وثقت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس، في تقريرها لشهر أكتوبر الماضي، حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس المحتلة، استشهاد 15 مواطنا، بينهم 7 أطفال، و(394) حالة اعتقال و(19) عملية هدم.

شهداء القدس جراء العدوان الإسرائيلي:

ارتقى خلال شهر أكتوبر الماضي، (15) شهيدا في محافظة القدس من بينهم 7 أطفال، وهم:

- الطفل ياسر ثائر سامي الكسبة (17 عامًا)

- محمد زياد عبد الجليل حميد (24 عامًا)

- أمجد ماهر عليان خضير (36 عامًا)

- الطفل آدم أمجد فتحي الجولاني (16 عامًا)

- الشهيد علي العباسي (25 عامًا)

- عبد الرحمن فرج (18 عامًا)،

- عمر عيسى الفرا

- خالد المحتسب (21 عاما)

- أحمد خالد عيد فراج (18 عاما)

- الطفل محمد طاهر مصطفى (16 عاما)

- الطفل ليث أبو مرة (17 عاما)

- عبد الرحمن ربحي العموري (22 عاما)

- الطفل أيهم إياد عيسى جبارين (17 عاما)

- الطفل أحمد غالب مطير (17 عاما)

- الطفل آدم ناصر أبو الهوى (17 عاما)

القدس
ملف الجثامين المحتجزة

احتجز الاحتلال الإسرائيلي جثامين 5 شهداء فلسطينيين خلال شهر أكتوبر، وهم: علي العباسي، وعبد الرحمن فرج، وخالد المحتسب، والطفل آدم أبو الهوى وعبد الرحمن العموري.

ولا تزال سلطات الاحتلال حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي، تحتجز جثمان 30 شهيدا مقدسيا في ثلاجات الاحتلال و«مقابر الأرقام».

إصابات القدس جراء العدوان الإسرائيل:

رصدت محافظة القدس خلال تشرين الأول (37) إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال على القدس، بالإضافة إلى مئات حالات الاختناق بالغاز.

اعتداءات المستعمرين على القدس:

نفذ المستعمرون (29) اعتداء بحق المقدسيين من بينها (6) اعتداءات بالإيذاء الجسدي، و(6) على الممتلكات من بينها سرقة ثمار الزيتون في وادي الربابة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.

الجرائم بحق المسجد الأقصى:

اقتحم (8006) مستوطنين، و(16، 255) تحت مسمى سياحة (من خلال وزارة سياحة الاحتلال الإسرائيلي) المسجد الأقصى المبارك، خلال تشرين الأول الماضي، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، وهو الرقم الأعلى للاقتحامات خلال العام الحالي، وبذلك يكون 49، 168 مستوطنا قد اقتحموا الأقصى المبارك منذ بداية العام الجاري.

عمليات الاعتقال:

وثقت محافظة القدس خلال شهر أكتوبر الماضي نحو (394) حالة اعتقال لمواطنين في كافة مناطق محافظة القدس، من بينهم 22 طفلا و27 سيدة.

عمليات الهدم والتجريف

رصدت محافظة القدس في تقريرها (19) عملية هدم، منها (7) عمليات هدم ذاتي (قسري)، و(12) عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال. شملت منازل، ومكتب، ومنشأة تجارية (مطعم شعبي).

قرارات الهدم والإخلاء القسري والاستيلاء:

سلمت سلطات الاحتلال خلال الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول من العام الحالي، قرارات هدم فوري لعدد كبير من المنازل في البلدة القديمة في منطقة باب حطة بالقدس المحتلة.

الإخلاء القسري:

وثقت محافظة القدس في 31 تشرين الأول، تنكيل قوات الاحتلال بعائلة داوود اسماعيل الخطيب، في منطقة برية حزما شمال شرق القدس المحتلة وإجبارها على الرحيل فورا دون مقتنياتهم ومواشيهم.

كما أجبرت سلطات الاحتلال سكان برية حزما على هدم مساكنهم تمهيدا للرحيل من المنطقة، بعد إعطائهم مهلة حتى يوم الجمعة المقبل للرحيل من المنطقة.

قرارات محاكم الاحتلال:

فرضت محاكم الاحتلال بحق المعتقلين قرارات مجحفة، تعددت بين إصدار أحكام السجن الفعلي، وفرض الحبس المنزلي، بالإضافة إلى قرارات إبعاد وغرامات مالية باهظة، وقرارات منع سفر، إضافة لتمديد اعتقال عدد كبير من المعتقلين لأشهر طويلة دون توجيه تهم واضحة بحقهم.

أحكام بالسجن الفعلي:

أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (29) حكما بالسجن الفعلي بحق معتقلين مقدسيين، من بينها (28) حكما بالاعتقال الإداري "أي دون تحديد تهمة موجه لهم بشكل واضح"، إضافة لفرض غرامات مالية باهظة جدا تزيد من معاناة اعتقالهم.

قرارات بالحبس المنزلي:

رصدت محافظة القدس (44) قرارا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين من بينهم العديد من الأطفال.

قرارات الإبعاد ومنع السفر:

شهد شهر تشرين الأول إصدار سلطات الاحتلال (23) قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، منها (3) قرارات بالإبعاد عن الأقصى، كما سلمت قرارين للمنع من السفر خلال شهر تشرين الأول.

الانتهاكات بحق المعتقلين:

بالتزامن مع الحرب على غزة وفي 23 تشرين الأول، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمرا عسكريا لتعديلات مؤقتة فيما يخص الاعتقال الإداري، وهي: رفع مدة توقيف المعتقل، لفحص إمكانية استصدار أمر اعتقال إداري بحقه، من 72 ساعة، إلى 6 أيام، وتعديل عرض المعتقل على جلسة التّثبيت الأولى، حيث كانت سابقا 8 أيام، وأصبحت حاليًا 12 يومًا.

والهدف من هذا التعديل تنفيذ المزيد من حملات الاعتقال، والتسهيل على أجهزة الاحتلال في إصدار المزيد من أوامر اعتقال إداري، وإدارة الكم الكبير من المعتقلين، ومنهم المعتقلون إداريًا.

الانتهاكات ضد المؤسسات والمعالم المقدسية:

أجبرت سلطات الاحتلال في 24 تشرين الأول أهالي بلدة العيساوية على إزالة مئذنة مسجد التوبة بعد قرار إداري من بلدية الاحتلال بإزالتها بحجة وضعها بدون ترخيص.

وفي 18 تشرين الأول اقتحمت قوات الاحتلال البلدة واقتحموا المقبرة، وتعمدوا الدوس على قبري الشهيدين ليث أبو مرة ومحمد مصطفى.

كما أعاقت قوات الاحتلال وصول الطلبة المقدسيين إلى مدارسهم بسبب إغلاق الحواجز العسكرية، والعزلة التي فرضتها سلطات الاحتلال على مدينة القدس عقب اندلاع حرب غزة، واقتحمت مستشفى المقاصد في القدس المحتلة أكثر من مرة.

واعتدى المستعمرون على رجال الدين المسيحيين والحجاج والكنائس في البلدة القديمة، بالبصق وتوجيه الشتائم، وتكرر ذلك عدة مرات.

انتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين

ضيّق الاحتلال عمل الصحفيين المقدسيين خاصة خلال الأعياد اليهودية، وكان يجري تفتيشًا دقيقًا للصحفيين ويمنعهم من التغطية بالرغم من إظهار بطاقات الصحافة الدولية.

وفي 3 تشرين الأول أخلى الاحتلال منطقة باب السلسلة بالبلدة القديمة في القدس من الصحفيين وشدد إجراءاته في منع وصولهم للمكان.

وعقب ارتقاء الشابين العباسي وفرج في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى المبارك بالقدس المحتلة، احتجزت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية في محيط المكان.

وفي 15 تشرين الأول اعتدت قوات الاحتلال على الصحفي المقدسي رجائي الخطيب أثناء تواجده في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وأجبرته على مغادرة البلدة.

ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، ارتفع عدد الصحفيين الشهداء على غزة منذ 7 تشرين الأول، إلى (25) صحفيا.

استهداف الشخصيات الوطنية:

وثقت محافظة القدس، عدة اعتداءات على شخصيات وطنية خلال شهر تشرين الأول، حيث استدعت المحافظ عدنان غيث، وسلمته قرارا بمنعه من دخول الضفة الغربية، علما أنه يفرض عليه الحبس المنزلي المفتوح في منزله ببلدة سلوان منذ 4 أغسطس العام الماضي، وقدمت نيابة الاحتلال لائحة اتهام ضده تضمنت (17) خرقًا لقرار منعه من دخول الضفة الغربية منذ لحظة صدور القرار، وتطالب نيابة الاحتلال بتحويله للسجن الفعلي.

واعتقلت قوات الاحتلال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، وأفرجت عنه عقب تسليمه قرارا بالإبعاد إلى الضفة الغربية، علما أنه تفرض على الهدمي الإقامة الجبرية مكان السكن في حي الصوانة في القدس، كما أنه يمنع من السفر منذ 4 سنوات، كما يمنعه من دخول البلدة القديمة والأقصى منذ أكثر من عامين.

وحرضت مجموعات المستعمرين المتطرفين عبر منصة التلغرام، على أماكن منازل لنشطاء مقدسيين عبر نشر تطبيق خرائط جوجل، وتم التحريض للوصوا اليها واستهدافها وعرف منهم: منزل الشهيد خالد المحتسب، ومنزل شهداء آخرين، ورامي الفاخوري، ومصطفى أبو زهرة، والشيخ عكرمة صبري، وحمزة الزغير، وناصر الهدمي، وسماح محاميد.

كما قامت مجموعة من المستعمرين بنشر أسماء وصور كل من: الحاج توفيق أبو زهرة، وأمجد أبو عصب، وهنادي الحلواني، وناصر الهدمي، وحمزة زغير، والشيخ رائد صلاح، والشيخ عكرمة صبري في موقع سمي بـ«صائدي النازية».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل استشهاد الفلسطينيين الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الشهداء القدس جرائم الاحتلال الإسرائيلي شهداء القدس شهداء فلسطين مصابي فلسطين مصابين القدس الاحتلال الإسرائیلی شهر أکتوبر الماضی شهر تشرین الأول الأقصى المبارک سلطات الاحتلال البلدة القدیمة قوات الاحتلال القدس المحتلة المسجد الأقصى محافظة القدس عملیة هدم خلال شهر

إقرأ أيضاً:

الأقصى تحت الحصار في رمضان: موسم العبادة في مواجهة القمع

تحتضن مدن العالم شهر رمضان بالكثير من المشاعر والرمزيّة، إلا أن هذا الشهر الفضيل له وقعٌ مختلف في فلسطين عامة، وفي مدينة القدس خاصة، فإلى جانب ما يحمله من معاني إيمانيّة ودينيّة، وما يتضمنه من شعائر وعبادات، وعلاقة كل ما سبق بالمسجد الأقصى، وموقعه ومكانته، يُعدّ رمضان أحد مواسم مواجهة الاحتلال ومخططاته، ففي أيامه تزداد أعداد المرابطين في الأقصى، ويشهد مشاركة الآلاف في الإفطار في ساحاته والصلاة في جنباته، إضافة إلى الاعتكاف في لياليه، وقضاء الوقت بين العبادة والتدبر.

ولكن هذه الشعائر لا يُمكن أن تكتمل من دون تنغيصٍ من قبل الاحتلال وأذرعه الأمنية والاستيطانيّة، فازدياد أعداد المصلين والمرابطين في المسجد تشكل خطرا على مشاريع المحتلّ التهويديّة، ومحاولاته الحثيثة الرامية إلى تقليل أعداد المصلين في المسجد، في مقابل رفع أعداد المستوطنين، وما يرافق الوجود اليهوديّ داخل الأقصى من طقوسٍ توراتيّة علنيّة، واعتداءات متصاعدة، وبطبيعة الحال فرض العقاب الجماعيّ على الفلسطينيين، واستمرار حصار أي مظاهر جماعيّة لها علاقة بحياة الناس ومعاشهم ودينهم.

ازدياد أعداد المصلين والمرابطين في المسجد تشكل خطرا على مشاريع المحتلّ التهويديّة، ومحاولاته الحثيثة الرامية إلى تقليل أعداد المصلين في المسجد، في مقابل رفع أعداد المستوطنين، وما يرافق الوجود اليهوديّ داخل الأقصى من طقوسٍ توراتيّة علنيّة، واعتداءات متصاعدة
وأمام تصاعد محاولات الاحتلال خنق فرحة المقدسيين بشهر رمضان، واستمرار فرض القيود المختلفة على الفلسطينيين الراغبين بالعبادة في الأقصى في هذا الشهر، نسلط الضوء في هذا المقال على أهداف الاحتلال من تصعيد العدوان على القدس والأقصى في رمضان، وعلى الإجراءات والتوصيات التي بدأت أذرع الاحتلال العمل عليها في الأسابيع الماضية وما يمكن أن يحدث من تطورات خلاله.

إلى ماذا يسعى الاحتلال من التصعيد في رمضان؟

على الرغم من تصاعد العدوان على قطاع غزة ولبنان خلال عام 2024، لم تتوقف أذرع الاحتلال عن اقتحام المسجد الأقصى، ففي رمضان الماضي فرض الاحتلال قيودا كثيرة على المسجد، وعلى مكوناته البشريّة، ولكن ما هي الأهداف الكامنة خلف تصعيد القيود والاعتداءات في هذا الشهر:

- ترسيخ العقاب الجماعي على المصلين وعلى الأقصى، ردا على أي جهد مقاوم يقوم به الفلسطينيون، وخاصة عملية "طوفان الأقصى"، ومركزية المسجد في الهبات الفلسطينية السابقة.

- تأتي هذه الإجراءات مدفوعة من الصهيونية الدينيّة، التي تشكل جزءا مهما من حكومة نتنياهو، وتُرجح بعض المصادر أنّ قبول "الصهيونية الدينيّة" بصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة، جزءٌ من ثمن ذلك إطلاق يديها في العدوان على المسجد وتهويد المدينة المحتلة، وإعطاؤها المزيد من الصلاحيات في القدس والأقصى.

- استمرار المخططات السابقة الرامية إلى فرض الوجود اليهودي داخل الأقصى، والمضي قدما في استراتيجية "التأسيس المعنوي للمعبد"، وفرض المزيد من الحصار على المكون البشري الإسلامي، وما يمثله شهر رمضان كحجر عثرة أمام هذه المخططات، لما يشهده المسجد من حضورٍ إسلاميّ كثيف كما أسلفنا، ويصل في أيام الجمع وليالي القدر إلى عشرات الآلاف.

كيف مرّ رمضان في عام 2024؟

مع بدايات شهر رمضان الماضي في 14 آذار/ مارس 2024، نصبت شرطة الاحتلال أقفاصا حديديّة متنقلة عند أبواب الأقصى: الملك فيصل، والغوانمة، والحديد شمال المسجد الأقصى. وبحسب مصادر مقدسية استبدلت قوات الاحتلال الطاولة والكراسي البلاستيكيّة، والسواتر الحديديّة بهذه الأقفاص الثابتة، بهدف حماية عناصر شرطة الاحتلال المتمركزين عند أبواب المسجد.

وتحاول سلطات الاحتلال القضاء على أي محاولات لتعزيز الرباط داخل المسجد الأقصى، لذلك تمنع الاعتكاف في المسجد، وتتعامل بالعنف مع المعتكفين، وفي سياق محاولات الاحتلال ضرب الاعتكاف، شهد رمضان 2024 استمرارا للقيود المفروضة على الاعتكاف، فقد منعت أهالي الضفة الغربية من دخول القدس والأقصى بشكلٍ كامل، ولم تسمح إلا لفئة قليلة جدا، على أن يمتلكوا تصاريح خاصة وبطاقة "ممغنطة" يصدرها الاحتلال، إضافة إلى قيودٍ عمرية، ومنع البقاء في المسجد بعد الساعة الخامسة مساء.

ومع الليلة الأولى من شهر رمضان في 10 آذار/ مارس 2024، عرقلت قوات الاحتلال دخول المصلين إلى الأقصى لأداء صلاتي العشاء والتراويح، ما اضطر عشرات الشبان لأداء الصلاة أمام أبواب الأقصى.

وفي سياق متصل عملت أذرع الاحتلال على التنكيل بالمعتكفين داخل المسجد، ففي 14 آذار/ مارس 2024 اقتحمت قوات الاحتلال الأقصى، ودنست المصلى القبلي أثناء الاعتكاف، وتمركزت في محيط المصلى، واعتقلت شابين أثناء محاولتهما الخروج من المصلى.وعلى الرغم من قرار شرطة الاحتلال وقف اقتحامات الأقصى في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان وأيام عيد الفطر، حيث استمرت اقتحامات الأقصى حتى يوم 28 آذار/ مارس 2024، إلا أن اعتداءات شرطة الاحتلال بحق المعتكفين لم تتوقف، فقد نقلت مصادر إعلامية عن المعتكفين بأن شرطة الاحتلال بالإضافة إلى عناصر من القوات الخاصة دأبت على اقتحام الأقصى طيلة شهر رمضان، وخاصة في العشر الأواخر، وقاموا بتفتيش المعتكفين، والتحقيق معهم في الساحات وداخل الخيام بشكل عشوائي، وصوروهم ودققوا في بطاقاتهم الشخصية.

وكشفت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت خلال ليالي الاعتكاف، ما بين 15 آذار/ مارس 2024 و4 نيسان/ أبريل 2024، أكثر من 25 معتكفا من داخل الأقصى وخيام الاعتكاف، وشملت الاعتقالات فلسطينيين من القدس المحتلة، والضفة الغربية، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48. وذكرت صحيفة ماكور ريشون اليمينيّة المتطرفة أن عدد المعتقلين (من المعتكفين والمصلين) في الأقصى خلال شهر رمضان الماضي تجاوز 100 معتقل. وشهدت الأيام الأخيرة من ذلك الشهر جملة من الاعتداءات، نسلط الضوء على أبرزها:

- اقتحام قوات الاحتلال الأقصى، على مدار الساعة، وإرهاب المعتكفين ومراقبتهم عن كثب.

- تسليط طائرة مسيرة (درون) فوق خيام المعتكفين شرق المصلى القبلي لمراقبتهم.

- استخدام كاميرا مراقبة متحركة بتغطية 360 درجة.

- الاقتحام المباغت لخيام المعتكفين في ساعات متأخرة من الليل.

- منع إدخال مركبة وجبات السحور في أيامٍ متفرقة.

- منع بعض المعتكفين من إدخال خيامهم.

نقاشات أمنية وقيود مرتقبة في رمضان 2025

دأبت أذرع الاحتلال التحضير للتصعيد في رمضان مبكرا وخاصة من قبل "منظمات المعبد"، ولكن اللافت في هذا العام، أن المستوى الأمني كان أول من تحدث عنها، وبدأ تخويف المقدسيين من الاعتكاف في المسجد، ففي بداية شهر شباط/ فبراير 2025، توعّد مسؤول منطقة العيساوية في مخابرات الاحتلال، بالضرب بيد من حديد لمن يخلّ بالأمن في القدس في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، وقال على حسابه في فيسبوك: "نعلمكم أن المشاركة بالإخلال بالنظام والعنف، نتائجه سترتد على من يقوم بها وعلى عائلته والمجتمع، وسنعمل بكل حزم ضد كل من يحاول المس بالهدوء والنظام في الحرم الشريف". وكذلك وُزِعَتْ منشورات على أهالي العيساوية بهذا الخصوص. وإلى جانب هذه التهديدات شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات وإبعاد طالت عددا من المرابطين في الأقصى، والأسرى المحررين.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر عبرية بأن المستوى الأمني رفع إلى حكومة الاحتلال توصيات أمنية حول الإجراءات المزمع فرضها خلال شهر رمضان، وجاءت هذه التوصيات عقب مشاوراتٍ عقدتها وزارة الجيش في حكومة الاحتلال، والشرطة الإسرائيليّة، إلى جانب كل من "الشاباك" ومصلحة السجون، وأوصت هذه المؤسسات الأمنية السماح لـ10 آلاف فلسطينيّ من الضفة الغربية بالوصول إلى المسجد الأقصى، مع تحديد أعمار المستفيدين من هذه التصاريح؛ حيث يُسمح للرجال الذين تبلغ أعمارهم 55 عاما أو أكثر، والنساء اللواتي تبلغ أعمارهن 50 عاما أو أكثر بالدخول، كما يُسمح للأطفال حتى سن 12 عاما بالدخول برفقة شخص بالغ، وزعمت هذه المصادر أنّ شرطة الاحتلال ستحدد أعداد المصلين في يوم الجمعة خلال شهر رمضان بعشرة آلاف مصلٍّ فقط.

وعلى الرغم من عدم إشارة المصادر العبريّة إلى ما إذا وافقت حكومة الاحتلال على هذه التوصيات، إلا أن شرطة الاحتلال أطلقت استعداداتٍ أمنية تُضاف إلى التوصيات الآنفة. فقد قررت الشرطة الإسرائيلية منع الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية من دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، إضافة إلى وضع الشرطة قواتها في حالة تأهب قصوى، وأعلنت نشرها نحو 3,000 شرطي يوميا على الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس وصولا إلى المسجد الأقصى، ما يعني أن القيود التي تفرضها على الفلسطينيين خلال التنقل في أزقة البلدة القديمة ستتزايد بالتزامن مع رمضان.

من خلال استقراء سلوك الاحتلال في السنوات الماضية، فإنها الأذرع الأمنية تنفذ قيودا أخرى، أصبحت اعتياديّة خلال شهر رمضان، أبرزها استمرار اقتحامات المستوطنين للأقصى بشكل شبه يوميّ، وعرقلة المظاهر الاجتماعيّة المرتبطة برمضان
ومن خلال استقراء سلوك الاحتلال في السنوات الماضية، فإنها الأذرع الأمنية تنفذ قيودا أخرى، أصبحت اعتياديّة خلال شهر رمضان، أبرزها استمرار اقتحامات المستوطنين للأقصى بشكل شبه يوميّ، وعرقلة المظاهر الاجتماعيّة المرتبطة برمضان، على غرار منع الباعة المتجولين، والتضييق على المحال التجاريّة، وفرض الغرامات بحقهم لأعذارٍ واهية، وصولا إلى استهداف زينة الشهر في أحياء المدينة وأمام المنازل، وعرقلة عمل المسحراتي، بذرائع الضوضاء وإزعاج المستوطنين.

أخيرا، لم يعد تأثير التيار الديني الصهيونيّ عند المستوى السياسي فقط، بل أصبح جزءا أساسيا من الشرطة الإسرائيليّة، ويقود الشرطة في القدس المحتلة، وهو ما يمنح هذا التيار تأثيرا مباشرا في سلوك شرطة الاحتلال في القدس والأقصى. وأمام تصاعد الاعتداءات خلال رمضان الماضي، وخلال الأشهر الماضية، فبلا شك سيتصاعد العدوان على المسجد خلال رمضان، وخاصة محاولاتهم عزل الأقصى عن مكوناته البشرية، ومنع الاعتكاف في المسجد بشكلٍ شبه كامل.

وتظلّ الأسئلة الملحة عن الاستجابة الممكنة تجاه ما يجري في المسجد من حصارٍ وعدوان، وعن قدرة الجماهير الفلسطينيّة استعادة زمام المبادرة على غرار الهبات التي جرت في أعوامٍ ماضية دافعت فيها هذه الجماهير عن الأقصى وعن حقوقها فيه.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يخطر فلسطينيًا في العيسوية بإخلاء منشآته الزراعية خلال 24 ساعة
  • النزاهة: ضبط 20 متهماً بــ11 عملية نُفذت في شهر كانون الثاني الماضي
  • 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك.. صور
  • بالصور: 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • الاحتلال يشدد القيود في القدس والمسجد الأقصى خلال رمضان
  • قوافل حياة كريمة تناظر 940 مواطن بالبحر الأحمر خلال شهر
  • الأقصى تحت الحصار في رمضان: موسم العبادة في مواجهة القمع
  • 70 عملًا مقاومًا ضد الاحتلال في القدس والضفة خلال أسبوع
  • رئيس أركان الاحتلال يعرض على سلطات غلاف غزة التحقيقات بأحداث 7 أكتوبر
  • اعتقال مروج قرقوبي ضواحي مراكش في عملية مشتركة بين الأمن والدرك