عواصم «وكالات»: أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم أن الولايات المتحدة تدعم «هدنات إنسانية» في الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لكنه عبر عن رفضه الدعوات إلى «وقف إطلاق النار» من جانب الدول العربية.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي والمصري سامح شكري، حول الجهود المبذولة لتحييد المدنيين الفلسطينيين وتسريع إيصال المساعدات إلى قطاع غزة: «تعتقد الولايات المتحدة أن كل هذه الجهود ستكون أسهل من خلال هذه الهدنات الإنسانية».

من جهته، دعا وزير الخارجية الأردني إلى «إنهاء الحرب» في غزة، ووصفها بأنها «جريمة حرب» ترتكبها إسرائيل.

وقال الصفدي: «لا نقبل فكرة إنها للدفاع عن النفس»، فيما طالب نظيره المصري بـ«وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار».

وكرر بلينكن في هذا الصدد أن الولايات المتحدة تعتبر أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى «إبقاء حماس في مكانها»، ما يكشف المواقف المتباينة حيال الحرب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة والدول العربية من جهة أخرى.

وأضاف: إن واشنطن ودولا عربية تعتقد أنه لا يمكن استمرار الوضع القائم في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس.

وقال إنه بحث مع نظرائه العرب كيفية رسم مسار أفضل للمضي قدما نحو حل الدولتين.

وذكر بلينكن أن واشنطن قلقة إزاء عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.

وخلال زيارته إسرائيل الجمعة، قوبل طلب بلينكن بشأن «الهدنات الإنسانية» بالرفض من الجانب الإسرائيلي، لكنه وعد بمواصلة الجهود في هذا الصدد.

وقال: «يجب على إسرائيل أن تتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية المدنيين الفلسطينيين»، مجددا التأكيد أن لإسرائيل الحق وعليها واجب الدفاع عن نفسها بعد الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس الشهر الماضي.

من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن إسرائيل ترتكب «جرائم حرب» وينبغي ألا تكون فوق القانون الدولي. وقال الصفدي أيضا إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لديه دور ريادي يضطلع به في جهود إنهاء الحرب في غزة!

إلى ذلك اتهمت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، وهي أول امرأة أمريكية من أصل فلسطيني في الكونجرس، الرئيس جو بايدن بدعم «الإبادة الجماعية» للفلسطينيين محذرة من تداعيات ذلك في انتخابات العام المقبل.

وجددت طليب، النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيجان، دعواتها لبايدن لدعم وقف إطلاق النار في الصراع الدائر منذ شهر بين إسرائيل وحركة حماس.

وقالت طليب خلال تسجيل على منصة إكس أظهر صورا لقتلى وجرحى القصف في غزة ومظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء الولايات المتحدة وإعلان بايدن دعمه لإسرائيل وشكر رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو للرئيس الأمريكي، إن «جو بايدن دعم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني».

وواصلت إسرائيل اليوم مجازرها التي ترتكبها بحق سكان غزة، وقال شهود إن غارة إسرائيلية قصفت مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا للاجئين وأسفرت عن استشهاد وإصابة الكثير ممن لجأوا إلى المدرسة. وقال محمد أبو سلمية مدير عام مستشفى الشفاء عن حادث المدرسة إن ما لا يقل عن 15 لقوا حتفهم وعشرات آخرين أصيبوا.

وأكدت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لـ«رويترز» قصف المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة. وذكرت أن أطفالا بين القتلى والجرحى، لكن الأونروا لم يتسن لها بعد التحقق من العدد الدقيق للقتلى. وأضافت توما عبر الهاتف: «استهدف قصف واحد على الأقل فناء في المدرسة كان بها خيام للأسر النازحة، واستهدف قصف آخر داخل المدرسة حيث تخبز النساء الخبز».

وأظهرت صور لـ«رويترز» لما بعد القصف أثاثا متكسرا ومتعلقات أخرى ملقاة على الأرض وبقعا من الدماء وأشخاصا يبكون.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ضربة صاروخية إسرائيلية أخرى نجم عنها مقتل امرأتين لدى باب مستشفى النصر للأطفال. وذكرت الوزارة أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا.

وقال مسؤولو قطاع الصحة في غزة اليوم إن أكثر من 9488 فلسطينيا قد استشهدوا حتى الآن جراء الهجمات الإسرائيلية.

وأمرت إسرائيل الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة الجزء الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة التي تقول إن مسلحي حماس مختبئون في أنفاق بها، والتوجه إلى جنوب القطاع.

لكنها تواصل قصف القطاع بأكمله قائلة إن المسلحين مختبئون وسط مدنيين، وبقي كثيرون في الشمال حيث يقولون إنهم يشعرون الآن بأنهم محاصرون.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه سيسمح للفلسطينيين باستخدام الطريق الرئيسي بقطاع غزة، طريق صلاح الدين، اليوم بين الساعة الواحدة والرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (1100 و1400 بتوقيت جرينتش). وكتب الجيش في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية «إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوبا وفقا لتعليماتنا».

وقال المبعوث الأمريكي الخاص ديفيد ساترفيلد في أثناء وجوده في عمّان: إن ما بين 800 ألف ومليون شخص اتجهوا بالفعل إلى جنوب قطاع غزة، بينما يظل ما بين 350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع.

ويبحث الفلسطينيون في الأنقاض عن ناجين من الغارة الإسرائيلية على مدينة خان يونس في الجنوب.

وقال الفلسطيني حرب البرقي (65 عاما): «نحن صامدون في غزة، حتى ولو بقي مواطن واحد، ستبدأ الدولة من هناك مجددا».

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمّان اليوم وشدد على أهمية العمل من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وشدد بلينكن من جانبه على جهوده لوقف العمليات العسكرية لدواع إنسانية والتوصل لحل في قضية الرهائن.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يقصف ما وصفها بأنها «عدد من الأهداف الإرهابية لحزب الله في لبنان» عقب إطلاق نيران من هناك في إطار أكبر تصعيد منذ 2006.

وحافظت واشنطن على دعم عسكري وسياسي قوي لإسرائيل، بينما دعت حليفتها إلى اتخاذ خطوات لتجنب مقتل المدنيين ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.

لا هدنة حتى تحرير الرهائن

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 15 شخصا قُتلوا في قصف جوي إسرائيلي مساء الجمعة لسيارة إسعاف كانت جزءا من قافلة تحمل مصابين فلسطينيين عند أكبر مستشفيات فلسطين، مستشفى الشفاء. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد سيارة إسعاف «تستخدمها خلية إرهابية من حركة حماس» واستهدفها وإن عددا من مسلحي حماس قُتلوا.

وعارضت وزارة الصحة رواية إسرائيل فيما يتعلق بقصف سيارة الإسعاف، وطالبتها بتقديم دليل على أن السيارة كانت تقل مقاتلين. وقالت إسرائيل إنها تعتزم نشر مزيد من المعلومات.

وزاد تدهور الظروف المعيشية في غزة، التي كانت سيئة بالفعل قبل اندلاع القتال. وإلى جانب شح الغذاء، يلجأ السكان إلى تناول مياه غير صالحة للشرب، كما تنهار الخدمات الطبية ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 9250 فلسطينيا قد استشهدوا.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية واسعة على نطاق واسع منذ أسبوع وفي آخر تحديثاته قال إن وحدة دبابات وهندسة قتالية مشتركة نفذت «مداهمة دقيقة» في جنوب قطاع غزة «لرسم صورة للمباني الموجودة وتحييد متفجرات».

وقال مصدران قريبان من قيادة حماس إن الحركة استعدت لحرب طويلة الأمد في غزة وتعتقد أنها قادرة على صد التقدم الإسرائيلي لفترة كافية لإجبار عدوها على الموافقة على وقف إطلاق النار.

وأضافا إن حماس تسعى إلى تحقيق مكاسب ملموسة مثل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وحث عزت الرشق المسؤول بحماس زعماء وشعوب العرب اليوم على الضغط على إسرائيل والإدارة الأمريكية من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء واستغلال النفط والمصالح الاقتصادية في دعم سكان قطاع غزة.

وخلال زيارة للمنطقة التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة ودعا إلى هدنة إنسانية قال إنها ستسهل المساعي لإطلاق سراح الرهائن والسماح بدخول المساعدات إلى غزة لكن دون منع إسرائيل من الدفاع عن نفسها.

ورفض نتانياهو في بيان أذاعه التلفزيون فكرة الهدنة ما لم يُطلق سراح الرهائن.

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة إن الولايات المتحدة «تشارك بشكل غير مباشر» في المساعي الرامية إلى تحرير الرهائن.

وفي توضيح لسبب استغراق «وقت طويل» لإخراج المواطنين الأجانب، قال المسؤول إن حماس اشترطت في البداية إطلاق سراح الأجانب على أن يتمكن الفلسطينيون الجرحى من الخروج أيضا، لكن تبين أن ثلث الفلسطينيين المدرجين في القائمة هم من أعضاء حماس.

وفي أثناء وجود بلينكن في إسرائيل، حذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الولايات المتحدة الجمعة من أن الصراع قد يتسع نطاقه إلى حرب إقليمية إذا لم توقف إسرائيل هجومها على غزة.

ويشتبك حزب الله، مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود في التصعيد الأكثر دموية منذ أن خاض حربا مع إسرائيل في عام 2006.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الأمریکی أنتونی بلینکن الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة وقف إطلاق النار الصحة فی غزة إطلاق سراح بلینکن فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس : لن نقبل بأي تفاهمات لا تنهي معاناة شعبنا الفلسطيني

أكد القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري ، مساء اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ، إن حركته لن تقبل بأي تفاهمات لا تؤدي الى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وعودته الى بيوته.

وقال أبو زهري في مؤتمر صحفي أن وقف العدوان الإسرائيلي أولوية ، مبينا أن أرض غزة كانت وستبقى أرضا فلسطينية، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي يتوهم أنه قادر على تحقيق أهدافه.

أبرز تصريحات القيادي في حماس

(1) بيان صحفي صادر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزّة والمستجدات السياسية 24-11-2024


لليوم الخامس عشر بعد المئة الرابعة يواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة، في أبشع حرب عدوانية، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، ولم تكن لتستمر فصولها الوحشية لولا الدعم الغربي وخاصة الأمريكي، بالمال والسلاح، والدعم السياسي والإعلامي، وتبرير جرائم الاحتلال والتغطية عليها، وتعطيل أي دور لمجلس الأمن لوقف حرب الإبادة، ويتزامن هذا مع الموقف العربي والإسلامي الرسمي الذي يتصف بالضعف أو الخذلان.
ومنذ ما يزيد على خمسين يوما، يتفاقم الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة، المتفاقم أصلا منذ أكثر من عام، مع بشاعة وفظاعة ما يمارسه الاحتلال الصهيو نازي؛ عبر كل أشكال حرب الإبادة، وارتكاب المجازر التي يرتقي خلالها عشرات الشهداء يوميا، وتدمير  البيوت على رؤوس ساكنيها، واستهداف المستشفيات، وتعطيل كل الخدمات الطبية والدفاع المدني، وممارسة سياسة التجويع الممنهج والتهجير القسري والتطهير العرقي.
وإن بشاعة الجريمة الصهيونية في شمال قطاع غزة لا يمكن أن تقلل من حجم جرائم الاحتلال المستمرة في مختلف مناطق القطاع؛ بالقتل والتجويع وعدم إدخال المواد الطبية والخيام والملابس، في ظل هذا الطقس شديد البرودة.

إننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إزاء ذلك نؤكد ما يلي:

أولا: إننا نقف بكل فخر واعتزاز بالصمود الأسطوري لمقاومتنا المظفرة ولشعبنا العظيم في قطاع غزة، الذين أربكوا حسابات الاحتلال، وإن كل كلمات وعبارات التقدير لتعجز عن إيفاء حق هؤلاء الأبطال الرجال؛ من مقاومتنا الباسلة، وأبناء شعبنا وعوائلنا الأبية الصابرة المرابطة، الذين يسطرون بدمائهم وأرواحهم وأجسادهم أروع ملاحم البطولة في تاريخ شعبنا وأمتنا عبر التاريخ،  فهذه الدماء الزكية والتضحيات العظيمة لن تذهب هدرا، وستكون معلما من معالم صرح نضال شعبنا  المتواصل في طوفان الأقصى، حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا وتحقيق العودة وزوال الاحتلال، بإذن الله.

وفي هذا السياق، نؤكد ما يلي:
1. إن وقف العدوان وإنهاءه يمثل لنا الأولوية القصوى، ولن نقبل بأية تفاهمات لا تؤدي إلى إنهاء معاناة أبناء شعبنا، وضمان إعادتهم إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار الكامل لكل مرافق الحياة، وفي هذا الإطار.
2. إننا نجري أوسع حملة مع المنظمات الدولية والإقليمية والدول الصديقة، من أجل الدفع بالإغاثة العاجلة لشعبنا، والتخفيف من حدة معاناته مع دخول فصل الشتاء، ونعمل بشكل حثيث لحشد كل الجهود المؤسساتية الشعبية والرسمية لتحقيق ذلك.
3. نجدد دعوتنا للقوى والمؤسسات والحركات في أمتنا والأحرار في العالم إلى تفعيل كل أشكال الدعم والإغاثة والإسناد لأهلنا في قطاع غزة، وتعزيز صمودهم وثباتهم على أرضهم، وتمكينهم من الدفاع عن أرضهم وحقوقهم المشروعة.

ثانيا: يتوهم الاحتلال أنه عبر ارتكابه المزيد من المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري قادر على تحقيق أهدافه العدوانية على أرض قطاع غزة، فهذه الأرض كانت وستبقى فلسطينية عصية على الاحتلال ومخططاته، وأهلها هم أصحاب الأرض والحق، والاحتلال إلى زوال، بإذن الله وقوته.

ثالثا: إن جرائم الاحتلال ضد منظومة العمل الصحي في قطاع غزة هي جرائم حرب ممنهجة، تستهدف تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية فيه وتهجير شعبنا، وآخرها استهداف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، عبر قصف مرافقه بشكل مباشر، وإطلاق النار على الأطقم الطبية والمرضى والجرحى فيه، وكذلك جريمة إطلاق النار المتعمد على مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية وإصابته، في محاولة إجرامية لاغتياله، وإرهاب جميع العاملين في المستشفى، لثنيهم عن أداء واجبهم الإنساني.
وهنا، نحيي كل العاملين في القطاع الصحي الذين يواصلون أداء واجبهم تجاه شعبنا رغم القصف والإرهاب الصهيوني، وندعو الأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية بالضغط على الكيان الصهيوني، وإجباره على التوقف عن استهداف المستشفيات في كامل قطاع غزة، خصوصا في شماله، وتقديم الإمكانيات اللازمة لتشغيلهم، وإرسال الوفود الطبية المتخصصة لإسناد منظومة العمل الصحي.

رابعا: إن  تصعيد حكومة الاحتلال الفاشية سياسة التغول الاستيطاني في عموم الضفة الغربية و القدس المحتلة يعد استمرارا للإجرام الصهيوني بحق شعبنا وأرضنا، وانتهاكا صارخا لكل القرارات والمواثيق الدولية التي تجرم الاستيطان، وآخر هذه الجرائم الاستيطانية التصديق على ثلاثة مشاريع استيطانية كبرى في مدينة القدس المحتلة، تستهدف تهويدها، وتهجير سكانها، وطمس معالمها التاريخية.

نؤكد أن هذه المشاريع الاستيطانية والجرائم الصهيونية لن تفلح في تغيير حقائق الواقع والتاريخ، مهما بلغت سطوة الاحتلال وإجرامه، وستبقى مدينة القدس عربية إسلامية وعاصمة أبدية لفلسطين، وندعو منظمة التعاون الإسلامي بالتحرك الجاد بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة لتجريم ووقف هذا التغول الاستيطاني الذي يستهدف تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها العربية والإسلامية.

خامسا: نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المجازر والجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق شعبنا، وفي هذا السياق نعبر عن استنكارنا البالغ لفرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عدد من قيادات الحركة، ووصفها مقاومة شعبنا المشروعة ب "الإرهاب"، ويأتي هذا بعد استخدام الإدارة الأمريكية الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الذي يدعو إلى وقف الحرب وادخال المساعدات إلى غزة، وهي أدلة  إضافية على أن الإدارة الأمريكية شريكة في حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا، ويحملها المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عنها.
وفي هذا السياق، ندعو إدارة بايدن فيما تبقى لها من أيام؛ إلى التكفير عن خطيئتها، والضغط على الاحتلال للوقف الفوري لعدوانه ضد شعبنا، كما ندعو إدارة ترامب إلى مراجعة سلوك إدارة بايدن العدائي وتصحيح الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها.

سادسا: إن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق الإرهابيين بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، بتهمة ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية هو قرار في الاتجاه الصحيح يعيد الاعتبار لقيم العدالة وحماية الإنسانية، ويسهم في عزل الكيان الصهيوني دوليا، و يعيد توصيفه باعتباره كيان إجرامي يقوده مجموعة من مجرمي الحرب الملاحقين دوليا،  ويجرم كل الأطراف التي تدعمه و تزوده بالسلاح.
ونعتبر أن الاختبار الحقيقي في المرحلة المقبلة يتمثل في حجم الجهد المبذول لاعتقال مجرمي الحرب القتلة، والتعاون الدولي مع المحكمة لتحقيق ذلك.

سابعا: إن سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال، هي  من أبشع أدوات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وإن تقييد دخول المساعدات، وتوفير الحماية لعصابات منظمة تعمل تحت إمرته لسرقة المساعدات الإنسانية أو فرض الإتاوات المالية على شعبنا، يعد جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية، ولذا فإننا ندعو إلى ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة والعمل على ضمان دخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل تفاقم حالة الجوع والبرد ونقص الإمكانيات الطبية .
 ونشيد هنا بدور رجال الشرطة ووزارة الداخلية في ملاحقة هذه العصابات، كما نشيد  بالموقف الوطني المشرف للعشائر الفلسطينية، في مواجهة هذه العصابات الإجرامية ودعم الحملة الأمنية لوزارة الداخلية.

ثامنا: ندعو منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى ترجمة قرارات القمة العربية والإسلامية المشتركة في الرياض إلى واقع عملي، يرتقي إلى حجم تضحيات شعبنا وصموده وعدالة قضيته وإيمانه بعمقه العربي والإسلامي، وذلك من خلال الضغط بكل الوسائل لوقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وإدخال المساعدات وإغاثة شعبنا وإعادة الإعمار، وتمكين شعبنا من حقوقه المشروعة.

تاسعا: ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في عموم الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى تصعيد كل أشكال المقاومة والعمل النضالي ضد الاحتلال الصهيوني، ومواصلة التصدي لمخططات حكومة الاحتلال الفاشية وجرائم المتطرفين الصهاينة، ضد أرضنا ومقدساتنا، وتفعيل كل الإمكانات والمقدرات الوطنية، إسنادا لشعبنا في قطاع غزة، في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها.

عاشرا: ندعو إلى تصعيد كل أشكال التضامن والتأييد والتعبير عن رفض العدوان وحرب الإبادة الجماعية، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، واعتبار أيام الجمعة والسبت: 29-30 نوفمبر، والأحد 01 ديسمبر، أياما تتحرك فيها كل القوى والأحزاب والنقابات العمالية والمهنية في الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، في مسيرات تضامنية وفعاليات حاشدة في كل المدن والعواصم والساحات، من أجل وقف العدوان الصهيوني وحرب الابادة الجماعية المتواصلة في غزة ولبنان.

 ختاما، نجدد تحيتنا وفخرنا واعتزازنا بمقاومتنا الباسلة وشعبنا العظيم، وثقتنا بالله القوي العزيز كبيرة ومتجذرة أن يحمي شعبنا ويكتب له الثبات والتأييد والانتصار في هذه المعركة الخالدة {وما النصر إلا من عند الله  إن الله عزيز حكيم}.
الرحمة لشهداء شعبنا الأبرار، والشفاء للجرحى والمرضى، والحرية للأسرى والمعتقلين، والنصر لشعبنا ومقاومتنا.
 

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة: ماضون قدما باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • تفاصيل: إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان "خلال أيام"
  • «أكسيوس»: توجه إسرائيل هو التحرك صوب اتفاق لوقف لإطلاق النار في لبنان
  • إسرائيل: حماس كانت مستعدة للإفراج عن محتجزين دون ربط ذلك بشرط وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس : لن نقبل بأي تفاهمات لا تنهي معاناة شعبنا الفلسطيني
  • القاهرة الإخبارية: 4 ملايين شخص دخلوا للغرف المحصنة في إسرائيل منذ الصباح
  • بوريل: يجب الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار في لبنان
  • مظاهرة في إسرائيل تطالب باتفاق لإطلاق المحتجزين لدى حماس
  • خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
  • أكسيوس: ترامب يشرف على مفاوضات غزة وفقا لطلب رئيس إسرائيل