مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة "العمل على فتح ممرات إنسانية عاجلة، وبمساهمة من جميع الدول؛ من أجل إنقاذ أهل غزة".

كما وأعلنت السلطات العراقية، يوم السبت، إرسال وجبة ثالثة من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، "تنفيذاً لتوجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة المحاصر تم إرسال وجبة ثالثة محملة بـ 11 طن من المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من الشعب العراقي من خلال اللجنة المشكلة بتوجيه من قبل رئيس الوزراء المعنية باستلام المساعدات".

مبادرة لتحريك الجميع

وفي هذا السياق، يقول مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، ناصر الأسدي، إن "العراق دائماً ما يطلق المبادرات فيما يخص القضية الفلسطينية، وكان رئيس الوزراء أكد في القمة العربية بالقاهرة واليوم أيضاً بأن العراق سبّاق للعمل تجاه فلسطين، وإن مساندتهم واجب وطني يمتاز به العراق عن البلدان العربية".

ويضيف الأسدي لوكالة شفق نيوز، أن "هذه المبادرة هي ليست لتحريك المشاعر فقط وإنما هي دفعة وتشجيع للجميع ليكونوا جزءاً منها لتنفيذها".

ويوضح أنه "اليوم خرجت طائرتان تحمل مساعدات من العراق، وهذا دليل على أن العراق يبادر ويساهم ويدعم، ويدعو في الوقت نفسه الدول الأخرى إلى الإسراع في توفير الطعام والدواء للفلسطينيين".

ويتابع، أن "العراق أقصى ما يستطيع هو إيصال الشحنات إلى مطار العريش في جمهورية مصر العربية أو إلى المطارات المقررة لاستقبال المساعدات، ومن ثم على الآخرين إيصالها بأمان إلى فلسطين".

مبادرات متقدمة

من جهته، يقول الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، فرحان علقم، إن "المبادرات العراقية متقدمة، وهي غير مفاجئة، لأن التاريخ المشترك بين فلسطين والعراق مميز، ويشهد على ذلك قبور الشهداء العراقيين الذين لبّوا نداء فلسطين عام 1948، وهذه القبور التي لا زالت شاهدة على مدخل مدينة جنين، وهي معلم من معالم هذه المدينة التي يحتفي بها الفلسطينيون جميعاً".

ويضيف علقم لوكالة شفق نيوز، "كما أن الشعب العراقي لاقى ويلات الحرب والاحتلال الأميركي، ويعرف جيداً معنى الاحتلال والحصار وتكالب الأمم على شعب أعزل ليس له مصير".

وينوّه إلى أن "المشكلة ليست في إطلاق المبادرة، وإنما في التنفيذ من دول الطوق على الفلسطينيين، لذلك لا تكفي المبادرة وحدها، بل هي بحاجة لحشد التأييد من الدول الأخرى لتلقى الاهتمام والتنفيذ المطلوب".

ويؤكد على أهمية أن "يكون لرئيس الوزراء العراقي والخارجية العراقية دور فاعل لحشد التأييد لها من بقية الدول العربية، وخاصة الدول التي ليست محاذية لفلسطين للضغط على الدول المحاذية لها، وخاصة مصر، لفتح معبر رفح وإدخال  المساعدات والأدوية دون تفتيش وأذن من إسرائيل".

ويتابع، أن "مأساة الشعب الفلسطيني الآن هي في معبر رفح المصري، لذلك هذه المبادرة بحاجة إلى تفعيل وقوة ضاغطة على مصر تحديداً لفتح المعبر دون قيد أو شرط".

واختتم بالقول أن "العراق قادر على الضغط وتحشيد دول أخرى في المنطقة كجزائر وليبيا واليمن وغيرها، للضغط على مصر لفتح المعبر بشكل حقيقي لنفاذ المواد المطلوبة للشعب الفلسطيني".

"قد تُحرج بعض الدول"

بدوره، يقول رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، الدكتور عادل عامر، إن "موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير على الإطلاق، وإن المساعدات الإنسانية التي تأتي إليها من الدول بما فيها العربية، تقوم بإدخالها عبر منفذ رفح طبقاً للجدول الزمني الذي تنفذه إسرائيل".

ويؤكد عامر خلال حديثه إلى وكالة شفق نيوز، أنه "تم إدخال 236 شاحنة من أصل 560 شاحنة إلى غزة عبر معبر رفح حتى الآن، كما تحاول مصر الضغط على إسرائيل لإدخال الوقود لكن الأخيرة ترفض ذلك نهائياً".

ويشير إلى أن "مصر ترحّب بمبادرة رئيس الوزراء العراقي كثيراً، لأنها تطالب جميع الدول بالوقوف صفاً واحداً مع فلسطين وغزة، لإدخال المساعدات الإنسانية، وأن هذه الدعوة سوف تُحرج بعض الدول العربية التي تقف على الحياد، لأن أغلبية الدول العربية أرسلت مساعدات، ومصر تعلن عن أسماء هذه الدول لاحراج الدول الأخرى".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق محمد شياع السوداني الحرب في غزة رئیس الوزراء العراقی المساعدات الإنسانیة الدول الأخرى شفق نیوز

إقرأ أيضاً:

إقليم الجنوب: جدل التقسيم في المشهد العراقي

9 مارس، 2025

بغداد/المسلة:  أثار النائب حسين مؤنس جدلاً بدعوته إلى استقلال الشيعة في تسع محافظات عراقية.

وفي مقابلة تلفزيونية، أشار مؤنس إلى أن “المكون الشيعي يتعرض للابتزاز في كل تشكيل حكومي لتثبيت شخصية معينة في رئاسة الوزراء”، مقترحاً أن “يُمنح الشيعة خيارات أخرى، كالفيدرالية أو الاستقلال في تسع محافظات”.

هذه التصريحات لاقت ردود فعل متباينة بسبب التناقض في مواقف بعض القوى الشيعية التي كانت تعتبر الفيدرالية مشروعاً “صهيوأمريكياً”، والآن تطرح فكرة تقسيم العراق ومنح المكون الشيعي دولة تضم تسع محافظات.
من جانبه، أشار المحلل السياسي حيدر الموسوي إلى أن “الدعوة لاستقلال الشيعة في تسع محافظات تمثل وجهة نظر النائب حسين مؤنس فقط”، مؤكداً أن “هذه الدعوة ستُقابل برفض غالبية القوى السياسية الشيعية، إذ إن فكرة التقسيم والأقاليم مرفوضة من الأغلبية الشيعية”.

في السياق ذاته، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، على أهمية استقلال السلطات لحماية الدولة، مشدداً على أن “إسقاط النظام الشيعي في العراق لن يتحقق، وسنقاتل حتى آخر نفس فينا”.
هذه التطورات تأتي في ظل مخاوف القوى الشيعية من تأثير الوضع السوري على العراق، خاصة بعد تراجع نفوذ محور المقاومة فيها، مما قد يؤدي إلى تمترس شيعي داخل العراق. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت التهديدات الأمريكية لعراق المقاومة، وليس العراق الرسمي، أكثر وضوحًا، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

من الناحية الاقتصادية، يُعتبر استقلال المحافظات الجنوبية العراقية ضعيف المسارات، نظراً لسيطرة الاقتصاد الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مما يعني أن نفط جنوب العراق سيكون خاضعاً للشروط الأمريكية. هذا يضع تحديات كبيرة أمام أي مشروع استقلالي في تلك المناطق.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق يتذيل القائمة العربية في المساواة التعليمية
  • أمريكا تنهي أمل العراق بشأن استيراد الغاز من إيران.. وصيف لاهب بانتظار العراقيين
  • رئيس الوزراء يتابع جهود تنفيذ مستهدفات الدولة في مجال التحول الرقمي
  • إقليم الجنوب: جدل التقسيم في المشهد العراقي
  • ترحيب أوروبي بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة.. بدون حماس
  • تساؤل برلماني بشأن عدم صرف المساعدات الإضافية على البطاقات التموينية
  • وزيرا خارجية مصر: منظمة التعاون الإسلامي تتبنى الخطة العربية بشأن غزة  
  • برلمانية تتقدم بسؤال إلى وزير التموين بشأن عدم تفعيل قرار صرف المساعدات الإضافية بشهر رمضان
  • أمريكا لحكومة الإطار العراقية: كفاكم تهريب المال العراقي لإيران بتبرير شراء الغاز والكهرباء
  • عبد العاطي يتابع مع رئيس وزراء فلسطين مخرجات القمة العربية غير العادية