الأمن من الشعب إلى الشعب
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
نوفمبر 4, 2023آخر تحديث: نوفمبر 4, 2023
عبدالله جعفر كوفلي
باحث اكاديمي
الامن والامان حاجة بشرية ملحة وهو شعور الإنسان بالاستقرار والطمأنينة في حياته بعيدًا عن الخوف والقلق والرعب نتيجة وجود مجموعة من مصادر التهديد والأخطار الموجودة أو يحتمل وجودها في الامد القريب او البعيد، يأتي الامن بالدرجة الثانية في سلم أحتياجات الإنسان بعد تأمين المأكل والمشرب يتجه إرادته وبشكل فطري إلى محاولة تأمين الحماية اللازمة لحياته وممتلكاته.
من اجل تحقيق هذا الهدف فإنه اضطر الى العيش مع الجماعة لتنسيق الجهود وتوزيع الادوار لتوفير أكبر قدر من الامن له اعتقادًا منه مع صحة هذا الاعتقاد بآن الامن والاستقرار في ظل الجماعة أكثر تحقيقا وأسهل لإن مصادر التهديد تقل خطورتها على الجماعة منه على الفرد،
ومن أجل تحقيق ذلك تنازل الفرد عن الكثير من حقوقه المشروعة لصالح المجتمع أو الجماعة التي قرر ان يعيش فيها.
صنع الأسلحة البدائية من الاخشاب والعظام والعيش في الكهوف والاماكن العالية والمحصنة وبناء القلاع والحصون وتأسيس الجيوش وتسليحها وتدريبها ما هي إلا خطوات الإنسان في إتجاه تحقيق أمنه وسلامته ومواجهة أخطار الطبيعة من الفيضانات والزلازل والسيول والعواصف وكذلك أخطار مهاجمة الحيوانات المفترسة والوقوف بوجه التهديدات الموجهة اليه من بني البشر الذي بنى فكره على التوسع والامتداد وإخضاع غيره لإرادته.
نتيجة التطور الكبير الذي يشهده المجتمعات في كل المجالات فرض عليها التفكير في تأسيس أجهزة ومؤسسات مختصة بحفظ الامن وصون الحقوق وقررت الحكومات تحديد وتكليف مجموعة من الافراد للعمل ضمن هذه الاجهزة الامنية وفق ضوابط وشروط محددة وإطار عمل مرسوم لها، صحيح أن هؤلاء هم الأشخاص المكلفين رسميًا ولكن لا يمكن لهذه المؤسسات الامنية ان تنجح في اداء المهام الموكلة اليها دون تعاون المواطن معها بتزويدها بالمعلومات اللازمة وكل ما يقع عليه عيونه ويشعر بخطورة هذا الأمر على أمنه واستقراره فيشرع بإبلاغ هذه الأجهزة لاتخاذ الاجراءات اللازمة والمناسبة، هذا الشعور يدفعه للقيام باداء المسؤولية الملقاة على عاتقه بإعتباره واحداً من أفراد هذه الاجهزة ويتحتم عليه القيام بدوره بشكل فعال.
فالأمن مسؤولية مشتركة وتضامنية بين الجانبين بحيث يكون مردود ثمار جهود هذه الاجهزة يعود الى المواطنين، بإلاضافة الى ان العاملين في هذه الاجهزة الامنية هم افراد من الشعب قرروا الخدمة ضمنها ويضحون بالغالي والنفيس من اجل أداء عملهم ويواصلون ليل نهار في سبيل درء الأخطار والتهديد وأن ينعم أبناء شعبهم بالأمن والسلم.
كلما كانت العلاقة بين المواطن والاجهزة الامنية قوية ومتينة وتتسم بروح الفريق الواحد، كلما يسر تحقيق الأمن والعكس صحيح، لذا فان الدول والحكومات شعرت وتشعر بأهمية هذا الامر لذا فإنها تمدد الجسور وتفتح القنوات في سبيل تقوية أواصر التعاون والتنسيق بين الطرفين وهذا هو سر نجاح توفير الامن والاستقرار في أي مجتمع.
مع أمنياتنا للجميع بحياة سعيدة وآمنة ..
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: هذه الاجهزة
إقرأ أيضاً:
ورشة توعوية حول تعزيز الأمن الفكري في جنوب الباطنة
بركاء- خالد بن سالم السيابي
نظمت إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة جنوب الباطنة ورشة علمية بعنوان: "الأمن الفكري: ضرورة شرعية وهوية وطنية"، قدمها الشيخ الدكتور سيف بن سالم الهادي أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس استهدفت الكوادر الدينية بالمحافظة، حيث أقيمت الورشة بجامع علي حسن بولاية بركاء.
وجاءت الورشة على قسمين، أولهما تناول فيه الدكتور عدة محاور فبدأ بماهية الفكر، وكيفية تشكله، ومسار نشوء الأفكار وتطورها وتحكمها لاحقًا في الأحداث والقرارات المُتخذة، وبين أن الإنسان يتحكم فيه عنصران هما العنصر الروحي المُتمثل في الدين، والعنصر المادي ويتمثل في الأفكار ذات التوجهات المختلفة إذ بين أن الأفكار المُتطرفة لا علاقة لها بالدين الإسلامي، مشيرًا إلى أن هناك مُؤثرات (داخلية، وخارجية) تُسهم في نشوء الأفكار فالمُؤثرات الداخلية: (التجربة الذاتية، والبحث عن الروح)، والخارجية: (الصديق، والمُعلم، والكتاب، والانهزام الحضاري) وأسبابها ضعف التعاطي مع الثقافة الإسلامية، وبعض الاضطرابات النفسية، وكذلك بعض الأسباب الاجتماعية، بالإضافة لتعريف (الإنسان، والكون، والحياة) من المنظور الإسلامي، ووضح اختلافها عما يُروج له بعض الغربيين.
وتحدث الدكتور في القسم الثاني عن الهوية والإنسانية والفرق بينهما حيثُ وضح أن الإنسانية هي وصف مُجرد، لكنها ليست دينًا أو تشريعًا، وما يُروجُ له هي إنسانية تُخالف ديننا مُطعمة بأفكار غير سوية، وأن الهوية هي التي تُوحد الإنسان، بالإضافة للتحدث عن ظواهر (الإلحاد، والنسوية، والمثلية) ذاكرا تطورها وانتشارها، وبين خطورتها على المجتمع، وعلى الأمن القومي، والدعم الكبير المقدم لها من أجل مصالح واعتبارات سياسية واقتصادية كما عدد بعض مظاهرها، وعرض بعض صورها، ودعا الدكتور في الختام إلى أهمية التعامُل مع هذه القضايا من مُنطلق ديننا الحنيف، والتسلح بالعلم والمعرفة للتنبيه عليها والتوعية بشأنها ومعالجتها، ووضع برامج مُكثفة وعقد ندوات لحماية شباب المجتمع.