انتقد أكاديميون وسياسيون عرب نتائج الاجتماع الوزاري العربي ـ الأمريكي الذي جرى اليوم في العاصمة الأردنية عمان، والذي فشل في التوصل إلى قرار بوقف العدوان المستمر على غزة منذ قرابة شهر، وأكدوا أن الهدف لا يقتصر على تصفية القضية الفلسطينية بل له ما بعده.

وقال الأكاديمي ورجل الأعمال السعودي تركي فيصل الرشيد: "إن العدو الإسرائيلي ومن خلفه الغرب بأكمله يريد تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهلها لأنه لا يكفيه ما استولى عليه من مساحتها قرابة 80 في المئة ويريد الـ 20% الباقية".



وأشار الرشيد في تدوينة نشرها اليوم على منصة "إكس"، إلى أن إسرائيل والغرب لن يقفوا عند حدود فلسطين، وقال: "كثير من الدول العربية تظن أنها في مأمن من يد هذا العدوان وأن هذه الهجمة الغاشمة بعيدة عنها وهذا والله غريب، فالمخططات معلنة ويتداولونها إعلامياً، وما كانوا يتكلمون عنه قبل عقود ونظنه محالاً وخيالات في أذهانهم يتحقق منذ فترة أمام أعيينا، والدور ينتظر الكثيرين إلا من استبقهم وأعد العدة لذلك".

وأضاف: "قبل سنوات قليلة وعلى أعيننا كانت العراق وسوريا والسودان واليمن وليبيا بلاد آمنة يعيش أهلها في سلام، وخلال نحو عقدين فقط 20 عاما أو أقل أصبحنا نتأسف عليها ونبكي لما نراه من مآسي تحدث لأهلها وتسلط عليها كل ناعق وتدخل كل من له مصلحة لدعم تابعيه حتى تمزقت تلك البلدان، في ظل تشتت الموقف العربي وعدم وجود موقف موحد يعيد الأمور لنصابها ويضع حداً لتلك المخططات بل شاركت في بعضها دول شقيقة آثرت مصلحتها الفردية على مصلحة الامة".

قبل سنوات قليلة وعلى أعيننا كانت العراق وسوريا والسودان واليمن وليبيا بلاد آمنة يعيش أهلها في سلام، وخلال نحو عقدين فقط 20 عاما أو أقل أصبحنا نتأسف عليها ونبكي لما نراه من مآسي تحدث لأهلها وتسلط عليها كل ناعق وتدخل كل من له مصلحة لدعم تابعيه حتى تمزقت تلك البلدان، في ظل تشتت… pic.twitter.com/ofZc6ybJg6

— د. تركي الفيصل الرشيد (@TurkiFRasheed) November 4, 2023

من جهته قال وزير الخارجية التونسي الأسبق الدكتور رفيق عبد السلام في تغريدة له على منصة "إكس": " كما كان متوقعا من تآمر النظام الرسمي العربي ضد فلسطين وغزة. فقد نقلت الآن صحيفة الغارديان البريطانية أن هناك توافقا أمريكيا عربيا على ضرورة انهاء الجمود السياسي في غزة بوضع حد لسيطرة حماس على القطاع واستئناف حل الدولتين، وهذا يعني الموافقة على استمرار العدوان الى غاية القضاء على المقاومة، علما وأن الدولة الفلسطينية الموعودة لم يعد لها وجود على الأرض أصلا بعدما نخرها الاستيطان وسياسات التهويد المنهجي".

وأضاف: "إنه نظام رسمي عربي مفلس فعلا، ولا يمتلك مقومات الحياة والاستمرار، وعلى الشعوب العربية أخذ مصيرها بيدها بدل تسليم أمرها لهؤلاء السفهاء"، وفق تعبيره.

كما كان متوقعا من تآمر النظام الرسمي العربي ضد فلسطين وغزة. فقد نقلت الآن صحيفة الجارديان البريطانية أن هناك توافقا أمريكيا عربيا على ضرورة انهاء الجمود السياسي في غزة بوضع حد لسيطرة حماس على القطاع واستئناف حل الدولتين، وهذا يعني الموافقة على استمرار العدوان الى غاية القضاء على… pic.twitter.com/92svGrxwpZ

— Dr Rafik Abdessalem. د. رفيق عبد السلام (@RafikAbdessalem) November 4, 2023

أما الناشط والكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة، فقد رأى أن بلينكن مثل كيانه الأصل وعمل لصالح في الاجتماع الوزاري الذي انتهى إلى لا شيء.

وقال الزعاترة في تدوينة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "يعمل بلينكن وزير خارجية لكيانه الأم، وليس لأمريكا، ومن يتوقعون منه غير ذلك، يشترون الوهم".

وأضاف: "تغيير موقفه، وسيده المتصهين، يكون بمواقف قوية وموحدة وليس بجلسات استماع وإقناع.لقاؤه مع ٦ وزراء عرب، انتهى، كما هو متوقع، إلى لا شيء.. حرب الإبادة مستمرة"، وفق تعبيره.

يعمل بلينكن وزير خارجية لكيانه الأم، وليس لأمريكا، ومن يتوقعون منه غير ذلك، يشترون الوهم.
تغيير موقفه، وسيده المتصهين، يكون بمواقف قوية وموحدة وليس بجلسات استماع وإقناع.
لقاؤه مع ٦ وزراء عرب، انتهى، كما هو متوقع، إلى لا شيء.
حرب الإبادة مستمرة.

— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) November 4, 2023

واستضافت العاصمة الأردنية عمان اليوم الاجتماع الوزاري العربي ـ الأمريكي لبحث الموقف العربي الداعي لوقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع، إضافةً إلى العمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية الأردن ومصر والإمارات والسعودية وقطر، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بهدف وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة.

ولليوم الـ29 على التوالي، يشن طيران الجيش الإسرائيلي ومدفعيته، سلسلة غارات عنيفة وقصفا متواصلا على معظم أنحاء قطاع غزة، قتل فيها 9227 فلسطينيا، منهم 3826 طفلا و2405 سيدات، وأصاب 23516، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية نتائج الاجتماع الفلسطينية الاردن امريكا فلسطين اجتماع نتائج سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاجتماع الوزاری

إقرأ أيضاً:

أكاديميون: ترامب يعود بالعالم لحقبة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي

وسط حديث عن ضم أراض أوروبية وعجز في أوساط الدول الديمقراطية وفي ظل مشاهد أداء التحية النازية، يهيمن تقارب دونالد ترامب الصادم مع روسيا على مشهد جيوسياسي يعيد إلى الأذهان بالنسبة إلى كثيرين حقبة صعود الفاشية والرد الغربي الضعيف في ثلاثينيات القرن الماضي.

ورغم أن قرنًا يفصل بين الحقبتين، فإن مؤرخين على ضفتي الأطلسي يخوصون في أعماق تخلي ترامب عن عقود من المبادئ الأميركية والأوروبية في وقت يشهد فيه العالم حروبا ونزاعات.

وقال جون كونيلي المؤرخ من جامعة كاليفورنيا في بيركلي "نعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي لأنها كانت فترة حاسمة عندما كانت الديمقراطيات أمام امتحان وفشلت في وضع حد للدكتاتوريين".

وأفاد "في هذه الأيام، يتم الإقرار بأنه كان باستطاعتها تشكيل جبهة موحدة ضد هتلر وتجنّب الحرب".

وفي مثال على ذلك، أعادت إهانة ترامب العلنية للرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، ونبرته التصالحية حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد 3 سنوات على الحرب، إلى الأذهان ضم ألمانيا عام 1938 إقليم السوديت.

وبينما كانت سيطرة أدولف هتلر على المنطقة الواقعة في تشيكوسلوفاكيا حينذاك موضع خلاف، قبلت بها القوى الأوروبية لاحقا من خلال اتفاقية ميونخ التي فشلت في الحد من طموحات الفوهرر العسكرية.

إعلان

عبّر زيلينسكي عن المخاوف ذاتها، وقال إن من شأن السماح لبوتين بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا أن يشجّعه على السيطرة على أراض أخرى، في مولدوفيا مثلا أو حتى في رومانيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ويطمع ترامب نفسه بالاستحواذ على غرينلاند "بطريقة أو أخرى"، رغم أن الجزيرة جزء من الدانمارك، وهي عضو مؤسس لحلف شمال الأطلسي إلى جانب الولايات المتحدة.

مقارنة لا مفر منها

 ويقول يوهان شابوتو -وهو فرنسي متخصص في ألمانيا النازية- إنه "لا مفر من المقارنة لأن معظم اللاعبين السياسيين -أي باختصار قادة العالم- يشيرون بأنفسهم إلى التطور الذي قاد إلى الحرب العالمية الثانية، وهو النازية".

وحتى قبل أن يؤدي مستشار ترامب الملياردير إيلون ماسك ما رأى فيها كثيرون تحية نازية، أثارت ولاية الرئيس الأولى جدلا واسعا بشأن الطبيعة الفاشية لحكمه.

وقال كبير موظفي ترامب في ولايته الأولى، جون كيلي، إن "التعريف العام للشخص الفاشي" ينطبق على ترامب. واتفق مساعدون آخرون له بينهم الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة للجيش الجنرال مارك ميلي مع هذه الرؤية.

وازداد الجدل مع تجاهل ترامب لأعراف الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض وتحرّكاته الرامية لإحداث انقلاب في الإدارات العامة والسياسة الخارجية.

 ولطالما قاوم الخبير السياسي والمؤرخ الأميركي روبرت باكستون استخدام مصطلح "الفاشية"، معتبرا أنها "كلمة تولد التوتر أكثر مما تقوم بدور التوضيح".

لكنه تراجع عن موقفه بالنسبة لترامب حتى قبل إعادة انتخابه بأصوات أكثر من نصف الناخبين الأميركيين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأشار باكستون إلى تشجيع ترامب أنصاره للهجوم على الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021، فيما سعى لانتزاع السلطة رغم خسارته الانتخابات قبل أسابيع على ذلك.

إعلان

وقال باكستون لـ"نيويورك تايمز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن الفاشية لدى ترامب " تتفجر من الأعماق بطرق مقلقة للغاية، وهو ما يشبه بشكل كبير الفاشية الأصلية".

الحق مع الأقوى

منذ عودته إلى السلطة، يستحضر تجاهل ترامب للقانون الدولي وحربه التجارية مع الحلفاء والخصوم على حد سواء واستهزاؤه بالسيادة الوطنية، عقلية "الحق مع الأقوى" التي سادت بين الحربين العالميتين.

يشير المؤرخ الفرنسي والخبير بالمحرقة تال بروتمان إلى وجود "العديد من أوجه التشابه في ما يتعلق بالجمود السياسي وضعف بعض الأفكار المقبولة والدوس على القانون الدولي والاستخدام غير المقيّد للقوة والفظاظة مع حلفائه".

ويضيف "هناك تعريفات عدة للفاشية، لكن لدى جميعها صفة رئيسية هي القوة الضارية".

 لكن أمورا كثيرة تغيرت أيضا على مدى القرن الماضي. تحقق كل من الولايات المتحدة وأوروبا ازدهارا اقتصاديا بشكل لم يكن من الممكن تخيله بعد الحرب العالمية الأولى والكساد الكبير، والتي وفرت أرضا خصبة لصعود أنظمة استبدادية في ألمانيا وإيطاليا.

 وأشار كونيلي إلى أن "الغريب هو أن الولايات المتحدة انتخبت رجلا معاديا للديمقراطية رغم النمو الذي يشهده اقتصادها".

وبعد الحرب العالمية الثانية، أنشأ المجتمع الدولي مؤسسات لضمان التعاون وتجنّب سفك الدماء على غرار الأمم المتحدة والبنك الدولي.

كما تم تعزيز المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للتشجيع على احترام سيادة القانون.

وقال شابوتو "بعد العام 1945، قررنا حرفيا أن نجعل العالم أكثر تحضّرا ونجعله مدينة نحترم فيها القانون بدلا من قتل بعضنا بعضا".

لكن يبدو أن هذه الضوابط تلقت الآن ضربة قوية.

 وقال كونيلي إن "هذه القوانين قائمة لكن المشكلة هي في أن إدارة ترامب لا تحترمها، وهو أمر مفاجئ بالنسبة للجميع".

إعلان

 وأضاف أن "الولايات المتحدة لم تستخلص العبر من التاريخ".

مقالات مشابهة

  • الرئاسي اليمني يحمل الحوثيين مسؤولية التصعيد الأمريكي
  • الجبهة الشعبية الفلسطينية تشيد بالردود النوعية على العدوان الأمريكي
  • الشعبية الفلسطينية تشيد بالردود النوعية للقوات المسلحة اليمنية على العدوان الأمريكي
  • خالد الجندي: حكمة الله في أفعاله لا يطلع عليها أحد.. فيديو
  • للعام الثالث على التوالي.. مديونية نادي السلام صفرا!
  • الجيش الأمريكي: الضربات على الحوثيين مستمرة وسط تحذيرات من "جحيم غير مسبوق"
  • الجيش الأمريكي: الضربات على الحوثيين مستمرة
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
  • مرقص: نعدكم العمل لتنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري
  • أكاديميون: ترامب يعود بالعالم لحقبة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي