جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-02@08:14:30 GMT

ثقب الباب

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

ثقب الباب

 

عائض الأحمد

من أسرار الكون، ومن عجائبه التي لا نهاية لها ما رواه نقلاً عن أحد أشهر أهل "قريته" في صناعة الدراما المسائية نسبة إلى المساء، وإلى التفاف أهل القرية للسمر وسماع ما تجود به خيالات "الهرفي" وهذا لقبه.

كنا نعلم ويعلم صانع هذه الروايات أنها من بنات أفكاره، وبرغم كل هذا نتحلق ونتعلق أيضاً بمواعيده التي لا تنتهي وكأنها ساقية لهمومنا، وطاردة لكل ما اعتقدناه ضيقاً ذات مساء، لسنا سذجًا أو بسطاء للتصديق كما يعتقد كل من وقعت عيناه على جمعنا، أو مر يومًا من قريتنا، إنها يا صديقي الحياة و"ثقب الباب" الذي ترى الأشياء منه، وليس كما تظن أن الآخرين حينما يملكون يترفون ويستدعون الممكنات كلهن، ويسخرونها طمعًا وكرهًا لملذاتهم، وما وافق هواهم وساير أفكار الآخرين في بروجهم، فلو لم يكن "سيد" هذا المساء في قريتنا لبحثنا عن "سيد" آخر نتندر عليه، ونمضي الوقت بين همز ولمز وقهقهات تعلو في فضاء اجتماعنا وكأن "عصبة الأمم" عادت سيرتها الأولى قبل أن تتفكك، ثم تجتمع على هيئة أكابرها وحالها كحال عصبة قريتنا وفاكهة مساءاتنا "الهرفي" غفر الله له.

كان يقول: لو لم أجد غير ثقب الباب لخرجت!

ختامًا: لا أعلم أي علاقة تربط بين صاحبي وهيئة الأمم، ولكن حديثه يشبه بعضًا مما يدور في أحضانها.

شيء من ذاته:

لو حملت روحي على كفي، ثم أودعتها ظلمات بحر لجي، لأبصرتك ناصعة البياض خالدة مخلدة، تنبض روحي بنسيم شهيقك وزفيره، إن كنتِ لا تعلمي يا توأم الروح فوالدتي لم تحملك، إنه قلبي الذي يسابق أنفاسي شوقاً لك فماذا تحسبين؟ لو صمتت نبضاتي على صدرك، ثم توارت خوفاً ووجلاً أين أنت حبيبتي أين أنت مني؟

لن ألعن الظروف، ولن أستكثر من ألم البعاد؛ فالكسر يجبر وقلبي قد كسر.

نقد:

الكلمة وليدة اللحظة ليست صناعة أتكسبُ منها، ولكنني أثق بمصدرها وأحترم قارئها.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قصة ريم التي صارعت الموت 4 أيام وعادت لتروي مأساة غزة

في مشهدٍ أقرب إلى المعجزة، خرجت ريم حسام البلي (16 عامًا) تمشي على قدميها، منهكة ومغطاة بالتراب، بعد 4 أيام من الزحف تحت الأنقاض، حيث كانت تزيح الحجارة بيديها المرتجفتين حتى تمكنت أخيرًا من الخروج وحدها إلى الشارع، وسط دهشة الناس في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وكانت ريم مدفونة بين الركام حيث فقد الجميع الأمل في نجاتها، حتى تم الإعلان رسميًا عن استشهادها مع 12 فردًا من عائلتها الذين دفنوا تحت أنقاض منزلهم المدمر جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي.

وقبل 4 أيام، وتحديدًا الخميس الماضي، كانت ريم تجلس مع عائلتها عندما سقط صاروخ من طائرات الاحتلال على منزلهم في سكنة فدعوس شمال بيت لاهيا، فهوت الجدران على رؤوسهم، وتحول البيت إلى كومة من الركام.

بعد أربع أيام تحت الانقاض!

الفتاة ريم البلّي، 16 عام إستطاعت الخروج من تحت الانقاض بعد أربع أيام من الحفر بمفردها، بعد قصف منزلها.

#FreePalestine pic.twitter.com/iCukuc6HO4

— S O M A S |????‍???? أحمد المصري (@SomasElmasry) March 31, 2025

وهرع المسعفون بحثًا عن ناجين، لكنهم لم يجدوا أثرًا لأي واحد، ومع قلة المعدات اللازمة لرفع الأنقاض، سُجّل اسمها في قائمة الشهداء، وبدأت عائلتها بتقبّل العزاء.

إعلان

ولم يدرك أحد أنها لا تزال هناك تصارع الموت في ظلام دامس، تتنفس الغبار، وتسمع أصوات من رحلوا من حولها، دون أن تتمكن من الحركة أو طلب النجدة.

بين الموت والحياة

مرت الساعات ثقيلة، ثم الأيام، وريم محاصرة وسط الأنقاض. لا طعام، لا ماء، لا ضوء، فقط الموت يحيط بها من كل اتجاه. لكنها لم تستسلم، كانت تتنفس بصعوبة، تتلمس طريقها بين الركام، تبحث عن أي منفذ للحياة.

مرت عليها 4 أيام وكأنها دهرٌ من العذاب، حتى استطاعت أن تزحف وتزيح الحجارة بيديها المرتجفتين، ثم خرجت وحدها إلى الشارع.

وكانت عيناها تنزفان دماً، وجسدها مغطى بالتراب، ونظراتها تائهة بين الصدمة والذهول. ولم تستوعب بعد أنها على قيد الحياة، ولا كيف نجت وحدها، في حين لم تعد عائلتها موجودة. وقد تحول بيتها إلى مقبرة، وأصبحت ريم الناجية الوحيدة من مجزرة محققة.

شاهدة على مأساة

انتشرت قصة ريم بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الناشطون شاهدًا حيًا على المأساة التي يعيشها أهالي غزة.

وتعليقا على ذلك، قال الناشط خالد صافي عبر منصة إكس "أربعة أيام في ظلام الركام، في حضن الجثث، في صمت الموت.. ثم تنهض، تمشي كأنها خارجة من بطن الأرض، شاهدة على أن الله لا يترك عباده، وأن رحمته وسعت كل شيء".

في زمن الموت والقصف والركام، حيث يظن الجميع أن الأمل قد دفن مع الضحايا، يتجلّى لطف الله على أرض غزة، وتُكتب آية جديدة من رحمته.

ريم حسام البلي، 16 عاماً، انتُشلَت من تحت الأنقاض لا برافعة ولا طاقم إنقاذ، بل بيد الله وحده.
بعد أن قصف الاحتلال منزل عائلتها في بيت لاهيا قبل أربعة… pic.twitter.com/1qIBMEckO9

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) March 31, 2025

ثم تساءل بحرقة "هل ترى الآن يا عالم؟ هل تسمع هذه الآية؟ هل تدرك أن شعب غزة ليس وحده، بل معه ربّ لا يخذله، وإن خذلته الأرض كلها؟".

إعلان

أما مقداد جميل فأشار إلى أن ريم ليست حالة استثنائية، بل هي واحدة من مئات الضحايا الذين ظلوا أحياء تحت الأنقاض لعدة أيام، لكنهم استشهدوا في النهاية بسبب منع قوات الاحتلال طواقم الدفاع المدني من إنقاذهم.

قبل قليل.. تمكنت الشابة "ريم حسام البلي" من إخراج نفسها من تحت أنقاض منزلها بمفردها بعد أن تم قصفه قبل 3 ليال، من طيران الاحتلال.

بقيت لأكثر من 3 أيام تحاول تحت الأنقاض!

بلا شك، فإن المئات مثلها كانوا أحياءً تحت الأنقاض، وبقوا حتى لفظوا آخر أنفاسهم، دون قدرة على إخراجهم، لسبب…

— Meqdad Jameel (@Almeqdad) March 31, 2025

وبدوره، كتب أحمد حجازي "اليوم، حدث أشبه بالمعجزة.. فتاة في السادسة عشرة من عمرها تخرج من تحت الركام بمفردها بعد أربعة أيام من القصف، بعدما فقد الجميع الأمل في نجاتها".

اليوم، حدث أشبه بالمعجزة في بيت لاهيا…
فتاة في السادسة عشرة من عمرها تخرج من تحت الركام بمفردها بعد أربعة أيام من الاستهداف ، بعدما فقد الجميع الأمل في نجاتها وأُعلن استشهادها.

تمشي في الشارع وسط ذهول الناس، تمشي متعبة، منهكة، تنزف من عينها، مغطاة بتراب منزلها الذي تحول إلى… pic.twitter.com/PGopw3Pmv8

— أحمد حجازي Ahmed Hijazi ???? (@ahmedhijazee) March 31, 2025

بينما علق أحد المغردين قائلاً "أربعة أيام من الظلام والموت، ثم تنهض وحدها من بين الدمار.. هل ترى وتسمع أيها العالم الظالم؟".

الناجية من القصف والخذلان

اعتبر مدوّنون أن قصة ريم تجسّد معاناة غزة في أبشع صورها، فقد أمضت 4 أيام تحت الأنقاض، فتاة صغيرة وجدت نفسها وحيدة في مواجهة القصف، ثم وحيدة تحت الأنقاض، ثم وحيدة بعد خروجها إلى الشارع تبحث عن بيتٍ لم يعد موجودًا، وعائلةٍ لن تعود أبدًا.

الفتاة #ريم_حسام_البلي من #بيت_لاهيا تبلغ من العمر 16 عام,خرجت اليوم من تحت الركام بنفسها بعد 4 ايام من اعلان استشهادها وفقدان الأمل من انتشالها فتجولت في الشارع وسط ذهول من الناس،و قد كانت في حالة صعبة و مغطاة برماد منزلها الذي قصف واستشهد بسببه كل افراد عائلتها .

— kwika bent (@psychoodemon) March 31, 2025

إعلان

وتساءلوا "كم ريما أخرى كانت تحت الركام، تصرخ دون أن يسمعها أحد؟ كم واحدًا منهم كان يمكن إنقاذه، لكن الاحتلال منع وصول فرق الإغاثة؟".

وأشار مغردون إلى أن هذه الفتاة نجت من القصف، لكنها لم تنجُ من خذلان العالم، ذلك الخذلان الصامت الذي يشبه الموت البطيء، ويشبه نظراتها وهي تبحث عن وطنها الذي أصبح حطامًا.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: ادعاء إسرائيل أن مخزون الغذاء في غزة كاف لفترة طويلة سخيف
  • الأمم المتحدة ترد على إسرائيل: ادعاء مخزون الغذاء في غزة سخيف
  • ماهي الشروط التي يجب توافرها في الأثر؟.. القانون يجيب
  • حصيلة طائرات MQ9 الأمريكية التي تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من اسقاطها
  • مشاهد حطام الطائرة الامريكية MQ_9 التي اسقطت في أجواء محافظة مأرب(فيديو)
  • بعد قليل.. مشاهد لحطام الطائرة الأمريكية MQ-9 التي تم اسقاطها في أجواء محافظة مأرب
  • قصة ريم التي صارعت الموت 4 أيام وعادت لتروي مأساة غزة
  • دار الأوبرا.. مسارح القاهرة التي لا تنام
  • خالد الإعيسر: تخويف الآخرين بالتمرد لم يعد مجديا وكل الشعب السوداني دخل الغابة
  • مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: المسعفون لا ينبغي أبدا أن يكونوا هدفا