عقد وزراء خارجية كل من السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر وفلسطين اجتماعاً تنسيقياً، اليوم السبت، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة الأردنية عمّان، في سياق الجهود العربية المستهدفة للتوصل لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وما تسببه من كارثة إنسانية. وشارك الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، اليوم، في الاجتماع.


وبحسب الخارجية السعودية، بحث الاجتماع الموقف العربي الداعي لوقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع، إضافةً إلى العمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.
بلينكن: لا نريد توسيع النزاع
وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع قال بلينكن: «أكدنا الالتزام باستمرار العمل نحو تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط.. لا نريد توسيع النزاع وانتقاله إلى جبهات أخرى في المنطقة»، مشدداً على أن «هدفنا إنهاء الحرب على الرغم من وجهات النظر المتباينة».
وتابع: «أكدنا ضرورة إطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين»، كما رأى أن «حماس لا تهتم بالشعب الفلسطيني ولا مستقبله»، وكشف أن واشنطن طالبت إسرائيل «باتخاذ تدابير لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزة». وأكد بلينكن العمل «على الوصول إلى هدنات إنسانية مؤقتة في غزة»، إلا أنه قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن وقف إطلاق النار خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة سيمكن حركة حماس من البقاء وإعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ هجمات مماثلة للهجوم، الذي وقع في السابع من أكتوبر.
كما أعرب عن قلقه الشديد «من أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية». وختم وزير الخارجية الأميركية كلمته، مؤكداً أن «أميركا تؤمن بأن المسار الوحيد لحل الأزمة هو حل الدولتين». وأضاف أنه بحث مع نظرائه العرب كيفية رسم مسار أفضل للمضي قدما نحو حل الدولتين.
الصفدي: الأولوية هي إنهاء الحرب
من جهته قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن الاجتماع الوزاري العربي الأميركي عكس مواقف متباينة بشأن ما يجب فعله لإنهاء «الكارثة» في قطاع غزة، وبعض نقاط الالتقاء أيضا في المواقف. وقال الصفدي إن «الأولوية هي إنهاء الحرب ووقف الدمار وإعادة الأمل ووقف الأعمال التي تجردنا من إنسانيتنا». وأضاف أن الدول العربية تطالب «بوقف فوري للحرب وقتل الأبرياء وترفض اعتبار ذلك دفاعا عن النفس».
وذكر الوزير الأردني أنه كانت هناك نقاط التقاء بين أميركا والدول العربية «شملت ضرورة إيصال الدعم الإنساني الكافي والفوري والمستدام لغزة واستئناف تقديم الخدمات الإنسانية». وتابع قائلا إن نقاط الالتقاء «تشمل أيضا حماية المدنيين وضرورة الالتزام بالقانون الدولي والإنساني وإطلاق سراح المدنيين ورفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم». ومن ناحية أخرى عبر الصفدي عن القلق إزاء الوضع في الضفة الغربية وقال «يجب إيقاف أعمال القتل والعنف وخرق القانون الدولي، ولا يجب السماح للمستوطنين بشن غاراتهم».
شكري: نطالب إسرائيل بالكف عن عرقلة دخول المساعدات
من جهته قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن «أحداث القتل في غزة لا يمكن تبريرها» بأنها دفاع عن النفس، وطالب بتحقيق دولي في «الانتهاكات الصارخة» في حرب غزة. وشدد شكري على «العقاب الجماعي واستهداف إسرائيل للمدنيين والتهجير القسري للفلسطينيين لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس». وذكر الوزير المصري أنه شدد على «حتمية تحقيق وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة دون قيد أو شرط».
كما طالب بأن «تقلع إسرائيل عن مخالفاتها المتكررة لقواعد القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب»، وأكد على ضرورة الكف عن التعامل مع الأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين «بمعايير مزدوجة». وقال شكري إن «ما نشهده من تصعيد غير مسبوق ومأساة إنسانية ومعاناة للمدنيين هو نتيجة التقاعس عن معالجة جذور المشكلة وتأخر استعادة الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف».
وكرر «الرفض القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة». وقال: «نطالب إسرائيل بالكف عن عرقلة دخول المساعدات الإنسانية، ونطالب بتحقيق دولي في الانتهاكات الصارخة في حرب غزة». وجدد شكري الدعوة لإحياء عملية السلام وفق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
موقف عربي موحد
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن موقفا عربيا «موحدا لا يقبل الاهتزاز ولا المواربة» سيُنقل إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اجتماع شارك فيه وزراء خارجية 6 دول عربية في العاصمة الأردنية عمان اليوم السبت. وأضاف عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا): «ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، وأولوية دخول المساعدات، لا للتهجير، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل».
وكانت الخارجية المصرية ذكرت في بيان سابق، أن الاجتماع يهدف إلى «تنسيق الجهود من أجل وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، والعمل على تأمين التدفق الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع». وكشف المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الاجتماع العربي سوف يعقبه لقاء للوزراء العرب مع وزير الخارجية الأميركي «يستهدف نقل الموقف العربي بشكل متكامل وموحد».
وقبلها، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بالأردن السفير سفيان القضاة، إن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزراء خارجية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، وجمهورية مصر العربية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، سيعقدون اليوم السبت اجتماعاً تنسيقياً في سياق جهودهم المستهدفة للتوصل لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وما تسببه من كارثة إنسانية.
وذكر أن الوزراء سيعقدون بعد ذلك اجتماعاً مشتركاً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يؤكدون خلاله الموقف العربي الداعي لوقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع، ويبحثون مع بلينكن كل تداعيات وسبل إنهاء هذا التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة برمتها.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا إنهاء الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية والهجرة يشارك في الاجتماع الرباعي المعني بالسودان

شارك الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في اجتماع الرباعي المعني بالسودان، يوم الإثنين الموافق ٢٥ نوفمبر، وبمشاركة وزيري خارجية الولايات المتحدة والسعودية ووزيرة الدولة الإماراتية لشئون التعاون الدولي، وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع "G7".


وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي، أكد خلال الاجتماع على حرص مصر البالغ على تحقيق الاستقرار في السودان الشقيق بما يؤدي إلى تمكين الشعب السوداني من بناء وطنه وبلوغ طموحاته التي يصبو اليها.

كما أكد الوزير بدر عبد العاطي، أيضًا على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية واحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، مشددًا على ضرورة قيام الدول المانحة بتنفيذ تعهداتها بشأن الاستجابة الإنسانية للسودان، والتي تواجه عجزًا يقترب من ٧٥٪؜ من احتياجاتها، مشددًا على عدم عدالة ترك دول الجوار أن تتحمل وحدها العبء الأكبر للأزمة الإنسانية بالسودان.

كما أشار الوزير عبد العاطي، إلى أهمية التركيز على هدفين رئيسيين وهما التوصل لوقف لإطلاق النار وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية، معربًا عن قلقه من الوضع الإنساني المتدهور بالسودان، والذي أدى إلى النزوح الداخلي لأكثر من ١١ مليون مواطن سوداني، ولجوء أكثر من ٣ مليون سوداني إلى الدول المجاورة، والذين استقبلت مصر منهم أعداد غفيرة.

واستعرض الدكتور عبد العاطي، كذلك جهود مصر للتعامل مع الأزمة في السودان على المستويين السياسي والإنساني، مشيرا إلى التسهيلات التى تقدمها مصر لوكالات الامم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أجل سرعة توصيل المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء في السودان.

كما أبرز الوزير عبد العاطي، استضافة مصر لمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية في يوليو ٢٠٢٤ للمساعدة في التوصل لتوافق سوداني دون إقصاء لأي أطراف، بالإضافة إلى ما تبذله من جهود لنفاذ المساعدات الإنسانية للسودان.

مقالات مشابهة

  • سفير جمهورية مصر العربية يلتقي وزير الخارجية المالي
  • بلينكن: محادثات وقف إطلاق النار في لبنان “في مراحلها النهائية”
  • بعد التهدئة في لبنان.. بلينكن: قد تساعد في إنهاء حرب غزة
  • بلينكن: اتفاق لبنان وإسرائيل سيساعد على إنهاء الصراع في غزة
  • وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي المعني بالسودان
  • وزير الخارجية: لن يتحقق الأمن أو الاستقرار بالمنطقة دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • وزير الخارجية والهجرة يشارك في الاجتماع الرباعي المعني بالسودان
  • أستاذ علوم سياسية: قرار إنهاء الحرب في غزة ولبنان بيد إسرائيل وأمريكا
  • المرتضى: الاصلاح رفض حلولا تقدم بها وسطاء لتقريب وجهات النظر
  • وزير الخارجية يصل إيطاليا للمشاركة في الاجتماع الوزاري لـ G7