صحيفة أثير:
2025-04-10@07:44:33 GMT

راكموا كلّ الفظائع، فوالله لن ننسى

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

راكموا كلّ الفظائع، فوالله لن ننسى

أثير – مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري

افعلوا الأفاعيل فالعدّاد شغّال ..
أقسم بالغيظ الشديد إنّ ذاكرتنا الجماعية تسجّل كلّ جرم بعناية فائقة ..غير مسبوقة ..فجنّوا يا أولاد الشيطان ..وهدّموا كلّ شيء ..بدءا بالإنسان معجزة الله، وثقوا أنّنا بالمرصاد لأيّ فعلة تصدر منكم، سنسجّل الحركات والأفعال والتمتمات .

.والنيات التي تنوون القيام بها ..، سنحاسبكم في يوم القيامة الأرضية، أنتم ترونه بعيدا ومستحيلا ونحن نراه قريبا جدّا

يا أبالسة الجنس الإنساني ..
وإليكم قائمة أولى لما سجلناه ووثقناه في الذاكرة المرئية الخالدة:
ـ أيدي الأطفال اللينة وأرجلهم كذلك ..مكتوب عليها أسماءهم لكي يعرف الناس من مات منهم ..وهم نيام حالمون بكأس ماء نظيف ..وهوى عليهم حقدكم وجبنكم ..فارتقوا إلى ربهم مشتكين إلى الله من انتمائهم لجنس فيه أمثالكم.

ـ صورة الصحفي على المباشر ..يقطع تسلسل الكلام ..ويبكي على نفسه ..وعلى العالم المتوحش ( الحرّ ) ..وينزع مظلته وبدلته الصحفية ويجهش بالبكاء

ـ ثمّة صحفي آخر ..ظلمتموه حين قتلتم أحباءه وقرة عينه ..وهو وائل الدحدوح .. الذي لخّص لكم كلّ شيء بأن قال : معلش ..وسوف تترجمها أجيال متعاقبة بأشدّ العبارات والأفعال والمواقف
يا ويلكم …….

ـ الطريق الساحلي ..قرب البحر والقافلة المريضة الجريحة، تسقط عليها مرضكم القاتل فينتشر الأجساد على اسفلت الطريق ..في مشهد شاهد على شغفكم بالدم ..أشلاء موزّعة ومفرقة على مرأى الشعوب المتشدقة بالحرية والديمقراطية ..طز طز طز …..

ـ نساء ..يرقبن السماء ..ويلقمن النار بحطب ..كان قبل القصف خشب البيوت ..، يصنعن به أرغفة لبطون ضامرة ..، تلك هي المرأة الفلسطينية المقاومة ..، تضغط على الجرح وتقوم لتعدّ الخبز وما تيسر من أكل لأطفالها وللمقاومين ..، الله أكبر ..لم أر نساء يخبزن أرغفة الخبز بالدم إلاّ الآن ..، هذا ليس شعرا ..نعم اختلط الدم بالخبز ولا حول ولا قوة إلا بالله ………

ـ أب يحمل نصف ابنته ويصيح ..، يقول كلاما مبهما ..، يا ويلكم من آلاف الآباء مثل هذا المتعفّر بالتراب ..، الواضحة طريقه وضوح الثأر ..، يا ويلكم منه ..أين ستختفون في جوف دبابة أو في طائرة نفاثة ..، سيأتي اليوم الذي يواجهكم فيه : وجها لوجه ..أخشى أن أقول إنّ زمن التوحش الضاري قد افتتحتموه ..بفظائع غزة ..والله شاهد على ما أقول …

ـ البنات الجميلات الرقيقات يبكين كما لم يبكين من قبل ، هنّ خائفات ومذعورات من السماء المفتوحة على القنابل الفوسفورية الحارقة، إلى أين الفرار ..ولا مهرب لهنّ إلا تنورات أمهاتهنّ ..الحائرات في قدرهنّ القاسي ..، البنات إن نجين من المحرقة ..سيلقن أبناءهنّ الدرس: لا عيش ما دام الكيان الصهيوني في الوجود …

هذا القليل القليل ..ممّا سجلناه ..ووثقناه بالصورة والصوت ..، ومهّدنا له بأشعار كثيرة من ضمنها هذا المقطع كتوصية للأجيال القادمة والمتعاقبة:

اهدأ اهدأ
ماذا؟
دمك الوثنيّ يُراق ولحمك يُنهش في كلّ مكانْ
لا بأس،
عليك فقط بالعدّْ
وغدا، حين تطول اليدْ
كلّ شهيد أشعل في ذكراه بلدْ

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

الساعة

من العايدين. وهذان موقفان متباينان في الظاهر لكن وجهة النظر في الموقفين واحدة. أولهما قبل 250 عاما والثاني قبل سبعين عاما. الأول مع سيد من سادة حضرموت والثاني موقف مع الداعية الأمريكي الأسود الشهير مالكولم إكس الذي نال الشهادة بطلقات الرصاص في فبراير 1965م ـ وهو يلقي خطابا في جموع المسلمين في مانهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية.
فقد أهدى رجل ساعة إلى الداعية السيد عبد الله بن حسين بن طاهر المتوفي عام 1220 هـ فامتنع عن استلامها وقال للمهدي: أنا لا أحتاج ساعة لأن وقتي مرتب على قراءة القرآن وأداء الفرائض والرواتب والأذكار فالساعة سوف تشغل بالي وتبلبل أوقاتي. وقد نظم السيد بن طاهر أنشودة تسمعها في حضرموت في الأعياد وفيها التضرع إلى الله كما أن فيها الاهتمام بالوقت والحرص على استغلاله في الطاعات لله سبحانه، حتى إذا جاء الموت، كنا راضين ومستعدين له بما قدمنا في حياتنا الدنيا.
قال رحمه الله:
يا معيد الأعياد
عِد علينا الأعياد
بالرضا والإمداد فوق ما له نعتاد
والتزام الطاعات في جميع الأوقات
حافظين الأعمار مقتــــــفين الآثار
أما مالكولم إكس، فقد اشتهر عنه قوله إنه لا يطيق مقابلة أي إنسان بدون ساعة. فمن شدة حرصه على الوقت كان يعتبر من يقابلهم وهم لا يلبسون ساعة، أنهم غير جديرين بالتحدث معه باعتبار أن الأيدي العاطلة عن الساعة، دليل على عدم التزامهم المحافظة على الأوقات التي هي أثمن ما في الحياة الدنيا. وإذن فقد كان الحبيب بن طاهر قدوة حين رفض الهدية الساعة لأنه تشغله عن ترتيب أوقاته كما كان مالكولم إكس قدوة وهو يصرّ على وجود الساعة حرصا على عدم تضييع أوقاته.
وفي جدة، حضرت محاضرة للدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي حوالي عام 1996م. وكان متوقعا وصوله الساعة الثامنة مساء في قاعة المحاضرات. وأذكر وقتئذ أنه كان بجانبي الأستاذ علي الحسون رئيس تحرير البلاد الأسبق الذي قال لي ونحن في انتظار المحاضر الآن سوف نتحقق من الأسطورة. ويقصد أن الدكتور أسطورة لأنه لا يمكن أن يتخلف عن موعد قط. وفعلاً ما أن دقت الساعة الثامنة إلا والأسطورة قد ظهرت أمام عيني وها هو صاحبها يسحب الكرسي الذي سيجلس عليه أمام الجمهور لإلقاء محاضرته.
لقد كان اختراع الساعة عملاً عظيما قدمته الحضارة الإسلامية للعالم قبل إثني عشر قرنا، وظهرت حسب علمي في قصة إهداء الخليفة هارون الرشيد ساعة إلى ملك فرنسا شارلمان الذي اندهش حين وصلته الهدية العجيبة.
إننا بحاجة أكيدة وماسة إلى حفظ الوقت والحرص على شغل الوقت لأنه جوهر الحياة.

مقالات مشابهة

  • الوطن وعي
  • الحل الوحيد
  • حزب الله يبدي استعداده لمناقشة مستقبل سلاحه
  • الدرس انتهى لموا الكراريس.. حتى لا ننسى ذكرى مذبحة مدرسة بحر البقر
  • رداً على افتراءات عوض ابراهيم عوض
  • داليا الياس: (..) لعنة الله تغشاك أينما حللت
  • الساعة
  • كراكتير عمر دفع الله
  • كتائب حزب الله تنفي موافقتها على نزع سلاحها
  • في نَصرِ اللهِ وسُننه