بوابة الوفد:
2025-04-01@09:30:17 GMT

حكاية أمة بين عمورية وغزة

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

«وامعتصماه».. صرخة مدوية باتت الأشهر فى التاريخ، ورمزاً للشهامة والمروءة وتلبية لنصرة الضعيف.. تلك الصرخة التى أطلقتها امرأة مسلمة تعرضت للسجن والظلم والتنكيل، وكانت سبباً فى هدم أسوار أعظم مدائن الروم، وبسببها تحركت جيوش المسلمين لفتح «عمورية».

والحكاية التى تتناقلها الأجيال بفخر حدثت بعد موت الخليفة المأمون وتولى الخليفة المعتصم أميرا للمؤمنين والذى يعد الابن الثالث للخليفة الرشيد، حيث استصرخته سيدة عربية مسلمة ببلاد الروم أسرت فى الحرب على بعد آلاف الأميال لرفع الأسر عنها، ولما بلغته تلك الاستغاثة قال لبيك، وأرسل رسالة إلى أمير عمورية قائلا له «من أمير المؤمنين إلى كلب الروم: أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندى»، ونظراً لتعنت الأمير الرومى خرج المعتصم بجيش لم يشهد المسلمين قوامه من قبل وفتح عمورية وأخرج المرأة من السجن وقال لها هل أخرجك المعتصم؟ قالت نعم».

الرواية التى يعتبرها البعض أسطورية ويحفظها ويرددها خطباء المساجد والعامة عن ظهر قلب تعبر عن قوة الدولة الإسلامية فى ذلك الزمان، ويتندر بها على ضعف المسلمين الآن.

ودارت الأيام، وكبرت الأمة واتسعت رقعتها وتكاثر عددها، والآلاف المؤلفة قاربت المليارين حول العالم يملكون المال والعدة والعتاد، أما حالهم فقد أشار إليه الرسول الكريم قبل 1445 عاما من الآن قائلا: «توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن». فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».

الحقيقة أن حديث الرسول الكريم يصف بدقة حالنا كمسلمين الآن حول العالم وما آلت إليه أمورنا ونحن غير متفقين على رأى ولا تحكمنا مصالح أو خطوط حمراء تجاه قضايانا ومصالحنا وأولوياتنا كعرب ومسلمين.. ما يحدث فى فلسطين الآن من مجازر ومذابح يجسد هذه الحقيقة المُرة، فالعرب والمسلمون باتوا ثلاثة أصناف، أولهم -ويتزعم هذا الفريق مصر- أصحاب موقف ثابت لا يتغير ولا يتبدل، لا لتصفية القضية ولا للتهجير ولا للنزوح والحل الأمثل فى إقامة الدولتين، وتتحكم هذه الفئة فى ضبط النفس لتجنب المنطقة انفجاراً لا تحمد عقباه.

الصنف الثانى أشقاء يتجاهلون ما يحدث فى غزة من عمليات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ويصفّون حسابات مع المقاومة، ويلقون عليها اللوم فى أنها فكرت فى إزاحة المعتدى الجاثم فوق أرضها وأنفاسها منذ 76 عاما.

والصنف الثالث يتعامل على مبدأ «جحا» فى أن المعارك ما دامت بعيدة عنه فلا تهمه ولا تخصه ولا تعنيه، لأنه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، المهم علاقته وشعبه وجيرانه مع اليهودى المحتل ويرون الوطن البديل حلا أمثل، والأكثر أهمية أن يكون بعيدا عن أراضيهم.

باختصار.. صرخة امرأة عمورية أشعلت الغضب فى قلب حاكم وحركت جيشاً حررها من سجنها وفتح بلاداً جديدة، والآن صرخات آلاف الأخوات المسلمات ودماء آلاف الشهداء من الرجال والشيوخ والأطفال تثير الغضب اللحظى وتستمر الحياة.

المرأة العمورية نقل صرختها سجين فارّ من السجن إلى المعتصم، وآلاف الإخوة الأشقاء يذبحون ويقتلون ويستشهدون فى غزة وتتطاير رقابهم وترتقى أرواحهم إلى السماء على شاشات التلفزيون يوميا ليراها العالم بأم عينيه دون أن يحرك ساكنا ويتعاملون مع المأساة على طريقة «فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إنّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ»، وزادت المأساة تعقيدا وتزايدت أعداد الشهداء خلال 28 يوما وسط نار جهنم لتكشف الحصيلة المأساوية عن 9500 شهيد تقريبا، بواقع شهيد كل 3 دقائق ولا عزاء للمسلمين والعرب وأصحاب النخوة والشهامة. 

[email protected]

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار وامعتصماه صرخة مدوية

إقرأ أيضاً:

نحو 450 صائماً يستفيدون من مطبخ فريق حكاية شغف الخيري بحماة

حماة-سانا

استفاد نحو 450 شخصاً من وجبات الإفطار المجانية التي وزعها فريق حكاية شغف على الصائمين بمختلف أحياء مدينة حماة.

وأوضح قائد الفريق براء شبيب لمراسل سانا أن الفريق وزع في العشر الأخير من شهر رمضان المبارك ما يقارب 100 وجبة غذائية، كل وجبة كانت تطعم أربعة أو خمسة أشخاص، مبيناً أن الفريق مهتم بتقديم العمل الخيري، وتعزيزه بين فئة الشباب العاملين ضمنه.

ولفتت ماريا عبد الرحمن المساعدة الإدارية في الفريق إلى أن قسم التطوع في فريق حكاية شغف نشأ استجابة للزلزال منذ سنتين، وما زال مستمراً بالأعمال التطوعية الخيرية إيماناً بحكمة مفادها أن القافلة التي لا يوجد بها شيء لله سوف تغرق.

يذكر أن فريق حكاية شغف تأسس عام 2018 ويضم حالياً أكثر من 100 شاب وشابة.

مقالات مشابهة

  • عيد ماليزيا.. ذكر ومسامحة وبيوت مفتوحة وغزة لا تغيب
  • آلاف المسلمين يؤدون صلاة عيد الفطر في ساحات لشبونة
  • اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • صلاح الدين عووضه.. ميني حكاية: الرجل الذي فقد نفسه!!….
  • كاريكاتيرات عن عيد الفطر في اليمن وغزة
  • اتصال بين ماكرون ونتنياهو.. هذا ما نم بحثه في موضوع لبنان وغزة
  • نحو 450 صائماً يستفيدون من مطبخ فريق حكاية شغف الخيري بحماة
  • إبطال سحر رُمي في نهر عراقي.. حكاية أمهات السحورة وسباح أنقذ عائلة
  • زلزال ميانمار.. أكثر من 5 آلاف ضحية حتى الآن وسط نداء مساعدة نادر
  • 7 شهداء وإصابات إثر قصف الاحتلال على خان يونس وغزة