رئيس هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية يتفقد سير العمل بمستشفى الأحرار التعليمي
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قام الدكتور محمد مصطفى رئيس هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، و الدكتور هشام شوقي مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، بزيارة لمستشفي الأحرار التعليمي بالزقازيق، لمتابعة انتظام سير العمل، والخدمات الطبية المقدمة للمرضي والمواطنين بها، ومتابعة رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفى، تزامناً مع تداعيات الأحداث في قطاع غزة.
تفقد رئيس هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية ووكيل وزارة الصحة يرافقهما الأستاذ الدكتور سامح حسين مدير عام المستشفى، خلال الزيارة التي استغرقت أكثر من ٥ ساعات، الأقسام الطبية المختلفة بالمستشفى، وتم التأكد من تواجد القوى البشرية في أماكن تقديم الخدمة، ومن توافر الأمصال واللقاحات المختلفة، ومضاعفة كميات الأدوية والمستلزمات الطبية بالصيدليات، وتوافر الفصائل المختلفة من الدم ومشتقاته، وتم التأكد من عمل التوسعات اللازمة بقسم الإستقبال والطوارئ، وزيادة عدد أسرة رعاية الطوارئ، كما تم مناقشة بعض المقترحات التي تساهم في الاستغلال الأمثل لقسم الاستقبال والطوارئ، وزيادة القدرة الاستيعابية له، حيث يصل متوسط تردد الحالات علي القسم ١٥٠٠ مواطن، خلال أيام استقبال الحوادث بالمستشفى، وتم التوجيه بزيادة مواعيد العيادات المسائية بالمستشفى وفقاً لمؤشرات التردد، كما تم المرور على قسم الكلى الصناعي، والذي يسع لعدد ٣١ ماكينة ويخدم ١٠١ مريض كلى، وتم الاستماع إلى المرضى أثناء إجراء جلسات الغسيل الكلوي، ومعرفة مدى رضاهم عن الخدمة الطبية المقدمة لهم، وتوفير أي احتياجات طبية لهم، كما تم المرور على وحدة العناية المركزة للأمراض الباطنية والتي تسع لعدد ٨ أسرة، ومناقشة إجراء بعض التوسعات بها لزيادة القدرة الاستيعابية، كما تم تفقد عناية القلب والتي تسع لعدد ٨ أسرة.
كما تفقد رئيس الهيئة ووكيل وزارة الصحة قسم الكبد والجهاز الهضمي، ووحدات الرعاية التي تسع ١٤ سرير، والإفاقة التي تسع لعدد ٥ اسرة، ووحدة المناظير بالقسم، والتوجيه ببعض الملاحظات والمقترحات منها استبدال موقع وحدة الرعاية بالإفاقة والمناظير بما يتناسب مع معايير الجودة، كما تم تفقد أعمال التطوير الجارية بالأقسام الطبية منها قسم الجراحة بالدور الرابع، والمكون من ١١ غرفة بقوة ٣٣ سرير، وتفقد الأعمال المستجدة بالدور الثالث لتطوير العناية المتوسطة بالمستشفى.
وفي نهاية الزيارة تم عقد اجتماع، بمكتب مدير المستشفى لمناقشة خطة العمل خلال الفترة المقبلة بالمستشفى، وتم التأكيد على أهمية تعظيم جودة الخدمات الطبية وإجراء العمليات الجراحية ذات المستوي الثالث مثل جراحات القلب المفتوح، مع إجراء المناظير الجراحية للمرضى بكفاءة عالية، كما تم مناقشة خطة الصيانة الدورية للأجهزة الطبية وغير الطبية بالمستشفى، وإجراءات التعاقد مع شركات الصيانة، كما تم التأكيد على مراجعة التشخيص الطبي للحالات من قبل الاستشاري أو الأخصائي قبل إجراء الأشعات اللازمة لهم مثل المقطعية وغيرها، وتم مراجعة لست العمليات الجراحية الشهرية في التخصصات الطبية المختلفة بالمستشفى، ومناقشة المستحقات المالية لها من قرارات العلاج على نفقة الدولة وقرارات التأمين الصحي، وأي مديونيات لدي الشركات، وتم مناقشة مشروعات التطوير لرفع كفاءة الأقسام الطبية بالمستشفى ومراجعة كافة البنود بها من الأعمال الكهروميكانيكية ورفع كفاءة أعمال السباكة والكهرباء والنجارة والأرضيات والدهانات، ومناقشة الأعمال الإضافية والمستحدثة بها.
وأكد وكيل الوزارة علي أن مستشفى الأحرار هي صرح طبي كبير لمحافظة الشرقية، ويحظى باهتمام كبير من وزير الصحة والسكان، و رئيس هيئة المستشفيات التعليمية، حيث أنه ظهير لمستشفيات محافظة الشرقية بالكامل، بجانب مستشفي الزقازيق العام، والمستشفيات الجامعية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: محافظة الشرقية وزارة الصحة رئیس هیئة المستشفیات التی تسع کما تم
إقرأ أيضاً:
مجلة العربي الأفريقي (مارس 1979): عام كنت رئيس تحرير صحيفة لعدد واحد
(إلى روح الحبيب عبد الرحمن السلاوي، باسطة سلا، قبلني على علاتي وأحسن)
تمر بنا بشهر مارس هذا الذكرى الثلاثين لصدور مجلة "العربي الأفريقي" (مارس 1979) الشهرية التي لم يصدر منا سوى عدد بهي واحد وأغلقها نظام نميري بالضبة والمفتاح. وكان صاحب امتيازها هو الأستاذ عبد الرحمن السلاوي رجل الأعمال المعروف وقدت أنا هيئة تحريرها من وراء ستار.
جئت إلى رئاسة تحرير المجلة خلواً من خبرة مؤكدة في صالة التحرير. ولكنني التقطت بعض مفاهيم في التحرير انتهزت سانحة المجلة لتطبيقها. ومن تلك المفاهيم وجوب أن يكون للمجلة مركز معلومات. وبدأت بقص ما يرد في الصحف والمجلات في موضوعات بعينها لحفظها في فايلات ثم موالاتها بقص وإضافة ما يستجد في الأمر. وما زلت أعتقد أن غياب مثل هذا الأرشيف منقصة كبيرة في صحافتنا اليوم. فصحافيونا يهجمون على المسألة حارة من نارها لا يلطفها تاريخ لها أو منطق في ذلك التاريخ. ولذا كثيراً ما اتسمت تلك الكتابات ب "القطع الأخضر" المهوش. فيأتي الرأي فطيراً لا ينعدل به رأس البلد بحكمة النظر المحيط. ولا تستعين هذه الصحف حتى بأرشيف وكالة سونا الذي جمعت فيه مثل هذه الفايلات وأوعت. وبلغ بي اليأس من جفاء الصحف لإنشاء مراكز معلومات أن اقترحت على الحكومة أن تنشئ مركزاً تجري عليه من رسوم تفرضها على الصحف.
كان من بين أفكاري التحريرية الأخرى أن أسوى لغة المجلة. وأعني بذلك مسألتين. أن نتفق على طريق رسم كلمات خلافية حتى نكتبها بصورة موحدة في الجريدة. فكلمة مثل "مسئول" تعددت صور كتابتها. ولا يصح أن ترد في نفس المجلة برسوم مختلفة. هذه واحدة. أما الفكرة الأجرأ فكانت إعمال قلم التحرير فيما يرد من مقالات حتى نسوى الكتابة في المجلة على وتيرة واحدة تلتزم الديباجة العربية. وتذكرت تجربتي مع المجلة قبل أسابيع حين جمعتني بالدكتور عبد الله حمدنا الله مجلس امتحان لطالب دراسات عليا. فأحصى له عبد الله أخطاء في الأسلوب أخرجت البحث من مدار الديباجة العربية إلى سواها. وساقني هذا الحرص على هذه الديباجة لإخضاع مقالات لكتاب كبار لهذه السوية الأسلوبية. وخرجت من التجربة بأن أميز مثقفينا يحسنون التعبير عن أفكارهم باللغة الإنجليزية لأنهم تدربوا مدرسياً على ذلك. فإما العربية فهم يكتبون بها كفاحاً أو احتساباً.
ومن بين ذكريات تحرير العربي الأفريقي التي تمكنت مني هو نجاحنا في استدراج المرحوم إبراهيم حسن علام المراجع العام آنذاك للكتابة للمجلة بعد نزوله المعاش. فقد كنت قرأت له كلمة من أطرف ما عرفت أيامها مزج فيها بين اسمه (إبراهيم) وإطلاق "حاج إبراهيم" على (الكلب) عندنا. وراوح بين المعنيين خلال ملابسات في حياته ضحكت لها كثيراً. ولما فكرنا في كاتب لبابنا الأخير الخفيف "عن الزمان وأهله" اقترحت علاماً على السلاوي. وركبنا سيارته ساب وطفقنا ندور شوارع الامتداد الجديد بحثاً عنه. فوجدناه وأكرم وفادتنا وقبل بلطف أن يكتب لنا مرادنا. وكتب قطعة جميلة لعددنا الأول عنوانها "زواج عجوز فان". وربما كان العنوان من اختياري. وهي عن عوائد الزواج بين شعب الجوامعة الذي نشأ هو بينه في بلدة أم روابة. فحدثنا عن الزواج بالمنيحة أو المنحة وهي الإمهال في الدفع. وعرض لدور النسيبة المبغوض بينهم. ولذا سموا شوكة الحسكنيت السوداء الفتاكة ب "خشم النسيبة". وزواج العجوز من شابة من أبغض الحلال عندهم. فهم يأخذون الشاب "ساكت على حنجوره (الحنجرة)" بينما يلعنون الشائب ب "الملة الفوق صنقوره". وحكي عن حفر الآبار وحيل ذلك كما تحدث عن إحسان الجوامعة لقص الأثر أو القيافة.
لم يحتمل نظام نميري العربي الأفريقي فأهلكها. مع أننا لم ندخر وسعاً في "ترقيد شعرة جلده". فما كان خافياً علينا أنه نظام لا صبر له على التعبيرات المستقلة. واتخذ من ذريعة تحالف قوى الشعب العاملة سبباً ليطوي كل شيء تحت مظلته: الاتحاد الاشتراكي الفرد كما كان يقال بفخر مستبد. وفاتحت السلاوي، صاحب الامتياز، في ضرورة تأمين المجلة من القيل والقال وكيد النظام وشماتة المعارضين الذين لا يؤمنون أنه بوسع أحد أن يؤدي خدمة متجردة للوطن في شرط استبداد نميري. وهم سينتظرون إلى يوم الخلاص منه ليأذنوا بالصحافة. واقترحت عليه أن يجعل الغلاف كله لنميري. ولم يعجب السلاوي الاقتراح لأنه خشي ألسنة المعارضين الحداد. وراجعته فقبل على مضض. وما قبل حتى أبدع في اختياره صورة من أرشيف وزارة الثقافة والإعلام ظهر فيها نميري ينظر إلى مجسم للكرة الأرضية مركزاً على خارطة أفريقيا والشرق الأوسط. واقتطفنا عبارة له تقول: "لقد توحد السودان محققاً للأمة العربية صيغة جديدة لا تتعارض فيها أفريقيته مع عروبته". وظننا أنّا ألقينا للوحش الهائج قطعة من اللحم النيء كما يقول اهل الإنجليزية عن ملاطفة الشرير. ولم تسلم المجلة من بطش نميري. فأوقفها.
ولا نعرف حتى الآن بالتحديد سبب تعطيلها للأبد. ولم يتفضل النظام علينا بوجهة وسمعنا بدلاً عن ذلك تكهنات. فسمعنا أن الصورة السخية التي ظهرت بها المجلة: مادة غنية ألوانها مفروزة تسر الناظر، وسوست للنظام. فظن أن ليبيا، عدوه اللدود آنذاك، هي التي انفقت عليها. وقيل لنا أن المؤسسة الصحفية الرسمية هي التي كانت وراء هذه الوسوسة لأنها فشلت بصورة ذريعة في إخراج أي من مجلاتها بما يشبه العربي الأفريقي من قريب أو بعيد. ولكن وجدت من رد التوقيف إلى نشرنا للدكتور عبد لله النعيم كلمة بعنوان "عودة الدين في الغرابة: الدين غائب، الدين عائد، وهو عائد في غرابة". وهي كلمة خصصنا لها باباً عنوانه "رؤية إسلامية" ننشر فيه عقيدة الفرق الإسلامية السودانية في مناسبة بدء القرن الهجري الخامس عشر. وربما لم نوفق في البدء لرؤية الجمهوريين. فقد اتضح لي لاحقاً أن النصف الثاني من عقد السبعينات كان مسرحاً لصراع شديد بين الجمهوريين والعلماء الدينية. فقد تعقب العلماء الجمهوريين وأستاذهم محرضين المصلين عليهم في كل جامع وفوق كل منتدى لحمل الحكومة على تنفيذ حكم الردة في الأستاذ وفض تلاميذه عنه ومنعهم من الدعوة لفكرتهم. وأرادوا من ذلك تنفيذاً قرار محكمة الردة الأولى ضد الأستاذ محمود في 1968. وبدا لي من بحثي المتأخر أن جهلنا بخفايا صراع محمود والعلماء رمانا في نشر مقال ربما استفز العلماء المتنفذين لسد كل فرجة يتسرب منها فكر خصمهم الألد. ولم يمنع تحوطنا لكبر نفس نميري برسم صورته على الغلاف من التوقيف. فقد غابت عنا أشياء أخرى.
لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما رضيت من تجربة العربي الأفريقي بديلاً. كلها: باسطة سلا. رفقة عبد الرحمن وأخوته والمحررين والمصممين والمعينين كلهم. كنت رئيس تحرير لعدد واحد. ولكنه عدد ولا كل الأعداد.
ibrahima@missouri.edu