زيلينسكي: العدوان الإسرائيلي في غزة أبعد التركيز عن الحرب في أوكرانيا
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، أن الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة “حماس” قد أبعد التركيز عن الحرب في أوكرانيا.
وحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قال زيلينسكي في مؤتمر صحفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "بالطبع، من الواضح أن الحرب في الشرق الأوسط، وهذا الصراع، يشتت التركيز".
وتستعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لاستقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في زيارته التي سيجريها إلى تل أبيب، حيث من المنتظر وصوله أحد يومي الإثنين أو الثلاثاء المقبلين.
وأشارت القناة 12 العبرية، إلى أن الرئيس الأوكراني، عرض الحضور قبل أكثر من أسبوعين، لكن إسرائيل شعرت أن ذلك سابق لأوانه؛ لأن الحرب لا تزال في مرحلة مبكرة نسبيا، على الرغم من أنها رحبت بزعماء آخرين من جميع أنحاء العالم.
وقال وزير التعليم في حكومة الاحتلال الإسرائيلية، يوآف كيش، إن "مثل هذه الزيارة، ستبعث برسالة مهمة".
وزعمت القناة العبرية، أن وصول زيلينسكي، والتقاط صورته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس يتسحاق هرتسوج، وقادة إسرائيليين آخرين؛ “سيرسل رسالة إلى العالم المستنير الذي يتعرض للهجوم، ويقف ضد العالم الأقل استنارة، ويهاجم"، مضيفة أن "ذلك سيشير إلى وجود جبهة موحدة بين إسرائيل وأوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة، ضد المحور الروسي الإيراني".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الأوكراني زيلينسكي إسرائيل حماس أوكرانيا الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
إقرأ أيضاً:
الصراع أثناء الحرب الحالية يأوي إلي “السودان المفيد”
يتركز الصراع أثناء الحرب الحالية في أماكن كثيرة في السودان. لكنه يأوي إلي “السودان المفيد”.هذا الجزء من البلاد الذي يحتوي على الموارد الطبيعية و الثروات الزراعية و الصناعية. و هو جزء كثيف السكان و يحتوي على العنصر البشري الأكثر تمدناً و قابليّة للعيش المشترك و التشرب بقيم الحرص على التعليم و العمل و الإنتاج . الحرب الآن تتمحور حول المنطقة التي طالما وصفوها بمثلث حمدي في إشارة لخطاب منسوب بإصرار لوزير المالية السوداني الأسبق د. عبد الرحيم حمدي ، و هي التي تعني السيطرة عليها ؛ تحكماً في ثروات البلاد و شعبها المتجانس القابل للحكم و الأبعد عن قبول سرديّات التهميش و سهولة تأجيج الحرب ضد الدولة أو ضد بعضه البعض ، و المثلث فيما نُسب لقائله هو متساوي الأضلاع بين سنار و الأبيض و دنقلا. تاريخيّاً خلت هذه المناطق من الحرب و عاشت منذ دولة الفونج بشعور قومي متصل و متسامح. و مثّلت قلب السودان و خزّانه البشري في الخدمة المدنية و العسكرية.
الرئيس السوري المطرود بشار الأسد أطلق على المناطق التي سعى للسيطرة عليها ب : سوريا المفيدة ، و هي المناطق الغنية بالبشر و الموارد و تضم : حلب و دمشق و الساحل ، ثم سمح للفصائل المتمردة و المعارضة السنية بالتكوّم في إدلب التي لا يهمه السيطرة عليها “لقلة فائدتها”. لكن إنطلق المقاتلون من مناطقهم غير المفيدة للسيطرة على أراضيه المفيدة و منطقة الساحل. طالما كان مثلث حمدي منطقة موارد جغرافية و سكانية يسيل لها لعاب الساعين للسيطرة على حكم السودان منذ تمرد جون قرنق.
استراتيجيّا سمحت الأنظمة المتعاقبة لحكم السودان للمسلحين الأناركيين بالعيش خارج هذا المثلث و بالتالي خارج سياق الشرعية و الموارد. هذه الحرب التي تم لها التخطيط من الخارج هدفت لتوجيه ضربة موجعة للدولة السودانية في قلبها النابض. و انطلقت جموع العطاوة من خارج المثلث لتحتله و تمنع الدولة من التمتع بموارده في حربها، بل استغلال هذه الموارد السكانية و الإقتصادية و الموقع الإستراتيجي لإستكمال إسقاط الدولة. لكن الدولة صمدت بإعجوبة ـ و عاشت بلا قلب – لتحاول إسترداد هذا المثلث المفيد. بعضهم روّج للكلام المنسوب لعبد الرحيم حمدي بأنه عنصري و يحمل نوايا تقسيم البلاد من منظّر نظام إسلامي ( أو إسلامو عروبي ) لتحرّم أي نقاش علني حول الموضوع بوصمه بأنه تفكير شرير ، لكن المثلث هي رؤية إقتصادية و إستراتيجية نفعية و ديمغرافية تهم كل الأنظمة التي تريد أن تحكم من الخرطوم بغض النظر عن توجهاتها الفكرية و الإثنية.
و على النموذج السوري تسوّر المقاتلون من أقاليم خارج المثلث السعيد ليقوموا بإحتلاله و يتحمل الإقليم العبء الأكبر من الإنتهاكات و السرقة. من المهم عودة المثلث إلى سياق جدل الإنصهار القبلي و سهولة الخضوع للسلطة ، و إبعاده من جدال الهامش و العنصرية التي وُصم بها مجرد ذكر المثلث أو التفكير فيه.
د. عبد الرحيم حمدي أنكر أنه صاحب الفكرة ، لكنه رجل إقتصادي حقيق بأنه يكون هذا هو منهج تفكيره. و على النقيض تماماً ستكون طرائق التفكير التي تبحث عن النقاء العرقي في جبال النوبة أو الأنقسنا أو دولة النهر أو حتى الباحثة عن إنفصال دارفور ليكون تشاد التوأم. الجدوى الإقتصادية هي أكبر دعائم تكوين الدول و ليس العِرق كما ظنّت نخب الهامش و المركز التي تغض الطرف الآن عن مولودها الشرعي : دولة جنوب السودان لئلا يحاسبها الناس و ينتقدونهم على فشلهم المريع و يتسامحون معهم في مواصلة التبشير بالفكر الضال عديم الجدوى للذين حملوا رأيته بعد إنفصال الجنوب من أمثال عبد العزيز الحلو و مستشاره أبكر آدم إسماعيل.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب