ثوب بيت لحم.. أصالة جمالية ومجرى تاريخي يروى عبره
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
تعد الأزياء سجلا يحفظ بين طياته دلائل حـال الأمة وعاداتها وتقاليدها وتراثها وأحوالها والظروف والأحداث التي سطرت بها تاريخها، وهي من أكثر شواهد المجتمعات والشعوب وضوحا فمن ضمن التسجيلات التي تترخ على مدار عقود من الزمن، تبقى الأزياء من أحد أكثر العناصر الواضحة والدالة على مرور تاريخ عريق من حقبة السنوات المتعاقبة على منطقة ما.
فيستدل بها على كثير من المؤشرات، منها السياسية والإقتصادية والثقافية وغيرها؛ إذ تدل على الإنتماء الطبقي، والمنزلة الاجتماعية والمهن التي توجد في تلك الفترة كما تدل على جنس وعمر الشخص الذي يرتديها.
والأزياء الشعبية من أهم الوسائل المستخدمة في الكشف عن تراث الشعوب عبر مختلف الأزمان، كما هو الحال بالنسبة للعادات والتقاليد التي يبتكروها، فالملابس والأزياء التراثية فهي إن اختلفت في أشكالها وألوانها، تبقى لتعبر عـن مراحـل تاريخية مختلفة مرت بهـا الأمـم والشعوب ما يجعل منها هوية ثقافية وتاريخية وتعبيرا اجتماعيا قويا يرصد ارتباط الإنسان بأرضه.
ثوب بيت لحمأو ما يعرف بالثوب التلحمي أو ثوب المَلكَة، وهو ثوب عريق وقديم وارتبط ارتباطا تاريخيا وثيقا بالتاريخ الفلسطيني القديم، حيث كان زيا خاصا بملكات الكنعانيين في فلسطين، ويأتي تصميمه مخطط بخطوط داكنة تميل في معظمها إلى اللون البني القريب من الأحمر أو ما يعرف حاليا بالني ال"بريك" إذ تتداخل في وسطه قطع الساتان بألوان بهيجة بين الأخضر الغامق والبرتقالي الذي يتناغم مع ألوان التصميم كافة.
أما الأحمر البرتقالي أو الناري، فإنه يتمركز في صدر الثوب ويخاط باتسخدام قماش القطيفة أو المخمل والتي عادة ما تطرز بخيوط بارزة وبأشكال دائرية تستخدم فيها الألوان البراقة بخيوط أشبه بخيوط ال"لاميه" الذهبية أو الفضية، وقد كانت قديما تصنع من الذهب والفضة، كما توضع في وسط كل ثوب شكل دائري بقطعة من المجوهرات المميزة والتي تليق بأهمية الملكة صاحبة الثوب كالزمرد أو الياقوت.
اقرأ ايضاًأما باقي أجزاء الثوب فتمتاز بغزارة التطاريز الداخلة في التصميم، مع استخدام أنواع متعددة من الرسومات التي كانت تدل على المناطق التي تخضع لحكم الملكة الكنعانية.
ثوب العروس بألوان زاهية اكثركما يتميز هذاا لثوب بأنه أكثر الأثواب الفلسطينية بساطة، إذ يحتوي على أهم قطبة والتي تسمى التلحمية أو القصب بشكل كبير منها في أسفل الإزار وعلى أطراف الأكمام، ويتميز ثوب العروس في بيت لحم أنه يصنع من أقمشة الحرير بألوان زاهية ومخططة مع وجود الكثير من الغرز المتداخلة بأسلوب راقي ومميز. كما أن التطريز يظهر بكثافة في قبة ثوب العروس، أما الأكمام فتكون على شكل مثلث مليئة بالرسومات المشربية والعنقودية.
أما بالنسبة لأكمام الثوب فتأتي واسعة وبنهايات مختلفة بقصات هندسية متنوعة يطلق عليها اسم "البنايق" كذلك قد يحتوي ثوب العروس على قماش المخمل المطرز في بعض أجزاء الخياطة منه أيضا.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ فلسطين غزة طوفان الأقصى أحداث غزة غزة الآن التطريز الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
سموتريتش: نعمل على إنشاء إدارة للهجرة من غزة وهناك إمكانية لتغيير تاريخي
كشف وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر "لجنة أرض إسرائيل" في الكنيست أن "إسرائيل" تستعد لإنشاء إدارة هجرة كبيرة في وزارة الحرب، بهدف دفع خطة الرئيس الأمريكي ترامب للهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة.
وقال سموتريتش في المؤتمر الذي تناول خطة الهجرة: "نحن نقيم إدارة للهجرة.. ونحن نعد لهذا الأمر بقيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، والميزانية لن تكون عائقا"، بحسب ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم".
ووفقًا سموتريتش، تستند الخطة إلى "فهم من بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية الذين عرضوا عليه المشكلة المتعلقة بترك السكان الغزيين بالقرب من إسرائيل: هناك كراهية عميقة وشديدة لإسرائيل وقال لي مسؤولون في الإدارة لا يمكن أن يبقى 2 مليون شخص يحملون كراهية لإسرائيل على بعد رمية حجر من جداركم".
وشرح سموتريتش العملية المخططة وتعقيدها اللوجستي قائلا: "إذا أخرجنا 5000 شخص يوميًا، سيستغرق ذلك عامًا، اللوجستيات معقدة لأنه يجب معرفة من يذهب إلى أي دولة".
وتعمل "إسرائيل" مع الإدارة الأمريكية لـ"تحديد الدول التي ستستقبل المهاجرين من غزة"، بحسب ما أفاد سموتريتش.
وشدد على أهمية الخطة لمستقبل المنطقة: "لكي لا تتحول التكاليف الكبيرة وعزيمة أمة بأكملها إلى جولة أخرى، يجب أخذ الخطة بكلتا اليدين.. هذه ليست مجرد حدث آخر، بل هي فرصة لتغيير تاريخي".
لم ترد وزارة الحرب الإسرائيلية على هذه التصريحات بعد، ولا يُعرف ما إذا كانت الخطة قد قدمت للموافقة عليها من قبل المجلس الأمني والسياسي أو ما إذا كانت لا تزال في مراحلها الأولية.
وفي 4 شباط/ فبراير الماضي، أثار ترامب جدلا واسعا عندما اقترح سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد تهجير الفلسطينيين منه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى أماكن أخرى، خصوصا في مصر والأردن، دون أي خطط لإعادتهم.
وفي مواجهة هذا الطرح، تبنى القادة العرب في قمة القاهرة، الأسبوع الماضي، خطة مصرية لإعادة إعمار غزة، تضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
ورغم تبني الخطة العربية، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن الخطة المصرية لا تلبي تطلعات إدارة ترامب، في إشارة إلى استمرار الخلاف بين واشنطن والدول العربية بشأن مستقبل القطاع.
وبدعم أمريكي ارتكبت "إسرائيل" بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى 19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.