دعوات صحفية وحقوقية بتكثيف الجهود لحماية الصحفيين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات أكد عدد من الصحفيين والحقوقيين على أهمية استمرار حملات المناصرة والتضامن بين الصحفيين أنفسهم وعدم الركون إلى القوانين والمعاهدات الدولية التي لم تسهم ولو بشكل محدود في حماية الصحفيين ومعاقبة مرتكبي الجرائم.

حيث أكد مصطفى نصر رئيس مرصد الحريات الإعلامية أن السكوت عن الانتهاكات التي تمارس بحق الصحفيين يعطي السلطات القمعية مزيدًا من الفرص لتمارس هذا القمع دون خوف من العقاب.

واستعرض نصر في الندوة التي نظمها مرصد الحريات الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، الخميس 2 نوفمبر، ملخصًا لواقع الحريات الإعلامية في اليمن، والتي بدأت بمسارات عدة وخطرة من بينها القتل المباشر والإخفاء القسري والاعتقال والتعذيب واقتحام وإغلاق مؤسسات إعلامية مختلفة، إلى جانب محاربة الصحفيين اقتصاديًا من خلال إيقاف مرتبات إعلاميين في المؤسسات الحكومية، والسيطرة على بعض شركات البث وعمل قيود على البعض الآخر حتى أصبح الصحفي يختبئ خلف أسماء مستعارة هروبًا من الملاحقة والاعتقال.

وأضاف نصر: الصحفيون دفعوا خلال هذه المسيرة ثمنًا باهظًا حيث قتل 54 صحفيًا بينهما صحفيتان وهو ما لم يحدث خلال العقود الماضية من حيث العدد.

كما طالب الصحفي محمود العتمي زوج الصحفية رشا الحرازي الجهات الأمنية والقضائية بخطوات جادة وحقيقية في ملاحقة مرتكبي جريمة قتل زوجته وجنينها، مشيرًا إلى أنه لم يلمس بعد مرور عامين على جريمة الاغتيال أي اهتمام من قبل جميع الجهات الأمنية والقضائية. وعبر العتمي عن أسفه من دور الجهات الأمنية في عدن والذي اقتصر فقط على التواصل معه لمرة واحدة منذ حدوث الجريمة وأخذ معلومات فقط.

من حهته أكد رئيس مركز حقي لدعم الحقوق والحريات هاني الأسودي خلال استعراضه عددًا من المواثيق الدولية الضامنة لعدم إفلات مرتكبي الانتهاكات ضد الصحفيين من العقاب، بأن إفلات المجرمين من العقاب سمة دولية تحرم الضحايا من الإنصاف على الرغم من وجود الكثير من المواثيق والعهود الدولية التي تؤكد على هذا الحق، وأضاف الأسودي: أن المشكلة تكمن في عدم تطبيق القوانين والمواثيق الدولية.

وشددت الصحفية منى صفوان على أهمية التضامن بين الصحفيين أنفسهم بعيدًا عن تصنيف الانتهاكات والضحايا، وتسمية كل منتهك باسمه حتى يستطيعوا حماية أنفسهم من الممارسات التعسفية من قبل أطراف الصراع.

كما تطرقت صفوان لحجم وأنواع الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، والطرق التي تساهم في حمايتهم وأسباب عدم محاسبة منفذي الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن.

وأكد حسين المشدلي نائب رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان على متابعة اللجنة للكثير من قضايا حريات الرأي والتعبير من بينها قضية أحمد ماهر التي تم التحقيق فيها وتحديد المسؤولين عن الانتهاكات، معتبرًا وصول تأجيل جلسات محاكمة الصحفي ماهر لـ 17 جلسة، أمرًا يستدعي إجراء تحقيق من قبل مجلس القضاء الأعلى.

وأضاف المشدلي: أن اللجنة أحالت مجموعة كبيرة من الملفات التي تم رصدها وتوثيقها للقضاء، على الرغم من وجود العديد من العراقيل في مسألة البدء بالمحاكمات، لجانب استغلال القضاء بشكل كبير من قبل المتنفذين في شرعنة الإجراءات التي تمارس ضد الموقوفين والتعذيب في السجون ومن ثم تحويلهم للنيابات ليتم استكمال محاكمتهم مع أن الملاحظ أن الإجراءات التي تمت كانت بطريقة مختلة.

واستعرض في الندوة فيديو قصير يحكي قصة الصحفية رشا الحرازي التي قُتلت بطريقة وحشية، حيث ألصقت عبوة ناسفة بسيارة زوجها وتفجيرها عن بُعد أثناء توجهها إلى المستشفى لوضع مولودها في العاشر من نوفمبر 2021. وأكد المشاركون في الندوة أن الصحافة في اليمن لم تمر بمرحلة أسوأ من هذه المرحلة، داعيين لتكثيف الجهود في حماية الصحفيين من الجرائم التي ترتكب بحقهم ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: من العقاب من قبل

إقرأ أيضاً:

“الصحفيين اليمنيين” تدين اغتيال الإعلامي اليمني الهولندي مصعب الحطامي بهجوم حوثي مسيّر في مأرب

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

نعت نقابة الصحفيين اليمنيين ببالغ الحزن والأسى المخرج التلفزيوني الشاب مصعب عبدالحفيظ الحطامي، الذي لقي حتفه إثر استهداف طائرة مسيرة تتبع جماعة الحوثي المكان الذي كان يصور فيه فيلماً وثائقياً جنوب مدينة مأرب مساء أمس السبت. وأصيب شقيقه المصور صهيب الحطامي في الهجوم نفسه.

وأدانت النقابة بشدة هذه الجريمة، مُجَدِّدَةً مطالبها بفتح تحقيق عاجل وشامل في جميع جرائم قتل الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي، والانتهاكات المتكررة بحقهم.

مصعب الحطامي – الذي يحمل الجنسية الهولندية – كان مخرجاً ومصوراً متميزاً، وشارك في إنتاج أفلام وثائقية وقصيرة عُرضت في مهرجانات دولية، كما عمل مع قناة الجزيرة والجزيرة الوثائقية. وكان حاصلاً على درجة البكالوريوس في الإخراج السينمائي من الأردن، قبل أن ينتقل إلى هولندا حيث حصل على جنسيتها. وقد عاد إلى مأرب قبل شهر تقريباً برفقة زوجته ليعمل على إنتاج مواد إعلامية توثق الواقع اليمني.

وقدَّمت النقابة تعازيها القلبية لوالد الفقيد عبدالحفيظ الحطامي – عضو الهيئة الإدارية لفرع النقابة بالحديدة – ولأسرة الحطامي وزملائه في الوسط الإعلامي، داعية الله أن يتغمَّد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان.

يذكر أن الحطامي هو أحدث ضحية في سلسلة استهدافات طالت الصحفيين والإعلاميين بهجمات الحوثيين، وسط مطالبات محلية ودولية متواصلة بحماية العاملين في المجال الإعلامي وملاحقة الجناة.

مصعب الحطامي: قصة حلم أُجهض بقذائف الحرب

مقالات مشابهة

  • إصابة 6 إشخاص إثر حادث تصادم سيارتين بطريق السويس
  • إصابة ثلاثة عناصر من البيشمركة بانفجار سيارة مفخخة في دهوك
  • تعز.. إصابة طفلين برصاص قناص حوثي
  • إصابة 7 أشخاص في تصادم سيارتين بأسوان
  • “الصحفيين اليمنيين” تدين اغتيال الإعلامي اليمني الهولندي مصعب الحطامي بهجوم حوثي مسيّر في مأرب
  • نقابة الصحفيين تُدين مقتل المخرج التلفزيوني مصعب الحطامي بقصف حوثي
  • هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي
  • إصابة طفلين برصاص قناص حوثي غربي تعز
  • استشهاد شاب بانفجار لغم حوثي في محافظة الجوف
  • إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين ملاكي بالدقهلية