المسجد العمري وكنيسة القديس بروفيرويس.. آثار تم تدميرها في غزة
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
كتب- محمد شاكر:
أعلن المجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب، برئاسة الدكتور محمد الكحلاوى، إحصائية بالمواقع الأثرية المتضررة نتاج العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة منذ 7 أكتوبر وحتى 3 نوفمبر الجاري.
وذلك من خلال خطاب رسمى إلى رئيس المجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب بالقاهرة من الدكتور محمد جاسم المشهداني أمين عام إتحاد المؤرخين العرب عن تقرير إحصائى للمؤرخ الفلسطينى عبد الحميد أبو النصر ممثل فلسطين في اتحاد المؤرخين العرب.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى للمجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب، بأن العدوان الإسرائيلى منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم دمّر العديد من المواقع الأثرية والتاريخية نسردها حسب التسلسل التاريخى للآثار حيث تم تدمير تل رفح وهو موقع أثري يعود إلى الفترتين اليونانية والرومانية، كما تم قصف العديد من الكنائس ومنها كنيسة القديس بروفيرويس يوم 19 أكتوبر أقدم كنيسة في غزة تعود إلى عام 406م وتأثرت بتدمير كلي لمبنى مجلس وكلاء الكنيسة مع أضرار جسيمة لقاعة الصلوات الرئيسية واستشهاد أكثر من 20 شهيد من العائلات المسيحية التى لجأت للاحتماء بها هربًا من القصف الإسرائيلى، والكنيسة البيزنطية بجباليا 444م، وكنيسة العائلة المقدسة للاتينيين التى تعود إلى عام ١٨٦٩ أسسها الأب جان موريتان في غزة وأصيبت بتدمير جزئي بسبب قصف غير مباشر أدى لتشققات في الجدران والنوافذ، لجأ إليها أهل الرعية خلال عدوان أكتوبر.
وكذلك تم تدمير المستشفى الأهلى المعمداني وتضم الكنيسة المعمدانية التى تأسست عام1882م من قبل جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنجلترا، والتي تعرضت للقصف الإسرائيلي في 17 أكتوبر مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى ودمار كبير في المباني الرئيسية والملحقة.
ونوه الدكتور ريحان إلى تدمير سلطة الاحتلال للعديد من الآثار الإسلامية وشملت مساجد أثرية مثل الجامع العمري الكبير بغزة وقد كان معبدًا كنعانيًا وبعد الفتح الإسلامى تحول إلى مسجد تيمنًا بفتح القدس فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، والجامع العمري بجباليا طراز مملوكي لكن تأسيسه قد يكون في 15 هـ وتم تدميره تدمير كلي فى 19 أكتوبر ولا يمكن ترميمه، وجامع الشيخ سليم أبو مسلم فى بيت لاهيا وفيها مقامه، بنى منذ 600 عام وتم تدميره تدمير كلي ولا يمكن ترميمه، جامع الشيخ سعد ببيت لاهيا وفيها مقامه بنى منذ 500 عام، دمر تدمير جزئي ويمكن ترميمه، جامع كاتب الولاية بغزة طراز مملوكي عثماني، تدمير جزئي فى 17 أكتوبر ويمكن ترميمه.
وتابع ريحان: إن العدوان الإسرائيلى طال آثارًا إسلامية مدنية مثل قصر الباشا أنشىء فى العصر المملوكي 1260م، وحمام السمرة عثماني - مملوكي أسس قبل ثمانية قرون ودائرة الآثار والمخطوطات التابعة لوزارة الأوقاف، والتى استهدفت بشكل كامل خلال قصف مباشر من طائرات الإحتلال لمسجد العباس ويضم مكتبة العباس التاريخية، وتضم لوحات حجرية وبعض المخطوطات التاريخية وقد حرقت بالكامل وهى غير قابلة للترميم
كما دمرت سلطة الاحتلال مواقع أثرية أخرى تضررت بشكل غير مباشر بأضرار جزئية ومازالت مهددة، ومنها مقبرة الإنجليز التى تعود إلى عام 1904 ومبنى بلدية غزة الذى يعود تاريخه إلى عام 1893ومواقع أخرى لا تزال مهددة.
وأوضح الدكتور ريحان أن هذه الجرائم تعد مخالفة صريحة لسلطة الاحتلال فى فلسطين لاتفاقية لاهاى 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح وتتجسّد فى المادة 5 من اتفاقية لاهاى تحت عنوان "الاحتلال" ونصها:
1- على الأطراف السامية المتعاقدة التي تحتل كلًا أو جزءًا من أراضي أحد الأطراف السامية المتعاقدة الأخرى تعضيد جهود السلطات الوطنية المختصة في المناطق الواقعة تحت الاحتلال بقدر استطاعتها في سبيل وقاية ممتلكاتها الثقافية والمحافظة عليها.
2- إذا اقتضت الظروف اتخاذ تدابير عاجلة للمحافظة على ممتلكات ثقافية موجودة على أراض محتلة منيت بأضرار نتيجة لعمليات حربية وتعذر على السلطات الوطنية المختصة اتخاذ مثل هذه التدابير، فعلى الدولة المحتلة أن تتخذ بقدر استطاعتها الإجراءات الوقائية الملحة، وذلك بالتعاون الوثيق مع هذه السلطات.
ويجوز وفقًا لأحكام المادة " 6 " وضع شعار مميز على الممتلكات الثقافية لتسهيل التعرف عليها، كما خالفت سلطة الاحتلال المادة 4 من الاتفاقية تحت عنوان "احترام الممتلكات الثقافية" ونصها:
تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بتحريم أي سرقة أو نهب أو تبديد للممتلكات الثقافية ووقايتها من هذه الأعمال ووقفها عند اللزوم مهما كانت أساليبها، وبالمثل تحريم أي عمل تخريبي موجه ضد هذه الممتلكات، كما تتعهد بعدم الاستيلاء على ممتلكات ثقافية منقولة كائنة في أراضي أي طرف سام متعاقد آخر.
كما تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بالامتناع عن أية تدابير انتقامية تمس الممتلكات الثقافية، وما حدث من قصف للمواقع الأثرية والكنائس والمساجد وحرق المخطوطات يشهد بتحدى سلطة الاحتلال لكل الاتفاقيات الدولية ومخالفة بنودها.
وأكد ريحان أنه بناءً على هذا التقرير يطالب المجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب برئاسة الدكتور محمد الكحلاوى المنظمات المعنية بالتراث، "اليونسكو" منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، "الألكسو" المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، "الإيسيسكو" منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، بالتدخل للاضلاع بمسئوليتها عن حماية التراث الحضارى فى ضوء ما تم عرضه والتراث الحضارى فى فلسطين عامة
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: زيادة البنزين طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار سعر الفائدة العدوان الإسرائيلى غزة طوفان الأقصى طوفان الأقصى المزيد الممتلکات الثقافیة سلطة الاحتلال إلى عام
إقرأ أيضاً:
كيف رمضان بدون الأقصى؟ سؤال ينكأ جراح فلسطينيي الضفة
انتصف شهر رمضان المبارك، ومرت الجمعة الثانية في المسجد الأقصى بحضور 80 ألف مصل فقط، في انخفاض واضح مقارنة بالسنوات الماضية، حيث سجلّت الجمعة الثانية عام 2023 حضور 250 ألف مصل، وذلك بفعل تضييقات الاحتلال غير المسبوقة للعام الثاني على التوالي على دخول فلسطينيي الضفة الغربية المدينة الفلسطينية المقدسة المحتلة.
ورغم أن الدخول لم يكن متاحا وسهلا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنه لم يكن بهذه الصعوبة، حيث حصر الاحتلال دخول فلسطينيي الضفة إلى القدس في رمضان بيوم الجمعة، وحدد عدد المسموح لهم أسبوعيا بـ10 آلاف فقط.
كما اشترط توفر تصريح دخول وبطاقة ممغنطة (بطاقة ذكية تصدرها سلطات الاحتلال) سارية المفعول، ومغادرة القدس قبل حلول المساء، وحدد أعمار الداخلين بمن تجاوزت أعمارهم 55 عاما للرجال و50 عاما للنساء وأقل من 12 عاما للأطفال، مما يعني حظرا تاما لدخول عنصر الشباب، وانتقاء 10 آلاف من أصل نحو 3 ملايين و400 ألف نسمة هم سكان الضفة المحتلة.
#صابرون: اعتقال 11 شاباً من عمال الضفة الغربية غرب القدس المحتلة بحجة الدخول دون تصاريح. pic.twitter.com/76DgBkCn72
— صابرون (@SabronPS) February 25, 2025
إعلان من صعب إلى أصعبخلال السنوات الماضية، كان السبيل أمام الممنوعين من دخول القدس عدة طرق للوصول إلى الأقصى: القفز من فوق جدار الفصل العنصري ، أو المرور من ثغرة فيه، أو دفع مبالغ كبيرة والاختباء داخل مركبة تمر من الحاجز العسكري وسط مخاطر عالية قد تصل حد الاعتقال والسجن أو الأذى الجسدي.
وحتى تلك الطرق الخطيرة لم تعد متاحة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث شدد الاحتلال إجراءاته على الحواجز ومحيطها، وصاعد من تنكيله بحق من يتم القبض عليهم خلال محاولتهم دخول القدس أو بعد نجاحهم في الدخول.
كما عمدت شرطة الاحتلال -في انتهاك غير مسبوق- إلى اقتحام المسجد الأقصى ومصلياته خلال ساعات الفجر أو صلاة القيام، والبحث بدقة عن أي مصل من الضفة يحمل الهوية الفلسطينية، الأمر الذي أنهى حالة الأمان التي كان يعيشها الفلسطيني داخل المسجد ممن استطاع الوصول بشق الأنفس.
وفي ظل ذلك المنع والتقييد، سألت الجزيرة نت بعضا من فلسطينيي الضفة الذين اعتادوا الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وحرموا هذا العام. فأجابوا أن رمضان كان على الدوام فرصة ذهبية لوصال الأقصى الشريف، وسط تخوفات أن يصبح هذا المنع أمرا واقعا بسبب تمريره للعام الثاني، مستذكرين أهالي قطاع غزة الذين يحظرون تماما عن المسجد الأقصى.
"يوميا أشاهد الصور ومقاطع الفيديو التي كنت التقطتها في الأقصى، وأعيش على ذكرياتها، وأبكي شوقا" هذا ما قالته شذى حسن من مدينة رام الله شمال القدس، مضيفة أنها تنتظر رمضان سنويا بفارغ الصبر "لأنه كان الأمل الوحيد لدخول المسجد".
وتصف المواطنة رمضان الحالي والماضي بـ"الموحش" مضيفة أن المسجد الأقصى هو الدواء لقلبها. وأكملت "أكثر ما أشتاق إليه وأفتقده جدا هو اعتكاف العشر الأواخر، وبالرغم من كل التحديات التي كانت تواجهنا آنذاك إلا أن لتلك الأيام والليالي سعادة خاصة".
أما إباء شريدة من مدينة نابلس شمال الضفة، فقالت إنها تذهب إلى المسجد الأقصى برفقة عائلتها منذ عمر السادسة، ومنذ ذلك الحين حتى عمر الـ23 لم تقطع الصلاة في المسجد الأقصى في رمضان أبدا.
إعلانوأضافت بتأثر "بالنسبة لي رمضان هو المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى هو رمضان، أنا بدون المسجد الأقصى حرفيا كالسمكة بدون ماء، وهذا أول رمضان يمر عليّ بدون الأقصى".
واختنقت العبرات في عيني براءة وأثرت على صوتها الذي ارتجف قائلا "أحاول أن أتناسى، وألا أشاهد أي مقطع متعلق بالأقصى.. لقد كان رمضان يشحننا لسنة كاملة، فوجودنا في الأقصى المبارك كان يشعرنا بقيمة الرباط ، كنا نُذل في الطريق ونتعب كثيرا لكن ذلك كان يزول بمجرد رؤية القبة الذهبية".
#شاهد | مسن فلسطيني يتحدث بحرقة عن منع الاحتلال دخوله إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى في الجمعة الثانية من رمضان pic.twitter.com/BE1ONss4jz
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 14, 2025
الأقصى حياة كاملةيستذكر محمد النتشة من مدينة الخليل (جنوب الضفة) رفقاءه في الاعتكاف وشد الرحال إلى الأقصى والذين غيّبتهم سجون الاحتلال أو استشهدوا برصاصه خلال الأشهر الماضية، ويقول "لم تكن الطريق يوما معبّدة إلى الأقصى، ومهما ضاعفوا العقبات سنحاول بعون الله ونأمل أن نصله ونعتكف فيه، كلما ذهبنا إلى الأقصى ازداد الشوق.. إنه حياة كاملة".
وفور أن سألنا "ب ش" التي فضلت عدم نشر اسمها: ماذا يعني رمضان بدون الأقصى؟ وانهمرت دموعها ودعت "يارب لا تحرمنا، يا رب رُدّنا إليه وأكرمنا" وكان التأثر واضحا على الشابة وهي ترى المستوطنين من جميع أنحاء الضفة يقتحمون المسجد الأقصى بكل سهولة، بينما تمنع هي بشكل كامل منذ عامين.
وقد وصفت صعوبة الوصول قائلة" كنا نتعرض لأعلى درجات القهر والذل والإهانة أثناء محاولتنا الوصول إلى المسجد الأقصى سابقا، وكنا ندفع مبالغ مالية وصلت إلى 140 دولارا على الفرد لقطع مسافة قصيرة نحو القدس".
وختمت قائلة "الأقصى بوصلة الأمة، فإذا ضاعت البوصلة ضاعت الأمة، كل الطوفان قام لأجل الأقصى، ووفاء للدماء النازفة يجب أن نحافظ عليه، وكلنا يقين بأن الله سيردنا إلى المسجد الشريف قائمين معتكفين بصحبة إخواننا في غزة".
إعلان