الدم الفلسطيني يراق.. ووزيــــــر خــارجية أمريكا: لا وقف لإطلاق النار
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
عواصم «وكالات»: أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم أن الولايات المتحدة تدعم «هدنات إنسانية» في الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لكنه عبر عن رفضه الدعوات إلى «وقف إطلاق النار» من جانب الدول العربية.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي والمصري سامح شكري، حول الجهود المبذولة لتحييد المدنيين الفلسطينيين وتسريع إيصال المساعدات إلى قطاع غزة: «تعتقد الولايات المتحدة أن كل هذه الجهود ستكون أسهل من خلال هذه الهدنات الإنسانية».
من جهته، دعا وزير الخارجية الأردني إلى «إنهاء الحرب» في غزة، ووصفها بأنها «جريمة حرب» ترتكبها إسرائيل.
وقال الصفدي: «لا نقبل فكرة إنها للدفاع عن النفس»، فيما طالب نظيره المصري بـ«وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار».
وكرر بلينكن في هذا الصدد أن الولايات المتحدة تعتبر أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى «إبقاء حماس في مكانها»، ما يكشف المواقف المتباينة حيال الحرب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة والدول العربية من جهة أخرى.
وأضاف: إن واشنطن ودولا عربية تعتقد أنه لا يمكن استمرار الوضع القائم في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس.
وقال إنه بحث مع نظرائه العرب كيفية رسم مسار أفضل للمضي قدما نحو حل الدولتين.
وذكر بلينكن أن واشنطن قلقة إزاء عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.
وخلال زيارته إسرائيل الجمعة، قوبل طلب بلينكن بشأن «الهدنات الإنسانية» بالرفض من الجانب الإسرائيلي، لكنه وعد بمواصلة الجهود في هذا الصدد.
وقال: «يجب على إسرائيل أن تتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية المدنيين الفلسطينيين»، مجددا التأكيد أن لإسرائيل الحق وعليها واجب الدفاع عن نفسها بعد الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس الشهر الماضي.
من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن إسرائيل ترتكب «جرائم حرب» وينبغي ألا تكون فوق القانون الدولي. وقال الصفدي أيضا إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لديه دور ريادي يضطلع به في جهود إنهاء الحرب في غزة!
إلى ذلك اتهمت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، وهي أول امرأة أمريكية من أصل فلسطيني في الكونجرس، الرئيس جو بايدن بدعم «الإبادة الجماعية» للفلسطينيين محذرة من تداعيات ذلك في انتخابات العام المقبل.
وجددت طليب، النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيجان، دعواتها لبايدن لدعم وقف إطلاق النار في الصراع الدائر منذ شهر بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت طليب خلال تسجيل على منصة إكس أظهر صورا لقتلى وجرحى القصف في غزة ومظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء الولايات المتحدة وإعلان بايدن دعمه لإسرائيل وشكر رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو للرئيس الأمريكي، إن «جو بايدن دعم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني».
وواصلت إسرائيل اليوم مجازرها التي ترتكبها بحق سكان غزة، وقال شهود إن غارة إسرائيلية قصفت مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا للاجئين وأسفرت عن استشهاد وإصابة الكثير ممن لجأوا إلى المدرسة. وقال محمد أبو سلمية مدير عام مستشفى الشفاء عن حادث المدرسة إن ما لا يقل عن 15 لقوا حتفهم وعشرات آخرين أصيبوا.
وأكدت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لـ«رويترز» قصف المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة. وذكرت أن أطفالا بين القتلى والجرحى، لكن الأونروا لم يتسن لها بعد التحقق من العدد الدقيق للقتلى. وأضافت توما عبر الهاتف: «استهدف قصف واحد على الأقل فناء في المدرسة كان بها خيام للأسر النازحة، واستهدف قصف آخر داخل المدرسة حيث تخبز النساء الخبز».
وأظهرت صور لـ«رويترز» لما بعد القصف أثاثا متكسرا ومتعلقات أخرى ملقاة على الأرض وبقعا من الدماء وأشخاصا يبكون.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ضربة صاروخية إسرائيلية أخرى نجم عنها مقتل امرأتين لدى باب مستشفى النصر للأطفال. وذكرت الوزارة أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا.
وقال مسؤولو قطاع الصحة في غزة اليوم إن أكثر من 9488 فلسطينيا قد استشهدوا حتى الآن جراء الهجمات الإسرائيلية.
وأمرت إسرائيل الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة الجزء الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة التي تقول إن مسلحي حماس مختبئون في أنفاق بها، والتوجه إلى جنوب القطاع.
لكنها تواصل قصف القطاع بأكمله قائلة إن المسلحين مختبئون وسط مدنيين، وبقي كثيرون في الشمال حيث يقولون إنهم يشعرون الآن بأنهم محاصرون.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه سيسمح للفلسطينيين باستخدام الطريق الرئيسي بقطاع غزة، طريق صلاح الدين، اليوم بين الساعة الواحدة والرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (1100 و1400 بتوقيت جرينتش). وكتب الجيش في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية «إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوبا وفقا لتعليماتنا».
وقال المبعوث الأمريكي الخاص ديفيد ساترفيلد في أثناء وجوده في عمّان: إن ما بين 800 ألف ومليون شخص اتجهوا بالفعل إلى جنوب قطاع غزة، بينما يظل ما بين 350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع.
ويبحث الفلسطينيون في الأنقاض عن ناجين من الغارة الإسرائيلية على مدينة خان يونس في الجنوب.
وقال الفلسطيني حرب البرقي (65 عاما): «نحن صامدون في غزة، حتى ولو بقي مواطن واحد، ستبدأ الدولة من هناك مجددا».
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمّان اليوم وشدد على أهمية العمل من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وشدد بلينكن من جانبه على جهوده لوقف العمليات العسكرية لدواع إنسانية والتوصل لحل في قضية الرهائن.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يقصف ما وصفها بأنها «عدد من الأهداف الإرهابية لحزب الله في لبنان» عقب إطلاق نيران من هناك في إطار أكبر تصعيد منذ 2006.
وحافظت واشنطن على دعم عسكري وسياسي قوي لإسرائيل، بينما دعت حليفتها إلى اتخاذ خطوات لتجنب مقتل المدنيين ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
لا هدنة حتى تحرير الرهائن
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 15 شخصا قُتلوا في قصف جوي إسرائيلي مساء الجمعة لسيارة إسعاف كانت جزءا من قافلة تحمل مصابين فلسطينيين عند أكبر مستشفيات فلسطين، مستشفى الشفاء. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد سيارة إسعاف «تستخدمها خلية إرهابية من حركة حماس» واستهدفها وإن عددا من مسلحي حماس قُتلوا.
وعارضت وزارة الصحة رواية إسرائيل فيما يتعلق بقصف سيارة الإسعاف، وطالبتها بتقديم دليل على أن السيارة كانت تقل مقاتلين. وقالت إسرائيل إنها تعتزم نشر مزيد من المعلومات.
وزاد تدهور الظروف المعيشية في غزة، التي كانت سيئة بالفعل قبل اندلاع القتال. وإلى جانب شح الغذاء، يلجأ السكان إلى تناول مياه غير صالحة للشرب، كما تنهار الخدمات الطبية ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 9250 فلسطينيا قد استشهدوا.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية واسعة على نطاق واسع منذ أسبوع وفي آخر تحديثاته قال إن وحدة دبابات وهندسة قتالية مشتركة نفذت «مداهمة دقيقة» في جنوب قطاع غزة «لرسم صورة للمباني الموجودة وتحييد متفجرات».
وقال مصدران قريبان من قيادة حماس إن الحركة استعدت لحرب طويلة الأمد في غزة وتعتقد أنها قادرة على صد التقدم الإسرائيلي لفترة كافية لإجبار عدوها على الموافقة على وقف إطلاق النار.
وأضافا إن حماس تسعى إلى تحقيق مكاسب ملموسة مثل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وحث عزت الرشق المسؤول بحماس زعماء وشعوب العرب اليوم على الضغط على إسرائيل والإدارة الأمريكية من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء واستغلال النفط والمصالح الاقتصادية في دعم سكان قطاع غزة.
وخلال زيارة للمنطقة التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة ودعا إلى هدنة إنسانية قال إنها ستسهل المساعي لإطلاق سراح الرهائن والسماح بدخول المساعدات إلى غزة لكن دون منع إسرائيل من الدفاع عن نفسها.
ورفض نتانياهو في بيان أذاعه التلفزيون فكرة الهدنة ما لم يُطلق سراح الرهائن.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة إن الولايات المتحدة «تشارك بشكل غير مباشر» في المساعي الرامية إلى تحرير الرهائن.
وفي توضيح لسبب استغراق «وقت طويل» لإخراج المواطنين الأجانب، قال المسؤول إن حماس اشترطت في البداية إطلاق سراح الأجانب على أن يتمكن الفلسطينيون الجرحى من الخروج أيضا، لكن تبين أن ثلث الفلسطينيين المدرجين في القائمة هم من أعضاء حماس.
وفي أثناء وجود بلينكن في إسرائيل، حذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الولايات المتحدة الجمعة من أن الصراع قد يتسع نطاقه إلى حرب إقليمية إذا لم توقف إسرائيل هجومها على غزة.
ويشتبك حزب الله، مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود في التصعيد الأكثر دموية منذ أن خاض حربا مع إسرائيل في عام 2006.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الأمریکی أنتونی بلینکن الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة وقف إطلاق النار الصحة فی غزة إطلاق سراح بلینکن فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رئيس الحكومة القطرية يناقش مع وفد حماس سبل دفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
يمانيون../
استقبل رئيس الحكومة القطرية، محمد بن عبد الرحمن، اليوم السبت، وفدًا من حركة حماس برئاسة خليل الحية، حيث تم مناقشة آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وسبل دفعها قدمًا.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها أن اللقاء تناول تطورات المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار، مع التركيز على السبل التي يمكن من خلالها تسريع العملية وتحقيق تقدم ملموس.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في وقت سابق أن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير بوساطة قطرية ومصرية في العاصمة القطرية الدوحة، مشيرةً إلى أنها أظهرت “مرونة” في هذا السياق.
كما أكدت الحركة أن الشروط الجديدة التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أدى إلى تأجيل التوصل إلى الاتفاق الذي كان قريبًا.