بوابة الوفد:
2024-10-02@02:23:46 GMT

خمسة أحجار ومقلاع!

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

برزت تسمية أطفال الحجارة خلال أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، بعد انتشار عدة صور لأطفال عزل فى المدن والقرى الفلسطينية، يحملون الحجارة مجتمعية فى مواجهة الآليات العسكرية والرصاص الكثيف الذى كان يرد به جنوب الاحتلال الإسرائيلى. وظل أطفال الحجارة سمة فى سمات المقاومة الفلسطينية تعاطفًا إعلاميًا عالميًا، حيث تقف القوات الإسرائيلية المدججة بالسلاح والدروع الواقية لتواجه مجموعات الصغار العزل من السلاح إلا من الحجارة لتبدأ مواجهة غير متكافئة بإطلاق الجنود الإسرائيليين النار الكثيفة على الأطفال من طلقات رصاص مطاطية ورصاص حى مما كان إلى فقئ عيون مئات الأطفال وقتل مئات الضحايا المدنيين الفلسطينية.

وقفت وطأة انتفاضة الحجارة عام 1991 وانتهت عند عقد اتفاقية أوسلو عام 1993.

رغم بساطة سلاح أطفال فلسطين الذى كان عبارة عن حجر ومقلاع فى مواجهة القنبلة والصاروخ الإسرائيلى، إلا أنه كان يهز الكيان الصهيونى. وكان الجنود الإسرائيليون عندما يمسكون بهؤلاء الأطفال يعذبونهم بوحشية، وقضى بعض الأطفال شهورًا فى أقفاص العراء خلال الشتاء القارس، وتعرض بعضهم لتهديدات جنسية، وحوكم بعضهم الآخر دون وجود من يدافع عنهم.

كل هذا التعذيب البشع كان بسبب إقبال أطفال فلسطين على استخدام الحجارة فى مواجهة الترسانة الوحشية للمحتل فكل هذا التهذيب بسبب حجر قد لا يصل لغايته، إن استخدام الطفل الفلسطينى للحجر هو ما يخيفهم، لا لقوته، بل لما يحمله لهم من رمز مقدس لا يجوز من وجهة نظرهم أن يكون بيد أعدائهم.

يذكر أن حربًا دارت بين الفلسطينيين واليهود، بدأت بتقدم «جليات» الفلسطينى للمبارزة كما كانت عادة الجيوش آنذاك، و«جليات» محارب عملاق الجثة يصل طوله لثلاثة أمتار، وبصفة العهد القديم، منقول: «إنه كان يمسك بدرع تزن سبعين كيلوجرامًا، وعلى رأسه خوزة من نحاس وجرموق نحاس فى رجليه، ومرزاق نحاس بين كتفيه، وسنان رمحه وزنها حوالى ثمانية كيلو جرامات». وصرخ جليات فى وجه الجيش اليهودى قائلًا: «اختاروا لأنفسكم رجلًا ولينزل إلى فإن قدر أن يحاربنى ويقتلنى نصير لكم عبيدًا، وإن قدرت أنا عليه وقتلته تصيرون أنتم عبيدًا وتخدموننا»، ففزع الجيش اليهودى، وما زاد من خوفه أن «جليات» ظل يكرر عليهم هذا التحدى أربعين يومًا وليلة، مما دفع ملك اليهود آنذاك «شاوول» للإعلان عن أن سيكافئ من يقتل «جليات» بتزويجه لابنته وتنصيبه ملكًا.

وتذكر القصة أنه لم يتقدم من بنى إسرائيل للمبارزة سوى غلام من رعاة الغنم، وكان من الطبيعى أن يقابل الملك «شاوول» عرضه بالرفض، إذ كيف لهذا الغلام أن يبارز «جليات» العملاق، كما أن الهزيمة ستحول الشعب اليهودى إلى عبيد، إلا أنه اضطر فى النهاية إلى الموافقة أمام إصرار الغلام الذى أكد أنه يملك المهارة الكافية لقتل العملاق، فقد سبق له أن قتل أسدًا ودبًا هاجما غنم والده، وبخاصة أن أحدًا لم يتقدم للمبارزة من الجنود.

واستعدادًا للمبارزة طلب منه الملك أن يلبس عدة الحرب، فاعتذر مكتفيًا بعصاه وخمسة أحجار ملساء ومقلاع.. وتقدم نحو الفلسطينى الذى ما أن رآه حتى نظر إليه وإلى سلاحه بسخرية واستخفاف، قائلًا له: «لعلى أنا كلب لتأتى إلى بهذا السلاح. تعالى إلى فأعطى لحمك لطيور السماء ووحوش البرية» وعلى الفور بادره الغلام برمية حجر من مقلاعه صوبها إلى جبهته فأسقطته أرضًا، ثم أسرع فتناول سيفه وقطع رأسه.. وعلى الفور لحق الجيش اليهودى بالجيش الفلسطينى الذى لاذ بالفرار وقضى على جموعة المتفرقة، محققًا النصر المؤزر، واستعبد الشعب الفلسطينى.

نعم.. يهتز الكيان الصهيونى كلما أمسك طفل فلسطينى مقلاعًا وحجرًا، فالمقلاع والحجر بالنسبة لهذا الكيان عقيدة وسلاح أقوى من أى سلاح كيميائى أو ذرى، فبهما فقط تمكن اليهود من القضاء على الجيش الفلسطينى المدجج بالسلاح. هذا كيان يخشى أشد ما يخشى أن يعيد التاريخ نفسه.. مع تغير الأدوار والأحوال، فالغلام اليهودى يصبح فلسطينيًا، والحجر الذى صوبه إلى جبهة «جليات» يوجه إلى جبهة الكيان الصهيونى، وما كان سببًا لانتصارهم بالأمس البعيد، يصبح اليوم سببًا لانتصار خصمهم الأزلى الشعب الفلسطينى.. وبدلًا من أن يحتل هذا الكيان فلسطينى، يستعبد الشعب اليهودى ويهزم.. لذا فقد هذا الكيان عقله، وصار يمارس الوحشية بأبشع صورها مع أطفال الحجارة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن

إقرأ أيضاً:

أمريكا تكذب ولا تتجمل!!

عكس الفيلم المصرى الشهير (أنا لا أكذب ولكنى أتجمل إنتاج ١٩٨١)، بطولة الراحل احمد زكى الذى كان يكذب على خطيبته ولكنه يحاول فى نفس الوقت تجميل واقعه لكسب رضاء المحيطين به، هكذا تفعل أمريكا فهى تكذب على العالم بإقناع إسرائيل بالسلام، وتتجمل فى ذات الوقت بدعمها بالمال والسلاح، بحجة حماية أمنها وحقها فى الدفاع عن نفسها!!
أحدث الأكاذيب الأمريكية ما أعلنه البنتاجون أمس الأول بأن أمريكا لم تشارك فى عملية (ضاحية بيروت )، ولم تعرف بها الا بعد اغتيال حسن نصر الله، فى الوقت الذى أكدت فيه وسائل اعلام اسرائيلية ان تل ابيب احاطت واشنطن بتوقيت الضربة وهدف العملية قبل تنفيذها، وهذا ايضا ما حاول نفيه وزير الدفاع الامريكى (لويد اوستن) الذى كان يتحدث مع نظيره الاسرائيلى (جالانت) بينما كانت العملية يجرى تنفيذها!!
امر آخر يكشف كذب الرئيس بايدن بأنه وجه وزارة الدفاع ذاتها عقب الضربة مباشرة بضرورة تعديل وضع القوات الأمريكية فى الشرق الاوسط وتعزيزها لضمان حماية الاهداف الأمريكية، واتخاذ السفارات التدابير الوقائية لحماية امنها، ورغم ذلك تخرج تصريحات وزير الدفاع الأمريكى مشددة على ضرورة تجنب الحرب وتظل الدبلوماسية هى أفضل طريقة لتحقيق السلام الاسرائيلى اللبنانى وعودة النازحين من الجانبين إلى ديارهم!!
مرة أخرى يظهر الكذب الامريكى الصريح، حين تأتى تصريحات وزير خارجية الاتحاد الأوربي(بوريل)، بأنه لاتوجد قوة قادرة على وقف مخطط نتنياهو فى غزة ولبنان بما فى ذلك أمريكا نفسها!!
وهنا تتجه الانظار إلى إيران التى تعرضت لثلاث عمليات ارهابية بيد إسرائيل فى أقل من ستة أشهر، من تدمير للسفارة الإيرانية فى دمشق أبريل الماضى، إلى اغتيال اسماعيل هنية رئيس حماس فى يوليو الماضى داخل حصن الحرس الثورى الإيرانى، وفى الجمعة الأخيرة من سبتمبر طالت يدها حسن نصرالله اقوى اذرع إيران العسكرية خارج أرضها ودكت معقل الحزب فى الضاحية الجنوبية بخمسة وثمانين قنبلة خارقة للتحصينات زنة كل منها طن من المتفجرات!!
والآن بعد انتشال جثة الأمين العام لحزب الله من تحت الانقاض، السؤال يطرح نفسه: ماذا عن الرد الإيراني؟ وما مستقبل الحزب بعض نصر الله؟
يرى البعض ان الحزب سوف يتأثر بالطبع بغياب رئيسه الذى كان يتمتع بحضور وكاريزمة مؤثرة، ولكنه سيواصل مسيرته بعقيدته الايدلوجية بعيدا عن الأشخاص، وأن كان هشام صفى الدين المرشح لخلافة نصر الله لايقل ولاء واخلاصا بل وشراسة فى المقاومة قد تفوق سلفه.
أما الرد الإيرانى فلايزال حتى اللحظة محل تقييم ومراجعة، لأن الإقدام عليه باندفاع سوف يحمل المنطقة خسائر فادحة، فى ظل رئيس إيرانى جديد كان يسعى للانفتاح على الجميع، ولاندرى هل سيظل على موقفه، أم أن للضرورة احكام بعد اغتيال رئيس حزب الله ومتى تكشف إيران عن حساباتها فى الرد؟
باختصار: سوف تبقى الحقيقة الواحدة، وسط سحب المؤامرات والمواقف العالمية المتناقضة، ان أمريكا تحمى بلطجة إسرائيل، وتتدعى كذبا انها تحفظ امنها، فهى تكذب ولا تتجمل فهل يفيق الضمير العالمى لوقف هذا الكذب؟!

مقالات مشابهة

  • وطنك لا يخذلك
  • أمريكا تكذب ولا تتجمل!!
  • الظلم ظُلمات
  • السوبر الإفريقى زمالكاوى
  • حزما بلدة الحجارة والأودية على جوار القدس تحولت إلى زنزانة!
  • لأول مرة منذ عقود.. تنفيذ 5 أحكام بالإعدام في أميركا خلال أسبوع
  • قام بمساومة وابتزاز المواطنين.. خمسة احكام بالحبس الشديد بحق ضابط في بغداد
  • عدوان برعاية أمريكية
  • لماذا استثمرت السعودية خمسة مليارات دولار في مصر؟
  • إصابة خمسة شبان واعتقال رابع باقتحام الاحتلال شمال طوباس