تأثير أمريكا الحقيقي على إسرائيل.. الفرق بين وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية | تحليل
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قال الكاتب الأمريكي، مارك ستون، وفقا لتحليل نشرته سكاي نيوز البريطانية، أنه علي الرغم من إمكانية حدوث انفراجة بشأن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في الساعات أو الأيام القليلة القادمة، لكن لغة الرجال الذين يقودون الحرب والدبلوماسية في هذا الصراع لا توحي بذلك.
وذكر التحليل الرسائل التي بعثها أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، في لقاء مع القيادة الإسرائيلية، ويوم السبت في الأردن في لقاء مع القادة العرب، والتي تتلخص في الحفاظ على الدعم الكامل لإسرائيل في الدفاع عن نفسها بينما يثبت للعالم أن أمريكا قادرة على التأثير على الأحداث لوضع حد للخسائر في صفوف المدنيين.
أوضح التحليل أن الأهداف الإسرائيلية لخصها بإيجاز وزير الحرب بيني غانت، حينما قال كل ما يحدث في غزة مرتبط بكسر حماس وإطلاق سراح الرهائن. وكل ما تبقى مجرد تفاصيل.
لكن ربما يلفت إنتباه العالم، ما قاله وزير الخارجية الأردني مع بلينكن، حيث ذكّر العالم بأن 3700 طفل لقوا حتفهم في غزة خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وقال إن هذا العدد أكبر من جميع الأطفال الذين قُتلوا في جميع الصراعات على مستوى العالم منذ عام 2019. وأضاف أن الوضع في غزة سيخلق "بحرًا من الكراهية سيحدد هوية الأجيال القادمة".
أفاد التحليل الذي نشرته سكاي نيوز البريطانية، أن هذا هو القلق العميق على المدى الطويل. وربما يكون الضرر الذي وقع بالفعل، وهو الكراهية التي زرعت من خلال الأحداث التي ولّدها الطرفان على الجانبين، لكن مدى التأثير يعتمد، بشكل مباشر، على القدرة على وقف إراقة الدماء في غزة.
تدعو الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار. ويختار الأمريكيون والبريطانيون والعديد من الدول الغربية الأخرى لغة مختلفة - وقفة إنسانية.
أوضح التحليل الفرق بين وقف إطلاق النار وهدنة إنسانية؟ موضحا أن وقف إطلاق النار، أمر سياسي بطبيعته ويوفر معايير للسماح بإجراء المفاوضات، وهو الموقف الذي تتبناه الدول العربية، لكن إسرائيل ليست قريبة من المفاوضات مع أي شخص في غزة. وحتى فيما يتعلق بالرهائن تشترط إطلاق سراح غير مشروط الآن.
أما الهدنة الإنسانية، كما يوحي اسمها، هي وقفة إنسانية وليست سياسية. وهدفها الوحيد هو توفير مساحة لدخول المساعدات وخروج المدنيين.
لكن المشكلة، وفقا للتحليل، أن إسرائيل تعتقد أن المساعدات، بما في ذلك الوقود للمستشفيات، يتم نقلها إلى حماس لأغراض الحرب.
قال المبعوث الأمريكي الخاص للأزمة ديفيد ستورفيلد في نهاية هذا الأسبوع إنه لم ير أي محاولات من قبل حماس للتدخل أو الاستيلاء على شحنات المساعدات الموجهة للمدنيين من الشاحنات القليلة المسموح بها في الأسبوع الماضي.
لكن ذلك لم يدفع إسرائيل إلى تغيير مسارها حتى الآن. وهو ما يدفعنا للسؤال التالي: ما مدى تأثير أمريكا برئاسة بايدن على حليف تغير بعد هجمات 7 أكتوبر؟
بحسب الأمم المتحدة، هذه بعض الأرقام التي تعرفها الولايات المتحدة وحلفاءها، هناك حوالي 9000 مريض بالسرطان في غزة حاليًا. هناك 1000 مريض غسيل الكلى و50000 امرأة حامل. خمسة آلاف امرأة تلد كل شهر في غزة؛ وهذا يعني أن حوالي 160 طفلاً يولدون كل يوم في المستشفيات الواقعة تحت القصف والتي قد تنقطع عنها الكهرباء قريباً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية 50 ألف حامل في غزة الحرب إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما تكلفة الحرب بين إسرائيل وحزب الله قبل وقف إطلاق النار؟.. خسائر مادية وبشرية
تصاعدت المواجهات بين لبنان وإسرائيل بشكل غير مسبوق، وسط تحركات دولية وأممية لوقف إطلاق النار، بعد مباحثات استمرت أشهر، لكن، ماذا عن التكاليف الإنسانية والمادية للحرب على الطرفين؟
حصيلة الشهداء والإصاباتوزارة الصحة اللبنانية، أعلنت عن استشهاد ما لا يقل عن 3768 شخصًا في لبنان، حتى 24 نوفمبر، بينما أصيب نحو 15699 آخرين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي، كما يقدر معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب عدد قتلى حزب الله بما لا يقل عن 2450 عنصرًا.
تدمير المنازل والبنية التحتيةتضرر لبنان بشكل كبير جراء العمليات العسكرية، حيث تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في تدمير أو تضرر أكثر من 99 ألف وحدة سكنية، إلى جانب تضرر 262 مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها، ووقوع ضرر في القرى والبلدات، حيث تعرضت مناطق وادي البقاع وجنوب لبنان لدمار واسع، ليكشف البنك الدولي تقدير الأضرار الناتجة عن تدمير المساكن بنحو 2.8 مليار دولار.
كما تضرر القطاع الزراعي بشكل بالغ، حيث بلغت خسائره حوالي 124 مليون دولار، ووفقًا لتقارير وكالة «رويترز»، إذ تجاوزت الخسائر الإجمالية في هذا القطاع 1.1 مليار دولار، بسبب تدمير المحاصيل ونفوق الثروة الحيوانية، ونزوح المزارعين.
النزوح الجماعي داخل لبنان وخارجهأسفرت الحرب عن نزوح جماعي للسكان داخل لبنان وخارجه، فحتى 18 نوفمبر، جرى تسجيل نزوح أكثر من 886 ألف شخص داخل لبنان، حسبما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما فر أكثر من 540 ألف شخص إلى سوريا منذ بداية الحرب.
التأثير الاقتصادي على لبنانوكشف البنك الدولي عن الاقتصاد اللبناني بشكل بالغ جراء هذه الحرب، فقد قدرت الأضرار والخسائر التي لحقت بالاقتصاد اللبناني بنحو 8.5 مليار دولار، كما توقع البنك انكماش الناتج المحلي الإجمالي للبنان بنسبة 5.7% في عام 2024.
وفي قطاع الزراعة، ألحق الحرب ضررا في قطاع الزراعة وأدت إلى تدمير وفقدان المحاصيل إلى جانب نزوح العمال والمزارعين، إلى تدهور القطاع الزراعي بشكل كبير، كما تأثرت صناعة السياحة بشدة، حيث تكبد القطاع خسائر تقدر بحوالي 1.1 مليار دولار، مما يمثل ضربة حادة للنشاط الاقتصادي في لبنان، الذي يعتمد بشكل كبير على هذين القطاعين.
خسائر إسرائيل في حربها مع لبنانبالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، فقد تكبدت خسائر نتيجة لضربات حزب الله، حيث جرى قتل 45 إسرائيليًا في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان، إلى جانب مقتل ما لا يقل عن 73 جنديا إسرائيليا، وإخلاء حوالي 60 ألف شخص من منازلهم في المناطق على الحدود مع لبنان، بحسب وكالة «رويترز»، نقلًا عن بيانات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، ومن المتوقع أن تكون الخسائر أكبر من ذلك.
أما بالنسبة للأضرار المادية، قدرت السلطات الإسرائيلية الأضرار التي لحقت بالمباني، والمرافق بنحو 273 مليون دولار، حيث تضرر عدد من المنازل والمزارع والشركات في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية، ونتيجة لذلك تسببت الحرائق الناتجة عن الهجمات في تدمير 55 ألف فدان من الغابات في شمال إسرائيل.
التأثير الاقتصاديومن جهة التأثير الاقتصادي، عانى الاقتصاد الإسرائيلي من ارتفاع العجز في الميزانية إلى ما يقرب من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، مما دفع وكالات التصنيف الائتماني إلى خفض تصنيف إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، تسببت الحرب في اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد، مما أدى إلى ارتفاع التضخم إلى 3.5%.
لذلك، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، وهو ما أثر سلبًا على تكاليف المعيشة والضغط على الأسر.