دعوة إنسانية لضم قضية النازحين في اليمن إلى محادثات السلام
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
عدن الغد / الشرق الأوسط
دعت واحدة من أكبر المنظمات الدولية المعنية باللاجئين إلى ضم قضية أكثر من 3 ملايين نازح في اليمن إلى ملف محادثات السلام المقبلة وإيجاد حلول دائمة لهذه الأعداد.
ونبّه المجلس النرويجي للاجئين إلى أنه لا يزال أمام اليمن وشركاء العمل الإنساني طريق طويلة لإيجاد بدائل حقيقية ودائمة لهؤلاء الذين أجبروا على الفرار، وذلك بعد أيام من تأكيد الحكومة عودة أكثر من مليون نازح إلى ديارهم.
وذكر المجلس أن انخفاض مستوى العنف في اليمن بفعل الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة منذ أبريل (نيسان) عام 2022 أدى إلى خلق نافذة من الفرص للدبلوماسية. غير أنه شدد على وجوب إيجاد فرص لتأمين حلول دائمة للنازحين الذين بلغ عددهم 4.5 مليون شخص.
المجلس النرويجي أكد أن تراجع حدة القتال أدى إلى تراجع عدد الضحايا المدنيين، وأن هناك دعماً دولياً متزايداً للمفاوضات السياسية من أجل السلام، إلا أنه عاد وقال إن الطريق لا يزال طويلة أمام إيجاد بدائل حقيقية ودائمة لملايين الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من مناطقهم الأصلية.
وأشار إلى أنه رغم تزايد الآمال في حقبة جديدة من الهدوء، فإن فوائد السلام ليست متوازنة دائماً إذ غالباً ما تترك المجتمعات الأكثر تضرراً من النزاع خلف الركب، وأنه في اليمن لا تزال الظروف قاتمة بهذا الخصوص.
الحاجة إلى دعم متزامن
طالب المجلس النرويجي للاجئين المجتمع الإنساني بذل المزيد لتجنيب النازحين الشعور الزائف بالأمان. وقال إن أولئك الذين يحاولون العودة ما زالوا أقلية ضمن المجموع الكلي للنازحين، وأكد أن هناك اهتماماً متزايداً بعودة هؤلاء إلى مناطقهم الأصلية منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، مشيراً إلى وجود حاجة إلى تطوير إطار العمل على مستوى اليمن لتتبع الأشخاص الذين يحاولون العودة، وتطهير المناطق من الألغام ودعم إعادة بناء المنازل التي هدمت، وهي متطلبات تسلط الضوء بوضوح على الحاجة إلى دعم إنساني متزامن ومنسق ومساعدة إنمائية طويلة الأجل ومساعدة في بناء السلام.
وبحسب تقرير المجلس، لا يوجد لدى اليمن إطار منهجي لتتبع محاولات الأشخاص العودة إلى مناطقهم الأصلية، كما لا يوجد إطار سياسي على مستوى البلاد لدعم النازحين داخلياً ودمج قضيتهم في القنوات الدبلوماسية أو توحيدها عبر البرامج الإنسانية والتنموية. وذكر أنه لهذه الأسباب، فإن التجارب والحقائق الحياتية للنازحين هي التي يجب أن تشكل أساس المحادثات حول الحلول الدائمة.
المجلس النرويجي للاجئين قال إن على الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي تقديم الدعم لوكالات الإغاثة حتى تتمكن من الوصول الكامل إلى النازحين والمجتمعات المضيفة والمناطق الأصلية التي يعود الناس إليها، والتأكد من أن استراتيجيات الحلول الدائمة تستند إلى التعبير عن احتياجات ونوايا المجتمعات التي خصصت لها المساعدات.
وطالب المجلس الأمم المتحدة بوضع إطار عمل لتتبع عمليات ومحاولات العودة، وفهم واضح، ليس لنوايا النازحين فقط، ولكن التأكد أيضاً مما إذا كانت تلك النوايا استندت على تجارب واقعية من حيث الاندماج مع المجتمعات المضيفة، أو العودة إلى مناطقهم الأصلية.
وفي حين دعا المجلس مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن إلى فعل المزيد من أجل أن ترتكز محادثات السلام على التجارب الحياتية للمجتمعات المتأثرة بالصراع، وخصوصاً النازحين، نبّه إلى أن اتفاق السلام عن طريق التفاوض أو الهدنة لفترة طويلة قد تكون لها عواقب سلبية غير مقصودة على النازحين. وقال إنه ينبغي التخفيف من تلك العواقب ومناقشتها مع أطراف النزاع، وإشراك وكالات التنمية في السعي لإيجاد حلول دائمة.
توفير التمويل الكافي
طالب المجلس النرويجي للاجئين المنظمات الدولية العاملة بالعمل على إيجاد حلول دائمة لقضايا النازحين، وشدد على ضرورة التأكد من أن التمويل يمكن المنظمات الإغاثية من مواصلة تقديم الدعم للمجتمعات المتضررة من النزوح، وأنها تتمتع بالمرونة الكافية للاستجابة لنوايا النازحين. وقال إنه ينبغي أن يشمل ذلك تدفقات تمويل مرنة ومتعددة السنوات تدعم ذلك النهج.
وأشار إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون حواجز أمام فهم المكان الذي سيعود إليه النازحون وخصوصاً عودة العائلات النازحة إلى مناطقها الأصلية والظروف في تلك المناطق.
وأعاد المجلس أسباب ذلك جزئياً إلى عدم وجود إطار منظم لتتبع محاولات العودة، ونقص الوصول إلى المناطق الأصلية، والتمويل المحدود، لأنه يقيد قدرة الوكالات على مساعدة النازحين الذين حاولوا العودة، وقال إن هذا يوضح أن كثيراً من النازحين قد يصلون إلى مناطق لا يستطيع العاملون في المجال الإنساني الوصول إليها.
ووفق ما أورده المجلس، فإنه دون إمكانية الوصول، لا تستطيع وكالات الإغاثة جمع البيانات أو التعامل مع المجتمعات، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون التوصل إلى ردود فعل خاضعة للمساءلة ومناسبة، ناهيك عن تقديم ردود دائمة ستؤدي إلى حلول دائمة.
وأكد المجلس النرويجي للاجئين أن الناس تعرب بوضوح عن اهتمامهم المتزايد بالعودة نتيجة الهدنة غير المسبوقة، ووصفها بأنها «خطوة كبيرة للغاية» في عملية السلام في اليمن.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المجلس النرویجی للاجئین فی الیمن وقال إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
البرلمان الجزائري يستنكر تصريحات «ماكرون» بشأن قضية «صنصال»
استنكر المجلس الشعبي الوطني الجزائري بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة حول قضية اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، مشيرا إلى أنها تمثل تدخلا سافرا بشؤون البلاد الداخلية.
وأكد مكتب المجلس في بيان له عقب اجتماع ترأسه رئيس المجلس إبراهيم بوغالي، يوم الاثنين أن “الجزائر التي عانت من أبشع الانتهاكات إبان الحقبة الاستعمارية الفرنسية، ترفض بشكل قاطع أي تدخل خارجي أو تلقّي دروس في مجال حقوق الإنسان والحريات”، معربا عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ”التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن الرئيس الفرنسي” بخصوص قضية اعتقال الكاتب بوعلام صنصال.
وقال المجلس في بيانه “إن مثل هذه التصريحات تمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للجزائر، ومساسا بسيادتها وكرامتها بشأن قضية قيد النظر وفق القوانين الجزائرية”، معتبرا تصريحات ماكرون “محاولة مكشوفة لتشويه صورة الجزائر ومؤسساتها السيادية”.
وشدد المجلس على أن “مثل هذه التصرفات تظل غير مقبولة من قبل عموم الشعب الجزائري، كما أنها لن تؤثر على مساره المستقل، بل ستزيده قوة وإصرارا على حماية سيادته وكرامته”، داعيا السلطات الفرنسية إلى “الالتزام بقواعد العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال في كلمة ألقاها بمناسبة الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين يوم الاثنين: “إن الجزائر تدخل في قصة تهينها بمنعها رجلا مصابا بمرض خطير من الحصول على العلاج” في إشارة إلى الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، داعيا الحكومة الجزائرية لإطلاق سراحه.
يذكر أن بوعلام صنصال، البالغ من العمر 75 عاما، مسجون بتهمة تعريض أمن الدولة للخطر، بعد اعتقاله عند محاولته دخول الجزائر عبر مطار هواري بومدين، وهو محتجز في وحدة الرعاية منذ منتصف ديسمبر الماضي.
ونسبت للكاتب الشهير العديد من التهم، بعضها يتعلق بجناية التخابر مع جهات أجنبية، بعد تصريحات سابقة أدلى بها، أثارت الجدل واعتبرت مُسيئة لتاريخ الجزائر ووحدتها الوطنية، حيث قال إن “مدنا بالغرب الجزائري كانت تاريخيا جزءا من المغرب مثل تلمسان ووهران ومعسكر”.
ووصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صنصال، بأنه “لص مجهول الهوية والأب”، متهما إياه بالسعي لجعل الجزائريين يشككون في وحدة تراب وطنهم.