يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"إن الكويت، رغم ما عانته من احتلال للأرض وتدمير للثروة بغير حق، قد تجاوزت خطايا الماضي، وتعالت على جراحها، آملةً أن يركن الطرف الآخر إلى الحق، وأن يتوقف عن ترديد ما لا طائل وراءه، وأن يلتزم بالثوابت القائمة على احترام سيادة الدول وإرادة شعوبها". عبد الله يوسف الغنيم.

********

صدر عن منشورات "ذات السلاسل" في الكويت، الطبعة الأولى من كتاب: "العلاقات الكويتية العراقية بين التعاون والصراع"، لمؤلفه محمد مرزوق الشبو، والكتاب من 414 صفحة، ويتضمن 6 محاور، واستند بها المؤلف على 58 مرجعًا ومصدرا عربيًا، و 15 من المؤلفات والدراسات باللغة الإنجليزية، و28 من الدوريات والمجلات العلمية العربية، إضافة إلى الخاتمة، وكلمة أخيرة، واحتوى الكتاب عددًا لا بأس به من الأوراق والوثائق؛ حيث ضمنها في فصل الملاحق بنهاية الكتاب؛ إذ ضمت 32 صفحة احتوت على عدد من الأوراق والوثائق المُهمة الدالة والمكملة للفهم العام لموضوع الكتاب.

من الأمور التي أعطت الكتاب أهمية ووثوقا أن أ.د عبد الله يوسف الغنيم قد كتب تصدير الكتاب؛ إذ أثنى على مادته العلمية، واعتبره إضافة طيبة للمكتبة الكويتية.

قرأت الكتاب الذي قد يُعد وثيقة علمية تاريخية تعطي فكرة متكاملة، وانطباعًا وافيًا عمّا حدث في تفصيلات الحالة الكويتية العراقية وما آلت إليه ظروف العلاقة من تذبذبات، وخطوط متعرجة، وتطورات استثنائية، أكثر منه كتاب سياسي تاريخي قانوني (أقصد عن القانون الدولي)؛ حيث تأخذ العلاقات بين البلدين حالة خاصة في العلاقات البينية الدولية، بسبب ظروف سياسية/ أمنية غاية في التعقيد، وشابها كثير من الجدل، خاصة بعد الغزو الذي تعرضت له دولة الكويت من العراق، وردود الفعل التي تفاعلت معها الساحات السياسية؛ بل والثقافية والاجتماعية عطفا على الاقتصادية ولا شك، وفي العالم أجمع، وما تسبب به من تفكيك المفكك في العلاقات العربية / العربية، كذلك لا ننسى أن للغزو بصمة لا تخفى في إقامة مؤتمر مدريد بعد معركة تحرير الكويت بفترة ليست طويلة بين العرب والصهاينة.

مثل ما سبق يكون عرضة لإغراء الكتابة، وطباعة النسخ للحديث عمّا جرى، لكننا كنا أحوج للكتابة العلمية الأكاديمية التي تقوم وتنشر وتصوب وتعرض ما جرى بوجهة نظر موثوقة ومعلومات واضحة، دون زيادة ولا نقصان، ولا حياد سلبيًا.

 

من يقرأ الكتاب يتصور أنه يقرأ كتابًا لتاريخ الكويت؛ إذ يبدأ في المحور الأول بالمتغير الجغرافي والتاريخي للجزيرة العربية من القرن السادس عشر إلى سنة 1913م، ومنظومة الحكم في الكويت منذ عام 1752م، وصولا إلى اتفاقية الحماية البريطانية 1899م؛ حيث ذكر المؤلف عنها في صفحة 49: "اعتبرت لحظة مفصلية وهامة في تاريخ الكويت الحديث، وبهذه المعاهدة ستنتفي رسميًا أية صلة رسمية أو اسمية أو شرفية للعثمانيين في الكويت".

مما لفتني في الكتاب خاصة في الصفحة 260: "إن توقيت الغزو العراقي أتى بشكل مريب؛ فالوضع العربي قبيل الغزو كان قاب قوسين أو أدنى نحو الالتئام والوفاق، فرجوع مصر للمشاركة في القمم العربية سبق عملية الاحتلال العراقي بفترة قليلة، فقد حدثت المقاطعة العربية لمصر بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل 1979م، وبدأ الجو العربي يهدأ مع مختلف الدول العربية، فشاركت مصر في مؤتمر القمة الإسلامي في الكويت في 26 و29 يناير 1987م".

في الكتاب عرض مفصل لمسيرة العلاقات الكويتية العراقية منذ بدايتها قبل استقلال البلدين، وحتى بعد الاستقلال، وتضمن الكتاب تقارير مفصلة عما جرى في الغزو العراقي للكويت، وحيثيات جديرة بالتوثيق، وتفصيلات يحتاجها الباحثون. ولم يعبأ المؤلف لتراكمات العديد من الملفات، بل وضع كل ما من شأنه يهم الحدث في مكانه وبترتيب يتناسق مع سياق الأحداث، وهنا أنبه إلى أهمية ذلك؛ نظرًا لحساسية الأمر والاحتياج لتوثيقه وفق نظرة أكاديمية تتسق بالموضوعية، قبل أن تكون سياسية قد تحمل فكرا مناقضا للموضوعية.

من خلال ما قرأته في الكتاب القيِّم، أعتقد أنه يستحق أن يوجَد في مكتبات الجامعات وأقسام التاريخ والعلوم السياسية، ويمثل وثيقة تاريخية / سياسية مُهمة لا غنى عنها لأي باحث أو مهتم، لا سيما والعلاقات الدولية في تجدد دائم، وثابتها هو التغيير، لذلك التوثيق الموضوعي الذي يقدم المعلومة والتحليل والدراسة وفق الأسس العلمية أصبح هو ما تصبو إليه نفوس البحاثة والمهتمين، لو تلاحظ الآن ومع اكتساح وسائل التواصل وكثرة مؤرخي القص واللصق، وممن يأخذ المعلومة لمجرد أخذها ونشرها بدون تدقيق أو تمحيص، أصبحنا في حاجة ماسة لوجود مؤلفات تكتسب مصداقية وثقة وعليها بعد الله الاتكال في حزم الرأي، وتقدير الموقف بناء على معلومة لا تشوبها شائبة، أو يخدشها ظن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الكويت تتأهل "عاصمة للثقافة العربية".. ندوة بالمعرض الدولي للكتاب

استعرض معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته 47 خلال فعالياته الإطار العام للاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2025 متناولا فكرة العواصم العربية وأسباب اختيار الكويت لهذا اللقب

وتحدث في الجلسة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد ولد أعمر بحضور نخبة من المهتمين في المقهى الثقافي في بهو مدخل صالة 6 في المعرض.

وقال الدكتور محمد الجسار أن الكويت تحتفل في العام المقبل بكونها عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025 مبينا أن هناك تنسيق ما بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الاعلام بتوجيهات من وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري فيما يخص الفعاليات و الأنشطة وتوزيعها.

وأكد أن المجلس الوطني يسعى إلى تسليط الضوء على الثقافة في الكويت مبينا أن المجلس داعم للثقافة ويهتم للشراكة مع المؤسسات الحكومية والأهلية لإثراء المشهد الثقافي. حيث أن الثقافة تعد أحد المحاور الأساسية التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية والتفاعل مع الثقافات العالمية وفي هذا السياقظ تكتسب مبادرة اختيار دولة الكويت (عاصمة للثقافة العربية 2025) أهمية خاصة إذ تمثل فرصة لتعزيز دور الكويت كمركز ثقافي رائد في العالم العربي.

وقال إن هذا الحدث الهام يعكس التزام دولة الكويت بنشر قيم التسامح والإبداع والتنوع الثقافي ويؤكد على مكانتها كمركز حضاري في المنطقة العربية كما يمثل فرصة ثمينة لتسليط الضوء على ما حققته الكويت في مجالات الثقافة والفنون وتقديمها كمثال يحتذى به في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.

وبين ان المجلس الوطني سيعمل بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني على تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية التي تعكس التنوع الثقافي العربي وتدعم الإبداع والتبادل الثقافي بين مختلف الدول العربية.

وقال أن الاحتفالية تهدف الى تحقيق عدة أهداف رئيسية منها تعزيز الهوية الثقافية العربية من خلال إبراز الإنتاج الثقافي والفني المتميز في الكويت والمجتمعات العربية وتعميق التفاعل الثقافي بين الشعوب العربية من خلال الفعاليات المشتركة، كما ستعزز العلاقة الثقافية بين الكويت والعالم العربي.

واضاف أن الاحتفالية تهدف إلى تسليط الضوء على الثقافة الكويتية إذ ستمثل هذه الفعالية فرصة لتقديم الفنون الأدبية والفكرية والفنون الجميلة التي تشتهر بها الكويت على مستوى العالم.

وقال إن الاحتفالية تتضمن مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية على مدار العام تشمل المعارض الفنية والثقافية تنظيم معارض فنية وأدبية تستعرض تاريخ وثقافة الكويت بالإضافة إلى معارض مشتركة مع دول عربية أخرى.

واضاف ان الاحتفالية تشمل كذلك المؤتمرات والندوات حول قضايا الثقافة والفن مع استضافة كبار المفكرين والمبدعين من العالم العربي.

كما اشار الى العروض المسرحية والموسيقية وإطلاق مشاريع تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي بين الكويت ودول عربية أخرى مثل برامج التبادل الثقافي وورش العمل والمشاريع المشتركة.

وأكد الدكتور الجسار ان اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية 2025 ليس فقط تكريما لإرثها الثقافي بل هو أيضا دعوة مفتوحة للمشاركة في مسيرة ثقافية تهدف إلى نشر السلام وتعزيز التفاهم بين الشعوب العربية.

و أضاف "نحن في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ندعو جميع المواطنين والمقيمين والمبدعين في الكويت للمشاركة الفاعلة في هذا الحدث الثقافي الضخم الذي سيكون منصة مفتوحة للإبداع والحوار حيث سيتيح لنا جميعا فرصة تعزيز ثقافتنا العربية الأصيلة وتعريف الأجيال القادمة بها".

بدوره عبر الدكتور محمد ولد أعمر عن سعادته بالتواجد في أحد اهم التظاهرات الثقافية في الكويت وعن سعادته لان تكون الكويت عاصمة للثقافة في عام 2025 مبينا ان اختيرت سابقا وكانت عاصمة للثقافة في عام 2001.

واوضح أن المنظمة تختار في كل سنة مدينة لتكون عاصمة للثقافة مبينا أن القدس عاصمة متوائمة للعاصمة في كل سنة للعاصمة المختارة.

وأشار إلى برنامج الاحتفاء بالعواصم الثقافية العربية مبينا إنه أحد البرامج الرائدة التي أطلقتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الهادفة إلى دعم العمل الثقافي العربي المشترك والاحتفاء بالمدن ذات البصمة الثقافية.

وبين ان مشروع عواصم الثقافة العربية يهدف إلى إعادة تشكيل المدن وجعل الثقافة والإبداع قوة دافعة للتنمية المستدامة من خلال تحفيز النمو والابتكار وتعزيز التماسك الاجتماعي والتنوع الثقافي ورفاهية السكان مع الالتزام بوضع القيم الثقافية في قلب التخطيط العمراني للمدن.

وقال إن منظمة الألكسو تسعى من خلال أنشطة عواصم الثقافة العربية إلى تحويل المدن إلى فواعل حضرية محورها الإنسان وغايتها الإدماج المجتمعي حيث تركز على تسخير الثقافة والابتكار والصناعات المبدعة كمحركات للتنمية في مجمل برنامجها وأهدافها الحضرية المستدامة.

وأشار الدكتور ولد أعمر إلى مرتكزات مشروع عواصم الثقافة العربية ومنها دعم أواصر التواصل مع ثقافات العالم وتخليد المكانة الثقافية والحضارية للمدن التي حملت لقب عواصم الثقافة العربية.

كما تطرق الى معايير اختيار عواصم الثقافة العربية ومنها الوضع التاريخي للمدينة المرشحة والمكانة الثقافية والإسهام البارز في الثقافة الانسانية وان تكون المدينة مركزا ثقافيا معترفا به اقليميا ومقصدا للمبدعين والمفكرين في مجالات العلوم والفنون والآداب.

وأشار إلى التزامات المدن المرشحة لحمل لقب عاصمة الثقافة العربية ومنها أن تلتزم المدينة بالترويج للقبها من خلال الأنشطة والفعاليات وأن تؤكد المدينة التزامها بتنفيذ البرنامج المتفق عليه مع المنظمة.

وقال ان النتائج المنتظرة من هذا المشروع تتمحور في دعم المكانة الحضارية والثقافية للمدينة العربية وجعلها مركز إشعاع وجذب إنساني وتشجيع وتحسين المبادرات التي تقودها المدن لجعل الإبداع مكونا اساسيا في التنمية الحضرية وتطوير مجالات للإبداع والابتكار في القطاع الثقافي واتاحة التواصل والمشاركة في الحياة الثقافية والادماج الكامل بين الثقافة والابداع.

وقال أن ان (الألكسو) تسعى من خلال عواصم الثقافة العربية إلى تعزيز قوة الثقافة من اجل الاستدامة في الوسط الحضري من خلال إسهامها في مجالات عدة منها استغلال إمكانات الثقافة كقوة دافعة للتنمية الاجتماعية والإقتصادية والاعتماد على الإمكانات التي توفرها الثقافة كمصدر مستدام للقضاء على الفقر.

وبين أن المدن حاملة اللقب تعمل على دعم تبادل الخبرات والمعارف والممارسات الجيدة خاصة مع المدن العربية المبدعة كما تلتزم بإطلاق مشاريع وشراكات ومبادرات تجمع بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني.

وأكد أن (الألكسو) تسعى الى انشاء شبكة نشطة من المدن العربية وعواصم الثقافة أكثر تواصلا واستدامة لتصبح منصات مفتوحة لتواصل العقول وتطوير الأفكار وتشجيع الابداع والمساهمة في تحقيق التنمية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمننا القومي
  • معرض الكتاب بالكويت يستعرض أسباب اختيارها عاصمة للثقافة العربية 2025
  • مذكرة تعاون بين مكتبة الإسكندرية وجامعة الدول العربية على هامش الأسبوع العربي للتنمية المستدامة
  • توقيع مذكرة تعاون بين مكتبة الإسكندرية وجامعة الدول العربية
  • وزير الخارجية لولي عهد الكويت: نتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
  • تقرير تلفيزيوني: رحيم صاحب البصمة المميزة في الموسيقى العربية (فيديو)
  • الكويت تتأهل "عاصمة للثقافة العربية".. ندوة بالمعرض الدولي للكتاب
  • القنصل الأميركي لدى أربيل: العلاقات الأميركية العراقية توجه دفتها نحو التعاون الاقتصادي
  • رحلة العمل الإنساني على أرض الكويت في جناح خاص بمعرض الكتاب الـ 47
  • توقيع اتفاق تعاون بين مبادرة سفراء المناخ والمنظمة الأذربيجانية العربية في قمة المناخ