بوابة الوفد:
2025-02-21@12:33:52 GMT

حكاية أمة بين عمورية وغزة

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

«وامعتصماه».. صرخة مدوية باتت الأشهر فى التاريخ، ورمزاً للشهامة والمروءة وتلبية لنصرة الضعيف.. تلك الصرخة التى أطلقتها امرأة مسلمة تعرضت للسجن والظلم والتنكيل، وكانت سبباً فى هدم أسوار أعظم مدائن الروم، وبسببها تحركت جيوش المسلمين لفتح «عمورية».

والحكاية التى تتناقلها الأجيال بفخر حدثت بعد موت الخليفة المأمون وتولى الخليفة المعتصم أميرا للمؤمنين والذى يعد الابن الثالث للخليفة الرشيد، حيث استصرخته سيدة عربية مسلمة ببلاد الروم أسرت فى الحرب على بعد آلاف الأميال لرفع الأسر عنها، ولما بلغته تلك الاستغاثة قال لبيك، وأرسل رسالة إلى أمير عمورية قائلا له «من أمير المؤمنين إلى كلب الروم: أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندى»، ونظراً لتعنت الأمير الرومى خرج المعتصم بجيش لم يشهد المسلمين قوامه من قبل وفتح عمورية وأخرج المرأة من السجن وقال لها هل أخرجك المعتصم؟ قالت نعم».

الرواية التى يعتبرها البعض أسطورية ويحفظها ويرددها خطباء المساجد والعامة عن ظهر قلب تعبر عن قوة الدولة الإسلامية فى ذلك الزمان، ويتندر بها على ضعف المسلمين الآن.

ودارت الأيام، وكبرت الأمة واتسعت رقعتها وتكاثر عددها، والآلاف المؤلفة قاربت المليارين حول العالم يملكون المال والعدة والعتاد، أما حالهم فقد أشار إليه الرسول الكريم قبل 1445 عاما من الآن قائلا: «توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن». فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».

الحقيقة أن حديث الرسول الكريم يصف بدقة حالنا كمسلمين الآن حول العالم وما آلت إليه أمورنا ونحن غير متفقين على رأى ولا تحكمنا مصالح أو خطوط حمراء تجاه قضايانا ومصالحنا وأولوياتنا كعرب ومسلمين.. ما يحدث فى فلسطين الآن من مجازر ومذابح يجسد هذه الحقيقة المُرة، فالعرب والمسلمون باتوا ثلاثة أصناف، أولهم -ويتزعم هذا الفريق مصر- أصحاب موقف ثابت لا يتغير ولا يتبدل، لا لتصفية القضية ولا للتهجير ولا للنزوح والحل الأمثل فى إقامة الدولتين، وتتحكم هذه الفئة فى ضبط النفس لتجنب المنطقة انفجاراً لا تحمد عقباه.

الصنف الثانى أشقاء يتجاهلون ما يحدث فى غزة من عمليات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ويصفّون حسابات مع المقاومة، ويلقون عليها اللوم فى أنها فكرت فى إزاحة المعتدى الجاثم فوق أرضها وأنفاسها منذ 76 عاما.

والصنف الثالث يتعامل على مبدأ «جحا» فى أن المعارك ما دامت بعيدة عنه فلا تهمه ولا تخصه ولا تعنيه، لأنه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، المهم علاقته وشعبه وجيرانه مع اليهودى المحتل ويرون الوطن البديل حلا أمثل، والأكثر أهمية أن يكون بعيدا عن أراضيهم.

باختصار.. صرخة امرأة عمورية أشعلت الغضب فى قلب حاكم وحركت جيشاً حررها من سجنها وفتح بلاداً جديدة، والآن صرخات آلاف الأخوات المسلمات ودماء آلاف الشهداء من الرجال والشيوخ والأطفال تثير الغضب اللحظى وتستمر الحياة.

المرأة العمورية نقل صرختها سجين فارّ من السجن إلى المعتصم، وآلاف الإخوة الأشقاء يذبحون ويقتلون ويستشهدون فى غزة وتتطاير رقابهم وترتقى أرواحهم إلى السماء على شاشات التلفزيون يوميا ليراها العالم بأم عينيه دون أن يحرك ساكنا ويتعاملون مع المأساة على طريقة «فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إنّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ»، وزادت المأساة تعقيدا وتزايدت أعداد الشهداء خلال 28 يوما وسط نار جهنم لتكشف الحصيلة المأساوية عن 9500 شهيد تقريبا، بواقع شهيد كل 3 دقائق ولا عزاء للمسلمين والعرب وأصحاب النخوة والشهامة. 

[email protected]

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار وامعتصماه صرخة مدوية

إقرأ أيضاً:

افتتاح معرض "بصمات مقدسية" الرابع للفن التشكيلي برام الله.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتح وزير الثقافة الفلسطينى عماد حمدان، معرض “بصمات مقدسية الرابع ” للفن التشكيلي، الذي ينظم بإشراف الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر (paca)، وبالتعاون مع المعهد العالي للإبداع، وذلك في متحف محمود درويش بمدينة رام الله.

ويضم المعرض أعمالًا تشكيلية متنوعة، لعدد من الفنانين، تؤكد على دور الفن في توثيق القضايا الوطنية، خاصة فيما يتعلق بالقدس وغزة، بالإضافة إلى تجسيد الهوية الوطنية الفلسطينية، والصمود الفلسطيني في وجه التحديات.

وقال الوزير حمدان في كلمة له خلال الافتتاح، إن هذا المعرض ليس مجرد معرض فني، بل هو رحلة عبر الزمن والمكان، يعبر عن هوية شعبنا الفلسطيني، خاصة في القدس وغزة، من خلال لوحات فنية تجمع بين الإحساس العميق والمحتوى الإبداعي الذي يعكس معاناتنا وآمالنا.

وأضاف الوزير حمدان أن هذه الأعمال الفنية تحمل في طياتها الكثير من المعاني والرموز التي تركز على القدس وغزة، وما تمثلانه من صمود ونضال وحضارة، فمن خلال هذا المعرض، نستطيع أن نرى كيف يعبّر الفنانون عن محيطهم وتجاربهم الشخصية، وكيف يعكسون قضايا الوطن وأوجاعه وآماله، فالفن هو سلاحنا الثقافي الذي يحفظ هويتنا ويعبر عن معاناتنا وتطلعاتنا، ونحن اليوم نفخر بوجود مثل هذه المبادرات التي تساهم في تعزيز هذه الرسالة.

بدوره أشاد مدير الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر (paca) أسامة نزال بجهود وزارة الثقافة المستمرة لدعم الفنانين التشكيليين، ودعم إبداعهم، وبالأخص فناني القدس وغزة، مشدداً على ضرورة التعاون المتواصل بين المؤسسات الثقافية لإبراز هذه المواهب ودعمها وتنميتها.

ويشارك في المعرض 33 فنانًا من فئات عمرية مختلفة، تتراوح بين طلبة المدارس والجامعات، وفنانين محترفين، إذ تنوعت الأعمال الفنية بين رسومات بالرصاص والفحم، استطاع الفنانون من خلالها إيصال رسالة القدس، ومعاناة أهلها، بأسلوب فني بصري

مقالات مشابهة

  • باحث: السلطة الفلسطينية تسعى لإعادة الوحدة بين الضفة وغزة
  • تقرير يحذّر من ارتفاع في جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا
  • الرئاسة الفلسطينية تحذر من الحرب الشاملة على شمال الضفة وغزة
  • حكاية منطقة ماريا في الإسكندرية.. تحفة أثرية عمرها آلاف السنين
  • رام الله: الحرب على شمال الضفة وغزة لن تحقق الأمن والاستقرار
  • الرئاسة الفلسطينية: الحرب على الضفة وغزة ستؤدي لعواقب كارثية
  • الرئاسة الفلسطينية: ندين الحرب الإسرائيلية الشاملة على شمال الضفة وغزة
  • شيخ الأزهر يحذر من بث الفرقة بين المسلمين: "خطر على أبناء الأمة"
  • الرئاسة: الحرب الشاملة على الضفة وغزة لن تحقق الأمن والاستقرار لأحد
  • افتتاح معرض "بصمات مقدسية" الرابع للفن التشكيلي برام الله.. صور