أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

ما يزال العدوان الإسرائيلي على فلسطين متواصلا رغم مرور زهاء 3 أسابيع، وسط تنديد عربي لهذا القصف المستمر على قطاع غزة، دون التمييز بين المدنيين والعسكريين.

ويبدو، بما لا يدع مجالا للارتياب، أن هذا الوضع المقلق لا يروق الرباط، التي أدانت، في أكثر من مناسبة، هذا الوضع الدموي، رغم استئناف المملكة علاقاتها مع إسرائيل بوساطة قادها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم 10 دجنبر 2020.

محمد شقير، خبير محلل سياسي، يرى أن "مستقبل العلاقات المغربية-الإسرائيلية لا يمكن الحديث عنه بمعزل عن اتفاقية أبرهام الثلاثية"، مضيفا أن هذه الأخيرة "مختلفة تماما عن اتفاقيات سابقة لتل أبيب مع عواصم عربية أخرى".

وأضاف شقير، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "المغرب، رغم استئناف العلاقات مع إسرائيل، قرر منذ البداية تخفيض التمثيل الدبلوماسي، مكتفيا بمكتب اتصال فقط في العاصمة العربية بدل سفارة"، مشددا على أن "استئناف العلاقات لا يمنع المغرب من التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين، لاسيما استهداف المدنيين دون أي تردد".

المحلل السياسي ذاته توقع أن "يُزعج توالي تنديد الدبلوماسية المغربية بهذا القصف المدمر إسرائيل"، مستدلا على ذلك بـ"استدعاء رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، وفي الوقت نفسه حافظ المغرب على سفيره في تل أبيب".

كما استطرد شقير أن "المغرب سيواصل تأجيل قمة النقب 2، في ظل هذا التصعيد الذي تعيشه على وقعه الأراضي الفلسطينية"، الذي أفضى إلى تسجيل آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، ضمنهم أطفال أبرياء لا ذنب لهم مما يقع بين حماس وإسرائيل من توتر واقتتال.

ولم يستبعد المحلل السياسي نفسه أن "يقوم المغرب بتحركات دبلوماسية، من أجل العمل على وقف الحرب والغارات الجوية، فضلا عن إرسال مساعدات إلى فلسطين"، متوقعا أن "تسجل العلاقات بين الرباط وتل أبيب فتورا في ظل هذه الأوضاع الدموية؛ إلا أنه لن تبلغ مستوى قطع العلاقات بين البلدين".

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أصدرت بلاغا،أول أمس الخميس، جاء فيه أن المملكة المغربية، التي يرأس الملك محمد السادس لجنة القدس، تُجدّد التعبير عن قلقها البالغ واستيائها العميق، في ظل استمرار الأعمال العسكرية المتصاعدة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

زيارة شي جين بينغ.. الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين تتجاوز العلاقات التقليدية

زنقة 20 ا الرباط

كشفت وسائل إعلام صينية أن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية تزايدت في السنوات الأخيرة، حيث اكتسبت منتجات عديدة صنعت في الدول العربية شعبية كبيرة بين المستهلكين الصينيين وبرزت ميزاتها الخاصة في السوق الصينية.

وذكرت أنه على مستوى منصات التجارة الإلكترونية، تعرف منتجات يدوية مغربية إقبالا كبيرا من طرف الصينيين مثل الوسادة والسجاد المغربي.

و أصبحت الصين عام 2022، ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب والشريك الأول في آسيا، وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري 7.6 مليارات دولار، وحاليا، تصل الاستثمارات الصينية في المغرب إلى حوالي 56 مليون دولار.

ومع ذلك، ووفقا لتقرير مؤشر الاستثمار الصيني العالمي لعام 2023 الصادر عن وحدة الأبحاث الاقتصادية التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية، كان المغرب ثالث أكثر البلدان جاذبية للاستثمار الصيني في أفريقيا العام الماضي بعد مصر وجنوب أفريقيا.

الخبير المغربي ادريس الفينة قال أن العلاقات بين المغرب والصين شهدت تطورًا نوعيًا خلال العقد الأخير، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في التعاون جنوب-جنوب.

هذه الشراكة الاستراتيجية وفق الخبير المغربي تتجاوز العلاقات التقليدية، حيث يراهن كلا البلدين على تكامل اقتصادي يعزز مكانتهما على الساحة الدولية.

الرهانات المغربية على الاستثمارات الصينية

في إطار رؤية المغرب 2030 لتعزيز الاقتصاد الصناعي وتحقيق التنمية المستدامة، يشكل التعاون مع الصين رافعة أساسية. إذ أصبح المغرب منصة إقليمية للصناعات ذات القيمة المضافة العالية، مع اهتمام خاص بالاستثمارات الصينية في قطاعات استراتيجية مثل:

صناعات مكونات السيارات الكهربائية: يمثل المغرب اليوم قاعدة إقليمية لتصنيع مكونات السيارات، حيث تستفيد شركات صينية رائدة من المناطق الصناعية مثل طنجة المتوسط والقنيطرة.

الشرائح الإلكترونية الدقيقة: يشهد هذا القطاع اهتمامًا متزايدًا، نظرًا لدوره في التحول الرقمي الذي يتبناه المغرب.

الصناعات الصيدلانية والمضادات الحيوية: يعزز المغرب قدراته الإنتاجية بالتعاون مع الصين، ما يتيح له توفير الأدوية بأسعار تنافسية للأسواق المحلية والإفريقية.

كما يعتمد المغرب على الشركات الصينية في مجال البنية التحتية، لا سيما في مشاريع كبرى مثل تطوير الموانئ، القطارات فائقة السرعة، والطاقة المتجددة. تُعد الصين أحد أبرز الشركاء في تحقيق طموحات المغرب بأن يصبح مركزًا إقليميًا للنقل والتجارة.

الفوائد الصينية من التعاون مع المغرب

من الجهة الأخرى، تجد الصين في المغرب بوابة إستراتيجية للأسواق الإفريقية والأوروبية، حيث تستفيد من:

صادرات الأسمدة الفوسفاتية: المغرب، كأكبر مصدر عالمي للفوسفات، يلعب دورًا رئيسيًا في تلبية احتياجات الصين من الأسمدة لتأمين إنتاجها الزراعي.

الصناعات الغذائية: شهدت صادرات المغرب من الخضر والفواكه الطازجة إلى الصين نموًا ملحوظًا بنسبة تفوق 30% خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس أهمية هذا السوق بالنسبة للجانبين.

السياحة: جسور بين الثقافات

إلى جانب الشراكات الاقتصادية، عرفت العلاقات المغربية الصينية تطورًا لافتًا في المجال السياحي. فقد سجلت أعداد السياح الصينيين الوافدين إلى المغرب نموًا بنسبة تجاوزت 60% خلال السنوات الأخيرة، بفضل تسهيل نظام التأشيرات وتنوع العروض السياحية المغربية. المدن التاريخية مثل مراكش وفاس أصبحت وجهات مفضلة للصينيين الباحثين عن تجارب ثقافية فريدة.

أفق جديد للعلاقات المغربية-الصينية

مع استمرار الصين في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، يبقى المغرب شريكًا محوريًا بفضل موقعه الجغرافي المميز واستقراره السياسي والاقتصادي. من المتوقع أن تحقق هذه الشراكة قفزات نوعية في الأعوام القادمة، خاصة مع تعميق التعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار التكنولوجي.

تظهر الأرقام والإحصائيات أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد تضاعف ليصل إلى ما يزيد عن 6 مليارات دولار سنويًا، مع تسجيل نمو سنوي بنسبة 10% تقريبًا. هذه الديناميكية تمهد الطريق لتوسيع قاعدة التعاون في مجالات جديدة، بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • قيادي فلسطيني يحمل الولايات المتحدة مسئولية استمرار المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
  • موتسيبي يرد على “العالم الآخر” من الرباط : المغرب سينظم أفضل وأنجح نسخ كأس أفريقيا للرجال والسيدات على الإطلاق
  • بنما تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع "البوليساريو" دعمًا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية
  • زيارة شي جين بينغ.. الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين تتجاوز العلاقات التقليدية
  • المغرب يشترط على بيم التركية بيع 80% من المنتجات المغربية للتوسع في السوق المحلية
  • كما انفرد Rue20.. هذه دلالات زيارة غير مسبوقة للرئيس الصيني إلى المغرب
  • اليمن: لا سلام مع استمرار هجمات الحوثي ضد المدنيين والملاحة الدولية
  • بن براهيم الوزير المكلف بالإسكان: المعرض الدولي للبناء منصة لعرض التجربة المغربية
  • عمرو خليل: قانون حظر الأونروا جزء من حرب الإبادة الإسرائيلية على فلسطين
  • الجامعة المغربية لحماية المستهلك توضح بخصوص تلوث معلبات التونة بالزئبق