ريهام عياد تروي حكايات أعظم النساء في التاريخ
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أكدت صانعة المحتوى ومقدمة برنامج «القصة وما فيها»، ريهام عياد، أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، صاحبة دور ريادي كبير، أخذت على عاتقها همّ نهضة المرأة الإماراتية، واستطاعت رعاية 14 منظمة نسائية ودولية، فضلاً عن أنها حصدت جوائز كبيرة أبرزها وسام «سعفة النخيل» الفرنسي برتبة فارس، كما سميت سفيرة فوق العادة لمنظمة الفاو عام 2010، واختيرت عام 2014 كشخصية العام للمرأة القيادية في العالم العربي.
جاء ذلك خلال جلسة رئيسة بعنوان «أعظم نساء في التاريخ»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ42، وحددت فيها ريهام عياد، قائمة بأعظم السيدات على مرّ التاريخ، واللاتي وصلن إلى تلك المكانة إما بسبب قيمتهن الدينية، أو إنجازاتهن على المستوى القيادي أو العلمي.
نساء خالدات
وبدأت ريهام حديثها عن أعظم النساء بالسيدة مريم بنت عمران، قائلة: «السيدة مريم العذراء من أشرف النساء واصطفاها الله على نساء العالمين، لأنها أنجبت سيدنا عيسى بمعجزة إلهية وكانت منزّهة، ولا توجد سورة في القرآن الكريم سميت باسم امرأة سوى سورة مريم، وهذا إن دلّ يدل على أن الله كرّمها وأعطاها مكانة خاصة».
وانتقلت «ريهام» للحديث عن أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد، أول زوجة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن السيدة خديجة هي أول من آمنت بالرسول وصدّقته ووقفت بجانبه بكل ما أوتيت من قوة.
وأضافت: «في بداية دعوة الرسول الكريم، كان يعود إليها متأذياً، لكنها كانت تدعمه وتعينه على الإكمال في رسالته، لذلك ظل يحبها بشدة حتى وفاتها».
وعادت ريهام بالزمن إلى عصر الدولة الحديثة الفرعونية في مصر، موضحة أن الملكة حتشبسوت تعد ضمن الأعظم في التاريخ، باعتبارها من أقوى الحكام الذين جلسوا على عرش مصر.
وذكرت أن حتشبسوت هي ابنة الملك تحتمس الأول، وجلست رسمياً على عرش مصر بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني، واستطاعت بقوتها وعظمتها أن تثبت للناس أنها على قدر المسؤولية، حيث أحدثت رخاءً اقتصادياً وسياسياً طوال 22 عاماً، فضلاً عن أنها نجحت في بناء جيش قوي حافظ على استقرار مصر.
وأوضحت ريهام، أن حتشبسوت لم تخض أي حرب، بل نظمت رحلات استكشافية وبعثات تجارية لتطوف بلاد الشرق بهدف نقل الحضارة، وبالتالي أحدثت انفتاحاً حضارياً، فضلاً عن قيامها ببناء علاقات صداقة سياسية مع دول الجوار في سابقة تاريخية منذ نحو 3500 سنة.
شجر الدر واصلت ريهام حديثها عن ملكات مصر بـ«السلطانة شجر الدر»، التي تحولت من خادمة إلى سلطانة، حيث مرض زوجها الملك الصالح أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر، وتوفي في مدينة المنصورة، لكنها بقوة شخصية رفضت إخبار أحد حتى لا تضعف الروح المعنوية للجنود، وأرسلت جثته إلى جزيرة الروضة في القاهرة وادّعت أنه مريض، ثم استدعت ابنه توران شاه ليتولى قيادة الجيش، حتى نجح بمعاونة المماليك في تحقيق النصر.
وذكرت أنه عقب ذلك وصلت إلى سدة الحكم في مصر بعدما تخلص المماليك من توران شاه ابن زوجها، لكنها قُتلت بطريقة وحشية على يد«أم علي» الزوجة الثانية للسلطان أيبك انتقاماً منها بعد قتله، وإلقائها من فوق سور القلعة.
ماري وجميلةوأكدت ريهام عياد، أن العالمة ماري كوري تعد ضمن أعظم نساء التاريخ، إذ تحولت من خادمة لأول امرأة تحصل على جائزة نوبل مرتين في التاريخ.
وشملت القائمة- بحسب ريهام- المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، لاسيما وأنها ساهمت بصورة كبيرة في ثورة الجزائر وكانت أحد رموزها، إذ انضمت لجبهة التحرير، وهي بعمر 19 عاماً، وظلت تناهض الاستعمار حتى أصيبت برصاصة بعد 3 سنوات وقُبض عليها وواجهت أبشع أنواع التعذيب، لكنها أعطت درساً للتاريخ في القوة والصمود والإيمان بالقضية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فی التاریخ
إقرأ أيضاً:
حماة تروي أخيرا مأساتها بعد 43 عاما على المجزرة
كان حيان حديد في الثامنة عشرة من عمره حين دهم بيته عسكريون في شباط/فبراير 1982 واقتادوه بلباس النوم إلى موقع إعدام في مقبرة بمدينة حماة التي شهدت مجزرة في ظلّ حكم حافظ الأسد.
ويقول حيان لوكالة الصحافة الفرنسية "لم أروِ ذلك في حياتي من قبل، كل شيء ظل سرا، فقط عائلتي كانت تعرف". لافتا إلى أنه مع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد صار الكلام ممكنا.
فمع سقوط نظام الأسد صار بإمكان السوريين الحديث جهرا عما كان محرما فيما مضى، ومن تلك المحرمات الكلام عن مجازر حماة، بعد 43 عاما على حصولها.
وفي ظل صمت إعلامي مطبق، نفّذت أجهزة الأمن بقيادة رفعت الأسد، شقيق حافظ، قصفا على مدينة حماة عام 1982 بلا هوادة، وحاربت تنظيم "الطليعة المقاتلة" المنبثق من الإخوان المسلمين وأجهزت على من صادفته من مدنيين من رجال ونساء وأطفال.
وامتدت المذبحة على 27 يوما، ولم تُعرف قط حصيلتها بشكل رسمي. أما التقديرات فتراوح بين 10 آلاف قتيل و40 ألفا، أو أكثر، فقدوا حياتهم في ذاك الشهر من عام 1982.
يقول حيان إنه لم يكن على أي علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، لكن اسم عائلته كان كافيا لجلب الويلات عليه.
فأحد أقارب العائلة هو مروان حديد، صاحب الشهرة الواسعة في تاريخ الجماعات الإسلامية المسلحة، والذي كان قياديا في "الطليعة المقاتلة"، قبل أن يقضي في السجن عام 1976.
إعلان مذهول من النجاةفي فبراير/شباط 1982، وبعد 13 يوما من القتال الضاري، وصلت قوات الأسد إلى الحي الذي يسكن فيه مروان حديد. واعتقلوا فيه قرابة 200 رجل واقتادوهم إلى المدرسة الصناعية، بحسب ما يروي حيان.
مع حلول الليل، استُدعي نحو 40 رجلا منهم، وأيديهم موثوقة بأسلاك هاتف، ونُقلوا في شاحنة.
ويقول حيان "حين وصلنا، أخبرت جاري أنها مقبرة، فأجابني: هذا يعني أنهم سيعدموننا". وبالفعل، أطلق صفّان من الجنود النار على المعتقلين، وشعر حيان حديد بملامسة الرصاص لشعره، لكنه لم يُصب.
ويضيف "سقطت على الأرض، ولم أتحرك، لا أعرف كيف. لم تكن تلك حيلة واعية مني لأنجو من الموت".
بعد ذلك، أطلق الجنود رصاصة على كل شخص للتثبت من وفاته، لكن الجندي الذي اقترب منه لتلك الغاية لم يطلق عليه الرصاصة.
ويقول "كنت أرتدي حينها ملابس نوم حمراء اللون، وربما قال في نفسه إنني ميت". بعد أكثر من أربعة عقود، لا يزال حيان حديد مذهولا من نجاته.
ويروي "لم أستوعب أنني نجوت إلا بعد ساعة. كنت أسمع صوت نباح كلاب وإطلاق نار، ومطر".
فقام ومشى إلى بلدة سريحين المجاورة في ضواحي المدينة، ثم عاد إلى حماة مع ساعات الفجر، وتسلل إلى بيت عمه الذي كان يؤوي 7 عائلات.
حيان يروي نجاته من مجزرة حماة لأول مرة منذ 4 عقود (الفرنسية) شاحنات من القتلىفي ذلك العام، كانت كاميليا بطرس مسؤولة مكتب القبول في المستشفى الوطني في حماة، وعملت مع موظفيها على مدى 20 يوما على تسجيل أسماء الضحايا المنقولين للمستشفى.
وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية "كانت الجثث تصل بالشاحنات، وتلقيها القلابات على باب المشرحة، بدون توقف، بشكل يتجاوز قدرتنا على العمل".
بين الضحايا الذين نقلوا الى المستشفى، من لم يعثر معهم على بطاقة هوية، وآخرون مجهولون لا يعرف عنهم سوى اسم الحي الذي نُقلوا منه. ودفن كثيرون في مقابر جماعية، كما تقول.
إعلانوتضيف "كنّا نتلقى على مدار ساعة اتصالات من القيادة لمعرفة أعداد القتلى الدقيقة، وبحسب الأرقام التي عملت عليها، بلغ عدد المدنيين القتلى 32 ألفا، إضافة إلى الآلاف من الجنود والإخوان المسلمين".
وأبلغت السلطات بهذه الأرقام، قبل أن تُسحَب منها البيانات.
وتروي كاميليا أنها شاهدت من مكتبها "إعدامات على الجدران". ولم توفر هذه الإعدامات العائلات المسيحية من بينهم والد صهرها. وتشدد "لم يُستثنَ أحد من القتل في حماة".
كاميليا أحصت أعداد الضحايا وشاهدت إعدامات ميدانية (الفرنسية) إعدام أمام العائلةويروي بسام السرّاج (79 عاما) كيف أُعدم شقيقه مع مجموعة من أبناء الحي على مرأى من زوجته وأطفاله حين سيطرت "سرايا الدفاع"، الميليشيات التابعة لرفعت الأسد، على الحي القاطن فيه.
ويؤكد بسام أن شقيقه هذا لم يكن من الإخوان المسلمين. ويقول "بعد ساعتين أو ثلاث، استدعوني لأستلم جثته". ومنعت قوات الأمن العائلة من تنظيم مراسم الدفن.
صورة أرشيفية لعدد من القتلى في مجزرة حماة 1982 (الجزيرة) سجن قاصركان محمد أمين قطان في السادسة عشر من عمره فقط عندما حمل السلاح ضمن "الطليعة المقاتلة"، لمحاربة حكم حافظ الأسد.
وخلال مجزرة حماة، أوقف وكان ما زال قاصرا، ما أبعد عنه عقوبة الإعدام. لكنه أمضى 12 عاما في سجن تدمر سيء السمعة وسط سوريا، ليطلق سراحه عام 1993، ويصبح صيدلانيا ويدرس التاريخ.
ويقول إن تنظيم "الطليعة المقاتلة" كان في مواجهة مفتوحة مع السلطة على مدى سنوات.
ويضيف "حاول النظام استنساخ النموذج السوفياتي، ما أثار حفيظة رجال الدين المسلمين".
حين بدأت الأحداث في حماة، أُعلن النفير العام في المساجد، ليصل التعميم إلى "كلّ عناصر التنظيم"، وفق قوله.
ويروي أن السلطات حينها قالت إنها اكتشفت وجود مركز رئيسي للإخوان وخطة منسقة للعمل العسكري بين شخصيات من الطليعة بين حلب وحماة.
وكان حي الباروديّة مركز القتال الشرس الذي استمرّ خمسة أيام، "ثم بدأت ذخيرتنا تنفد، وبدأ قادتنا يسقطون في المواقع الأماميّة".
إزاء ذلك، بدأت القوات الحكومية السورية تتقدم في اليوم الثالث أو الرابع، "وتصرفت كمن تلقى أمرا بقتل كل من يصادفه"، لافتا إلى أن "الشوارع كانت مكتظة بجثث المدنيين، ومن بينهم أطفال ونساء وكبار".
إعلانويلخص قطان ما جرى في حماة عام 1982 "كانت جريمة مخططة لتأديب كامل الشعب السوري. ضرب النظام حماة بقوة، وأدّب بها سائر المدن".