توجهات التقنية الإستراتيجية لعام 2024.. وفقا لمؤسسة غارتنر
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
كشفت مؤسسة "غارتنر" في تقرير لها عن أبرز التوجهات التقنية الإستراتيجية، التي يجب على المؤسسات الاهتمام بها خلال 2024؛ لأن هذه التوجهات ستعمل على إحداث تغيير كبير وفرص واسعة لمديري تقنية المعلومات، وغيرهم من قادة الشركات خلال العام القادم.
يقول بارت ويليمسن، نائب رئيس التحليلات في شركة غارتنر، "إن التطورات الجذرية التي تشهدها التقنية وحالة عدم اليقين الاجتماعية والاقتصادية السائدة، تتطلب توافر الإرادة والرغبة باتخاذ إجراءات جريئة، وتحسين مرونة المؤسسات بصورة إستراتيجية، حول ما يتعلق بالاستجابة للحالات الخاصة".
ويرى ويليمسن أن قادة تقنية المعلومات والاتصالات في الوقت الحالي، يتمتعون بموقع فريد يتيح لهم وضع خريطة طريق إستراتيجية، تحدد المجالات التي يمكن فيها للاستثمارات في مجال التقنية مساعدة مؤسساتهم في المحافظة على زخم النجاح الذي تحققه المؤسسات، على الرغم من الضغوط وحالة عدم اليقين السائدة.
وقد تنوعت التوجهات التقنية الإستراتيجية التي تحدث عنها تقرير غارتنر لعام 2024 بين إستراتيجيات خاصة بالشركات والمتخصصين، وأخرى يمكن أن تمس حياتنا جميعا.
وهذه أبرز التوجهات:
– البرمجة المعزَّزة بالذكاء الاصطناعي:فبحلول 2028 سيستخدم 75% من مهندسي برمجيات المؤسسات الذكاء الاصطناعي مساعِدة في عمليات البرمجة.
ويستخدم مساعدو المبرمجين تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ مثل: الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتعلم الآلي لمساعدة مهندسي البرمجيات في تصميم وبرمجة واختبار التطبيقات.
وتسهم برمجة التطبيقات بمساعدة الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجية المطورين، كما تُمكّن فرق التطوير من تلبية الطلب المتنامي على البرمجيات اللازمة لعمليات المؤسسات.
في 2028، سيستخدم 75% من مهندسي البرمجيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في عمليات البرمجة. (شترستوك) – التطبيقات الذكية:بحلول 2026 ستستخدم 30% من التطبيقات الجديدة الذكاء الاصطناعي، لتتكيف مع مستخدميها بشكل أكثر خصوصية.
وتشتمل التطبيقات الذكية على عنصر الذكاء (الذي تُعرفه غارتنر على أنه التكيف المكتسب للاستجابة بصورة مناسبة ومستقلة)، وذلك كإحدى الميزات الأساسية. ويمكن توظيف هذا الذكاء في استخدامات متعددة بهدف تعزيز إنتاجية العمل، وأتمتته بشكل أفضل.
ويشمل الذكاء بصفته ميزة أساسية عددا من الخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي؛ مثل: التعلم الآلي، وتخزين قواعد البيانات، وترابط البيانات.
القوى العاملة المتصلة والمعززة:تُعدّ القوى العاملة المتصلة والمعززة (ACWF) إستراتيجية تقنية تهدف إلى تحسين المخرجات من القوى البشرية العاملة. وتمثل الحاجة إلى تسريع وتطوير المهارات للموظفين محركا أساسيا للتوجه لإستراتيجية القوى العاملة المتصلة والمعززة.
وتوظف هذه الإستراتيجية تطبيقات ذكية وتحليلات القوى العاملة، بهدف تقديم سياق ودليل توجيهي يومي لدعم تجربة القوى العاملة ورفاهيتها وقدرتها على تطوير مهاراتها. كما تساعد هذه الإستراتيجية في تحسين نتائج المؤسسات، وإحداث أثر إيجابي بالنسبة للإدارة.
وسيستخدم 25% من الرؤساء التنفيذيين حتى 2027 مبادرات القوى العاملة المتصلة والمعززة، لتقليل الوقت اللازم لتعزيز كفاءة 50% من الوظائف الرئيسة في المؤسسة.
العملاء الآليون:يُعدّ العملاء الآليون -الذين يُعرفون كذلك باسم العملاء الروبوتيون (custobots)- عناصر اقتصادية غير بشرية، قادرة بصورة مستقلة على التفاوض وشراء المنتجات والخدمات لقاء أموال مدفوعة.
وسيتوفر بحلول 2028 نحو 15 مليار منتَج يتمتع بالقدرة على التصرف كعميل، مع إمكانية إضافة مليارات أخرى من المنتجات خلال الأعوام اللاحقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ديب سيك.. يهز عالم الذكاء الاصطناعي
في عالم يتسارع فيه تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، جاءت تقنية "ديب سيك" (DeepSeek) لتكون أكثر من مجرد ابتكار تقني، بل حدثا زعزع التوازنات الجيوسياسية والتكنولوجية على مستوى العالم. لم يكن إطلاق هذه التقنية قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي فحسب، بل شكّل تحديًا مباشراً للهيمنة الأميركية في هذا المجال، ما دفع عمالقة التكنولوجيا إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم وخططهم المستقبلية لمواجهة هذا التغيير الكبير.
اقرأ أيضاً..مقارنة شاملة بين «ChatGPT» و«DeepSeek»
"ديب سيك": أكثر من مجرد نموذج ذكاء اصطناعي
تشير مصادر تقنية إلى أن "ديب سيك" لم يكن مجرد إنجاز تقني، بل خطوة استراتيجية أعادت تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي عالميًا فقد أدى إدراج نماذج "ديب سيك" ضمن منصات كبرى مثل "أزور" من مايكروسوفت و"AWS" من أمازون و"هواوي كلاود" و "علي بابا كلاود" إلى تعزيز فكرة التعاون العابر للحدود، مما يشير إلى بداية عصر جديد من الشراكات التكنولوجية.
ردود فعل عمالقة التكنولوجيا..أوبن إيه آي وجوجل وميتا
لم تقف الشركات المنافسة مكتوفة الأيدي أمام "ديب سيك". حيث أطلقت "أوبن إيه آي" نموذجها الجديد "Reasoning o3"، إلى جانب وكيل "Operator AI" وأداة البحث العميق "Deep Research"، بهدف الحفاظ على ريادتها في الابتكار
من جهتها، كشفت جوجل عن "Gemini 2.0" و"Google Agentspace لتؤكد التزامها القوي بمواصلة المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي .
من جانبه علق مارك زوكربيرج على التطورات الأخيرة، مشيرًا إلى أن عام 2025 قد يكون العام الذي تصبح فيه النماذج مفتوحة المصدر الأكثر تطوراً، مؤكدا بأن "Llama 4" المزمع طرحه خلال هذا العام سيكون أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي تقدما واستخداماً حول العالم.
الصين تدخل بقوة عبر علي بابا
لم يكن التأثير مقتصرًا على الشركات الغربية فقط، إذ قدمت "علي بابا" نموذج "Qwen2.5-Max"، والتي زعمت أنها تفوقت على النموذج الشهير "DeepSeek-V3".
التأثير الاقتصادي والاستراتيجي
أحد أبرز الآثار التي أحدثها "ديب سيك" هو إثبات أن الأداء الفائق للذكاء الاصطناعي لا يستوجب ميزانيات ضخمة، مما قد يؤدي إلى انتشار أوسع للتقنيات المتقدمة وجعلها في متناول الشركات الناشئة والباحثين المستقلين.
دفع عجلة المصادر المفتوحة
من خلال تبني نهج المصادر المفتوحة، عزز "ديب سيك" بيئة تعاون أوسع بين المطورين، ما قد يفتح المجال لابتكارات جديدة ويقلل من هيمنة الشركات الكبرى على قطاع الذكاء الاصطناعي.
إعادة تشكيل الاستثمارات التقنية
اضطرت الشركات الكبرى إلى إعادة التفكير في استثماراتها، لا سيما في مجالات تصنيع الرقائق الإلكترونية ومراكز البيانات، وهو ما قد يؤثر على عمالقة الصناعة مثل "إنفيديا" و"إنتل".
أثارت "ديب سيك" موجة من التفاعل في أسواق المال، حيث لاحظ المحللون أن الشركات المنافسة اضطرت إلى تسريع إصداراتها الجديدة لطمأنة المستثمرين والحفاظ على حصصها السوقية
هل نحن أمام تحول جذري؟
بينما يعتقد بعض المحللين أن ردود الفعل الأولية كانت مبالغًا فيها، فإن التأثيرات الاستراتيجية والاقتصادية الحقيقية التي أحدثتها "ديب سيك" لا يمكن إنكارها. فقد أجبرت اللاعبين الرئيسيين في السوق على إعادة تقييم خططهم المستقبلية، مما يثبت أن هذه التقنية لم تكن مجرد إعلان عابر، بل نقطة تحول رئيسية في سباق التفوق في الذكاء الاصطناعي.
بهذه التطورات، يظل السؤال المطروح: هل ستظل الشركات التقليدية قادرة على التكيف مع هذه الموجة الجديدة من الابتكار، أم أننا نشهد بزوغ فجر عصر جديد في الذكاء الاصطناعي؟