كنتُ مُرشحًا لعضوية مجلس الشورى
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
سالم بن نجيم البادي
خُضتُ تجربة الترشح لمجلس الشورى، ولا أنكر أنني كنت أرغب في الفوز، ولكنني كنت أرغب أيضًا في الولوج إلى دهاليز هذه المعركة كما كنت أسميها، وإلى عالمها الواسع.
كانت تجربة شاقة ومُرهقة، ولن أستطيع ذكر كل تفاصيلها، ولكن الذي أدهشني حقًا أنَّه ومنذ علم بعض الناس بنيتي في الترشح انهالت عليَّ المطالبات المالية من كل حدب وصوب، فهذا يُريد الأموال لإجراء عملية، وآخر قد قُطِعَت الكهرباء عن منزله، وإحدى الأسر تُريد المال لإصلاح مكيفات الهواء، وأحدهم يُريد علاج جده، وآخر يُريد إجراء فحوصات لوالدته، حتى إن أحدهم طلب المال للذهاب إلى العمرة وآخر كان يُريد الذهاب إلى صلالة في موسم الخريف! ومن الطريف أن أحد الرجال قال إنِّه سوف يبيع كليته إذا لم أدفع له، وأعطاني رقم الشخص الذي اتفق معه لشراء كليته.
كنت أتحاشى دخول بعض الأماكن خشية أن أجد من يُطالبني بالمال؛ فالطلبات كانت تنهال عليَّ يوميًا، ومن أرقام مجهولة وعبر تطبيق الانستجرام، وكانت الطلبات أحيانًا مشروطة، بأنَّه إذا لم أدفع له، فإنه لن ينتخبني!
العجيب أن بعضهم يخاطبني بأسلوب فظ، ويأمرني بقوله ادفع الآن، ويُكرر طلبه، ويظل يُلِح عليَّ دون كلل، وفي أوقات مختلفة، وانتظرني أحدهم خارج المسجد بعد أن صلينا معًا يريد مبلغًا زهيدًا من المال مع الوعد بالتصويت لي، ومعظم من كانوا يطلبون المال مني يعلمون أني لا أملك المال الكثير، ولا دخل لي سوى راتبي من وظيفتي في الحكومة.
السؤال الذي ظل يُطاردني طوال فترة الاستعداد للانتخابات هو من الذي غرس في نفوس كل أولئك النَّاس أنه يجب على المترشح أن يدفع المال مُقابل الوعد بالتصويت له في يوم الانتخابات؟ وهل انتشرت ثقافة ادفع تربح بين النَّاس وأنا هنا؟
بالطبع لا أتهم أحداً بدفع الرشاوى من أجل الفوز، وليس هذا من اختصاصي، ولا أملك الدليل القاطع، ولكنني أطرح تجربتي دون زيادة أو نقصان، ودون رتوش، وأعتقد أنَّ هذه القضية جديرة بالنقاش، وأن تنال الاهتمام البالغ من الجهات المختصة، حتى لا تترسخ في نفوس بعض النَّاس إلى الأبد.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«حكماء المسلمين» يُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارًا جنوب غرب باكستان
أدان مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارًا في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص الأبرياء.
وأكد مجلس حكماء المسلمين - في بيان اليوم الخميس - رفضه القاطع لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تتنافَى مع تعاليم الإسلام السَّمحة وكافة الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف والقوانين الدولية، معربًا عن استنكاره الشديد لكافَّة أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن وترويع المدنيين الأبرياء.
وأعرب المجلس عن تعازيه إلى باكستان حكومةً وشعبًا ولأهالي وأسر الضحايا، سائلًا المولى - عز وجل - أن يمنَّ على المصابين بالشِّفاء العاجل.