الحرة:
2024-07-03@13:24:28 GMT

أكثر فتكا من حرب 2014.. ما هي أسلحة حماس؟

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

أكثر فتكا من حرب 2014.. ما هي أسلحة حماس؟

في الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على حماس في غزة عام 2014، نجحت قواته في تحجيم قدراتها العسكرية، بعدما دمرت بعض خطوط الأنفاق التي تستخدمها الحركة لتمرير الأسلحة إلى غزة، لكن الوضع تغير في 2023، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".   

ومع استماتة الجناح العسكري لحماس في صد التوغل البري البطيء للجيش الإسرائيلي في غزة، تبين أن "حماس أصبحت أقوى مما سبق".

وفي المرة الأخيرة التي هاجمت فيها إسرائيل قطاع غزة، قبل ما يقرب من عقد من الزمن، تكبدت حماس خسائر كبيرة، حيث دمرت إسرائيل ثلثي صواريخها قبل انسحابها.

صحيفة: 500 مسلح بحماس تلقوا تدريبات في منشآت إيرانية قبيل الهجوم كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأربعاء، أن المئات من مسلحي حركتي حماس والجهاد الإسلامي تلقوا "تدريبات خاصة" في إيران، قبل أسابيع من هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل.

والآن، بينما تكثف إسرائيل حربها الجديدة، فإنها تواجه عدوا أكثر قوة، أعاد بناء ترسانته بمساعدة إيران، ونشرت الصحيفة رسومات مفصلة توضح مواصفات ما تتضمنه تلك الترسانة.

ومنذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر الماضي، هاجمت حماس الجيش الإسرائيلي، بطائرات من دون طيار محملة بالمتفجرات، وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ عالية الفعالية، وهي ذات الأسلحة التي أحدثت تحولا في ساحة المعركة في أوكرانيا.

ومع مقتل 26 جنديا إسرائيليا خلال أسبوع، أصبح الجنود الإسرائيليون يُقتلون بمعدل أكثر من ضعف المعدل الذي سجل في عام 2014، حيث خسر الجيش الإسرائيلي 67 جنديا خلال حملة استمرت سبعة أسابيع.

وفي قلب قدرة حماس في الرد على الهجوم الإسرائيلي تكمن علاقة الجماعة الطويلة الأمد مع إيران، التي استمرت في دعم المسلحين الفلسطينيين بالمال والخبرة الفنية لعقود.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه في الأشهر التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، ذهب مئات من مقاتلي حماس إلى إيران للتدريب العسكري.

وقال آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق، إن الترسانة المتطورة لحماس تعني أنه سيتعين على إسرائيل الاستعداد لصراع طويل الأمد. 

ومضى مؤكدا "حماس أصبحت قوة عسكرية كبيرة بفضل إيران".

وتستخدم حماس خبرتها الطويلة في الحرب لتطوير المهارات المحلية في تصنيع الأسلحة من المواد المتوفرة في غزة على الرغم من الحصار الإسرائيلي والمصري للقطاع، وهي الأسلحة التي تستخدمها الآن لمحاربة الجيش الإسرائيلي.

ويقول محللون إنه حتى لو تمكنت إسرائيل من استنزاف قدرات حماس العسكرية، فإن الدمار الذي يحدث لتحقيق هذا الهدف، قد يؤدي إلى تمرد طويل الأمد بمجرد انتهاء الحرب.

وقال دان بايمان، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في حديث للصحيفة، إنه، حتى لو أدت هزيمة حماس إلى ردع الناس عن الانضمام إلى الجماعة، فإن الهجوم الإسرائيلي سوف يغذي الغضب بين الفلسطينيين، الذين قد ينضمون إلى جماعات مسلحة أخرى. 

من جانبه، قال مروان عبد العال، وهو مسؤول كبير في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي جماعة مسلحة علمانية مقرها سوريا ولها عمليات في لبنان وغزة والضفة الغربية، في مقابلة مع الصحيفة، إن حماس وحلفاءها مجهزون بشكل أفضل للرد على غزو بري إسرائيلي أكثر من أي وقت مضى.

وقال "الأمر مختلف تماما عن عام 2014"، مشيرا إلى الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى أساليب حرب العصابات المتقدمة التي طورها الحرس الثوري الإيراني.

كيف حصلت حماس على أسلحتها؟ أثار هجوم حماس على مناطق في إسرائيل باستخدام آلاف الصواريخ والقذائف، والطائرات المسيرة، والمتفجرات، تساؤلات حول الطريقة التي تمكنت منها الحركة الصول على أسلحتها التي أوقعت نحو 1200 قتيل.

وحذر عبد العال من أن إسرائيل سوف تتورط، كما فعلت ألمانيا في روسيا خلال الحرب العالمية الثانية أو الولايات المتحدة في فيتنام قائلا "الرجال هناك، على الأرض، جاهزون" في إشارة إلى مسلحي حماس.

ترسانة متطورة من الطائرات بدون طيار والصواريخ 

تقوم الحركة، التي تصنفها واشنطن إرهابية، بتصنيع الصواريخ منذ أكثر من عقدين من الزمن، بدءا بالجيل الأول من صواريخ القسام، وهي صواريخ زهيدة التكلفة، بدأت حماس في إنتاجها خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حوالي عام 2001.

وكان مدى تلك الصواريخ يصل من 2 إلى 3 أميال، بينما عرضت حماس مؤخرا، صواريخ يصل مداها إلى 150 ميلا، تغطي مساحة إسرائيل بأكملها.

وفي الماضي، أنتجت إيران صواريخ في السودان وهربتها إلى غزة عبر أنفاق من سيناء بمساعدة البدو المصريين. 

وقد توقف ذلك إلى حد كبير الآن، منذ أن أغرقت مصر الأنفاق وبدأ السودان في التقارب مع إسرائيل ونأى بنفسه عن إيران. 

لذلك، انتقلت حماس وحليفتها "الجهاد الإسلامي" الآن إلى الإنتاج المحلي وتقومان بتصنيع المتفجرات والأسلحة من المواد الخام، وفقا لمحللين.

ولتصنيع الصواريخ، استخدمت حماس الأنابيب الفولاذية المعدنية في المحركات وأغلفة الرؤوس الحربية. 

واستخدمت رؤوس المدفعية الإسرائيلية غير المنفجرة في صنع المتفجرات. 

وبالعودة إلى عام 2014، اعتمدت حماس في الغالب على مقذوفات تعود إلى الحقبة السوفيتية بدون نظام توجيه يعود تاريخ أغلبها إلى عام 1969. 

كانت الطائرات بدون طيار نادرة في أيدي حماس قبل نحو عقد، وكانت تلك التي بيدها، نماذج بدائية ذات قدرات هجومية محدودة.

لكن في الحرب الجديدة، نشرت حماس مقاطع فيديو لاستهداف القوات الإسرائيلية بذخائر أسقطتها طائرات بدون طيار، ، ألحقت أضرارا بدبابات ومركبات عسكرية.

كما واجهت القوات الإسرائيلية مهاجمين مزودين بصواريخ شديدة الانفجار من طراز "إف-7" مصنوعة في كوريا الشمالية؛ وصاروخ كورنيت المحمول الموجه المضاد للدبابات، وهو نموذج تم تطويره في روسيا ولكن غالباً ما تنسخه إيران؛ وصواريخ "الياسين" المضادة للدبابات محلية الصنع.

"العاصف".. "أبابيل" و"الزواري"

من الإضافات الجديدة إلى ساحة المعركة، الطائرات الشراعية، التي استخدمتها حماس لاختراق إسرائيل في 7 أكتوبر كشكل من أشكال المشاة المحمولة جواً. 

ولتجنب اكتشافهم في غزة، تلقى مسلحو حماس تدريبا على الطيران المظلي في إيران، وفقا لأشخاص مطلعين.

ونشرت حماس مقطع فيديو يظهر مركبة موجهة تحت الماء تسمى "العاصف" وصفتها حماس بأنها "طوربيد".

وقد حصلت حماس على هذه الأسلحة على الرغم من محاولات إسرائيل ومصر في أعقاب حرب 2014 للحد من تدفق الأسلحة التي تمر عبر الأنفاق المتصلة بغزة وسيناء. 

وبمرور الوقت، أعيد بناء بعض هذه الطرق، وفقا لمسؤولين أمنيين في الشرق الأوسط.

طورت حماس قدرة محلية قوية على تصنيع الأسلحة والتي تعتمد جزئيا على نقل التكنولوجيا الإيرانية.

وصنعت طائرة بدون طيار تسمى أبابيل، تم تطويرها على تصميم إيراني. 

تمتلك حماس أيضا طائرة بدون طيار منتجة محليا تسمى "الزواري"، والتي سميت على اسم المهندس التونسي محمد الزواري، الذي ساعد في تطوير الأسلحة واغتيل في تونس في عام 2016، وهي عملية قتل ألقت حماس باللوم فيها على المخابرات الإسرائيلية.

وقال ياكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق والزميل البارز الآن في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية "علينا أن ندمر هذه الأماكن وألا نسمح ببنائها مرة أخرى". 

الأنفاق

لعل أقوى دفاع لحماس هو شبكة الأنفاق الواسعة التي تمتد تحت غزة مثل مدينة تحت الأرض، حيث يوجد المقاتلون والوقود والأسلحة، وحيث تحتجز حماس منذ 7 أكتوبر الرهائن.

وقالت دافني ريتشموند باراك، الأستاذة في جامعة ريشمان في هرتسليا بإسرائيل، ومؤلفة كتابٍ عن الحرب "إن الأنفاق تغير كل شيء حقا.. الأنفاق تُحيّد أي ميزة عسكرية".

وقالت أيضا إنه تم توسيع وتعزيز أنفاق حماس منذ حرب عام 2014، على الأرجح بنصيحة من إيران، التي تحتفظ ببعض منشآتها العسكرية تحت الأرض.

وأضافت  "ربما تكون هذه شبكة الأنفاق الأكثر تطورا في أي نوع من الحروب".

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وتمتد أنفاق حماس أيضا إلى البحر، حيث تنطلق مركبات من تحت الماء تقل ما يعرف بـ"الضفادع البشرية" وهم مسلحون من حماس، مختصون في الغوص.

وتعتقد إسرائيل أن حماس تخزن الأسلحة ومراكز القيادة تحت المباني المدنية، بما في ذلك المستشفيات. 

وتقول إنها ضربت أكثر من 11 ألف هدف لحماس في غزة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، باستخدام الصواريخ والقنابل والمدفعية.

وتسببت الغارات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر في خسائر بشرية فادحة بين الفلسطينيين في القطاع، حيث قتلت أكثر من 9488  فلسطينيا منهم 3900 طفل، وفقا للسلطات الصحية في غزة .

بينما قتل في هجوم حماس الذي شنته في السابع من أكتوبر أكثر من 1400 شخص في إسرائيل أغلبهم مدنيون، إضافة إلى اختطاف نحو 240 شخصا كرهائن في قطاع غزة.

في غضون ذلك، نزح ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص، فر الكثير منهم إلى الجنوب أو لجأوا إلى المدارس والمستشفيات ومرافق المساعدات الدولية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی بدون طیار أکثر من حماس فی فی غزة عام 2014

إقرأ أيضاً:

كيف تحولت غزة إلى أكبر فشل أخلاقي وسياسي لبايدن.. ما علاقة نتنياهو؟

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لمدير مركز هاكوبكيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، وأستاذ الصحافة في جامعة نيويورك،  محمد بزي، قال فيه إن الرئيس الأمريكي أهدر نفوذه على نتنياهو حتى مع استمرار الزعيم الإسرائيلي في تقويضه.

فمنذ هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أظهر جو بايدن دعما شبه مطلق لـ"إسرائيل" وقادتها. وأرسلت إدارته المئات من شحنات الأسلحة التي مكنت الجيش الإسرائيلي من مواصلة حربه الوحشية على غزة. كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع قرارات متعددة تطالب بوقف إطلاق النار. وقوضت شرعية كل من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بسبب انتقاداتهما للإجراءات الإسرائيلية. كان بايدن على استعداد لتدمير واجهة النظام الدولي القائم على القانون لحماية "إسرائيل" والحكومة المتطرفة لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.



قد يعتقد الشخص أن نتنياهو سيُظهر امتنانا عميقا لحليف مثل بايدن الذي يُظهر مثل هذا الدعم غير المشروط لما يقرب من تسعة أشهر، وغالبا ما يتصرف ضد مصالحه الخاصة ومصالح الولايات المتحدة الأكبر. وبدلا من ذلك، دأب نتنياهو على تجاهل وتحدي حليف "إسرائيل" الأكثر أهمية ــ ولم يدفع أي ثمن في مقابل ذلك.

والآن، يسخر رئيس الوزراء الإسرائيلي علنا من بايدن وإدارته: ففي 18 حزيران/ يونيو، أصدر نتنياهو مقطع فيديو باللغة الإنجليزية يدعي فيه أن الولايات المتحدة تحجب الأسلحة التي تحتاجها "إسرائيل" لمواصلة حربها. وفي 23 حزيران/ يونيو، واصل نتنياهو التنفيس عن ازدرائه لبايدن والدعم الأمريكي الشامل، وأخبر مجلس الوزراء الإسرائيلي أن إدارة بايدن خفضت بشكل كبير إمدادات الأسلحة في الأشهر الأخيرة.

في الواقع، قام بايدن بتعليق شحنة ذخيرة واحدة إلى "إسرائيل"، والتي تتكون في الغالب من قنابل تزن 2000 رطل والتي يمكن أن تسبب خسائر مدمرة عند إسقاطها على المراكز السكانية، كما فعل الجيش الإسرائيلي باستمرار في غزة. ولكن بعد أقل من أسبوع، غيّر بايدن مساره واستأنف إرسال أسلحة أكثر بكثير من تلك التي أخرها. وفي منتصف شهر أيار/ مايو، أبلغت الإدارة الكونغرس بأنها ستمضي قدما في صفقات أسلحة جديدة لـ"إسرائيل" تزيد قيمتها تزيد عن مليار دولار، حتى عندما أصبح من الواضح أن نتنياهو تحدى شهورا من تحذيرات بايدن وكان يمضي قدما في الغزو البري لمدينة رفحفي أقصى جنوب قطاع غزة، حيث لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني.

فشل بايدن في استخدام النفوذ الأكثر فعالية الذي يتمتع به على الحكومة الإسرائيلية: وقف شحنات الأسلحة الأمريكية وإجبار نتنياهو على قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تحاول إدارة بايدن التوسط فيه منذ أشهر. وبدلا من ذلك، أظهر بايدن ضعفا وبدد أي تأثير كان يمكن أن يكون له على نتنياهو والحرب الإسرائيلية، التي أودت بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني ودفعت غزة إلى حافة المجاعة.

لقد تحولت غزة إلى فشل بايدن الأخلاقي والسياسي الخارجي الأكثر إثارة للحيرة كرئيس: لماذا سمح لنتنياهو بتقويضه، ولماذا تستمر إدارة بايدن في الرد بطريقة غير كفؤة على زعيم أجنبي يعتمد على الولايات المتحدة أكثر بكثير من عكس ذلك؟

لقد بنى بايدن ما يسمى بإستراتيجية "عناق الدب" لإبقاء نتنياهو قريبا منذ بداية الحرب - حيث عانق الرئيس الأمريكي الزعيم الإسرائيلي حرفيا خلال زيارة إلى تل أبيب في تشرين الأول/ أكتوبر. وقال بايدن ومساعدوه إنه يمكن أن يكون له تأثير أكبر على تصرفات "إسرائيل" من خلال تقديم الدعم في العلن، بينما يقيد نتنياهو وحلفائه المتطرفين سرا. لكن هذا النهج لم ينجح قط، وكان نتنياهو يستغل بايدن منذ البداية، كما حاول أصدقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي وأعداؤه أن يقولوا للإدارة الأمريكية. ولسبب غير مفهوم، بالكاد قام بايدن بتعديل استراتيجيته: فقد انتقد نتنياهو علنا، ولكن عندما يتجاهل الزعيم الإسرائيلي الولايات المتحدة أو يتحداها، يواصل بايدن مساعدته غير المشروطة بتدفق مستمر للأسلحة والغطاء الدبلوماسي لحماية "إسرائيل" من اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة.

في الواقع، لا يُظهر نتنياهو فقط افتقارا ملحوظا للامتنان لبايدن في شكواه الأخيرة بشأن تأخر شحنات الأسلحة - بل يحاول رئيس الوزراء تدمير قدرة بايدن على استخدام الأسلحة الأمريكية كوسيلة ضغط على "إسرائيل". ولأن بايدن تردد بسرعة بعد تعليق حزمة واحدة من القنابل في شهر أيار/ مايو، فإن نتنياهو يحقق النجاح. ولم تعد إدارة بايدن تهدد بتأخير أو إلغاء شحنات الأسلحة الأخرى لإجبار "إسرائيل" على تغيير تكتيكاتها. وبدلا من ذلك، تنفق الإدارة طاقتها في الدفاع عن نفسها ضد ادعاءات نتنياهو المحسوبة بأن الولايات المتحدة لا تزود "إسرائيل" بما يكفي من الأسلحة.

زار الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، واشنطن الأسبوع الماضي والتقى بمسؤولين أمريكيين قاموا باستعراض مئات شحنات الأسلحة الأمريكية إلى "إسرائيل" منذ تشرين الأول/ أكتوبرسطرا بسطر. ومن أجل دحض اتهامات نتنياهو بشكل أكبر، كشفت إدارة بايدن علنا لأول مرة عن ثمن الدعم الأمريكي لـ"إسرائيل" منذ هجوم حماس: 6.5 مليار دولار من الأسلحة والمساعدات الأمنية الأخرى، مع الموافقة على ما يقرب من 3 مليارات دولار من هذا المبلغ في أيار/ مايو. ويتم دفع كل هذا من قبل دافعي الضرائب الأمريكيين، لأن "إسرائيل" هي أكبر متلق إجمالي للمساعدات الخارجية الأمريكية في العالم، حيث تلقت حوالي 310 مليار دولار (معدلة حسب التضخم) منذ تأسيس الدولة في عام 1948.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مذكرة داخلية تم توزيعها على الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس أوضحت أن الدفعة الوحيدة من الذخائر الثقيلة التي علقها بايدن في أيار/ مايو تمثل "أقل من 1٪ من إجمالي الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية هذا الصراع".

ومع ذلك، يتجاهل نتنياهو شحنات الأسلحة الأمريكية الضخمة منذ تشرين الأول/ أكتوبر، ويستخدم بنجاح تلك الشحنة المؤجلة لتقويض بايدن والتشكيك في التزامه تجاه الدولة اليهودية. ويشعر بايدن ومساعدوه الآن بالقلق من أن نتنياهو سيستخدم خطابا أمام جلسة مشتركة للكونغرس في 24 تموز/ يوليو لمهاجمة الرئيس مرة أخرى، وهو ما يصب في مصلحة الجمهوريين في مجلس النواب الذين دعوا نتنياهو للتحدث رغم اعتراضات الإدارة. قاوم الزعماء الديمقراطيون في الكونغرس في البداية، لكنهم تراجعوا بعد ذلك وانضموا إلى الدعوة التي قادها الجمهوريون.

وفي عام 2015، استخدم نتنياهو خطابا مماثلا في الكونغرس لانتقاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وجهود إدارته في ذلك الوقت للتفاوض على اتفاق للحد من برنامج إيران النووي. ويبدو أن نتنياهو سيستخدم خطابه هذه المرة لمهاجمة بايدن خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لكونه غير داعم بشكل كافٍ للحرب الإسرائيلية - على الرغم من كل الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك. ويحاول رئيس الوزراء وحلفاؤه تقويض بايدن ويفضل أن يكون دونالد ترامب رئيسا مرة أخرى.



كان من الواضح منذ أشهر أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة، وقد عمل على تخريب المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار والاتفاق على إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس. وبمجرد انتهاء الحرب، يشعر نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف بالقلق من احتمال مواجهة انتخابات برلمانية مبكرة وتحقيقات عديدة في الإخفاقات الاستخباراتية للحكومة الإسرائيلية التي أدت إلى هجوم حماس. إذا أُجبر على ترك السلطة، فسيواجه نتنياهو أيضا محاكمة طال انتظارها بتهمة الرشوة وتهم الفساد الأخرى بسبب أفعال يُزعم أنه ارتكبها خلال فتراته السابقة كرئيس للوزراء.

نتنياهو ناج سياسي وهو على استعداد لإطالة أمد الحرب للبقاء في السلطة وتجنب المساءلة. ومن الواضح أن نتنياهو سيقوض بايدن – والمصالح الأمريكية الأوسع – لإنقاذ نفسه. كل هذا يجعل استجابة بايدن الضعيفة وعجزه في مواجهة نتنياهو أمراً محيراً أكثر: لماذا يخاطر الرئيس الأمريكي بمستقبله السياسي من خلال الاستمرار في دعم زعيم أجنبي يعمل على زعزعة استقراره؟
لقد وقع بايدن وإدارته في نوع من التفكير السحري [القائم على الخرافة والاعتقاد بالخوارق]: فهم يطالبون نتنياهو وحكومته بوقف حرب وحشية، مع الاستمرار في توفير الأسلحة والغطاء السياسي الذي يمكن "إسرائيل" من إطالة أمد إراقة الدماء.

مقالات مشابهة

  • كيف تحولت غزة إلى أكبر فشل أخلاقي وسياسي لبايدن.. ما علاقة نتنياهو؟
  • أمريكيون يرفعون دعوى ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية بسبب هجوم "حماس" على إسرائيل
  • شركة في صربيا تزود إسرائيل بالأسلحة تقيم علاقات مهمة مع الإمارات
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • إذاعة جيش الاحتلال: متضررون من 7 أكتوبر يرفعون دعوى ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية
  • جيش الاحتلال يزعم إحباط محاولة تهريب أسلحة عند الحدود الأردنية
  •  إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية
  • إسرائيل تحبط عملية تهريب أسلحة من الأردن للضفة الغربية
  • إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية
  • يديعوت أحرونوت.. إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل