عبد السلام فاروق يكتب: مصير غزة أم مصير إسرائيل ؟!
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
فى أقل من شهر انعكست الصورة فى فلسطين المحتلة وتبدلت تماماً..
نتنياهو يهرب للأمام فى طريقه لشن حرب شاملة لا لشئ إلا لإنقاذ نفسه من مشنقة نصبها ضده الرأى العام الإسرائيلى..والاقتصاد الإسرائيلى ينزف نزيفا هائلاً غير مسبوق.. والمستوطنون باتوا بين نازح فى فنادق امتلأت حد التخمة وبين هارب فى طائرات تحمل أثرياءهم مع ما خف وزنه وغلا ثمنه.
حصاد ليالي القتال!
المدنيون الفلسطينيون فى شمال غزة سقطوا شهداء بالآلاف كأول ضحايا لردة الفعل الهمجية لعملية طوفان الأقصى التى أسقطت هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي سقوطاً مدوياً..مناطق وأحياء بأكملها تمت تسويتها بالأرض فى مشهد مفزع لم يكن كافياً للضمير العالمى أن يستيقظ ويقف مع الأبرياء من أهالى غزة!
الآليات والمدرعات الإسرائيلية تم حشد المئات منها لحصار غزة من كافة الجهات تمهيداً لغزو برى مرتقب، وقد تم استدعاء عشرات الآلاف من جيش الاحتياط ليبلغ عدد المشاركين فى الحرب البرية على غزة ما يقارب ثلاثمائة ألف جندى، أى ما يعادل تعداد الجيش الروسي فى حربه على أوكرانيا!
ورغم هذا فإن كفة الانتصار الميدانى باعتراف الإسرائيليين أنفسهم تميل لصالح المقاومة الفلسطينية التى صنعت معجزات خارقة بكل المقاييس.. آخرها كان ما حدث من تدمير عدد من الدبابات والمدرعات فى المحاولة الثالثة الفاشلة لاقتحام غزة من الشمال والشرق، وقبل ذلك ما حدث فى زيكيم وتم التعتيم على آثاره من الإعلام الإسرائيلي..
أولى محاولات الاقتحام البرى جاءت من الجنوب الشرقى قرب خان يونس، فى مهمة استطلاعية لدبابة وجرافة تم استهدافهما فى الأمتار الأولى من التحرك ليبادر جنود الاحتلال الإسرائيلي بالفرار سريعاً وتفشل المهمة. ثم جاءت محاولة ثانية للتموضع بشارع صلاح الدين لكنها لم تستمر طويلا ، كما ذكر المستشار السابق للبنتاجون مؤكدأً أن تلك القوة منيت بخسائر كبيرة ولم يتحدث عنها أحد لا فى الإعلام الصهيونى ولا الغربي!
أما المحاولة الثالثة فكانت الأكبر حجماً والأكثر عتاداً وعدة..حيث تحركت فرقة إسرائيلية فجراً على عدة محاور شمال غزة وشرقها وكانت مكونة من بضع وثلاثين دبابة ومركبة مدرعة، ولم تتقدم تلك القوة سوى عشرات الأمتار قبل أن يتم استهدافها، ليهرب من استطاع الفرار ويموت من يموت، ولتحصل المقاومة على ما حصلت عليه من ذخائر وأسلحة وأسرى من الجنود والضباط والقادة!
خسائر إسرائيل وأمريكا
بعض التقديرات وصلت بأعداد الضحايا الفلسطينيين نتيجة القصف الإسرائيلي الهمجى المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد عن 10000 شهيد ثلثهم من الأطفال..لكن ماذا عما خسرته إسرائيل؟!
علمنا أن الجيش الإسرائيلي قد نال حظه من سقوط الهيبة وفقدانه للصورة الذهنية التى رسمها الإعلام كذباً عن مدى قوته وقدراته القتالية.. وقد حدث هذا فى اليوم الأول لعملية طوفان الأقصي.. ثم توالت الضربات والرشقات الصاروخية على عدة مدن إسرائيلية فى مقدمتها تل أبيب وعسقلان وسديروت.. ولعل أقوى ضربة أفزعت الكيان ما حدث من استهداف صواريخ المقاومة لمنطقة مفاعل ديمونة النووى وما تمثله تلك الضربة من خطورة كبيرة..لكن كل تلك الضربات لم تحقق سوى نسبة ضئيلة مما منيت به إسرائيل من خسائر، بينما خسائرها الأكبر جاءت من القتال على الأرض..
أول وأهم تلك الخسائر العدد الكبير للأسري من الجنود والضباط والمستوطنين، والذى يزداد مع كل احتكاك مباشر أو أى قتال وجهاً لوجه..والواضح أن المقاومة تجيد استخدام ورقة الأسرى استخداماً بارعاً كما رأينا من تحريره لعدد محدود منهم، وظهورهم إعلامياً يمتدحون المقاومة ويظهرونها فى صورة الأبطال والنبلاء.. ثم تأتى الضربة الثانية التى تمثلت فى شلل عملية التطبيع مع إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط، وكأن كل المليارات التى أنفقها الكيان وكل الجهود الدبلوماسية والسياسية على مدى عقود كلها تبددت كالهباء المنثور فى أيام ..أما أقوى وأهم الضربات تمثلت فيما حدث من انقسام داخلى فى إسرائيل لا على المستوى الشعبي والمجتمعى وحده ، بل وعلى أعلى مستويات القيادة وصناعة القرار، لدرجة أن يشاع أن التردد فى اتخاذ قرار الهجوم البري أحد مظاهر هذا الانقسام.
لكن تعالوا بنا نحسب خسائر الاحتلال الإسرائيلى بلغة الأرقام..لقد خسرت إسرائيل خلال ثلاثة أسابيع منذ بدء عملية طوفان الأقصى ما يزيد عن 10 مليارات دولار، بعضها بسبب التدمير المباشر للآليات والمبانى التى دمرتها صواريخ المقاومة، وبعضها الآخر فى العمليات الحربية المباشرة واستدعاء الاحتياطى والتعبئة العامة والطلعات الجوية المكثفة وفقدان الذخائر..لكن الأهم من هذا وذاك ما حدث فى إسرائيل من توقف تام للأنشطة الاقتصادية الكبري وفى مقدمتها السياحة بسبب إلغاء كل الحجوزات والرحلات القادمة من خارج إسرائيل لتصبح الحركة الوحيدة للطيران هى من إسرائيل إلى خارجها..ونتيجة لهذا هبطت البورصة فى إسرائيل لأدنى مستوى لها منذ عقود لتخسر نحو 33مليار دولار، ولتنهار عملة الشيكل انهياراً غير مسبوق.. وهو ما دفع مؤسسات التصنيف الاقتصادى لخفض توقعاتها بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي.. وكل هذا أفضى لشلل تام فى الحياة اليومية للمستوطنين لدرجة عودة التعليم من المنزل والتعليم عن بعد كما كان يحدث أيام كورونا!
الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً نالت حظاً من تلك الخسائر، ولعل أهمها ما حدث من استهداف القواعد الأمريكية فى العراق وسوريا ، ليبلغ إجمالى عدد الهجمات ضد تلك القواعد ما يزيد عن 15 هجمة..كل ذلك أثر تأثيراً سلبياً كبيراً على وضع البيت الأبيض لدرجة إحداث انقسام فى الرأى داخل الكونجرس.. وهو ما قد يكون له أكبر الأثر فى نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة فى أمريكا!
نحو الهاوية!
كل خبراء البنتاجون السابقين والحاليين حذروا إسرائيل من أن عملية الاقتحام البري لغزة ستكون وبالاً على جيش الاحتلال، وأن خسائر إسرائيل ستتضاعف نتيجة هذا الغزو..لكن يبدو أن صناع القرار فى إسرائيل لديهم رأى آخر..
ثمة جبهات عديدة تنفتح على مصراعيها ضد إسرائيل..الجبهة الأكبر فى جنوب لبنان، والمناوشات تدور رحاها منذ مدة بين حزب الله وبين قواعد جيش إسرائيل، لكنها لم ترقَ بعد إلى حد القتال أو الاقتحام..ثم أن هناك مخاوف من قيام عدة بؤر جديدة للمقاومة فى الضفة الغربية والقدس، وثمة إرهاصات لها اليوم.. ولعل القرار الذى تم اتخاذه فى الأمم المتحدة بالإجماع لوقف إطلاق النار فى فلسطين المحتلة يكون له دور فى تهدئة الأوضاع بدلاً من توسيع نطاق الاقتتال..إلا أن ردود الفعل الإسرائيلية تسير عكس التيار ، وترمى بالقرار الدولى عرض الحائط، فى إصرار غريب على التمادى فى الإجرام ..وأغلب الظن أن المبرر وراء كل هذا ليس فقط القضاء على المقاومة الفلسطينيةكما أعلنت إسرائيل وإنما للإبقاء على الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو أطول وقت ممكن!!
والذى يبدو فى الأفق أن الرأى العام العالمى يزداد يوماً بعد يوم احتقاناً ضد إسرائيل، ودعماً للقضية الفلسطينية بما يشير إلى أن مآلات الأمور لن تكون أبداً فى صالح إسرائيل..حتى لو استطاعت السيطرة على المقاومة وتحجيم قدراتها كما تأمل..فإن الانقسام الداخلى فى إسرائيل يشي بالتصدع ، وأحلام إسرائيل فى التطبيع مع الدول العربية تحولت إلى كوابيس.
كل السيناريوهات التى وضعها المحللون كنهاية لتلك الحرب القائمة بين المحتل وبين المقاومة الفلسطينية تشير بشكل جازم أن إسرائيل تسير بخطوات متسارعة نحو هاوية سحيقة.. ومهما كان ما سيحدث فإن حلم تحرير الأقصى يبدو الآن أقرب كثيراً مما كنا نظن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فى إسرائیل ما حدث من
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات الخراب.. الجيوش العربية ضحية الفوضى.. إسرائيل تستغل سقوط النظام فى الإجهاز على القوات السورية.. الناتو يقضى على الجيش الليبى.. والغزو الأمريكى يحل الجيش العراقى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
باتت الجيوش العربية ضحية أولى لأى فوضى تموج بمنطقة الشرق الأوسط، وعلى مدار السنوات الماضية منذ الغزو الأمريكى للعراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين فى ٢٠٠٣، مرورا بما اصطلح عليه بـ"الربيع العربي" والجيوش تتداعى كقطع الدومينو، وكان آخرها ما جرى للجيش السورى الذى دمرته إسرائيل فى موجات وغارات متتالية من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد فى الثامن ديسمبر ٢٠٢٤، وكأنه استكمال للفوضى التى اجتاحت العالم العربى نهاية عام ٢٠١٠ باندلاع الثورة التونسية مرورا بثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ فى مصر، وانتقلت العدوى إلى ليبيا وسوريا واليمن، وبلدان أخرى.
تدمير الجيش السوريالجيش السوريفى الـ٤٨ ساعة الأولى بعد سقوط النظام، شن جيش الاحتلال الإسرائيلى غارات جوية متتالية على المواقع السورية بلغت ٤٨٠ غارة بحسب البيان الصادر فى ١٠ ديسمبر الجاري، أى بمعدل غارة جوية كل ٦ دقائق، فى تدمير واضح وصريح لقدرات أحد الجيوش العربية التى حاربت إسرائيل أكثر من مرة وكان آخرها فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ مع الجيش المصري.
وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى فى نفس اليوم تدمير ما يقرب من ٧٠ إلى ٨٠٪ من قدرات الجيش السوري.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية إن جيش الاحتلال الإسرائيلى شن عشرات الضربات فى أنحاء سوريا يوم الأحد الذى فر فيه الأسد، استنادًا إلى معلومات استخباراتية من مديرية الاستخبارات العسكرية والموساد واستخبارات القوات الجوية.
وأكد جيش الاحتلال أن هدف الغارات على المواقع العسكرية هو تقليص المخزونات الكبيرة من الذخيرة التى يملكها الجيش السوري.
وكان الهدف الأول لسلاح الجو الإسرائيلي، هو تدمير أى تهديد له فى الأيام الأولى بعد سقوط الأسد، لذا استهدف بطاريات الدفاع الجوى التى خلفتها قوات الجيش السوري، وفى غضون وقت قصير، مُنِح سلاح الجو حرية كاملة للعمل فى أجواء سوريا.
الهدف الثانى كان ضرب مستودعات الأسلحة التى شملت صواريخ أرض - أرض، ومستودعات صواريخ مضادة للدبابات، ودبابات، ومدفعية ثقيلة، ومستودعات أسلحة كبيرة أخرى.
وأوضح التقرير المنشور فى ٩ ديسمبر الجاري، أن إسرائيل قصفت مركز البحوث العلمية فى دمشق، حيث يتم تطوير برامج الأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليستية.
وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء أن "سلاح الجو الإسرائيلى هاجم كل المطارات العسكرية فى دمشق وضواحيها وفى المنطقة الجنوبية".
وأشارت وكالة رويترز إلى أن "إسرائيل قصفت مركز البحوث العلمية فى دمشق، حيث يتم إدارة برامج الأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليستية".
وتوغل جيش الاحتلال إلى المنطقة العازلة فى الجولان السورى المحتل، ووصل إلى منطقة قطنا التى تقع أجزاء منها فى المنطقة العازلة، بين إسرائيل وسوريا التى تبعد عن العاصمة دمشق بمسافة ٢٥ كم تقريبا، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، سقوط اتفاقية فض الاشتباك الموقعة مع سوريا فى عام ١٩٧٤ بعد عام واحد من حرب أكتوبر.
وبعد مرور أسبوع واحد، وسيطرة هيئة تحرير الشام على مقاليد الحكم فى دمشق، دمرت إسرائيل ٢٠ موقعا لفيلق تكنولوجيا المعلومات التابع للجيش السوري، بالإضافة إلى تدمير قطع بحرية كثيرة فى ميناءى اللاذقية والبيضاء ومخازن صواريخ بحر بحر.
وأكد المرصد السورى لحقوق الإنسان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى شن ٦٠ غارة جوية خلال ٥ ساعات ضد مواقع الجيش السورى فى يوم ١٤ ديسمبر الجاري، بعد أيام قليلة من فرار الأسد.
الناتو يدمر الجيش الليبيالجيش الليبيوبعد اندلاع الاحتجاجات فى ليبيا ضد العقيد معمر القذافى فى فبراير ٢٠١١ جاء رد الفعل من جانب السلطات عنيفا، وهى الذريعة التى اتكأ عليها الغرب لشرعنة التدخل العسكرى تحت مظلة أممية، لتبدأ العملية العسكرية لحلف شمال الأطلسى "الناتو" ضد ليبيا فى نهاية شهر مارس ٢٠١١ والتى أسفرت عن تدمير الجيش الليبي.
وجاء التدخل العسكرى للناتو بتفويض دولى من الأمم المتحدة فى ٣١ مارس ٢٠١١ وفرضت بموجبه منطقة حظر جوى فوق ليبيا وسمح لقوات عسكرية أجنبية، منها قوات الحلف باستخدام "مختلف الإجراءات اللازمة" لحماية المسئولين الليبيين.
وقامت طائرات حلف الناتو بأكثر من ٢٦ ألف طلعة جوية، أكثر من ثلثها لأهداف "هجومية"، ودمرت نحو ستة آلاف هدف أو إصابتها بخسائر كبيرة، ومئات من الآليات والرادارات وقاذفات الصواريخ وفق الحلف. ونشرت قوات برية كان أبرزها لدولة قطر إلى جانب قوى غربية أخرى لم يكشف عنها. وشارك فى عملية الناتو فى ليبيا، ٨ آلاف جندي، وأكثر من ٢٦٠ طائرة حربية، و٢١ وحدة بحرية.
وأكدت منظمة "ماكرو تريندز" للأبحاث أن حجم القوة العسكرية للجيش الليبى قبل ٢٠١١ وبعده تراجعت بنسبة تصل إلى نحو ٩١ فى المئة.
حل الجيش العراقيالجيش العراقيأما عن العراق، فالغزو الأمريكى كان معدا قبل هجمات الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١ حيث أكد آل جور المرشح الأمريكى الأسبق فى الانتخابات الرئاسية، فى كتابه الهجوم على العقل "لقد أخبرنا الرئيس "يقصد الرئيس جورج بوش الابن" أن الحرب هى خياره الأخير، لكن الواضح الآن أنها دومًا كانت خياره الأول فقد أكد وزير خزانته السابق، بول أونيل، أن العراق كانت "تتصدر" موضوعات أول اجتماعات لبوش بمجلس الأمن القومى بعد ١٠ أيام فقط من توليه السلطة، وكان الأمر هو إيجاد طريقة لتحقيق ذلك".
وتولى بوش الابن حكم الولايات المتحدة فى يناير ٢٠٠١ قبل عامين من غزو العراق فى ٢٠٠٣.
وويواصل آل جور رواية المشهد داخل البيت الأبيض والمخطط المعد مسبقا لتدمير العراق وجيشه، قائلا هذا ما يفسر ما ورد بتقرير لجنة الحادى عشر من سبتمبر، بأن "فى بضع ساعات من وقوع هجمات الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١، كان الوزير رامسفيلد "وزير الدفاع الأمريكى الأسبق" منشغلًا بمحاولة إيجاد صلة بين صدام حسين والهجمات، ولدينا شهادة تحت القسم لريتشارد كلاك، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب فى إدارة الرئيس بوش، يذكر فيها أنه فى اليوم الثانى للهجمات، يوم الثانى عشر من سبتمبر، كان الرئيس يريد الربط بين الهجمات وصدام حسين".
وبدأ تنفيذ مخطط بوش الابن ضد العراق، بعد شهور قليلة من الغزو، حيث عين الأمريكى بول بريمر حاكما على العراق، فى السادس من مايو ٢٠٠٣ ومن أولى القرارات التى اتخذها هى حل الجيش العراقى فى الثالث والعشرين من الشهر نفسه، ليقضى على أحد أقوى الجيوش العربية التى دعمت وساندت الجيش المصرى والسورى فى الحرب ضد إسرائيل أكتوبر ١٩٧٣.