شهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل أزمات على مدى العقود الماضية

عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في البيت التركي (تورك أفهي) في نيويورك في الـ 20 من سبتمبر/ أيلول الماضي، قال نتنياهو: "إن تشابه ربطتي عنقنا دليل على تحسن علاقاتنا الثنائية". وظهر الاثنان بشكل ودي أمام الكاميرات في جو من الدعابة.

وقال نتنياهو لأردوغان: "تعجبني ربطة عنقك". وأجاب أردوغان: "القميص وربطة العنق كلاهما متشابهان". وتنطوي هذه النكات على حقيقة أن الكلمة الإنجليزية "tie" تعني "ربطة العنق" و في الوقت نفسه كلمة "علاقة".

مختارات ردود فعل منددة بعد رفض أردوغان وصف حماس بالإرهاب "زيارة تاريخية"- أردوغان وهرتسوغ يؤكدان رغبتهما في التعاون "فتح صفحة جديدة".. ما أسرار التقارب بين إسرائيل وتركيا؟ ما سر سعي تركيا للتقارب مع منافسيها في الشرق الأوسط؟

هذه الصورة التي ظهرت قبل بضعة أسابيع واعتبرت نقطة تحول في العلاقة التركية الإسرائيلية تبدو اليوم وكأنها من الماضي. إذ في الأيام الأخيرة، استبدل أردوغان النكات أمام الكاميرات بتصريحات مختلفة بشكل كلي قائلا إن "حماس حركة تحرر وليست منظمة إرهابية". ووصف "إسرائيل بأنها دولة محتلة" وذهب الرئيس التركي أبعد من ذلك، بقوله: "سنقول للعالم أجمع إن إسرائيل مجرمة حرب"، جاء كلام أردوغان هذا أمام تجمع مؤيد للفلسطينيين في إسطنبول الأسبوع الماضي.

يذكر أن حركة حماس هي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وبعد مزاعم أردوغان واتهاماته هذه، استدعت إسرائيل دبلوماسييها من تركيا، بهدف "إعادة تقييم" العلاقة، حسبما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين. وبحسب الأوساط الدبلوماسية في أنقرة، من المتوقع أن يتم قريباً إعلان السفير التركي في تل أبيب "شخصاً غير مرغوب فيه". ولم تعلق إسرائيل حتى الآن على هذا الأمر.

في هذا السياق يوضح غابرييل هاريتوس، محلل شؤون الشرق الأوسط في المؤسسةُ اليونانية للسياسةِ الأوروبيةِ والخارجية (ELIAMEP)، والباحث أيضاً في معهد بن غوريون في إسرائيل، في مقابلة مع DW قائلاً إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يعلق حالياً على الحرب فقط، وإن "استدعاء الدبلوماسيين يتحدث عن نفسه بنفسه".

استبدل أردوغان النكات والابتسامة مع نتنياهو أمام الكاميرات بتصريحات مختلفة بشكل كلي ضد إسرائيل

"دور الوسيط لم يكن واقعياً على الإطلاق"

المجتمع الإسرائيلي لديه غضب واضح ضد تركيا، كما يوضح، هاريتوس. واليوم، يُنظر إلى تركيا هنا على أنها حليف لمنظمة إرهابية تمثل "نسخة جديدة من تنظيم الدولة الإسلامية" ويتابع هاريتوس أن "أردوغان لم يكن محبوبا هنا على أي حال. والآن أصبح أكثر من ذلك".

خلال الأيام الأولى للأزمة قدمت  تركيا  نفسها كوسيط، لكن دون جدوى. بعد ذلك، وقفت أنقرة بشكل واضح إلى جانب حماس. ويؤكد السفير الفخري، صافاك غوك ترك، الذي عمل لسنوات في قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية التركية، أنه كان واضحا منذ البداية أن تركيا لا يمكنها سوى لعب دور محدود في إيجاد حل.

ويرجع ذلك جزئياً إلى الروابط الأيديولوجية بين حزب العدالة والتنمية الحاكم و حماس. لكنه يرى أن موقف الحكومة التركية يجب أن يُفهم في المقام الأول من خلال سياستها الداخلية: "فربما رأت أنه يتعين عليها إرضاء قاعدتها" التي غالبيتها من الناخبين المسلمين المحافظين.

بعد العديد من الأزمات والخلافات خلال السنوات الماضية، بدأت آخر محاولة للتقارب بين هذين البلدين في عام 2021 عندما أعلن البلدان إعادة تبادل السفراء، خلالل زيارة الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إلى تركيا.

عن هذا يضيف هاريتوس بالقول إن "قرار أردوغان كان فتح صفحة جديدة مع إسرائيل، بالإضافة إلى الأمل في إمكانية إيجاد مصالح مشتركة في قطاع الطاقة". ورغم عدم وجود تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي، أعلن أردوغان في نيويورك بعد لقائه مع نتنياهو أنه سيتم إجراء عمليات حفر مشتركة شرق البحر الأبيض المتوسط وأن وزيري الطاقة في البلدين سيجتمعان في نوفمبر/ تشرين الثاني من أجل بحث المشاريع المشتركة بين البلدين. ولكن بات من الصعب الآن توقع عقد مثل هذا الاجتماع.

آخر محاولة للتقارب بين تركيا وإسرائيل كانت في عام 2021.

الاقتصاد في  مأمن من الأزمة؟

رغم من الأزمات السياسية العديدة في الماضي، فإن العلاقات الاقتصادية الثنائية بين إسرائيلوتركيا لم تتأثر، بل إنها تحسنت حتى في أوقات الأزمات. وزاد حجم التجارة ستة أضعاف خلال 20 عاماً الماضية من حكم حزب العدالة والتنمية بين عامي 2002 و2022 - من 1,41 مليار إلى 8,91 مليار دولار أمريكي. وتعتبر إسرائيل من بين أهم شركاء تركيا التجاريين. كما زار عدد قياسي بلغ حوالي 700 ألف سائح إسرائيلي تركيا في عام 2022.

ويقول السفير السابق والمدير الحالي لمركز أبحاث التجارة في مؤسسة أبحاث السياسة الاقتصادية التركية (TEPAV)، بوزكورت أران، إنه لا يزال من المتوقع أن تتجاوز العلاقات الاقتصادية الجيدة الأزمة السياسية الحالية. ويشرح توقعاته بالقول إن البلدين يحتاجان إلى بعضهما البعض: "رجال الأعمال من كلا البلدين يعرفون بعضهم البعض منذ فترة طويلة ويثقون ببعضهم". من جانبه أيضاً، لا يتوقع هاريتوس تدهور العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل، ويقول "على العكس من ذلك: نهاية الرومانسية السياسية يشير إلى بداية زواج تجاري بين البلدين".

تجمع الآلاف في ميناء اسطنبول رافعين الأعلام التركية والفلسطينية لاستقبال سفينة مرمرة لدى عودتها من قبالة شواطئ غزة عام 2010

تذبذب العلاقات

في عام 1949، كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بدولة إسرائيل. وكان مؤسس إسرائيل، ديفيد بن غوريون، يحمل الجنسية العثمانية أيضا ويتحدث اللغة التركية، حيث درس القانون في إسطنبول. وقبل وقت قصير من وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، كانت التجارة والسياحة مزدهرة في كلا الاتجاهين وكان التعاون الدفاعي في ازدياد. على سبيل المثال، تدرب الطيارون الإسرائيليون في المجال الجوي التركي وقام الفنيون الإسرائيليون بتحديث الطائرات الحربية التركية.

ولكن العلاقات بين البلدين  تضررت بشدة عندما اعتقلت البحرية الإسرائيلية، في الـ 31 من مايو /آيار عام  2010، السفينة التركية "مافي مرمرة"، التي كانت تحمل مساعدات إلى قطاع غزة. وقُتل تسعة نشطاء أتراك على متن السفينة. وعلى إثر ذلك سحبت تركيا سفيرها من إسرائيل. واعتذر  نتنياهو  لأردوغان عام 2013 وعرض على أنقرة 20 مليون دولار كتعويض. ووقعت أزمات أخرى منذ ذلك الحين، بما في ذلك عندما اعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل.

"على تركيا استعادة الثقة"

وفي تقدير آران، فإن موقف تركيا الحالي تجاه إسرائيل سيكون له تأثير أكبر على المدى الطويل. وأوضح الدبلوماسي السابق: "تصريحات أردوغان بشأن حماس سيكون لها بالطبع تأثير. ليس فقط على العلاقات مع إسرائيل، ولكن أيضاً على العلاقات مع الغرب. إذ لا يمكن غض الطرف عن ذلك". وهذا الموقف يضر بصورة تركيا السياسية على مستوى العالم. ويتعين على الحكومة الآن إستعادة الثقة في السياسة الخارجية: "الثقة بضاعة ثمينة. من السهل خسارتها ولكن من الصعب استعادتها".

ويؤكد هاريتوس أن مستقبل العلاقات الثنائية لن يصبح واضحاً إلا بعد الحرب: "إن الأجندة الوحيدة للسياسة الإسرائيلية هي الفوز في هذه الحرب وتدمير حماس. فقط بعد الحرب سوف تتذكر إسرائيل أي الحكومات كانت صديقة لها وأيها لم تكن كذلك".

 بوراك أنفيرين / إ.م

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: العلاقات الإسرائيلية التركية تصريحات أردوغان بشأن إسرائيل حزب العدالة والتنمية التركي التعاون الدفاعي العلاقات الإسرائيلية التركية تصريحات أردوغان بشأن إسرائيل حزب العدالة والتنمية التركي التعاون الدفاعي فی عام

إقرأ أيضاً:

ترامب أم هاريس.. ماذا تريد تركيا؟

لا تشهد الأوساط السياسية في تركيا، سواء على ضفة الحكومة أو المعارضة أي حماسة بشأن النتائج التي ستكون عليها الانتخابات الأميركية، وتنعكس هذه الحالة أيضا على وسائل الإعلام والصحف التي تتركز تغطيتها على نقل أخبار الاستحقاق بتفاصيله العامة، دون الغوص بأي تفاصيل.

ومع ذلك، وفقا لخبراء ومراقبين فإن "اللاحماسة" قد تكون في العلن شيئا وفي الكواليس شيئا آخرا، ويرتبط هذا الاعتقاد بما شهدته العلاقة التركية-الأميركية خلال فترة تولي جو بايدن الحكم وسلفه دونالد ترامب، وما ستكون عليه في حال وصل الأخير للبيت الأبيض أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

ويوضح الباحث السياسي التركي، هشام جوناي أن "غياب الاهتمام من جانب الأوساط التركية سببه أن نتائج الانتخابات الأميركية ستكون معروفة على صعيد علاقة أنقرة بواشنطن"، ومن منطلق أن سياسة الولايات المتحدة لن تتغير كثيرا حيال القضايا المتعلقة بالعلاقات مع تركيا.

ويقول جوناي لموقع "الحرة": "القضايا المرفوعة ضد تركيا في الولايات المتحدة ما زالت قائمة حتى الآن، وهي بيد القضاء وليس الساسة". وتشمل قضية رجل الأعمال التركي-الإيراني رضا ضراب، وخلق بنك وقضية رئيس بلدية نيويورك، إريك آدامز التي رفعت مؤخرا.

ويضيف الباحث: "لذا.. هذه القضايا ستستمر بغض النظر من سيكون الرئيس".

علاوة على ذلك، يعتقد جوناي أن الوضع في سوريا وصل لنهج لن يتغير كثيرا في حال تغير الرئيس الأميركي، مشيرا كمثال إلى أن "دعم الولايات المتحدة للأكراد لم يبدأ في عهد بايدن أو ترامب وكان سابقا في عهد أوباما وستواصل واشنطن هذه المسار.. وسيبقى الخلاف متواصلا بين أنقرة وواشنطن، سواء وصل ترامب للبيت الأبيض أو هاريس".

"حياد"

في غضون ذلك يرى الباحث السياسي التركي، عمر أوزكيزيلجيك أن الموقف التركي الرسمي بشأن الانتخابات الأميركية والنتائج التي ستكون عليها "هو موقف الحياد".

ويوضح أوزكيزيلجيك لموقع "الحرة" أن تركيا ستواصل تعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة، في وقت تُعد العلاقات التركية-الأميركية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأنقرة.

ومع ذلك، من المحتمل أن يكون لدى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في داخله تفضيل، يصب على الأرجح لصالح ترامب لأنه كانت بينهما علاقة جيدة.

وفي حين أن الرئيس التركي يقدّر الدبلوماسية المباشرة بين القادة لا يعتقد الباحث أن الحسابات التركية ستتغير بشكل كبير إذا لم يُنتخب ترامب.

"النهج التركي تجاه الولايات المتحدة يقوم على أساس قوي، وإذا تم انتخاب هاريس، سيواصل الرئيس التركي وتركيا العمل مع الولايات المتحدة ويستمرون في توسيع آفاق التعاون"، وفقا لأوزكيزيلجيك.

ويردف: "لقد رأينا أن العلاقات التركية-الأميركية في عهد بايدن بدأت بشكل سيئ، وأظهر بايدن برودا تجاه تركيا في البداية، ولكن لاحقا حصلت العلاقات التركية-الأميركية على زخم جديد. لذا، سواء تم انتخاب هاريس أو ترامب، أتوقع أن تتحسن العلاقات التركية-الأميركية".

"بين بايدن وترامب"

وتركيا والولايات المتحدة حلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

لكن العلاقات بينهما تشوبها منذ سنوات، بغض النظر عن تغيّر الإدارة الأميركية، سلسلة ملفات عالقة. وطالما أسفرت النقاشات المتعلقة بهذه الملفات أو الطرق المسدودة أمام حلّها عن حالة من عدم الاستقرار على صعيد العلاقة.

من بين الملفات العالقة قضية دعم الولايات المتحدة الأميركية لـ"قوات سوريا الديمقراطية"(قسد) في شمال شرق سوريا، والتي تعتبرها أنقرة على ارتباط بحزب "العمال الكردستاني"، المصنف على قوائم الإرهاب.

إضافة إلى قضية صفقة منظومة "إس 400" بين تركيا وروسيا وارتداداتها على صفقة طائرات "إف-35" وقضايا أخرى تتعلق بحقوق الإنسان وبفتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء انقلاب 2016، وكان قد توفي قبل أسابيع في ولاية بنسلفانيا.

ومنذ توليه في 2020 لم يقم بايدن بأي زيارة إلى تركيا ولم يستضيف نظيره التركي في البيت الأبيض، رغم أن الأخير كان في الولايات المتحدة لبرامج أخرى، خلال السنوات الماضية.

في المقابل كان السلوك الخاص بعلاقة بايدن-إردوغان مختلفا عن سلفه دونالد ترامب، إذ التقى الأخير الرئيس التركي تسع مرات خلال رئاسته، وكان أحد هذه اللقاءات خلال زيارة إردوغان لواشنطن.

ويعتقد الباحث في الشأن التركي، محمود علوش أنه توجد 4 حجج تدعم اعتقاد بأن إردوغان يفضل وصول ترامب للبيت الأبيض على هاريس.

تذهب الحجة الأولى باتجاه أنه خلال رئاسة ترامب شهدت العلاقات بين أنقرة وواشنطن زخما إيجابيا، رغم الأزمات التي اعترضتها آنذاك وبينها أزمة القس، أندرو برونسون.

ومن ناحية ثانية يقول علوش لموقع "الحرة" إن "ترامب كان أكثر تقديرا لقيمة الشراكة مع تركيا واستقبل نظيره إردوغان في البيت الأبيض" على خلاف السلوك الذي اتبعه بايدن.

وترتبط الحجة الثالثة بأن العلاقات بين تركيا والديمقراطيين في الولايات المتحدة الأميركية كانت دائما ما تميل للتوتر أكثر من الاستقرار.

كما يضيف علوش أن "نهج ترامب كان أقل عدوانية تجاه روسيا مقارنة من الديمقراطيين بالنسبة لتركيا والعلاقات التي تشترك فيها مع موسكو".

كيف مرت العلاقة بين فترتي رئاسة؟

وبعد اعتقال رجل الدين الأميركي، أندرو برونسون في تركيا، كان ترامب اتخذ خطوات خلال ولايته استهدفت الاقتصاد التركي بشكل مباشر، مما أدى إلى انخفاض حاد في الليرة التركية.

وفي آخر أيامه في البيت الأبيض كان ترامب أيضا قد اتخذ إجراء تمثل بفرض عقوبات على تركيا، بموجب قانون "كاتسا".

لكن في المقابل توصل الرئيسان بعد لقاءات واتصالات (إردوغان وترامب) إلى بعض تفاهمات جزئية خاصة بسوريا وحدود تركيا الجنوبية معها، فيما بقيت القضية المتعلقة بـ"إس 400" و"إف 35" عالقة دون أي حلول.

في المقابل، ورغم أن بايدن وصف إردوغان قبل انتخابه في 2020 بأنه "مستبد" ووعد بدعم أحزاب المعارضة في تركيا هدأت التوترات التي أحدثها موقفه الأول بالتدريج، دون أن تنتهي تماما.

وجاءت حالة الهدوء إلى حد ما بعد أن أعطت أنقرة الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفي أعقاب موافقة واشنطن في يناير الماضي على بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى تركيا.

ويؤكد الباحث علوش أن "التصور السائد أن إردوغان يفضل ترامب لا يعني أن وصول الأخير للبيت الأبيض ستكون نتيجته إيجابية لتركيا".

وتواجه العلاقات الأميركية التركية مشكلة رئيسة في عملية إدارة الأزمات وهذه العملية تحتاج إدارة أميركية ماهرة وتفضيل الدبلوماسية على كل شيء، بحسب الباحث.

ويشرح أنه "على المستوى الاستراتيجي فإن هاريس أفضل من ترامب لتركيا"، في مفارقة كبيرة ترتكز على فكرة أن تمر العلاقات عبر المؤسسات وليس من خلال ما يراه الرئيس مناسبا.

ويتابع علوش: "البعد الشخصي بين ترامب وإردوغان رغم أنه خدم الرئيس التركي إلا أن خطوات ترامب لا يمكن التنبؤ بها"، وهو ما سبق وأن شهدناه بأزمة القس برونسون وتداعياتها الكبيرة على الاقتصاد.

من جهته يشير الباحث التركي جوناي إلى أن "الخلاف القائم بين أنقرة وواشنطن لم ينته بعهد ترامب وبايدن ولم يحل كاملا".

ولا يظن الباحث بأن الرئيس الجديد الذي سيسكن البيت الأبيض "سيأتي بنتيجة بشأن حل القضايا العالقة، بينها دعم واشنطن لليونان وقضية الأرمن".

ولم يصدر أي تعليق من جانب الأحزاب المقربة من الحكومة التركية والمعارضة بشأن الشخص الذي يفضلون فوزه في الانتخابات الأميركية حتى الآن.

وتنعكس تلك الحالة أيضا على طبيعة تعاطي وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث بشتى توجهاتها.

ويضيف جوناي: "تركيا تتوقع أن تستمر العلاقات بشكلها الحالي".

ويتابع: "هناك ترحيب أكثر بقليل لرئاسة ترامب من هاريس.. ولكن لا أظن بأن هناك الكثير من الحماسة لرؤية نتائج الانتخابات لأنها لن تغير شيئا من سياسة الولايات المتحدة حيال تركيا".

مقالات مشابهة

  • أردوغان وترامب يبحثان تعزيز التعاون بين تركيا والولايات المتحدة
  • كيف ينعكس فوز ترامب على العلاقات الأمريكية-التركية؟
  • بعد زيارة اليوم.. تاريخ العلاقات المصرية الإستونية
  • أردوغان يأمل في أن تصبح العلاقات التركية - الأمريكية أقوى خلال عهد ترامب
  • عاجل ـ أردوغان وأمير قطر يهنئان دونالد ترمب على فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • تركيا تعفي قيرغيزستان من 62.3 مليون دولار ديون!
  • ترامب أم هاريس.. ماذا تريد تركيا؟
  • أردوغان يدعو لمزيد من الضغط الدولي على إسرائيل
  • أردوغان يهنئ الرئيس تبون
  • هل تنجح تركيا هذه المرة في إنهاء المسألة الكردية؟