كُتاب ونقاد: الخيال مفتاح المستقبل والكتاب الخالد كتاب إنساني
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)خطوات نحو المستقبل، تفتحها الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، والذي تنظم فعالياته حالياً في إكسبو الشارقة، وخطوات أخرى تفتحها ندوات هذه التظاهرة الثقافية، ومن ضمنها ندوة حملت نفس العنوان «خطوة أخرى نحو المستقبل»، وشارك فيها روائيون ونقاد، أكدوا أن الكتاب الخالد كتاب لابد أن يحمل قيمة إنسانية.
وشارك في هذه الندوة كل من الروائية الكورية صن مي هوانغ، التي اشتهرت بروايتها «الدجاجة التي حلمت بالطيران»، والكاتبة الإماراتية ريم صالح القرق، وكذلك الناقد والأستاذ الجامعي الدكتور إبراهيم أبو طالب، وقدمتها لمياء توفيق.
كتب خالدة
الروائية صن مي هوانغ، مهدت لحديثها عن قراءات الطفولة، حيث عرفت الكثير من الكتب في مرحلة مبكرة، وكان الكتاب الوثائقي من أهم هذه الكتب، وظلت هذه القراءات عالقة في ذهنها حتى الآن، مبينة أن كتب الرحلات تساعدنا على إطلاق العنان للخيال والتفكير، لأن هذا النوع من الكتب يجعلنا نسافر إلى مكان غريب وبعيد عنا، مؤكدة أنه على الكتاب التركيز على التجارب الإنسانية لإرسال رسالة واضحة للطفل، وترى أن الأعمال الجيدة هي أعمال قيمة بغض النظر عن القراء أو اللغة أو المكان، والكتاب الخالد هو كتاب إنساني بالدرجة الأولى، مهما كان اختلاف المكان واللغة فالقضية الإنسانية هي الأهم، ما يستدعي الاقتراب من الشباب واليافعين وكتابة القصة من خلالهم، فكل إنسان كان طفلاً ذات يوم.
مواضيع راهنة
الكاتبة ريم صالح، لفتت إلى أهمية الكتب والمجلات في تنشئة الأطفال، وتأهيل خطواتهم نحو المستقبل، لأن تحفيز الأهل مهم في عالم الطفل، وهي تتذكر والديها وهما يقرآن لها الكتب، وأشارت إلى أن القيمة المضافة لأي كتاب هي أن يقرأه الكبار والصغار معاً ويستمتعان بذلك.
وقالت: «هناك أعمال خالدة لمؤلفين كبار يستمتع بها الصغار، ويبحرون في عالم الخيال معها، وهي كتب عميقة ورفيعة المستوى الأدبي»، موضحة أنه توجد العديد من المواضيع الراهنة قد تكون محوراً للكتابة للطفل، مثل الهوية الوطنية والبيئة، وتجسيد عناصر الطبيعة كالأسماك والنباتات، والشعف بهذه الأمور يعطي للنص لذةً وتميزاً، وقد جربت ذلك في بعض قصصها، حيث قرأت كثيراً عن بعض أنواع الأسماك وطباعها وأنواعها وحياتها، لتتخيلها في القصة الحكائية.
خيال وجمال
الناقد الدكتور إبراهيم أبو طالب بيّن أن الطفل ينجذب للخيال أكثر من أي شيء آخر، والكتاب الذي يوجه للطفل ولا يمتع الطفل ليس كتاباً ناجحاً، معدداً كتباً شهيرة يقرأها الكبار والصغار مثل «ألف ليلة وليلة»، وهي كلها كتب تنشئ لدى الطفل عوالم جميلة، شارحاً مقاييس الإبداع للطفل وتقنيات الكتابة، منها المقياس العلمي الذي يتجسد، فهو إدراك ومعرفة الإيقاعات السريعة التي تجذب الأطفال وتوظف الخيال العالي، ومنها أيضاً المقياس التعليمي، بمعنى أن لا يكون الكتاب موجهاً الأطفال.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
أدباء وباحثون: أدب الطفل يبني الهوية ويزرع القيم الإنسانية في الأجيال
أكد عدد من الكتّاب والباحثين في أدب الطفل أن القراءة وأدب الطفل يشكلان أدوات أساسية لبناء شخصية الطفل وتعزيز هويته الثقافية، مشيرين إلى أهمية غرس القيم العربية والإنسانية في سن مبكرة، وإلى دور الأدب في معالجة القضايا الاجتماعية بطريقة تناسب وعي الأطفال، وتشجعهم على التفكير النقدي والانفتاح على التنوع. وشددوا على أهمية تمثيل مختلف الخلفيات والثقافات في كتب الأطفال لتعزيز الشعور بالانتماء والاحترام المتبادل، مؤكدين أن الأدب يسهم في بناء مجتمعات أكثر تماسكاً، ويُعد وسيلة فعّالة لتجاوز الاختلافات الثقافية وتعزيز القيم المشتركة مثل الصداقة والتسامح.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية بعنوان "قصص توحدنا"، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، وتحدث فيها كل من: الكاتبة الإماراتية بدرية الشامسي، وروندا روماني، مؤلفة وصحفية أمريكية من أصل سوري، والكاتب المغربي الحسن بنمونة، والباحث والأكاديمي التونسي الدكتور نزار القمري، وأدارتها الإعلامية عائشة المازمي، من إذاعة بلس 95 في الشارقة.
خصوصيات ثقافية
بدرية الشامسي، تحدثت عن اختفاء الفروق بين الفئات العمرية في تلقي المعرفة، تماماً كذوبان الحدود الثقافية العالمية في ظل وفرة المعرفة وسرعتها، مؤكدة أهمية توعية الطفل في سن مبكرة لتكون عنده حصانة ثقافية ومعرفية، وتعزيز القيم العربية لأن شخصية الطفل تبنى خلال السنوات الخمس الأولى، مشيرة إلى أهمية الأدب في معالجة كل هذه القضايا الاجتماعية والثقافية، حيث يمكن لأدب الطفل أن يكون أداة قوية لمناقشة القضايا الهامة بطريقة مناسبة للأطفال، مما يشجعهم على التفكير النقدي وتطوير وعي اجتماعي، إضافة إلى تأثير القصص على الهوية والانتماء وتعزيز التراث المحلي أو من ثقافات أخرى.
زرع الأمل
بدورها، تحدثت روندا روماني عن كتاباتها وحضور الهوية وقضايا الحرب والسلام، ومحاولتها زرع الأمل من خلال هذه الكتابات في نفوس الأطفال، كما أشارت إلى أهمية تمثيل التنوع والشمولية في أدب الطفل، وضرورة وجود شخصيات وقصص متنوعة تمثل مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية والقدرات في كتب الأطفال، ما يساعدهم في الشعور بالانتماء والتقدير لذواتهم وللآخرين، مبينة أن أدب الطفل يلعب دوراً رئيساً في الوحدة والتنوع وبناء جيل أكثر انفتاحاً وتقبلاً للآخر. كما تحدثت عن تجربتها الشخصية مع القصص وكيف تؤثر الكتب في حياة الأطفال ونظرتهم للعالم، وكيف يمكن لهم أن يترجموا هذه التجارب في أعمالهم وحياتهم.
مشتركات إنسانية
أما الحسن بنمونة فأصَّل لمفهوم الاختلافات الثقافية، خاصة بين الشرق والغرب، مؤكداً ضرورة التركيز على المشتركات الإنسانية التي يقدم الأدب، حيث تتكرر الموضوعات المشتركة منذ فجر التاريخ، مثل الصداقة، والتعاون، والرحمة، والتسامح، والعدالة، ويعيد الكتّاب كتابتها بطرق مختلفة وجديدة، لذلك عليهم إعادة إنتاج هذه القيم التي تمثل البعد الإنساني للأدب والقوة الحقيقية للقصص بأساليب جديدة، وتمكين الأطفال من معرفة اللغة وتذوق الأدب، لافتاً إلى أن مهمة الكاتب ليست بناء المجتمع فقط، بقدرما هي صناعة الأدب وتكييف كل الموضوعات لجعلها متلائمة مع البيئة الثقافية وبناء مجتمعات أكثر تماسكاً ووحدة، إضافة إلى استكشاف قوة القصص في جمع الناس وتجاوز الاختلافات.
أدوار علمية
من ناحيته، قال الدكتور نزار القمري: "تلعب القراءة دورًا علميًا مهمًا لا يمكن تجاهله؛ فالقصة يمكن قراءتها في أي زمان ومكان، وتُسهم في تنمية اللغة وتوسيع الخيال. كما أن تأثير القراءة على الطفل كبير، فهي تحفزه على التفكير وتساعده على تكوين صور ذهنية تعزز قدراته الإدراكية". كما أشار إلى دور القصص في بناء الجسور الثقافية وتعريف الأطفال بثقافات وعادات وتقاليد مختلفة، مما يعزز التفاهم والاحترام المتبادل بينهم وبين أقرانهم من خلفيات متنوعة، وكسر الصور النمطية وتعزيز التعاطف مع الآخر.
وتندرج هذه الجلسة ضمن ندوات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، والذي يضم إضافة للجلسات مجموعة واسعة من الإصدارات الجديدة المخصصة للأطفال واليافعين إلى جانب برنامج حافل بالفعاليات التفاعلية والعروض والأنشطة التثقيفية والترفيهية التي تستمر على مدار 12 يوماً.