رأي الوطن : تحية لأبناء فلسطين فـي ذكرى الوعد المشؤوم
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
مجزرة تلْوَ الأخرى يرتكبها كيان الاحتلال الصهيونيِّ دُونَ أيِّ رادع من ضميرٍ أو أيِّ ذرَّةٍ من الإنسانيَّة، فلَمْ يفلت من قبضته الإرهابيَّة المستشفيات أو المدارس، وحتَّى عربات الإسعاف، جرائم تتكرَّر وتكشف أكاذيب وخداع حكومة اليمين الصهيونيَّة العنصريَّة المتعطِّشة للدَّم، الَّتي تُضلِّل الرَّأي العامَّ العالَميَّ بادِّعائها وجود مناطق ومسارات آمنة يتوجَّه من خلالها ولَهَا سكَّان قِطاع غزَّة من شمال القِطاع إلى جنوبه، حيث يتمُّ قصف هذه المسارات وإبادة المئات من الأبرياء الَّذين لَمْ يرتكبوا ذنبًا يخالف الشرائع السماويَّة والقوانين الوضعيَّة الدوليَّة، وتجري معاقبتهم على رفضهم احتلال أراضيهم وتأييدهم النِّضال لاستعادتها.
إنَّ صمود الشَّعب الفلسطينيِّ البطل بهذا الشَّكل الأسطوريِّ، واحتماله لجرائم وحشيَّة إرهابيَّة لأكثر من (75) خمسة وسبعين عامًا، يؤكِّد أنَّ جرائم وعمليَّات التطهير، الَّتي ترتكب على مرأى ومسمع من العالَم المتواطئ على وحشيَّتها وبشاعتها، لَنْ تدفعَ الشَّعب الفلسطينيَّ في غزَّة أو الضفَّة العربيَّة بما فيها القدس الَّتي تتعرَّض لهجمات استعماريَّة تهويديَّة، إلى النزوحِ وتركِ أرضهم ورفعِ الراية البيضاء، بل ستزيدهم إصرارًا على مواصلة الصُّمود والدِّفاع عن كرامتهم ووطنهم، ومواصلة النِّضال بشتَّى السُّبل حتَّى يستردَّ هؤلاء الأشاوس حقوقهم الوطنيَّة المسلوبة. فتحيَّة من القَلْبِ للشَّعب الفلسطينيِّ المناضل، الَّذي يتحمَّل المِحَنَ بصبرِ الجِبال، وعزيمة لا تلين، لِيصمَ العالَم أجمع بِعَارِ السكوت الَّذي تخطَّى الحدود، ووصل إلى حدِّ المشاركة في الجريمة.
نرسلُ هذه التحيَّة لأبناء فلسطين المرابطين في ذكرى وعْدِ بلفور المشؤوم الَّذي كان انطلاقةً للمأساة الَّتي يعيشها الفلسطينيُّون حتَّى وقتنا الحاضر. فذكرى إعلان بلفور تطلُّ عَلَيْنا في ظلِّ العدوان الإرهابيِّ الَّذي يواصل القتل والتدمير لقرابة الشهر في قِطاع غزَّة، والضفَّة الغربيَّة، في جريمة تنبت من شقوق الوعد الكارثيِّ، لِتُطيلَ عمر الموت المنبعث من المجازر في فلسطين، والَّتي تتعمَّد تشريد أبناء فلسطين العُزَّل داخل وطنهم وخارجه، رغم الإصرار الفلسطينيِّ على البقاء وتفضيل الموت في تراب الوطن، على الهجرة مِنْه، والاقتلاع المرير الَّذي فتَحَ طريقَه الإعلانُ المشؤوم عام 1917، ويسعى الكيان الصهيونيُّ الغاصب إلى تحقيق أهدافه بكُلِّ غطرسة وإجرام، لِتكُونَ ذكرى جديدة تتقاطع مع الإرهاب الصهيونيِّ الجاري، كشاهدٍ على مظلوميَّة الشَّعب الفلسطينيِّ، الَّذي يعيشها بكُلِّ مرارة وألَمٍ وحسْرةٍ، في ظلِّ ما يمارسه الاحتلال الصهيونيُّ من جرائم إبادة جماعيَّة لَمْ يشهدها التَّاريخ العالَميُّ الحديث.
إنَّ الجرائم الَّتي نشهدها والمجازر الَّتي نتابعها تؤكِّد أنَّ حلفاء كيان الاحتلال الصهيونيِّ لا يزالون يُقدِّمون له الدَّعم والمساعدة لكَيْ يرتكب المزيد من الجرائم بدلًا من تأمين الحماية العاجلة للفلسطينيِّين، والضغط على الاحتلال الصهيونيِّ لوقفِ شلَّالِ الدِّماء السيَّال وجريمة الإبادة الجماعيَّة الَّتي تُرتَكب في فلسطين، ما يؤكِّد أنَّ ذلك الوعد سَيِّء السُّمعة لا يزال يتجلَّى صداه، ولا يزال مَنْ وعَدَ به مُصمِّمًا على تحقيق أهدافه الاستعماريَّة بمواصلة دعم هذا النَّبتِ الشيطانيِّ في وادينا المنكوب. هذا النَّبتُ الصهيونيُّ الَّذي ينتهكُ يوميًّا جميع بنود اتفاقيَّة جنيف والقانون الدوليِّ الإنسانيِّ ومواثيق حقوق الإنسان ومئات قرارات الشرعيَّة الدوليَّة المعنيَّة بالقضيَّة الفلسطينيَّة دُونَ أنْ يجرؤَ أحَدٌ على ردْعِه أو مُحاسبتِه.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی العال م
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية في ذكرى يوم الشهيد: دماء الشهداء مفاتيح عزة الأمة
قدم د. نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في الذكرى الـ 56 ليوم الشهيد، بأسمى آيات لعرفان إلى أرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لوطنهم، معبرًا عن فخره واعتزازه بتضحيات هؤلاء الأبطال الذين سطروا بدمائهم الطاهرة أروع قصص البطولة والشرف في تاريخ أمتنا.
وأكد مفتي الجمهورية، أن دماء الشهداء هي سطورٌ محفورة في تاريخ الأمة، وشواهد عزتها التي لا تذبل، فهذه الدماء التي تجسدت فيها أسمى معاني الوفاء والتضحية، ستظل مشعة في قلوبنا وعقولنا؛ لتضيء دروب الأجيال القادمة وتحثهم على التمسك بقوة الوطن وكرامته، فلم يترك هؤلاء الأبطال مجرد ذكريات، بل تركوا إرثًا من العزة، التي لا تضعف مع مرور الزمن، وعزيمةً لا تهزم أمام عواصف التحديات، معتبرًا فضيلته، أن الاحتفاء بيوم الشهيد هو دعوة لنا جميعًا لإعادة التفكير في قيم العطاء والتضحية، وتذكرة لنا بأن كرامة الوطن وازدهاره لا تتحقق إلا بالإخلاص والتفاني في العمل من أجل رفعة هذه الأرض المباركة.
كما توجه بخالص التحية والتقدير إلى أمهات وأسر الشهداء والمصابين، الذين ضربوا وما زالوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات، مؤكدًا تقديره العميق للتضحيات الجليلة التي يقدمها رجال القوات المسلحة البواسل وأبطال الشرطة الأوفياء، الذين يواصلون العمل بكل إخلاص لضمان استقرار مصر وحفظ أمنها.
وقال فضيلته: إن ذكرى يوم الشهيد المصري مناسبة نستلهم منها القوة والإيمان، ونتذكر من خلالها أن الوطن يستحق منا كل التضحية والفداء. نسأل الله تعالى أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته، وأن يجعلنا من الذين يستلهمون من بطولاتهم عزيمةً وإصرارًا على المضي قدمًا في بناء وطننا العزيز مصر وحمايته، وأن يحفظه من سوء ومكروه، وكل عام ونحن جميعًا بخير.