لإنقاذهم من عذاب صامت.. نصائح لإدارة الألم المزمن عند الأطفال
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
يعد الألم المزمن إحدى المشاكل الأكثر شيوعا في طب الأطفال، ويعرّف بأنه أي ألم يلازم الشخص لفترة أكثر من 3 أشهر، سواء كان مستمرا أو على فترات متقطعة، وقد يستمر لسنوات.
ويعرّف الألم المزمن أيضا بأنه الألم الذي يمتد إلى ما بعد الفترة المتوقعة للشفاء، وتشير الأرقام إلى أن 15 إلى 39% من الأطفال يعانون من الألم المزمن، ومن الأشكال الأكثر شيوعا له آلام العضلات والعظام وآلام المعدة والصداع.
تقول رجاء عبد الجواد (35 سنة) إن ابنتها عانت من آلام الصداع المتكررة، وعندما ذهبت إلى طبيب متخصص في الأمراض الباطنية رجح إصابتها بقصور في الغدة الدرقية وطلب مجموعة من التحاليل.
وأضافت أن نتائج التحاليل جاءت جيدة، فأشار عليها البعض باستشارة طبيب متخصص في طب الأنف والأذن، ومع عدم وجود أي التهاب في الأذن الوسطى واستبعاد حساسية الجيوب الأنفية لم يتمكن الطبيب من العثور على سبب عضوي واضح للصداع.
وبمشاعر يملؤها الإحباط -تقول رجاء- إن الطبيب قال لها "مع استبعاد علامات الخطر وظهور الطفلة في حالة صحية جيدة يكون من الصعب تعريضه لأشعة مقطعية على المخ أو التصوير بالرنين المغناطيسي، ونصحني باستشارة طبيب نفسي".
أسباب الألم المزمنيختلف الإحساس بالألم من طفل إلى آخر، ويتحكم في ذلك التكامل الديناميكي بين العوامل البيولوجية والعوامل النفسية والمتغيرات الاجتماعية والثقافية، وكذلك الالتهاب وتجارب الألم السابقة وطفرات النمو والنظام الغذائي الغني بالدهون والسكريات والكربوهيدرات.
يضاف إلى ذلك أنه عندما يعاني الطفل من ألم مزمن تصبح الأعصاب المسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى الدماغ أكثر حساسية، وقد يخطئ الدماغ ويترجم الإشارات الأخرى على أنها ألم.
بدورها، تقول كريستين تشامبرز عالمة النفس والأستاذة بجامعة دالهاوسي لموقع "تودايز بارنت" إن للألم المزمن آثارا مدمرة على الأطفال وأسرهم ويتداخل مع جميع جوانب حياتهم.
وتوضح تشامبرز أن واحدا من كل 5 أطفال يعانون من الألم المزمن، وأن الأبحاث تظهر ارتفاع هذا المعدل بشكل متزايد كل عام.
وتستدل تشامبرز على ذلك بزيادة دخول الأطفال إلى المستشفيات بسبب الألم المزمن بمقدار 9 أضعاف بين عامي 2004 و2010، وتنصح بأهمية الوعي المبكر وطرق التعامل، لأن الألم المزمن عند الأطفال يزيد خطر استمراره في مرحلة البلوغ.
ويؤكد ذلك دراسة قامت بها جمعية الألم الأميركية عام 2013 من خلال تقييم 1045 من مرضى الألم المزمن الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 سنة.
وأفادت الدراسة بأن واحدا من كل 6 من مرضى الألم المزمن أبلغوا عن معاناتهم منذ مرحلة الطفولة وكانوا في الأغلب من الإناث بنسبة 68%.
يؤدي إلى الاكتئابكما يؤثر الألم المزمن على الحالة المزاجية للأطفال وتعطيل وظائفهم اليومية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق والاكتئاب 3 مرات مقارنة بالأطفال الذين لا يعانون منه، وهذا ما أشارت إليه مراجعة منهجية قام بها باحثون من جامعة كالغاري الكندية عام 2019.
وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة بين الألم المزمن في مرحلة الطفولة واضطرابات الصحة العقلية والاضطرابات السلوكية في مرحلة البلوغ.
وينصح الخبراء باتباع نهج متعدد الاختصاصات لمساعدة الطفل على إدارة الألم والتكيف معه وتعزيز الأداء الوظيفي من خلال:
العلاج البدني: ينبغي تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة الرياضية، لأن عدم الحركة تساعد على تفاقم الشعور بالألم، وينبغي تعويد الطفل على نظام غذائي صحي وحصوله على قسط كاف من النوم. العلاج النفسي: ويشمل التدريب على الاسترخاء والعلاجات التي تغير الأفكار والسلوكيات المتعلقة بالألم. العلاج الدوائي: يعتمد على تناول مسكنات الألم مثل الإسيتامينوفين والإيبوبروفين، وقد يوصي الطبيب بجرعات خفيفة من مضادات الاكتئاب. كيف يتعامل الآباء مع آلام الطفل المزمنة؟لا يقتصر تأثير الألم المزمن على الطفل وحده، بل يمتد ليشمل كافة أفراد الأسرة، ولا سيما الوالدين.
وفي دراسة قام بها باحثون من جامعة ألبرتا الكندية عام 2019 تناولت تجارب الآباء مع الألم المزمن لدى أطفالهم، وعبرت عن مدى التأثير السلبي لألم الطفل على كافة أفراد الأسرة بسبب العملية الشاقة في الحصول على تشخيص للألم أو الحصول على إستراتيجيات لإدارة الألم ومدى تأثر الحياة الأسرية بسبب تكبد تكاليف مالية إضافية والتغيب عن العمل وتدني جودة الحياة.
وينقل موقع "فسيولوجي توداي" عن راشيل كوكلي الطبيبة النفسية والأستاذة في جامعة هارفارد بعض النصائح التي تساعد الآباء على إدارة الألم المزمن عند الطفل، ومنها:
تجنب التركيز المبالغ فيه مع آلام الطفل: قد يعزز الآباء زيادة آلام الطفل من خلال التركيز المبالغ فيه وتكرار السؤال بخصوص الألم. المساعدة أكثر من اللازم تؤخر التعافي: يحاول الآباء مساعدة طفلهم بكل الطرق الممكنة عندما يعاني من الألم، لكن الأفضل له هو تحفيزه على بذل المزيد من الجهد من أجل تعزيز التكيف الإيجابي مع الألم على المدى الطويل. استشارة الطبيب النفسي: تقلل خطر إصابة الطفل بالقلق والاكتئاب، وكذلك تسليح الوالدين بالطرق الفعالة لتهدئة نفسيهما عندما يعاني الطفل من نوبات الألم المتكررة. عدم السماح بالغياب المتكرر عن المدرسة: يساعد الروتين اليومي المنتظم للطفل وممارسة الأنشطة المختلفة في تخفيف الألم، على العكس من فترات الراحة الطويلة التي يمكن أن تساهم في ظهور آلام جديدة، إضافة إلى التحديات النفسية مثل التشوش العقلي وتغير المزاج والانفصال عن بيئة الفصل الدراسي. تعزيز دعم المعارف والأصدقاء: لا ينبغي أن يخاف الطفل من التحدث عن تجاربه مع الألم والحديث عما يمر به، فقد يمنحه ذلك قدرا من الارتياح والحصول على الدعم من جانب الأصدقاء.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الألم المزمن الطفل على الطفل من فی مرحلة
إقرأ أيضاً:
احتفالًا بيوم الطفل.. فريق« شباب متطوعين مصر» يُنظمون احتفالية بمشاركة 200طفل بالإسكندرية
نظم فريق شباب متطوعين مصر بمحافظة الإسكندرية اليوم الأربعاء احتفالية كبرى بمناسبة يوم الطفل المصري، وذلك بمشاركة أكثر من 200 طفل من مرضى السرطان، والأيتام، وذوي الهمم، بالإضافة إلى عدد من السيدات المسنات يأتي هذا الحدث في إطار التعاون مع مجموعة من الجمعيات والمؤسسات النشطة في المجتمع المدني، منها جمعية خليك إيجابي، جمعية الثمرات الخيرية، جمعية تحسين الصحة، وجمعية أصحاب الإرادة. كما شهدت الفعالية مشاركة عدد من الشخصيات البارزة المهتمة بالشأن المجتمعي.
جاءت الاحتفالية برعاية مديرية التضامن الاجتماعي في الإسكندرية و حي المنتزه أول، كجزء من مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، التي تُعتبر إحدى المبادرات الرئاسية التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز قيم الإنسانية وتعزيز الدمج المجتمعي.
و تضمنت الاحتفالية مجموعة من الفقرات الفنية والاستعراضية المتنوعة، بالإضافة إلى عرض مسرح العرائس الذي أضفى طابعًا ممتعًا على الفعالية. لقد استمتع الأطفال المشاركون بمشاهدة هذا العرض، حيث نجح في رسم البهجة والابتسامة على وجوههم.
أكد رامي يسري، رئيس جمعية خليك إيجابي، على أهمية المبادرات الرئاسية في تعزيز قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم كمتطوعين موضحًا أن هذه المبادرات لها تأثير إيجابي كبير على الأطفال والمجتمع بشكل عام، حيث تعزز من المشاركة المجتمعية وتساعد في بناء علاقات بين الجمعيات المختلفة بهدف تحقيق أهداف إنسانية أعمق.
قالت منى عبد العزيز، رئيسة جمعية تحسين الصحة، إن الجمعية دائمًا ما ترحب باستضافة الفعاليات التي تهدف إلى خدمة المجتمع، خصوصًا الفعاليات التي تجمع بين الأطفال وكبار السن، وذلك نظرًا لما لها من تأثير اجتماعي ونفسي كبير مشيرًا إلى أهمية إدماج ذوي الهمم في مثل هذه الأنشطة، مؤكدة أن ذلك يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم ويساعد في تطوير قدراتهم.
و أوضحت إلهام متولي، منسقة مبادرة إحنا معاهم، أن تقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث يسهم بشكل فعال في تحسين حالاتهم الصحية والمعنوية فهذا الدعم لا يقتصر فقط على تقديم المساعدة العاطفية، بل يلعب دورًا جوهريًا في تعزيز قدرة المرضى على مواجهة التحديات المرتبطة بالمرض، مما يؤثر إيجابًا على جودة حياتهم عمومًا.