كيف تحول نزاع إسرائيل وحماس إلى حرب عالمية افتراضية؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
مع اقتراب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية من إكمال شهرها الأول، يشتعل بالتوازي صراع من نوع آخر على الإنترنت، في ظل انتشار كم هائل من الشائعات والمعلومات المضللة.
وأصبحت شبكة الإنترنت وسيلة مثالية لانتشار المعلومات المضللة والشائعات المتعلقة بالحرب، التي يكون بعضها عشوائيا، فيما تعمل دول على استغلال هذا الوضع لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال مسؤول خدمة تقصّي صحة الأخبار باللغة العربية في وكالة فرانس برس، خالد صبيح، في حديث لموقع قناة "الحرة"، إن "أي حدث كبير بما في ذلك الحروب والكوارث الطبيعية، يؤمّن بيئة خصبة للأخبار الكاذبة".
وأضاف أن الحرب الحالية "قد تفتح الباب إلى تصفية حسابات سياسية أو مهاجمة طرف على آخر، لكن الملاحظة الكبيرة هي أن معظم الحالات مبنية على أنشطة تجارية تبحث عن تفاعلات (عبر مواقع التواصل الاجتماعي)".
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "طوفان الدعاية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت، أكبر من أي شيء شوهد من قبل"، وفقا لمسؤولين حكوميين وباحثين مستقلين.
وبحسب الصحيفة الأميركية ذاتها، فإن "إيران وروسيا، والصين (بدرجة أقل من الاثنتين)، استخدمت وسائل الإعلام الحكومية ومنصات الشبكات الاجتماعية الرئيسية لدعم حماس وتقويض إسرائيل، بهدف تشويه سمعة الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل".
كما "انضم وكلاء إيران في لبنان وسوريا والعراق للحرب عبر الإنترنت، إلى جانب الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم القاعدة وداعش، التي كانت في سابقا على خلاف مع حماس"، وفق الصحيفة.
وقال جيمس بي روبين، رئيس مركز المشاركة العالمية التابع لوزارة الخارجية الذي يعمل على التصدي للمعلومات المضللة التي تستهدف الولايات المتحدة، في مقابلة أجريت معه مؤخرا: "نحن في حرب معلومات غير معلنة مع الدول الاستبدادية".
ومنذ هجمات حماس يوم 7 أكتوبر، وثقت شركة "سيابرا" المتخصصة في المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي، "ما لا يقل عن 40 ألف حساب آلي أو حسابات غير حقيقية على الإنترنت".
وقال نائب رئيس شركة "سيابرا" التي تتخذ من تل أبيب مقرا لها، رافي مندلسون، إن المعلومات المضللة "يشاهدها الملايين من الأشخاص حول العالم، وتؤثر على الحرب بطريقة ربما تكون فعالة، مثل أي تكتيك آخر على الأرض".
ولم يستبعد مؤسس شركة "إنفلونسرز" وخبير التواصل الإعلامي واستراتيجيات الحملات الإعلامية، رالف بيضون، "استغلال دول للحرب لتحقيق مكاسب جيوسياسية".
وفي حديثه لموقع "الحرة"، قال بيضون إن "كثيرا من الدول تريد استغلال الحرب سياسيا"، مضيفا: "كلما طال أمد هذه الحرب تستغلها دول، لا سيما الصين وروسيا، لكسب معركة أخلاقية".
واستشهد بـ"إزالة اسم إسرائيل من الخرائط في الصين، بالإضافة إلى وجود أكثر من 80 بالمئة من المحتوى المناصر للقضية الفلسطينية في منصة (تيك توك) الصينية".
وقال مسؤولان في الحكومة الإسرائيلية تحدثا لصحيفة "نيويورك تايمز" بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المسائل الاستخباراتية، إن إسرائيل "تتعقب نشاط الروبوت من إيران ودول أخرى".
وقال باحثو شركة "سيابرا" إنهم حددوا "6 حملات (ضد إسرائيل) منسقة على نطاق واسع للغاية"، لدرجة أنها تشير إلى "تورط دول أو جهات فاعلة كبيرة غير حكومية".
في الوقت نفسه، لم يستبعد بيضون إسرائيل من محاولة سيطرتها على السردية الخاصة بها، قائلا إن "إسرائيل دولة تعتمد على التكنولوجيا وتملك كل ما يخص صاعة البروباغاندا الإعلامية والتلاعب بالرأي العام".
وقال: "إسرائيل في حالة حرب وتتحكم في سرديات الرواية الإسرائيلية حتى في وسائل الإعلام التقليدية.. كما أن الذباب الإلكتروني الإسرئيلي واضح" في منصات التواصل الاجتماعي.
لكن المخاوف في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى تزداد من "نجاح تحالف الحكومات الاستبدادية في إثارة المشاعر غير الليبرالية والمعادية للديمقراطية، خاصة في أفريقيا وأميركا الجنوبية وأجزاء أخرى من العالم، حيث تجد الاتهامات بالاستعمار أو الهيمنة الأميركية أو الغربية تربة خصبة".
وقال مايكل دوران، المسؤول السابق في البيت الأبيض والبنتاغون والذي يعد زميلا بارزا حاليا بمعهد هدسون: "إن تلك الدول في صراع ومنافسة جيواستراتيجية، مع الولايات المتحدة".
وأضاف: "إنهم يدركون أنه عندما تنخرط إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بالشرق الأوسط، في حرب كهذه، فإن ذلك يضعف الولايات المتحدة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أسوشيتيد برس: الغارات الإسرائيلية على غزة تهدد بتوسيع دائرة الحرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت قطاع غزة، منذ صباح اليوم /الثلاثاء/، تسببت في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ شهر يناير الماضي، وتهدد أيضًا بتوسيع دائرة الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في دمار واسع النطاق في القطاع.
وذكرت الوكالة- في تقرير- أن الهجوم الشامل الأخير قد يُعيد إحياء الحربٍ الدائرة في غزة منذ 17 شهرًا، ومن شأنه أيضًا أن يُثير التساؤلاتٍ حول مصير نحو عشرين رهينة إسرائيليًا تحتجزهم حركة حماس، ويُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وأسفر الهجوم الذي بدأ فجر اليوم عن استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وفقًا لمسئولين في مستشفى دير البلح إذ أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن الغارات بزعم أن حماس رفضت المطالب الإسرائيلية بتغيير بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقال مسئولون إن العملية مفتوحة ومن المتوقع أن تتوسع. وقال البيت الأبيض إنه تم التشاور معه وأعرب عن دعمه للإجراءات الإسرائيلية.
وأمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء شرق غزة، بما في ذلك معظم بلدة بيت حانون الشمالية وبلدات أخرى جنوبًا والتوجه نحو وسط القطاع، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تستأنف عملياتها البرية قريبًا. وقال مكتب نتنياهو: "ستتحرك إسرائيل، من الآن فصاعدًا، ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وصرح عزت الرشق المسئولٌ الكبيرٌ في حماس، بأن قرار نتنياهو بالعودة إلى الحرب يُمثّل "حكمًا بالإعدام" على الرهائن المتبقين، واتهم نتنياهو بشن الغارات لمحاولة إنقاذ ائتلافه الحاكم اليميني المتطرف، ودعا الوسطاء إلى "كشف الحقائق" حول من انتهك الهدنة.
وأكدت "أسوشيتيد برس"، أنه لم ترد لديها تقارير حول أي هجمات من قِبل حماس بعد ساعاتٍ من القصف، مما يُشير إلى أنها لا تزال تأمل في استعادة الهدنة.
وجاءت الغارات في الوقت الذي يتعرض فيه نتنياهو لضغوطٍ داخليةٍ متزايدة، مع التخطيط لاحتجاجاتٍ حاشدةٍ ضد تعامله مع أزمة الرهائن وقراره إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي. وقد أُلغيت شهادته الأخيرة في محاكمةٍ طويلةٍ بتهم فسادٍ بعد الغارات.
واتهمت المجموعة الرئيسية التي تمثل عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن وقف إطلاق النار، قائلةً إنها "اختارت التخلي عن الرهائن". وقال منتدى الرهائن والعائلات المفقودة في بيان: "نشعر بالصدمة والغضب والرعب من التفكيك المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من الأسر المروع لدى حماس".
أما في غزة، فقد أسفرت غارة جوية على منزل في مدينة رفح الجنوبية عن استشهاد 17 فردًا من عائلة واحدة، بينهم 12 امرأة وطفلًا على الأقل، وفقًا للمستشفى الأوروبي الذي استقبل الجثث. وكان من بين الشهداء خمسة أطفال ووالديهم، وأب آخر وأطفاله الثلاثة.
وفي مدينة خان يونس الجنوبية، شاهد مراسلو "أسوشيتد برس" دوي انفجارات وأعمدة دخان في حين نقلت سيارات الإسعاف الجرحى إلى مستشفى ناصر، حيث كان المرضى ممددين على الأرض وبعضهم يصرخ. وبكت فتاة صغيرة بينما كانت ذراعها الملطخة بالدماء ملفوفة بالضمادات.
وقال العديد من الفلسطينيين إنهم توقعوا عودة الحرب عندما تلاشت محادثات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار كما كان مقررًا لها في أوائل فبراير. وبدلًا من ذلك، تبنت إسرائيل اقتراحًا بديلًا وقطعت جميع شحنات الغذاء والوقود وغيرها من المساعدات عن مليوني فلسطيني في ال طاع، في محاولة للضغط على حماس لقبول شروطها الجديدة.
وقال نضال الزعانين، وهو فلسطيني مقيم في غزة، لوكالة "أسوشيتد برس"- عبر الهاتف من مدينة غزة- "لا أحد يريد القتال. لا يزال الجميع يعاني من آثار الأشهر السابقة".
واستشهد وأصيب المئات في الغارات الجوية التي شُنت ليلًا حتى اليوم /الثلاثاء/، وفقًا لسجلات من سبعة مستشفيات. ولا يشمل هذا العدد الجثث التي نُقلت إلى مراكز صحية أخرى أصغر حجمًا ولا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا.
وفي واشنطن، سعى البيت الأبيض إلى إلقاء اللوم على حماس في تجدد القتال. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز: إن حماس "كان بإمكانها إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب".
وقال مسئول إسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة العملية الجارية، إن إسرائيل تستهدف جيش حماس وقادتها وبنيتها التحتية وتخطط لتوسيع نطاق العملية إلى ما هو أبعد من الهجمات الجوية. واتهم المسئول حماس بمحاولة إعادة بناء صفوفها والتخطيط لهجمات جديدة واستشهد بعودة عناصر حماس وقوات الأمن بسرعة إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "أبواب الجحيم ستُفتح في غزة" إذا لم يُفرج عن الرهائن. وأضاف: "لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع رهائننا إلى ديارهم ونحقق جميع أهداف الحرب".
وبحسب "أسوشيتيد برس" فإن العودة إلى الحرب ستسمح لنتنياهو بتجنب المقايضات الصعبة التي دعت إليها المرحلة الثانية من الاتفاق والسؤال الشائك حول من سيحكم غزة. كما أنها ستعزز ائتلافه، الذي يعتمد على نواب اليمين المتطرف الذين يريدون إخلاء غزة وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك. وكانت غزة تعاني بالفعل من أزمة إنسانية حادة اندلعت بسبب العدوان الإسرائيلي عليها والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني، وفقًا لمسئولي الصحة المحليين، ونزوح ما يُقدر بنحو 90% من سكان غزة.