سياقٌ متجدد للعلاقة بين المجتمع والدولة
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
شهد عام 2023 تحولات نوعية على مستوى العقد الاجتماعي والعقد السياسي للدولة والمجتمع في عُمان؛ فعلى مستوى العقد الاجتماعي صدرت خلال الأشهر الماضية عدة قوانين محورية في تنظيم العلاقة بين المجتمع والدولة، وأهمها خمسة؛ قانون الحماية الاجتماعية، وقانون العمل، وقانون التعليم المدرسي، وقانون التعليم العالي، ومن قبلها في عام 2022 قانون حماية البيانات الشخصية.
ثلاث نقاط بارزة كشفتها لنا انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة، يقابلها ثلاث استحقاقات جديدة أمام جهاز الدولة التنفيذي ومجلس عُمان، الأولى: أن حالة المشاركة العامة عادت إلى وهجها المرجو نسبيًا - بغض النظر عن محركاتها - وهذا يدل عليه نسبة المشاركة العامة التي تجاوزت 65%؛ هذه النسبة جيدة نسبيًا - في ظل قراءة نسب المشاركة في الفترتين السابقتين لمجلس الشورى والمجالس البلدية - وهي الأعلى خلال 10 سنوات. ويقابل هذه المشاركة حماستها في انتخابِ مجلس جديد شكلت نسبة الأعضاء الجدد فيه ما يفوق 64% من المنتخبين. هذه الحالة يقابلها استحقاق مهم أمام الدولة والمجتمع بالحفاظ على هذا النسق المتصاعد من المشاركة والتفاعل، وأولها أن نتجاوز حالة «الموسمية» في مناقشة الحالة العامة لمجلس عُمان. الدور المطلوب هنا أن يتفاعل المجلسين مع المجتمع بصورة أكبر، ويمكن التفكير في إعادة البث المباشر لبعض جلسات المجلس، وخصوصًا تلك التي تناقش الموضوعات الأكثر تلامسًا مع الحياة العامة للمجتمع، وتفعيل دور المتحدث الرسمي للمجلس، ووضع إيجازات مباشرة (يومية) أو (دورية) لأعمال المجلس باستخدام أحدث نظم صياغة المحتوى التفاعلي، عوضًا عن تكثيف العلاقة مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية؛ والتي تحوي تراثًا كبير من التحليلات والدراسات والأبحاث التي يمكن أن توجه مسار مبادرات ومناقشات المجلسين (الدولة والشورى)، وتختصر أمامهما وقتًا من الوقت المستغرق في إجراء وتأطير الدراسات والبحوث. على الجانب الآخر ومع صدور القوانين الموجهة للعقد الاجتماعي والتي ذكرناها أعلاه، تحمل هذه الفترة على المجلسين استحقاقًا مباشرًا في التأكد من شروع تلك القوانين، وقياس فاعليتها، وكفاءة تنفيذها وعتباتها، والتحقق من الشروع فيما يستلزم من إجراءات استصدار اللوائح والتنظيمات الخاصة بها. وجعل المجتمع في صورة كل ذلك خلال المرحلة المقبلة.
الالتقاطة الثانية وهي أن محرك التصويت الأساس في هذه الانتخابات هي فئة الشباب وتحديدًا من هم دون الـ 40 سنة، ورغم كل الحالة الجدلية التي دارت في السنوات الماضية حول القلق عن انسحاب الشباب من المشاركة الانتخابية والمشاركة العامة، إلا أن المؤشرات العملية الانتخابية جاءت على غير ذلك، وهذا يفرض على المجلسين مناقشة أكبر لقضايا هذه الفئة بنهج جديد ومبتكر، ولا شك أن أولى تلك القضايا هي قضايا الباحثين عن العمل. إن أحد المقاربات التي يمكن من خلالها إعادة النظر في هذه القضية هو الانتقال من التفكير القطاعي فيها إلى التفكير الجغرافي، ومن دور الدولة المركزي إلى دور المحليات، فمع التمكين الذي حظيت به المحافظات (اقتصاديًا واستثماريًا) أصبحت اليوم مأمولا منها أن تخلق الاستثمارات والمشروعات المولدة لفرص العمل، والتي تنشط أدوار القطاع الخاص وتحفزه لاستقطاب أشكال مختلفة من الخريجين والباحثين عن الشغل، ومن هنا فإن أحد أهم معايير تمكين التنمية المحلية هو استقطاب المشروعات ذات الأثر الاجتماعي الأعلى ومن ضمن ذلك الأثر قدرتها على مد المجتمع المحلي، وجذبها لكافة السواعد للعمل فيها سواء من داخل المحافظة أو خارجها. عوضًا عن قضايا توسيع فرص التعليم العالي، وزيادة البعثات الخارجية، وتعزيز الحماية والتمويل الموجه للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتمكين البعد الإقليمي من خلق الحركة السياحية التي تستثمر في مشروعات ومبادرات الشباب، ودراسة التحديات التي تواجه الشباب في تكوين الحياة العامة مثل الزواج والتحصل على فرص العمل، والاستقرار الوظيفي، والحد من دوران العمل.
أما الالتقاطة الثالثة، فهي في عدم قدرة المرشحات من النساء على التحصل على مقعد في فترة المجلس العاشرة، وعلى الجانب الآخر حمل التشكيل الجديد لمجلس الدولة تسمية 18 امرأة عضوة في المجلس. في الواقع فإن هذه المسألة لا زالت تناقش «موسميًا»، وحتى على المستوى البحثي، هناك بحوث معدودة ومحدودة جدًا ناقشت هذه المسألة، وأغلبها يأخذ نطاق عينات صغيرة. في المنطلق لابد من دراسة محركات ترشح وترشيح المرأة بشكل أعمق من نطاق الحديث الدائر حاليًا. وفي المقتضى حسب تقديري فإن الدفع بعدد أكبر من المترشحات خطوة أولى مهمة، فحتى من الناحية الإحصائية النظرية لا يتكافأ بأي شكل عدد المرشحين إلى المرشحات، هذا دور موسع على مؤسسات الإعلام والمجتمع المدني، ودور أكبر على الطريقة التي تقدم بها المرأة المترشحة نفسها للمجتمع، عوضًا عن أدوار ثانوية لطبيعة الحملات الانتخابية وإداراتها ومستويات وصولها إلى الفئات الكلية للمجتمع. يبقى القول أننا أمام مرحلة جديدة للبناء في عُمان، يتضح من ملامحها الأولى أن هناك تحولًا في منظومة المجالس المنتخبة، وإرادة سياسية أكبر في تمكين فعلها الوطني، وهو ما يستلزم التفاعل المتبادل بين هذه المجالس والمجتمع في كل المراحل والأوقات.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية في سلطنة عمان
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المشارکة العامة على مستوى عوض ا عن
إقرأ أيضاً:
تحرير 144 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
قامت اجهزة وزارة الداخلية تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء بتحرير(144) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال24 ساعة.
اقرأ أيضاً: رصاصة غادرة تُنهي حياة عارضة الأزياء الجميلة
فى ضوء صدور قرار مجلس الوزراء بشأن إتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ خطة الدولة لترشيد إستهلاك الكهرباء.
تم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والعرض على النيابة العامة.
جدير بالذكر أن أجهزة الأمن تشن يوميًا حملات مكبرة لضبط مروجي المخدرات والأسلحة النارية ويأتي ذلك فى إطار مواصلة الحملات الأمنية المُكثفة لمواجهة أعمال البلطجة، وضبط الخارجين عن القانون، وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء، وإحكام السيطرة الأمنية، وتكثيف الجهود لمكافحة جرائم الفساد بصوره وأشكاله، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني والحفاظ على المال العام.
في ظل تطبيق قرار تخفيف الأحمال الذي اتخذته الحكومة، يسعى الكثير من المواطنين لمعرفة مواعيد غلق وفتح المحلات العامة والتجارية والورش والمطاعم، وسوف نوضحها في السطور الآتية.
مواعيد غلق المحلات والمقاهي والورش:
ألزمت الدولة المحال والكافيهات والمحال العامة والتجارية، بمواعيد محددة للغلق، فى ظل تخفيف أحمال الكهرباء، وفي حالة المخالفة يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين للقرارات.
تغلق المحال التجارية من محال وورش ومقاهي وكافيهات ومولات ومطاعم الساعة 11 مساءً، على أن يتم العمل الساعة 7 صباحًا.
المحلات المستثناة من المواعيد الرسمية للغلق:
الصيدليات.
محلات البقالة.
السوبر ماركت.
محالات بيع الفواكه والخضراوات التي بها أنشطة ليلية.
المخابز والأفران.
محلات الدواجن.
أسواق الجملة.
مواعيد الورش الفنية:
تبدأ الورش الفنية العمل من الساعة 8 صباحًا حتى 7 مساءً داخل الكتل السكنية، باستثناء الورش ومحطات الوقود على الطرق الرئيسية والسريعة
مواعيد غلق المولات:
تعمل المولات والمحلات التجارية حتى الساعة 12 منتصف الليل صيفًا، حتى في أيام الإجازات والأعياد الرسمية، التي تتضمن الخميس والجمعة.
أما بالنسبة لمطاعم وكافيهات المولات التجارية المُختلفة فيتم افتتاحها الساعة 5 صباحًا، وإغلاقها الساعة 1 صباحًا.
وتكثف أجهزة وزارة الداخلية حملاتها الأمنية من أجل ضبط أنواع المُخالفات والمُخالفين كافة من أجل الوصول لمُجتمعٍ أكثر أمنًا.
وفي سياقٍ مُتصل، قضت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمُجمع محاكم القاهرة الجديدة، بمُعاقبة مُتهم بالحبس لمدة سنة و6 أشهر لإدانته بإجراز مخدر الهيروين بقصد التعاطي في غير الأحوال المُصرح بها قانوناً.
كما أحرز بغير ترخيص سلاحاً نارياً غير مُششخن.
وتضمن حكم المحكمة مُعاقبة المُتهم وليد.ط بالحبس مع الشغل لمدة سنة واحدة وتغريمه مبلغ 10 آلاف جنيه عما أسند إليه بالتهمة الأولى، ومُعاقبته بالحبس لمدة 6 أشهر وتغريمه مبلغ ألف جنيه عما أسند إليه في التهمة الثانية.
وألزمت المحكمة المُدان بالمصاريف الجنائية ومصادرة الجوهر المخدر والسلاح الناري المضبوطين.
اتهامات النيابة العامة
واتهمت النيابة العامة المُتهم وليد.ط بأنه في يوم 18 ديسمبر 2023 بدائرة قسم البساتين أحرز بقصد الإتجار جوهراً مُخدراً "الهيروين" في غير الأحوال المُصرح بها قانوناً .
كما أحرز بغير ترخيص سلاحاً نارياً غير مششخن "فرد خرطوش" على النحو المبين بالتحقيقات.
وثبت من تقرير المعمل الكيماوي بمصلحة الطب الشرعي أن الأكياس المضبوطة مع المتهم وعددها 13 بداخلهم مسحوق بيج اللون ثبت أنه يحتوي على الهيروين المخدر المدرج بالجدول الأول من جداول قانون المخدرات.
كما ثبت من تقرير المعمل الجنائي أن السلاح الناري الخرطوش يدوي التعمير والتفريغ بماسورة واحدة غير مششخنة عيار 12 مم وهو كامل وسليم وصالح الاستعمال.
وقالت المحكمة في حيثيات حُكمها إنه بالنظر عن قصد المتهم من إحراز المادة المخدرة المضبوطة فإنه لما كان من المُقرر أن لمحكمة الموضوع أن تجزيء أقوال الشاهد فتأخذ منها ما تطمئن إليه وتطرح ما عدا ذلك.
ولما كانت المحكمة قد اطمأنت إلى أقوال ضابط الواقعة في خصوص إحراز المتهم للمادة المخدرة المضبوطة إلا أنها لا تأخذ بأقواله بشأن قصد الإتجار وتلتفت عما وردج بأقواله بشأن إقرار المتهم له بذلك.
وترى المحكمة من استعراضها لأوراق الدعوى ومن صغر حجم الكمية وعدم ضبط ثمة أدوات أو مظاهر دالة على إتجار المتهم في هذه المادة.
ومن ثم فإنها لا تُساير النيابة العامة فيما ذهبت إليه في التهمة الأولى المسندة للمتهم وتنتهي ترتيباً على ما سلف أن إحراز المتهم للمخدر المضبوط محل التهمة الأولى كان بقصد التعاطي مستبعدة قصد الإتجار لافتقار الأوراق إلى دليل تطمئن معه المحكمة لقيامه في حق المتهم.