قال علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن المرحلة الراهنة تشكل أصعب امتحان يتعرض له صمود الشعب الفلسطيني منذ النكبة قبل 75 عاما، وهو كذلك أصعب امتحان للحاضنة العربية بشكل عام ولدول المواجهة بشكل خاص، ويشكل الانتصار للقانون الدولي في التحركات حجر الزاوية الأساسي في الصراع الراهن، ففضلاً عن كون القانون بطبيعته واجب التطبيق، فإنه في الحالة الفلسطينية يعد جزءا جوهريا في الصراع بأبعاده السياسية والأمنية والمعيشية، مشددا على أن محاكمة إسرائيل تحتاج توثيق مهني ميداني للأحداث.

التوثيق المهني الاحترافي للانتهاكات

وأضاف رئيس العربية لحقوق الإنسان في تصريح خاص لـ«الوطن»: «يعد عملنا نحو إنفاذ القانون وجلب العدالة أمرا محوريا يستدعي منا جميعا الاهتمام والدقة»، وأكد أن ما يجري الآن في قطاع غزة جريمة عدوان، فضلا عن جرائم الحرب وتوافرت للمرة الأولى جريمة الإبادة الجماعية وهي الأخطر، وهنا يأتي دور المحكمة الجنائية الدولية.

وأوضح أنه من الأخذ في الاعتبار المخاطر الجمة لأي فشل مهني في التصدي للانتهاكات الإسرائيلية، بالتالي لا بد من إدراك أن التوثيق المهني الاحترافي للانتهاكات بكافة أنواعها يتم بالأساس في الميدان، وتنهض به جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية، ومن المهم لأي جهد خارج الأرض المحتلة أن يدعم الجهد الميداني، عبر توفير كافة أشكال الدعم الممكنة، والتحرك المشترك على المستوى الدولي وفق خطة منسقة سلفاً لضمان إحداث التأثير الواجب لما يتم إنتاجه على الأرض.

ولفت إلى أن الطريق لإدانة إسرائيل يمكن من خلال:

- الجمعية العامة

- مجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة

- لجان معاهدات حقوق الانسان

- المقررين الخاصين بالأمم المتحدة.

جهود التوثيق المهني وإعداد ملفات الملاحقة الجنائية

وأكد أن هذه الأمور تستند بالأساس على جهود التوثيق المهني الميداني، وقال: «قبل مارس 2021، ومنذ العام 2002، عملت المؤسسات الحقوقية الفلسطينية على تقديم ملفات جنائية إلى محاكم الدول التي تقر قوانينها بالاختصاص الجنائي العالمي (Universal Jurisdiction)، وقدمت 25 قضية في 23 دولة، وصدرت مذكرات توقيف لاعتقال 87 مسؤولاً سياسياً وعسكرياً إسرائيلياً». 

وأكد أن جهود التوثيق المهني وإعداد ملفات الملاحقة الجنائية يعتمد بالأساس على جهود الباحثين الميدانيين العاملين في المؤسسات الحقوقية الفلسطينية على الأرض وفي الميدان، بما يشمله ذلك من: 

- جمع المعلومات المؤكدة 

- أخذ الإفادات والشهادات تحت القسم

- إعداد التقارير الأولية 

- جمع الأدلة والقرائن

- تفريغ التشريعات العسكرية الإسرائيلية والتسلسل القيادي للجيش ومستوى منح الأوامر لتحديد المشتبه فيهم

- الاستعانة بأفضل الخبراء الدوليين لمراجعة هذه النتائج والملفات

- الحصول على وكالات قانونية لتمثيل الضحايا

- التقدم ببلاغات أمام قضاء سلطات الاحتلال التي بطبيعة الحال لا يحقق العدالة لتأمين أهداف تلبية شرط استنفاذ آليات الانتصاف الداخلي

- التوجه للدول الأخرى التي وفقاً لقوانينها تُعنى بملاحقة مرتكبي جرائم الحرب حالما تتوافر الأسانيد الجنائية الكافية.

التحالف القائم بين العربية لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الفلسطينية 

كما أشار إلى دور المنظمة العربية والشركاء الفلسطينيين للعمل على تطوير الجهود مستفيدين من عدوان صيف 2014 الذي راح ضحيته 2200 مدني فلسطيني، والتوجه إلى الرئيس الفلسطيني وتبنت القيادة الفسطينية اقتراح المنظمة العربية لحقوق الإنسان وشركائها من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية (الحق – الميزان – المركز الفلسطيني – الهيئة المستقلة).

وأكد أنه تحت وطأة الفظاعات الجارية وغير المسبوقة، اضطر المدعي العام للإدلاء ببعض التصريحات الايجابية وزيارة القاهرة ومحاولة دخول غزة عبر مصر، ونتطلع لأن يكون ذلك بداية تحرك حقيقي لا يخذل الضحايا كما جرى  خلال العامين الماضيين.

كما أوضح أنه جار في الوقت الحالي تطوير آليات عمل التحالف القائم بين المنظمة العربية لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الفلسطينية بما يحقق أفضل النتائج ويرتقي للتحدي الراهن، وهناك متسع لكل مؤيدي حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الإنسان بالانضمام إلى هذا التحالف.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة فلسطين المنظمة العربية لحقوق الإنسان العربیة لحقوق الإنسان الحقوقیة الفلسطینیة المنظمة العربیة حقوق الإنسان وأکد أن

إقرأ أيضاً:

الجمعيات الأهلية ومتابعة الانتخابات البرلمانية.. ورشة عمل للائتلاف المصري لحقوق الإنسان

نظم الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية، فرع بني سويف، اليوم الإثنين، ورشة عمل بعنوان "استعدادات الجمعيات الأهلية بشمال الصعيد لمتابعة الاستحقاقات الانتخابية 2025"، وذلك بحضور ممثلي الجمعيات والمؤسسات الأهلية بالمحافظة.

افتتح اللقاء أشرف دياب، منسق البرامج بالائتلاف، مرحبًا بالحضور، ومستعرضًا المبادرة التي تهدف إلى تكوين شبكة من الجمعيات الأهلية بالمحافظات المستهدفة لتعزيز قدراتها في مختلف المجالات.

وأشار إلى أهمية الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدًا أنها ستجرى خلال النصف الثاني من عام 2025، وفقًا للمدد الدستورية المحددة.

الانتخابات البرلمانية 2025

ولفت إلى أن هذه الانتخابات ستكون الأولى دون إشراف قضائي كامل، بعد انتهاء المدة الدستورية للإشراف القضائي في 17 يناير 2024، فيما ستتولى الهيئة الوطنية للانتخابات إدارة العملية الانتخابية بشكل مستقل وفقًا لدستور 2014 المعدل 2019.

من جانبه، أكد عماد الدرمللي، منسق الائتلاف بمحافظة بني سويف، أن الانتخابات الديمقراطية النزيهة تُعد فرصةً مهمةً للمواطنين للتعبير عن إرادتهم، وهو ما يجعل دور منظمات المجتمع المدني محوريًا في متابعة الانتخابات، لضمان نزاهتها وشفافيتها وفقًا للمعايير الدولية.

وأضاف أن الدولة المصرية تؤمن بأهمية المجتمع المدني كشريك رئيسي في التنمية، وتتبع نهجًا تشاركيًا يشمل مختلف الفئات، لدعم الحقوق السياسية والمدنية وتعزيز الوعي المجتمعي بالمشاركة الانتخابية.

وتم خلال الورشة استعراض المواد الدستورية التي تنظم العملية الانتخابية، ومنها:

المادة (250)، وتنص على أن مجلس الشيوخ يُشكل من عدد لا يقل عن 180 عضوًا، يُنتخب ثلثاهم بالاقتراع العام المباشر، بينما يُعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي.المادة (102)، وتنص على أن مجلس النواب يتكون من 450 عضوًا على الأقل، يُنتخبون بالاقتراع العام المباشر، مع تخصيص ربع المقاعد للمرأة، وفق شروط يحددها القانون.

وخرجت الورشة بعدة توصيات، منها:

تعزيز دور الجمعيات الأهلية في نشر الوعي بالمشاركة الانتخابية.تنظيم العمل التطوعي وإدارة المتطوعين وفقًا لقانون العمل الأهلي (149) لسنة 2019.التركيز على توعية الشباب وتحفيزهم للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية.استخدام التكنولوجيا في تنفيذ برامج ومبادرات الجمعيات الأهلية.مواجهة المفاهيم المغلوطة التي تهدف إلى تفكيك الوحدة الوطنية، وتعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية.

وأكد المشاركون، أن الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية سيواصل جهوده في التوعية والتثقيف، خاصة بين النشء والشباب في المدارس والجامعات ومراكز الشباب، عبر وسائل مبتكرة تُطبق لأول مرة في مصر.

مقالات مشابهة

  • القومي لحقوق الإنسان ينظم ورشة عمل حول الامتثال لمبادئ باريس
  • القومي لحقوق الإنسان يعقد مائدة مستديرة حول دور النخب وقادة الرأي في تعزيز حقوق الإنسان بمصر
  • “الخارجية الفلسطينية” ترحب بردود الفعل العربية والدولية الرافضة لعدوان إسرائيل على قطاع غزة
  • قرقاش: الإمارات حريصة على تعزيز التعاون الأممي
  • قرقاش: الإمارات حريصة على تعزيز التعاون مع لجان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تسرع ضم أجزاء من الضفة الغربية
  • استشهاد شخصين وإصابة 19 آخرين في غارات إسرائيلية على سوريا
  • الجمعيات الأهلية ومتابعة الانتخابات البرلمانية.. ورشة عمل للائتلاف المصري لحقوق الإنسان
  • “الوطنية لحقوق الإنسان” تنظم ورشة للتوعية بحقوق العمالة المساعدة
  • مفوضية حقوق الإنسان تدعو لرفع العقوبات عن سوريا