أعلنت عدة جامعات دعمها للطلاب الفلسطينيين الوافدين إليها والدارسين بها بطرق مختلفة، من خلال الإعفاء من رسوم شهادات القيد وتأجيل الامتحانات فى بعض الكليات، نظراً لما يمرون به من ظروف قاسية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة التى اندلعت منذ السابع من أكتوبر الماضى.

وأكد اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية دعم الطلاب الفلسطينيين من خلال رفع مشكلاتهم لإدارة الجامعة، والعمل على حلها فى العام الجامعى الحالى، حتى يتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للطلاب غير القادرين لاستكمال دراستهم.

وأعلن الدكتور أحمد العنانى، عميد كلية الطب بجامعة الزقازيق، عن تأجيل امتحانات طلاب الفرقتين الخامسة والسادسة بالكلية، نظراً للظروف التى يمرون بها، مؤكداً لـ«الوطن»، أن قرار التأجيل لأكثر من 130 طالباً يتماشى مع سياسة الدولة الداعمة للطلاب الوافدين وبخاصة الفلسطينيون الذين يواجهون ظروفاً قاسية.

وأضاف «العنانى» أن قرار التأجيل يأتى تضامناً مع شعب فلسطين الذى يعيش ظروفاً قهرية بعد الهجمات الصاروخية التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، مشيراً إلى أن مصر رائدة وسبّاقة فى إكرام ضيوفها، وهو نهج الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يؤكد أن الطلاب الوافدين لهم نفس حقوق زملائهم المصريين: «هذا نهج الدولة، والقرار صدر لحفظ حق الطلاب وحتى لا يضيع عليهم جهد 5 أو 6 سنين». وأوضح «العنانى» أنه قرر إعفاء الطلاب من رسوم شهادات القيد دعماً لهم مع تأجيل دفع المصروفات الدراسية: «لدينا 70 طالباً فى الفرقة الخامسة و60 فى السادسة، ومن الصعب ضياع جهد سنوات من عمرهم ستؤثر كثيراً فى مستقبلهم المهنى».

«المنوفية»: نشملهم بالرعاية الاجتماعية والعلمية

وأعلن الدكتور أحمد القاصد، رئيس جامعة المنوفية، عن تقديم كل أشكال الدعم التعليمى والبحثى والرعاية الاجتماعية لطلاب فلسطين، موجهاً باتخاذ جميع التيسيرات المطلوبة لهم وتأجيل الامتحانات تزامناً مع الأحداث العصيبة التى تمر بها بلادهم.

وأكد الدكتور شريف صالح، القائم بأعمال رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، أن نحو 6 آلاف طالب فلسطينى يدرسون بالجامعات المصرية، لافتاً إلى أن هناك توجيهات لرؤساء الجامعات بتذليل العقبات أمام الطلاب وعقد لجان للتنسيق لدعمهم.

«التعليم العالى»: تخفيض مصروفات الوافدين 20% والعلاج مجاناً.. وحملات تبرع بالدم للأشقاء

وكشف مصدر بوزارة التعليم العالى، فضّل عدم ذكر اسمه، عن تقديم الدعم اللازم لشرائح من الطلاب الفلسطينيين الوافدين إلى الجامعات المصرية، بتخفيض المصروفات الدراسية بنسبة تصل إلى 20%، بالإضافة إلى المساهمة فى علاجهم بمستشفيات الطلاب بالمجان كأشقائهم المصريين.

وقالت الدكتورة إيناس الجندى، عميد كلية طب أسنان كفر الشيخ، إنه يتم دعم الطلاب الفلسطينيين بكل ما يحتاجونه تماشياً مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعم الأشقاء الفلسطينيين، مشيرة إلى أنها التقت بهم منذ أيام لبحث احتياجاتهم، مقررة رفع مطالبهم لإدارة الجامعة لبحثها ودعمهم.

وأكد الدكتور محمود زكى، رئيس جامعة طنطا، أن الجامعة تدعم كل أبنائها، خاصة الوافدين، ونقدم الدعم بكل أنواعه لأبنائنا الفلسطينيين نظراً للظروف الصعبة التى يمر بها شعبهم، ودعم الجامعات المصرية وطلابها لم يتوقف عند تقديم المساعدات المالية للطلاب الفلسطينيين، أو تأجيل امتحاناتهم، بل سبق ذلك حملات عديدة للتبرع بالدم، توافد فيها الطلاب، وأعضاء هيئة تدريس، والعاملون، من مختلف الجامعات والكليات المصرية والحكومية والأهلية والخاصة، منها «القاهرة ومصر للعلوم والتكنولوجيا، وحلوان، والمنيا، وأسوان، والمنصورة، وكفر الشيخ، والزقازيق، وسوهاج» وغيرها، للتبرع بالدم لصالح الأشقاء الفلسطينيين، وللتأكيد على مدى دعم المصريين لأبناء الشعب الفلسطينى والوقوف بجانبهم فى محنتهم إثر الأحداث الأخيرة التى أسفرت عن استشهاد الآلاف منهم.

وخلال هذه الحملات أعرب الطلاب عن سعادتهم للمشاركة فى التبرع بالدم لصالح الشعب الفلسطينى، باعتبار أن مشاركتهم بمثابة واجب إنسانى عليهم تجاه المصابين، وذلك من أجل إنقاذ حياتهم ومساعدة الضحايا وأسرهم، مضيفاً أن الحملة تقام بمشاركة «طلاب من أجل مصر» بالجامعة.

وكان الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، قد أكد فى وقت سابق، حرص الوزارة على تذليل كافة الصعوبات والمشكلات التى تواجه الطلاب الفلسطينيين الدارسين بالجامعات المصرية، البالغ عددهم ما يقرب من 6000 طالب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طلاب فلسطين فلسطين غزة الجامعات المصریة التعلیم العالى

إقرأ أيضاً:

فى وداع العالم الدكتور محمد المرتضى مصطفى

نقل لى الصديق العزيز الأستاذ سيف الدين عبد الحميد النبأ الحزين جدا عن إنتقال الدكتور محمد المرتضى مصطفى إلى جوار ربه اليوم الأربعاء بمدينة سان ريمون بولاية كاليفورنيا .

رحم الله الأستاذ الدكتور الفاضل ، محمد المرتضى مصطفى وانزله منازل المصطفين المكرمين وجعل البركة فى أبنائه وأحفاده وزوجته الراحلة السيدة منى عز الدين فى برزخها العامر البهى والتى سبقته إلى دار البقاء قبل أربعة أعوام ،وكل أسرته الكبيرة وكل عارفى فضله واحسن عزائهم فيه والزمهم الصبر الجميل ..

الدكتور محمد المرتضى من علماء البلد الأفذاذ والتكنقراط النادرين جدا.. وهو واحد من قلة من السودانيين من ذلك الجيل تلقوا دراساتهم العليا بجامعة هارفارد الأمريكية المرموقة .

شغل منصب وكيل أول وزارة العمل لسنوات إبان حكم الرئيس نميرى وبعض من فترة حكومة الصادق المهدى الذى اقاله بعد أن اختلفا فى التصورات على خطط إصلاحات الخدمة المدنية وقد رأى فيه رئيس الوزراء وقتها نموذجا للتكنقراطي المحترف صعب القياد .

بعد يومين من إقالته تلقى إتصالا من منظمة العمل الدولية بجنيف تطلب منه الحضور إلى مقرها بسويسرا فورا وقامت بتعيننه خبيرا بها ومديرا لمكتبها بإقليم جنوب إفريقيا مقيما فى هرارى عاصمة زيمبابوي وخلال فترة عمله هناك وضع واشرف على خطة إنتقال الخدمة المدنية ونظام العمل فى جنوب إفريقيا من نظام الفصل العنصرى إلى النظام الديمقراطى .وحينما كان يعمل بهرارى لعب دورا مهما فى إلتحاق الدكتور عبد الله حمدوك بالعمل فى اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة .

وبعد أن ساءت العلاقة بين نظام الإنقاذ ومصر فى النصف الأول من التسعينيات إثر تورط نظام الإنقاذ فى عملية إغتيال الرئيس المصرى وقتها حسني مبارك ووصلت إلى الحضيض تم نقله من هرارى إلى القاهرة مديرا لمكتب منظمة العمل الدولية لإقليم شمال إفريقيا وليمثل قناة خلفية لتخفيف التوتر فى العلاقة بين البلدين .

ربطتنى بالرجل محبة كبيرة وخالصة لوجه الله منذ أن تعرفت عليه أوائل الألفين فى زياراته لمقر صحيفتنا "الصحافي الدولي" والتى كان تجمعه صداقة برئيس مجلس إدارتها الدكتور محمد محجوب هارون .

كان يفرح جدا بزياراتنا المسائية له معا انا والاخ والزميل العزيز سيف الدين عبد الحميد مترجم الصحيفة او ايا منا بمفرده منذ أن كان بمنزل الأسرة فى الخرطوم (3) ثم بعد إنتقاله إلى منزله الفخيم بحى قاردن سيتى ويكرمنا غاية الكرم .. وكان يهدينى كتبا واشياء اخرى قيمة كلما عاد إلى السودان من اسفاره بالخارج وقبل كل ذلك كان ينفعنا بعلمه الغزير وتجربته وخبرته الثرة الحياتية والعملية فى السودان وخارجه ويصحح بلطف الكثير من المفاهيم والمعلومات الخاطئة عندى حينما يرى جنوحا من أثر فورة وحماس الشباب وقتها ويبقى على جوهرها الإنسانى . كما كان يلهمنى كثير من الأفكار النيرة التى استفدت منها فى اعمالى الصحافية وفى حياتى الخاصة . كان يفعل كل ذلك بتواضع جم ومحبة توصيل الخير إلى الناس .

كان الدكتور مرتضى شاهدا على العصر وعارفا باقدار الرجال فى بلادنا ومحيطها العربى و الافريقى يختزن مئات القصص والحكايات لاشخاص واحداث ومواقف عاصرها او كان جزءا منها او قرأ عنها فى مظان لا تتوفر ببلادنا خاصة تلك التى تكون قد شاعت بسردية معينة ورسخت فهما بعينه فى تاريخنا الحديث او القديم نسبيا وحينما تسمعها منه بوقائعها الدقيقة وحواشيها ومقدماتها تغير لك كل معرفتك عنها .

كان محبا جدا للاستاذ محمود ويرى فيه عالما ومصلحا دينيا كبيرا عاش فى واقع جاهل وحوكم بواسطة قضاة وفقهاء وحكام ليس لديهم من علمه ولا قلامة ظفر .

يدعونى كتيرا عنده حينما يكون عنده ضيوف مهمين عازمهم عشاء او غداء وخاصة فى رمضان ..
التقيت عنده بشخصيات مهمة سودانية وأجنبية خاصة من مصر وإثيوبيا وارتريا ومن ضمن عرفتهم عنده السياسى الارتري حروى تدلا بايرو الذى يقيم فى السويد وكان والده تدلا بايرو من كبار الزعماء السياسيين فى ارتريا .. عرفه دكتور مرتضى بعلاقتى الفكرية بالاستاذ محمود فتحولت جلستنا كلها للحديث عنه حيث أشار لى للعلاقة القوية التى ربطت قادة جبهة التحرير الارترية بالاستاذ محمود وكيف انهم كانوا يتلقون منه الأفكار والنصائح العميقة المضيئة والاكرام حينما كانوا يزورونه بمكتبه فى عمارة إبن عوف بالخرطوم .

وأذكر من ضمن الكتب التى اهدانى اياها د. مرتضى الترجمة العربية لكتاب البروفيسور عبد الله النعيم (نحو تطوير التشريع الاسلامى) الذى ترجمه وقدم له المفكر المصرى الدكتور حسين أحمد أمين وحدثنى مطولا عن المترجم وأسرته فقد كان د. مرتضى عارفا دقيقا بالحياة والثقافة المصرية وتاريخها ونخبها .

من ضمن زملاء د. مرتضى فى مرحلة الدراسة الثانوية بمدرسة خور طقت كان الدكتور فرانسيس دينق وحكى لنا كيف انه ولمكانة والده سلطان دينكا نقوك، دينق مجوك وعلاقته المميزة بناظر المسيرية بابو نمر تم استيعابه بالمدرسة المرموقة بعد أن انتهت فترة القبول وذكر لنا أنه استضافه فى غرفته بداخليات المدرسة لقرابة العام .

عندما يكون الدكتور مرتضى موجودا بالسودان وانقطع منه لأسبوعين يتصل بي ليسأل عن صحتى وأسباب غيابي .

عاش الدكتور مرتضى حياته باستقامة وطنية ومع انه لم يكن منتميا سياسيا لحزب ولكنه كان وطنيا غيورا فحينما كانت تغضبه اقوال وتصريحات مسؤولى نظام الإنقاذ وما أكثرها كان يتصل بى ويطلب منى الحضور إليه ويُملينى مقالا كاملا عالما فى نقد وتصويب مقولات ذلك المسؤول .

وكما كان الرجل متواضعا كان أيضا ضحوكا يطرب للطرفة ويحكى كثيرا من المواقف والأحداث الطريفة ويضحك لها بصوت مجلجل محبب إلى النفس.

استضفناه فى منبر صحيفة "الصحافة" عام 2007 تقريبا فى محاضرة عن جذور فشل الدولة السودانية وقد وجدت الأفكار التى اذاعها أصداء واسعة فى ذلك الوقت ولم ترق المسؤولين فى الدولة وقتها ولا زال يتم تدوير الرصد المنشور فى الصحيفة و الذى قام به الزميل قرشى عوض فى السوشيال ميديا كل حين وآخر وكانما كان الدكتور الراحل يحذرنا ويتنبأ لنا بهذا المآل الحزين الان .

الا رحم الله العالم الدكتور الفاضل ، محمد المرتضى مصطفى برحمة الرحيم وجزاه عنا المقامات العُلى عنده ..

لا حول ولا قوة إلاّ بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون

علاء الدين بشير - الشارقة
20 نوفمبر  

مقالات مشابهة

  • من المشرط للريشة.. «سمر» جمعت بين طب الأسنان واحتراف الرسم
  • فى وداع العالم الدكتور محمد المرتضى مصطفى
  • جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تنظم حملة للتبرع بالدم
  • جامعة سوهاج تواصل نشر الوعي بمختلف الكليات حول القضية السكانية والصحة الإنجابية
  • وزير التعليم لمديرى المديريات: إجراء امتحانات آمنة ومنع اصطحاب المحمول للمراقبين
  • 25 ألف من الطلاب الوافدين في جامعة القاهرة
  • محافظ دمياط يدشن مبادرة الكليات المجتمعية
  • وزير الإعلام يزور مكتب حماس ويسلّم شهادات تكريمية للإعلاميين الفلسطينيين
  • ذبحتونا حول تقريرها للرسوم الجامعية: لم يعد لدينا جامعات رسمية
  • الحكومة تعفي المركبات المنتهي ترخيصها لأكثر من عام من رسوم التَّرخيص والغرامات